8- فوائد من آية عظيمة!
(وعسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
1. (عسى) توهم الشك، لكنها هنا للتحقيق، فهي من الله جزمٌ ويقين.
2. إذا علمت أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه،
فلا تأمن أن يأتيك الضرر مما يسرُّك، ولا تيأس أن يأتيك النفع مما تكره.
تذكَّر قول عمر بن الخطاب: «ما أبالي على أيِّ حالٍ أصبحت! على ما أحبُّ، أم على ما أكره؛
ذلك بأني لا أدري الخيرة فيما أحبُّ أم فيما أكره».
3. ليس أنفع لك من امتثال أمر ربك، والتسليم لقضائه، لأن عواقبه كلها خيرات وبركات ومسرات في الدنيا قبل الآخرة.
4. أعظم ما يريح قلبك ويخلِّصك من الهموم: تفويض أمرك إلى من يعلم عواقب الأمور كلها،
فتستريح من عناء التفكير في الاختيارات، وتفرِّغ قلبك من إرهاق التدابير والتقديرات،
وترضى –بعد تمام السعي- باختيار الله لك.
5. لا تقترح على ربك، ولا تعترض على أمره أو قضائه، ولا تختر لنفسك بعد اختياره، فلعل هلاكك في اختيارك وأنت لا تشعر.
6. هنا خير عزاءٍ للنفوس المكروبة، فليس كل ما تستقبله من مكروه شرا لا خير فيه،
وليس كل ما تستقبله مما تحب خيرا لا شرَّ معه، بل قد تركب المكروه فيحملك إلى مواطن الخير،
وتركب المحبوب إلى مهاوى الهلاك! والأمور بخواتيمها، والخواتيم محجوبة وراء أحجبة الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله.
7. «وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» .
وحذف المفعول به ليفيد عموم علم الله وسعته مع عموم جهلنا وضعف معرفتنا.
8. بادِر بتنفيذ ما أمر الله به، فلم يأمرك إلا بما فيه نفعك، وارضَ بقضائه،
فلم يقضِ إلا ما فيه خيرك، وسايِر أقداره الحلوة والمُرَّة، سرَّتك أو ساءتك، فالخير كله في انتظارك.
تعليق