إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة بعنوان : روائع البيان لـ د/ رقية العلواني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه الصفحة كنز وغذاء وشفاء
    جعلها الله ذخراً لكم يوم العرض يرفع لكم بها منازل الرضا إن شاء الله تعالى
    وجزاكم الله خيراً

    تعليق


    • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

      ختام تدبر سورة الانعام



      سورة الأنعام من أكثر سور القرآن التي تكلمت عن النور
      نور التوحيد و الإيمان،
      النور الحقيقي
      أما الأنوار الصناعية التي صنعها الإنسان
      للأسف ما أخرجته من ظلمات الجهل، التكبر، العناد، الفقر..

      لازال البشر يعاني من ظلمات كثيرة
      ظلمات التمزق، ظلمات الحروب، ظلمات المعاناة،

      ظلمات البعد عن منهج الله عز و جل.
      ما الذي سيخرجه سوى أولئك العقلاء من البشر الذين يطبقون ذلك المنهج،

      ذلك النور،
      الذين يدركون رسالة القرآن، و يحملونها للعالم، و يمشون بها في الناس.

      حمل الرسالة لا يعني كما ذكرنا بالضرورة أن تحملها ككلمات
      احملها في قلبك و وجدانك، احملها في عقلك، احملها في سلوكك، احملها في تجارتك، احملها في أمانتك، احملها في وظيفتك، احملها في تعاملك، احملها في الكلمة التي تقول، احملها في المسؤولية التي تحمل، احملها في الكلمة الإعلامية و في الرسالة الإعلامية التي تبلغها للناس، احملها في كل شيء تقوم به، احملها و أنت تتحدث لأنها أمانة، أمانات..

      ( وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا)
      عهود..

      تدبروا هذه المعاني العظيمة التي جاءت بها هذه السورة التي بحق أراد الله سبحانه و تعالى أن يوصل بها هذه الرسالة العظيمة، إخراجا للبشرية من الظلمات إلى النارإلا بهذا القرآن العظيم، إلا بالإيمان به و اتباعه منهجا في واقع الحياة.

      تعليق


      • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

        سورة الأعراف

        مقدمة



        جاءت سورة الأعراف لتقدم نماذج لذلك الإنسان الذي يتحرك وفق دوافع الإيمان
        يتحرك في الأرض عطاء ومنعًا خيرًا وإعمارًا وإصلاحًا، نهيًا عن الفساد والمنكر،
        تحقيقًا للخير والمعروف ودعوة إليه.


        بداية السورة
        (المص)
        الحروف المقطعة التي ذكرنا أن الله عز وجلّ جاء بها في سور عديدة وخاصة تلك السور التي بدأت بالحديث عن القرآن، صحيح أن المفسرين اختلفوا في تفسير معاني هذه الحروف المقطعة، البعض منهم قال أنها مما استأثر الله بعلمه والبعض منهم قال أنها نوع من أنواع الإعجاز لأولئك المخاطبين بهذا القرآن العظيم وخاصة أمة العرب التي نزل عليها القرآن أول ما نزل.
        أن هذه الحروف التي يتألف منها هذا الكتاب العظيم هي الحروف التي تعرفون
        (المص )
        ولكن على الرغم من أنكم تعرفون الحروف
        ولكن الإعجاز في كلماته وبيانه وجمله
        وآياته وفي كل تراكيبه وفي كل أخباره وفي كل القصص التي جاء بها، إعجاز!!


        ثم تدبروا الآية الأولى بعد هذه الحروف المقطعة
        (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)
        الآية الأولى
        (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ)
        المخاطَب به النبي صلّ الله عليه وسلم
        والآية التي بعدها
        (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)
        الأمة التي نزل عليها القرآن.

        نحن اعتدنا في حياتنا اليومية أي إنسان يوظف في وظيفة حتى ولو كانت بسيطة أو متواضعة يعطى جملة من التعليمات:
        افعل، لا تفعل، هذه الحقوق لك، هذه ليست لك، طريقة أخذ الإجازات، كل هذه التفاصيل، – ولله المثل الأعلى – نحن عيّنا بهذه المهمة كان لا بد من المنهج فجاء التناسب بين سورتي الأنعام والأعراف
        (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ)

        هذا أول وجه من أوجه التناسب التي تبين لنا ونحن في بداية رحلتنا مع سورة الأعراف أن هذا القرآن العظيم هو فعلًا كتاب منهج كتاب يعلمني كيف أعيش، كتاب يعلمني كيف أتكلم، كيف أتصرف كيف أنجز المهمة التي لأجلها خُلقت ليس كفرد فقط وإنما كفرد ضمن مجموعة سنأتي على الايات بعد ذلك مباشرة في سورة الأعراف وهي تتكلم عن الإنسان الذي يعيش ضمن مجتمعات مختلفة فيحدث فيها التغيير الذي أراد الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان الصالح المصلح أن يحدثه في الأرض.
        وتعودنا كذلك ونحن نتكلم عن تدبر السور البحث عن مقاصد السور وقلنا أن كل سورة من سور القرآن لها مقصد عام ومقاصد بعد ذلك تأتي على التفصيل تخدم هذا المقصد العام.

        تعليق


        • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

          مقصد سورة الأعراف


          اختلف المفسرون والعلماء في تحديد مقصد سورة الأعراف اهتموا به كثيرًا،
          عدد كبير من المفسرين ذهبوا إلى أنها تتحدث عن الصراع بين الحق والباطل وأرى والله أعلم أن سورة الأعراف تتحدث عن رحلة الإنسان الخليفة منذ البداية، بداية خلق آدم عليه السلام وإلى النهايات، رحلة ابتدأت بالحياة على هذه الأرض وحتى قبل أن تكون على الأرض ثم بعد ذلك حتى في تحديد مصير هذا الإنسان الخليفة بناء على ما قام به من أعمال بناء على ما أنجز من مهام على هذه الأرض تحدثت عن مصائر أمم وشعوب.


