السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
تفسير الشيخ الشعرواي رحمه الله
فإياك أن تظن أن المدد بالثلاثة آلاف أو الخمسة آلاف،
الذين أنزلهم الله وأمدكم بهم أو بالملائكة المدربين على القتال..
إياكم أن تظنوا أن هذا المدد، هو شرط في نصر الله لك.
بذاتك أو بالملائكة؛
إنه قادر على أن ينصرك بدون ملائكة،
ولكنها بشرى لتؤنس المادة البشرية،
فساعة يرى المؤمنين أعداداً كبيرة من المدد،
والكفار كانوا متفوقين عليهم في العدد،
فإن أسباب المؤمنين تطمئن وتثق بالنصر.
إذن فالملائكة مجرد بُشرى،
ولكن النصر من عند الله العزيز الذي لا يٌغلب.
وكل الأمور تسير بحكمته التي لا تعلوها حكمة أبداً.
ويقول الحق من بعد ذلك:
{ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ }
تعقيب
النصر لايكون إلا من عند الوهاب سبحانه
الذي يهب العزة والنصر من يشاء
وينزعها ممن يشاء
جعل النصر هبة منه سبحانه
لايمنحها غيره
مهما كانت المعطيات المادية
التي يصورها سحرة فرعون
لناس في كل أبواقهم
التي ينفقون عليها أموالا طائلة
ستكون وبالا عليهم وحسرة
يوم يعض الظالم
على يديه ندما
لأنه فضل تقبيل الأيدي
والركوع والخنوع
بدل
اتباع شرع الله في البراء والموالاة
قد مر من قبلهم
أقواما صاروا أحاديث
وماهم عنهم ببعيد
ولكن
ما السبيل
لقلب أشرب هواه
ولايرى ماوراء هذه الحياة
وأنها مجرد أياما معدودات
تحالفت الأحزاب
وجاءت للقضاء على الاسلام
جاءت بخليها ورجلها
وتحالفت مع اخوة القردة والخنازير
واشتد الخطب
وتبث الصف الموحد
مع المربي الرباني
شاركهم بناء الخندق
حمل الأحجار على عاتقه
ربط الحجر على بطنه جوعا
وعجزوا عن كسر صخر
لجأوا إلى رسولهم صلى الله عليه وسلم
لكسر صخر اعترضت طريقهم
كسر الصخرة بالفأس
وزرع الأمل في نفوس الصحابة
جاؤو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشتكون من صخرة
إنه المربي الرباني
صلى الله عليه وسلم
أَخَذَ الْمِعْوَلَ وَقَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ " ،
وَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا ، فَقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ،
أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " ،
ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ ، فَقَطَعَ ثُلُثًا آخَرَ فَقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ ،
وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الأَبْيَضَ " ،
ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ " ، فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ ، فَقَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ،
أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي السَّاعَةَ " .
في قمة الإبتلاء
أبدًا لايتزعزع إيمان الموحد
الذي يعلم إن مقاليد الكون
بيد واحد أحد
لايوجد جهة
لايوجد قوة
يمكن أن توقف أمر الله
أو تحول بين نصر
كتبه الله لنفسه ولدينه
وقسم لفئة من خلقه
بصفات خاصة
أوفر الحظ والنصيب
تذكر دائما وابدأ
إن الأمر كله لله
وبيده وحده سبحانه
وكل مايحدث
هو لحكمة يعلمها هو
علمها من علمها وجهلها من جهلها
ولكن
حينما ابتعدت النفوس الدنيئة عن القران
عقابا لهم وحرمانا
أشربت نفوسهم
الضعف والهوان
مما أقبلت عليه نفوسهم
من المناهج الوضعية
وكتابات الملاحدة
والأفاكون
والمرجفون
ومن يعتقدون في قوة المادة
ويؤمنون بالطاغوت
فصاروا إلى ماصاروا إليه
يعتقدون النصر
يستجدى من كل جعل ودون
رغم كل مايقال
رغم كل ماينقل
النصر لايوهب إلا من الله
فأغمض عين قلبك
عن كل التكهنات
وعش مع اليقين
والحقائق التي أنبأك بها القرآن
منذ قرون
ولا راد لأمر الله
ولاتدع لهم سبيلا
لزرع الهزيمة النفسية التي ثبث
على مدار الساعات
لأنك تملك
النبأ العظيم
بين يديك الهدى
والبصائر
والشفاء
بين يديك خريطة الطريق ياموفق
أقبل
ولاتخف
لأن بين يديك
حبل الله المتين
تمسك به في زمان يحارب فيه علانية
حتى ممن يحسبنا علينا
من بني جلدة
وحسبنا الله ونعم الوكيل
في أذناب ممن لايرجون لقاء الله
يتتبعون آيات الله نقدا
وتكذيبا
ويرمون شرعه بالإفك
أسأل الله أن ينزل عليهم من بأسه وبطشه مايجعلوهم عبرة لمن
يسلكون مسلكهم
انتهت كل علومهم
واختراعتهم
وانجازاتهم
ولم يبقَ لهم سوى معجزة الله
التي حفظها وتكفل بحفظها
خاضوا في أيات الله
خوضا لم يفعله حتى أبو جهل وابو لهب
ولكن
تبا لهم
وبؤسا لهم
سيتم أمر الله
والله متم نوره
موتوا بغيظكم
وعليكم من الله ماتستحقون
والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
بغية نشر الهزيمة النفسية
تعليق