إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحياة مع القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحياة مع القرآن







    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ

    أحمده سبحانه جعل كتابه للمؤمنين هدى , وأصلي على من جُعل القرآنُ ربيع قلبه , ونور صدره ثم اهتدى أما بعد :
    الحديث عن القرآن حديث عظيم , لأنه حديث عن كتاب عظيم , وما كتبت عن القرآن يومًا أو تحدثت عنه إلا اجتمع لي أمران الفرح والخجل , فأفرح لأني أتكلم عن كلام الله , وأخجل لأن مثلي يتكلم عن هذا الكلام , ولكني أحمده عز وجل أن أذن لمثلي أن يتكلم عن كلامه .
    ولو أراد المرء أن يُسهب في الحديث عن كلام الله , لفني العمر ولم ينته من الحديث بعد , ولكن لعلي أتكلم عن كيف يتأثر المسلم بالقرآن .

    صح عن عثمان رضي الله عنه وأرضاه أنه قال " لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم " ذلك أن القرآن كلام الله , وكلامه صفة من صفاته .


    نتأمل –أولًا - في كرامة القرآن لأهله جاء عند الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    يجيءُ {صاحبُ }القرآنِ يومَ القيامةِ فيقولُ : يا ربِّ حلِّهِ، فيُلبسُ تاجُ الكرامةِ، ثم يقولُ : يا ربِّ زدهُ، فيُلبسُ حُلَّةَ الكرامةِ، ثم يقول : يا ربِّ ارضِ عنهُ، فيقالُ : اقرأْ وارقأْ ويزادُ بكلِّ آيةٍ حسنةً .
    الراوي: أبو هريرة
    المحدث: الترمذي -
    المصدر: سنن الترمذي -
    الصفحة أو الرقم: 2915
    خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح [وروي موقوفا على أبي هريرة وهو أصح]

    فمن لي بمثلك يا صاحب القرآن نلت تاج الكرامة وحلتها وفزت بالرضى من الرحمن .

    إن العيش مع القرآن عيش كريم , ونعمة يتفضل بها الله على من شاء من خلقه , وحياة تعجز العبارات أن تعبر عنها , ولذا كان حريٌ بالمؤمن الناصح لنفسه أن يجاهد نفسه للعيش الحقيقي مع القرآن , نتأمل في حال السلف وكيف كانت حياتهم مع القرآن , ونقارن بين حالنا وحالهم عند التلاوة .


    قيل لبعض السلف : إذا قرأت القرآن تُحدث نفسك بشيء؟ فقال : أوَ شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي ؟

    لقد كانوا يعلمون أن القرآن ليس مثل كلام البشر ,فهم على يقين بصدق أخباره ,
    ونفاذ وعده ووعيده , كان لأسلوبه المعجز أثره في نفوسهم ولذا تلذذوا به , وآثروه على حديث الناس فليت شعري متى نصل لهذا الحال ؟
    ولدينا فرصة لتجديد العهد مع القرآن أولاً, والعودة الحقيقة للتلاوة المؤثرة للقلوب, المغيرة للسلوك, نريد أن نصل إلى أن يكون حالنا بعد التلاوة غير حالنا قبله, وحياتنا مع القرآن حياة المحبين لآيات الرحمن, المعظمين لها.
    فإذا كانت فرصتنا ازدياد الختمات , فإن الأولى بنا صرف الهمة للتدبر, حتى تتغير أحوالنا وتتبدل أمورنا إلى كل خير.
    فالنظر إلى حال رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يحب أن يتلوا القرآن ويسمعه من غيره , ومن ورائه أبو بكر وعمر كانت تُسمع أصوات بكائهم من وراء الصفوف , ما الذي يجعلهم يبكون وهم الرجال الأبطال ,هل سألنا أنفسنا هذا السؤال ,أما الجواب فلنتأمل معًا في هذه الآيات يقول سبحانه مادحًا خيرة خلقه وأصفيائه من أوليائه


    أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩ (مريم:58)
    فالبكاء ترجمة حقيقية لتأثر القلب , والعيش الحقيقي مع القرآن , نريد كلما قرأنا القرآن أو استمعنا إليه أن نستحضر أنه كلام الله الذي خلقنا ورزقنا وأنعم علينا , وأن نتفكر في كل آية بل وكل كلمة من كلماته وسيحدث في أنفسنا وأنفسكم العجب







    ولعلي أن أضع طرقًا نصل بها إلى التأثر والانتفاع بتلاوتك فمنها :

    - نقرأ تفسيرًا ميسرًا للآيات , خصوصًا الآيات التي تحتاج إلى تفسير.

