بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
أما بعد..
فـَالسَّعيــدُ مـِـنْ خـَــلْــقِ اللهِ مَنْ تعلَّمَ القُرآنَ وعمِلَ بهِ واتـَّخذَهُ قائِدًا؛ فـَأتمَـرَ بأمْرِهِ، ووَقـَفَ عِندَ نـَهيِهِ، وأسْلَمَ إليه قِيادِه؛
فـَأوْصَلـَـهُ إلى جـَنـَّــةِ الــرِضْـــــوَان
والشـَّـقيُّ مـَنْ أعْـرَضَ عَنْهُ، وجَعَلَهُ ورَاءَه ظِهـرِيـِّــا، وخـَالـَفـَـهُ في أمْرِهِ ونـَهْيـِهِ؛
فكَبـَّــهُ عَلىَ وجْهِهِ في دَارِ الخـُسْــــرَان!!
ومَنْ مِنَّا لا يرجُو السَّعادَةَ ويتمَنَّاهَا.. في حَياتِهِ وبعَدَ مَمَاتِهِ؟!
مَنْ مِنَّا يَوَدُّ شقاءً في دُنيَاهُ وأُخْرَاه؟!
وكَم مِنَّا سَعَى لتعلم القرآن الكريم، حفظًا وتدبرًا وعملًا به، ثم تقَاعَس وتكَاسَل وابتعَدَ تمَامًا؟!
لذا أدعوكم أيها الكرام الأفاضل إلى بابٍ كبيرٍ من أبواب السعادة لعباد الرحمن
بابٌ من الأبواب التي لا تنقطع خيراتها على العباد بفتحٍ من الوهَّاب المنَّان
إنه بابٌ هــامٌّ يُرشدنا إلى: (سبيل عباد الرحمن لحفظ آيات القرآن).
ذلكم هو عنوان الكتاب الذي بين يدي الآن، وقد صار برنامجًا مُشاهدًا ومقسمًا على عدد من الحلقات المتواصلة؛
سأقربه لكم بعون الله المستعان بتفويضٍ من أستاذي ومعلمي مؤلف الكتاب، وصاحب فكرة حفظ آيات القرآن الكريم من خلال الفهم أولا..
ذلك الفهم المؤدي إلى تدبر الآيات وحفظها عن ظهر قلب ثم العمل بها.
ولمَّا كان هذا نداء ودعوات العديد من مشايخنا وعلمائنا الأجلاء الأفاضل، استنادًا إلى قول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} ص: 29
وقوله تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} محمد: 24
فإنَّ الفهم أولا لهو الأساس القويم لتعلُّمَ القرآن وحفظه.
فتعالوا معًا أيها الأفاضل الكرام بعون الله ننهل من هذه الفكرة ما يُحقق لنا السعادة المرجوة..
تـمـهـيــــد
===========
بداية فهذه صورة من مقدمة الكتاب (ملف صغير) أدعوكم إلى تحميلها من هذا الرابط: هنـــا
اقرأوها كتمهيد وتوضيح تُبلور لكم فكرة المؤلف.
وأيضا هذه صور من أمثلة لتخطيط رئيسي كوسيلة إيضاح تساعد على خطة العمل المؤدية لسرعة الفهم بإذن الله ثم الحفظ بسهولة،
في ملف صغير أيضا على هذا الرابط: هنــا
و الآن أعرض عليكم أيها الكرام الأفاضل هذا الفيديو الذي أثنى فيه مجموعة من العلماء الأفاضل على فكرة الأستاذ رشاد محمود
مؤلف الكتاب ومحاضر للبرنامج الذي يحمل نفس عنوان كتابه:
http://www.youtube.com/watch?v=db_d_j24RbQ&t=2s
والآن.. لاستكمال الفكرة لديكم شاهدوا هذا الفيديو مع أول حلقات البرنامج:
https://www.youtube.com/watch?v=q11lUwgK7is
وقبل البدء في عرض حلقات سورة البقرة؛ دعونا نقف معًا عند أمر هام جدًا..
فجميل للمرء أن يتعلم ويحرص على تلقى العلم النافع والمفيد؛ لكن الأهم هو توسع كل منا في دائرة المعرفة والتعلم،
أعني بذلك عدم الاكتفاء بالتلقي فقط، بل يجب الاطلاع والقراءة والبحث لاستكمال الفائدة وتثبيت المعلومة، وقبل ذلك تحديد الخطوط العريضة
التي تحمل الأساس المنهجي السليم في تلقي العلم.
وعلوم القرآن الكريم من أشرف العلوم قاطبةً، والتبحر فيها أمر نافع جدًا للعبد أولًا وللمجتمع من حوله ثانيـًا،
وإلَّا لما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" خيرُكُم مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ ".
رواه الإمام البخاري (5027)
في هذا الحديثِ يُخبِر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أَفضلَ المُسلمينِ وأَرفَعَهم ذِكرًا وأَعلاهُم عِندَ اللهِ دَرجةً مَـــــنْ تَعلَّمَ القُرآنَ؛
تِلاوةً وحِفظًا وتَرتيلًا، وتَعلَّمَه؛ فِقهًا وتَفسيرًا،
فأصبَح عالِمًا بمَعانيه، فَقيهًا في أحكامِه، وعلَّم غيرَه ما عِندَه مِن عُلومِ القُرآنِ مَع عَملِه به، وإلَّا كانَ القُرآنُ حُجَّةً علَيه.
فخَيرُ النَّاسِ مَن جَمَعَ بينَ هَذينِ الوَصْفين؛ مَن تعلَّم القُرآنَ وعلَّم القُرآنَ، تَعلَّمه مِن غيرِه وعَلَّمه غيرَه.
وفي الحديثِ: بَيانُ شَرفِ القُرآنِ وفَضلِ تعلُّمِه وتعليمِه.
وفيه: بيانُ فَضلِ حامِلِ القُرآنِ ومُعلِّمِه، وأنَّه خيرُ المُؤمنينَ؛ لأنَّه أعظَمُهم نَفعًا وإفادةً.
فقول نبينا ومعلمنا سيد الخلق أجمعين، صلوات ربي وسلامه عليه، لزامًا علينا أن نضعه في قلوبنا وأمام أعيننا،
وأن نجعله هدفنا الأول في حياتنا؛ لينعم علينا ربنا تبارك وتعالى بالخيرية بين أمة الإسلام،
وليكن هدفنا الأول هو التعلم جيدا بكل مثابرة وجهد وإخلاص
فالتلاوة وحدها لا تكفي، والفهم وحده لا يجدي؛ إنما تَعـَــلُّــــمَ القرآن تِلاوةً وحِفظًا وتَرتيلًا، وتَـعَـــلُّمَــــهُ؛ فِقهًا وتَفسيرًا؛
كل ذلك أدعى إلى الخيرية بين العباد بتوفيق من رب العباد.
جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته
تابعونا بأمر الله...
تعليق