القواعد العامة لضبط المتشابهات
القواعد العامة والضوابط التامة التي تعين بإذن الله عز وجل على ضبط المتشابهات.
أولا / الإخلاص لله تعالى
قال ابن عباس رضي الله عنهما : (( إنما يحفظ الرجل على قدر نيته ))
وقال ابن المبارك : (( أول العلم النية )) وهذا في جميع الأعمال ..
ثانيا/ كثرة القرءاة والمراجعة الدائمة للقرآن الكريم
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( تعاهدوا القرءان فوالذي نفسي بيده لهو أشد تَقصَّيا - أي: تفلتا - من الأبل في عُقلها ))
ثالثا/ الالتزام بالقراءة في مصحف واحد
أي طبعة محددة .. وذلك ليتسنى للمراجع حين النسيان أن يتذكر موضع الآية .
والإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع ..
رابعا/ حضور القلب والذهن حال القرءاة
فالشرود الحاصل عند البعض سبب للتشتت وعدم الإتقان .. ويستحسن ممن نسي آية أن يعود فيقرأ ما قبلها بتدبر..
فإن ذلك ربما أذكره الآية التي نسيها ..
يقول ابن الرومي :
وتال تلا يوما فانسيَ آية
فأعيت عليه حين رام انتهازَها
فكرَّ على ما قبلها متدبرا
فثاب له فكرٌ فافضى حجازَها
فشبهتُه بابن السبيل تعرَّضت
له وهْدة فاستصعبت حين رازها
فتقهقر عنها قِيس عشرين خُطوة
فجاش إليها جيشة فأجازها
خامسا/ قراءة كتب المتشابهات وتدوين الفرائد والفوائد والنظر الدائم فيها
فقد يسر الله لك من السابقين واللاحقين من كفاك المؤونة واختصر عليك الزمن والجهد فما عليك إلا حسن الإختيار والإنتقاء الجيد للكتب
ثم جمع هذه الفوائد والفرائد وخصوصا ما تحتاجه منها ..
سادسا/ الدراسة على المتقنين والإفادة من علمهم وتجربتهم
فمن أعظم الفوائد التي ستجنيها من ذلك .. إزالة المعلم للبس الحاصل عند الطالب ..
سابعا/ الدعاء والالتجاء إلى الله بالعون والإتقان فإنه خير معين ومسؤول
فقبل أن تطلب السبب المادي حري بك أخي أن تلجأ إلى ربك أن ييسر لك الأمر ويحببه لك ويسهله ..
قال مطر الوراق :
(( في قوله تعالى :{ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} أي : فهل من طالب علم فيعان عليه ))
ثامنا/ ترك المعـــاصي والذنوب
فقد سئل مالك ابن انس - رحمه الله - هل يصلح لهذا الحفظ من شيء ؟؟
قال : (( إن كان يصلح له شيء فترك المعاصي !! ))
وكتب رجل إلى أخ له : (( قد اوتيت علما فلا تطفئن نور علمك بظلمة الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم في نور علمهم ))
وقدر روى ابن المبارك عن الضحاك بن مزاحم أنه قال : (( ما من أحد تعلم القرآن فنسيه إلا بذنب يحدثه .
لأن الله تعالى يقول في ذلك :
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } . وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب ))
المرجع : الضبط بالتقعيد للمتشابه اللفظي في القرآن المجيد
الشيخ / فواز بن سعد بن عبد الرحمن الحنين
تعليق