وسائل لضبط حفظ متقن
.
أول أساليب ضبط القرآن العزم الصادق
على ضبط محفوظك؛ عزمٌ وعزيمة صادقة مع الله،
وأكرر: صادقة مع الله، صادقة مع الله؛
(فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) [محمد: 21].
عزيمةٌ تجد حرارتها في قلبِك، تدفعك لنَيل مرادك وضبط حظِّك من كتاب حبيبك وربك.
ثانيها: وهو الشِّريان الذي يضمن لك ضبطًا للقرآن لا يَخور ولا يحور:
سؤالُ مُنزل القرآن أن ينزله في قلبك.
قال تعالي :
(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[غافر: 60]
(أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)[البقرة: 186]
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً)[الأعراف: 55]
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180].
3⃣- المعاهدة، وما أدراك ما المعاهدة؟!
وهي شطران:
فشطر عهدٌ بين الله وبين نفسِك أن تتقن كتابه.
وهذا هو الدافع القويٌّ لشطرها الثاني، وهو معاهدة مراجعته وتلاوته وتَكراره وترداده؛ بحزبٍ منه تبدأ ومنه تنطلق وإليه تنتهي. فافهم يا ثمرة القلب!
4⃣ -التتلمُذ
فهذا الكتاب تواتَر كابرًا عن كابرٍ، وأفاضلَ عن أفاضلَ، حتى بلغَنا، ترعاه عنايةُ الرب.
ولذا؛ فمن أراد ضبط الكتاب لفظًا وحفظًا، فليَثنِ ركبتيه، ويَمدَّ ساعديه، عند شيخ يرتضيه دينًا وإقراءً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَن غدا إلى مسجدٍ لا يريدُ إلا أن يتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه، كان له كأجرِ حاجٍّ، تامًّا حجَّتُه))؛
[قال الألباني: حسن صحيح].
5- الحزب :
اجعل لك حزبًا لا تدَعه أبدًا، ووِردًا لا تجد رِيَّك إلا منه، وحظًّا لا تفرِّط فيه ما بقيتَ؛ فبذلك ستحفظ وتضبط، وتتقن وتثبِّت.
واجعل قدوتك نبيَّك صلى الله عليه وسلَّم وصحابتَه رضوان الله عليهم؛ فقد كانوا يُحزِّبون القرآن سبعًا.
6⃣- افهم أولاً:
ستُتقِن من كتابِ الله ما فهمتَ معناه، وبان لك غريبُه، وحالُ القوم ساعةَ نزوله؛ لأنَّ ذلك يثبِّت أطنابًا أكثر تُمسِك بالآية في أرض قلبك؛ فيبعد نسيانها، واعلم أنَّه يَعسُر على العقل وعيُ ما لم يعِه القلب.
•ولذا يُنصح باقتناء المصاحف المُحشَّاة بالتفسير.
7⃣ -(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل: 6]؛
أشدُّ وطئًا على الجَنان، وعلى اللِّسان، وعلى الأركان.
•سبيل الإتقان، وسيما الصالحين، وأَمَارة المتقين؛ (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ)
[الإسراء: 79].
8⃣- الاستماع بوابة الإتقان :
احرص على تلقِّي هذا الكتاب من أفواه الشيوخ وأهل الإقراء والمتقنين؛ إذ إنَّ الاستماع سبيلٌ للنطق الصحيح والتلاوة السويَّة،
بيدَ أن جُملة من الكلمات بالرسم العثمانيِّ قد يُخطَأ في نطقها بسبب مخالفة النطق للرسمِ والرقم.
9⃣ -تزكية محفوظك من خلال إسدائه لقلب غيرك، وإفراغه في وعاء سواك.
فعلِّم وأقرئ وسمِّع؛ تَكمُلْ لك الخيريَّة، وتنَل به الأفضلية، وتَحُزْ حفظًا لا يبارى، وتحصِّل ضبطًا لا يضاهى.
( خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه )
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
|خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
10-التحبير إكسير الإتقان :
•يَزيده حلاوةً، ويحليه زيادة، فـ ((زيِّنوا القرآنَ بأصواتِكم؛ فإنَّ الصوتَ الحسنَ يزيدُ القرآنَ حُسنًا))،
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد على شرط مسلم
ويَزيد مُريد الضبط ضبطًا؛ فإن مما يذكِّرك بالآية ترتيلٌ كنت تنهجه، ويثبِّتها ويبثُّها على الجَنان واللسان.
مُقصيًا التكلُّف، فينسحب ذلك على الصوت؛ تاركًا الضبط وراءك ظهريًّا.
•اللهمَّ اجعَلْ القُرْءَانَ العَظِيمَ رَبِيعَ قلوبِنا.
تعليق