    -(
    تحسين الصوت) نحسن صوتنا عند التلاوة ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً , وفي الحديث " ليس منا

    من لم يتغن بالقرآن
    "رواه البخاري

    قال النووي : " والترتيل مستحب للتدبر ونحوه "

    -
    الإنصات التام عند سماع القرآن من أهم أسباب الانتفاع به ولا حرج على المرء في تخير الصوت

    الحسن المؤثر , سأل رجل أحمد بن حنبل عن الصلاة في المسجد البعيد عن الحي , فقال له الإمام

    " انظر ما هو أنفع لقلبك"

    -
    ترديد الآيات المؤثرة في القلب : لابد للقارئ عند تلاوته أن تمر به آية مؤثرة في قلبه فالأنفع له

    أن يقف متدبرا لمعاني هذه الآية ً , مستفهمًا هذا الخطاب , ولو بقي مع هذه الآية زمنًا فهو أنفع له

    من إكمال السورة دون تدبر
    ,

    يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله :
    ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال , ولولا أني أدع الفكر فيها ما جزتها أبدا , ولربما جاءت الآية من القرآن فيطير عقلي لها .

    -
    ونحن نقرأ آيات القرآن فلنجعل لأنفسنا كأننا المخاطب بها , فإن كثيرا منا لا يستحضر في ذهنه هذا الأمر فيفوت على نفسه الانتفاع
    .
    -
    نحاول العيش مع هذه الآيات بوجداننا , فإذا مررنا بآية فيها ذكر الجنة نستحضر أنفسنا كأننا نعيش فيها متلذذين بملاذها , وإذا مررنا بآية فيها ذكر النار خشينا أن نكون من أهلها واستعذنا بالله منها , وإذا مررنا بقصص السابقين نقلنا فؤادنا إلى ذلك الزمان وكأننا نعيش تلك الأحداث , وهكذا مع كل آية من الآيات .

    -
    نتدبر في آيات الصفات التي تصف الله تعالى وعظمته , وتصف أفعاله العظيمة مثل خلق الجبال

    والأرض والسماء والأنهار وغيرها , نأخذ مثالاً هذه الآية العظيمة من سورة لقمان


    (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَريم* هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان11)

    نتفكر في هذا الصنع العجيب المتقن( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)

    وينبغي أن نعلم أن التدبر يوصلنا إلى عظمة ربنا ومولانا , ويرينا حقيقة الدنيا والآخرة , ويبين لنا مآل الفريقين , ومستقر الطائفتين , ويزيد في إيماننا , ويرفع في درجاتنا , ويقوي استقامتنا , ويزهدنا في الدنيا , ويرغبنا الآخرة , ويطرد عنا الهم , ويزيل عنا الغم , ويُسلينا عن الناس , ويجعلنا نلج جنة الدنيا , في خيرات لا منتهى لها .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    اللهم ارزقنا فهم وتدبر القرآن اللهم آمين

    التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 08-11-2017, 07:47 PM. سبب آخر: تصحيح موضع تنوين النصب في الآية وتمييز الحديث وبعض الجمل بلون مختلف وإضافة فواصل القسم , بارك الله فيكم


  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا
    اللهم اجعلنا من أهل القرآن
    اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
    اللهم اعتق رقابنا من النار
    يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة م/ جيهان مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا
      اللهم اجعلنا من أهل القرآن
      وجزاكم بالمثل ،
      اللهم آمين ،
      بارك الله فيكم على مروركم


      تعليق


      • #4
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

          وجزاكم بالمثل ،
          اللهم آمين

          تعليق

          يعمل...
          X