هذه آية كريمة وردت في سورة الأعراف المكية، نقرؤها في كتاب الله - عز وجل- وكثير منا لا ينتبه لمعانيها ومدلولاتها العظيمة وهي آية فيها تعريض بالذين أُخِذَ عليهم ميثاق الكتاب من أهل الكتاب ودرسوا ما فيه، ثم هــم لا يتمسكون بالكتاب الذي درسوه، ولا يعملون به، ولا يحكِّمونه في شؤونهم وحركاتهم، ولا في سلوكهم وحياتهم.
لكنَّ هذه الآية تبقى- من وراء ذلك التعريض- عامة؛ تعطي مدلولها كاملاً لكل جيل، ولكل حالة على مرِّ العصور.
فهي تصوِّر مدلولاً واضحاً يكاد يُرى؛ مدلولاً يوحي بوضوح بالتمسك بالكتاب بقوة وجدٍّ وصرامة؛ ولهذا نجد أن قراءة الجمهور لـــــــ {يمسِّكون} بالتشديد، فيها صبـــغة لفــــظية خاصة؛ تـــــــوحي بمعنى التــــكرير والتكثيـــــــــر للتمسك بكتاب الله - تعالى - وبدينه، وهذا التمسك كما تفيد هذه القراءة يحتاج إلى الملازمة والتكرير لفعل ذلك، وهذا من أسباب الثناء عليهم [1].
ولتعلم – أيها المؤمن - أن الجد والقوة والصرامة في التمسك بكتاب الله لا تنافي اليسر والسهولة، ولكنها تنافي التميع والتساهل! ولا تنافي سعة الأُفق ولكنها تنافي الاستهتار! ولا تنافي مراعاة الواقع، ولكنها تنافي أن يكون (الواقع) هو الحكم في شريعة الله! فهو الذي يجب أن يظل محكوماً بشريعة الله!
يُتَّبع
تعليق