نصـــــــــائح للتدبر أثناء قراءة القرءان
لا يكون همك كثرة القراءة أو الانتهاء منها بأقصر وقت فقط فهذا يمنع من التدبر والتأمل في القرآن.
قال الحسن البصري:
"يا ابن آدم، كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة.
لابد للقارئ عند تلاوته أن تمر به آية مؤثرة في قلبه فالأنفع له أن يقف متدبرا لمعاني هذه الآية ً، مستفهماً هذا الخطاب.
ولو بقي مع هذه الآية زمنًا فهو أنفع له من إكمال السورة دون تدبر بشرط عدم شرود الذهن.
إن التكرار نتيجة وثمرة للفهم والتدبر، وهو يفتح لك مغاليق أبواب المعاني والحكم والأسرار
قال ابن مسعود:
"لَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثِرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ"
شعب الإيمان (3:406)
وقال ابن قدامة:
"وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم
سبحانه ويتدبَّر كلامه؛
فإن التدبُّر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبُّر إلا بترديد الآية فليرددها"
مختصر منهاج القاصدين[68].
وكان من عادة السلف أن يردد أحدهم الآية إلى الصباح، يقرأون أسرار الآيـــات ويستشعرون معانيها بقلوبهم.
قال النووي:
"وقد بات جماعة من السلف يتلوالواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة "
الأذكار [50]
ولقد كان النبي ((صلى الله عليه وسلم)) أحيانًا يقوم الليل كله بآية.
قال أبوذر: "قام النبي ((صلى الله عليه وسلم)) بآية حتى أصبح يرددها {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
[المائدة: 118]"
[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]
قال أبو سليمان الداراني:
"ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها، ولولا أن الله يمنُّ عليَّ بالغفلة
لما تعديت تلك الآية طول عمري؛ لأني لي في كل تدبُّر علمًا جديدًا، والقرآن لا تنقضي عجائبه"
تنبيه المغترين[120]
الترتيل مستحب للتدبر وصفة قراءة القرآن التي نقلت إلينا عن النبي وصحابته رضي الله عنهم تدل على أهمية الترسُّل
قالت عائشة :" كَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا"
[صحيح مسلم]
وعن أم سلمةأنها سُئِلَت عن قراءة رسول الله:
فقالت: كان يقطع قراءته آية آية { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّالْعَالَمِينَ (*) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
[رواه أبو داوود وصححه الألباني]
سئل زيد بن ثابت رضي الله عنه:
كيف ترى في قراءة القرآن في سبع؟، قال: حسن، ولأن أقرأه في نصف شهر أو عشرين أحبُّ إليَّ،
وسلني لم ذلك؟، قال: فإني أسألك، قال: "لكي أتدبره وأقف عليه"
[الموطأ (1:201)]
قال ابن حجر:
"إن من رتَّل وتأمَّل كمن تصدَّق بجوهرة واحدة ثمينة، ومن أسرع كمن تصدق بعدة جواهر لكن قيمتها قيمة الواحدة،
وقد تكون قيمة الواحدة أكثر من قيمة الأخريات وقد يكون العكس"
فتح الباري (3:89)
حسن صوتك عند التلاوة ما استعطت إلى ذلك سبيلاً.
وفي الحديث " ليس منا من لم يتغن بالقرآن "
رواه البخاري
الجهر بالقراءة
قال النووي:
أما الجهر بالقراءة فهو يعين أكثر على التركيز ومن ثم التدبر وطرد الوساوس والأفكار المتطفلة على القلب أثناء القراءة.
وأعلى الجهر أن تسمع من كان قريب منك وأدناه أن تسمع نفسك.
احرص على مواضع الوقف والابتداء كما بينها علماء التجويد.
قال الصفاقسى فى كتابه تنبيه الغافلين مبينًا أهمية معرفة الوقف والابتداء
ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد ،
إذ لا يتبين معنى كلام الله ،ويتم على أكمل وجه إلا بذلك.
فربما قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى، فلايفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك ،
ويفوت بسبب ذلك ما لأجله يقرأ كتاب الله تعالى ،
ولا يظهر مع ذلك وجه الإعجاز ، بل ربما يُفهم من ذلك غير المعنى المراد ، وهذا فساد عظيم.
تعليق