طرق إبداعية لحفظ القرآن الكريم
(( يقول أنا أريد أن أحفظ ، لكن أشعر بالفشل والإحباط عندما أشعر أني نسيت )) .
أنت الآن أقبلت على خير ما ينفع الله به العبد , فلو علمت أن اللؤلؤ الذي يستخرج من بطون البحار
لابد للغواص أن يواجه الصعاب لأجله , وقد يعرض نفسه للخطر , بل للموت المحقق من حيتان وغرق .. الخ ,
كل ذلك في سبيل أن يحصل عليه , ويصبر على كل هذه المهالك في سبيلها فما بالك بأعظم كلام !
لا يفوح العطر حتى يُسحق , ولا يضَّوع العود حتى يُحرق , وكذلك الشدائد لك هي خير ونعمة .
الناجح لا يغلب هواه عقله , ولا عجزُه صبرَه , ولا تستخفّه الإغراءات , ولا تشغله التَّوافه
فمن ثبت نبت , ومن جدَّ وجد , ومن زرع حصد , ومن صبر ظفر , ومن عزَّ بزَّ , النملة تكرر الصعود ألف مرة
, والنحلة تذهب كرَّة بعد كرَّة , والذئب من أجل طعامه هجر المسرَّة .
يقول ابن القيم رحمه الله:
( لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته ؛ لأزاله ) .
(( أخشى من الفشل )) ..
وهذا داء يجب التخلص منه , حيث إن الفشل في حياة كل الأمم ,
فهل رأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر ؟! وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركة قط ؟!
فأنت الآن في حالة حرب مع نفسك وشيطانك , ولن يصفق لك الشيطان فرحاً بك , إنك تفر منه إلى حصن حصين
بل سيثبطك جاهداً ليثني عزمك عن الحفظ , ويحاول أن يشغلك بكل شيء حولك , ويشعرك بالإحباط والفشل الذريع .
إن من أعظم قادة الجيوش في تاريخ أمتنا من خاض معارك هزم فيها
ولكن لم يمنعه ذلك من المضي قدماً في تحقيق أعظم الانتصارات وأروعها
فلا يمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته
فهل ترى أن تحقيق هدف حفظ كتاب الله شيء لا يحتاج إلى صبر وحب لاستمرارك في هذا الطريق ؟؟
ومن يتهيب صعود الجبال ..
يعش أبد الدهر بين الحفر ..
تعليق