جعل الله تعالى بين المرأة والبيت علاقة وطيدة حيث نجد من لطائف القرآن الكريم أنه يضيف البيوت للنساء دون أزواجهن، فبرغم تعب الرجل في بناء البيت مادياً وتملكه شرعاً وقانوناً،
إلا إن القرآن الكريم نسبه للزوجة دون الزوج، وفي هذا من الحكم واللطائف الشيء الكثير،
ولذلك سأحاول بيان بعض هذه الحكم لتتجلى عظمة القرآن في تربية النفوس والمجتمعات.
الآية الأولى قال الله تعالى:
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ} [يوسف : 23]
برغم كون العزيز ملكاً على دولة كبيرة،
إلا إن بيته نسب لزوجته وليس له، فلم يقل: القرآن وراودته التي هو في ملك زوجها عن نفسه،
ولم يقل: وراودته التي هو في بيت زوجها عن نفسه،
إنما قال وراودته التي هو في بيتها عن نفسه.
وفي هذا إشارة إلى مكانة المرأة في بيت الزوجية فكأنها مالكه الفعلي، لكونها القائمة بشؤونه.
كما تحمل الآية إشارة إلى امتلاك امرأة العزيز لقلب زوجها وحبه الشديد لها حتى صارت جميع ممتلكاته كأنها ملك لها.
فنجد أن المرأة نسبت للعزيز وبيت العزيز نسب للمرأة ولم ينسب العزيز للمرأة.
وهذا تصوير دقيق للعلاقة التي كانت تربط عزيز مصر بزوجته.
وحتى مع علمه أنها هي من راودت يوسف عن نفسه لم يطلقها،
إنما اكتفى بأمر يوسف بكتمان الخبر ونسيان الواقعة، وأمرها بالاستغفار كما قال تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [يوسف : 29]
لذلك برغم إرادة الزوجة خائنة زوجها نسب البيت لها ما دامت لم تقع في الفاحشة التي تسلبها شرف هذه النسبة.
يُتَّبَعْ ...
تعليق