          سورة الأعراف من أطول السور التي تكلمت بالتفصيل عن قصص الأنبياء
          تكلمت بالتفصيل عن أشياء دقيقة ووقائع في يوم القيامة في يوم المحشر
          تكلمت عن العرض، عن الأعمال، عن الموازين، عن الجزاء،
          عن المحاورات بين أهل الجنة وأهل النار


          تكلمت عن الأعراف وعن اصحاب الأعراف الذين بهم سميت هذه السورة سورة الأعراف،
          هذا مقصد عظيم:

          رحلة الإنسان الخليفة على هذه الأرض.
          وفي جملة وفي ثنايا تلك الرحلة قد يأتي الكلام عن قضية الصراع أو المواجهة أو ما شباه ولكن في الحقيقة أن رحلة هذا الإنسان هي رحلة لا يمكن أبدًا أن يُدرك تفاصيل هذه الرحلة بدون أن يعلم طبيعة المهمة التي لأجلها أوجد الله سبحانه وتعالى الخلق وهذا الكون من حولنا.

          تعليق


          • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

            (فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ)


            قال الله سبحانه وتعالى في أوائل سورة الأعراف
            ” كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)”
            ” إتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ” (3)
            سورة الأعراف.
            في واقع الأمر إن هذه الآية لا ينبغي أن تقرأ من دون الآية الثانية،قال في الآية الأولى
            فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ
            ،
            والحرج في أصل الكلمة اللغوي المكان الضيق المتشابك الذي لا يستطيع السالك أن يجد فيه طريقا، شجر متشابك لا يستطيع الإنسان أن ينفذ منه، وهي كلمة تستعمل في الحسيات وهذا المعنى انتقل إلى المعنويات.

            صحيح أن كثير من المفسرين قالوا أن الحرج يأتي بمعاني منها الضيق و الشك، ولكن الواضح من سياق الآية في كتاب الله عز و جل ومقارنة هذه الآية بآيات أخر وردت فيها كلمة الحرج وهي خمسة عشرة موضعا، هذه المواضع التي جاءت في ذات السياق عن الضيق ” وضائق به صدرك” تعطينا فكرة أن هذه الآية العظيمة نزلت عليه صلّ الله عليه وسلم في مكة وهي تسلية لقلبه الشريفولتبين كذلك للمؤمنين بهذا القراءن أن قضية الاتباع وتنزيل القرءان في واقع الحياة، في واقع الفرد في واقع المجتمع عملية لها كما يقال ثمرات، لها نتائج تهيئ القلوب وتهيئ العقول والأفكار لما يمكن أن يأتي به هذا التطبيق لهذا القرءان العظيم من نتائج أو ردود فعل البشر من حولك والتي قد تدخلك في نوع من الضيق، الشك، أو المشقة.

            هذا الكتاب العظيم تتلقاه الأنفس البشرية باخلافات كثيرة وكبيرة، فهو على عالي قدره وعظمته وعلى عظيم قدر نفعه للبشرية قد لا يعبه به بعض البشر، قد لا يلتفتوا إليه، بل ويجادلوا فيه !!بل وقد يرفضوه جملة وتفصيلا كما فعل غالب أهل مكة.

            ولا ننسى أن السورة مكية نزلت عليه صلّ الله عليه وسلم وهو يعايش ويعاني أجواء الرفض من قبل قومه لهذا القرآن العظيم.شيئ طبيعي أن يكون هنالك ضيق وحرج من ردود أفعال قومه صلّ الله عليه وسلم، يكفيه أنه كان يعاين ذلك الواقع الأليم القاسي وهو كان يفعل كذلك صلّ الله عليه وسلم قبل نزول القرآن إلى الحد الذي كان يفزع فيه إلى غار حراء ليخرج بنفسه من تلك البيئة الموبوئة بأمراض الجاهلية الإجتماعية والأخلاقية والنفسية والإعتقادية والفكرية

            ولذا كان قول الحق سبحانه وتعالى ومنذ بداية نزول سورة الأعراف للنبي صلّ الله عليه وسلم مباشرة أن قضية الضيق أو الشعور بالضيق لا ينبغي أن تكون حاجزا لك عن المهمة الأساسية التي من أجلها أنت على هذه الأرض :لتنذر به وذكرى للمؤمنين. يتضايق الإنسان، بلى، طبيعي لأنه بشر ولديه مشاعر، أحاسيس، تأتي عليه لحظات يشعر فيها بالضيق، ولكن هذا الضيق لا ينبغي أن يمنعه من إيصال رسالته، لتنذر به وذكرى للمؤمنين.ومن الآية الثانية نعرف جليا أن هذا المنهج أنزل للإتباع، ونحن نقول مرارا وتكرارا حتى التدبر في كتاب الله عز و جل، ربي عز و جل أنزله لنتدبر فيه، هي مرحلة تليها مرحلة التطبيق والاتباع ، اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، الأمر.

            تعليق


            • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

              علاج ضيق الصدر


              المطلوب مني وقد عينني الله عز وجل أن أكون خليفة في الأرض ، أن أسير رفق المنهج، أن أتبع المنهج الذي هو القرءان العظيم، ، هذا المنهج في الأساس لم يجيئ من عند النبي صلوات ربي وسلامه عليه ، النبي مبلغ عن ربه، رسول إلى البشر،
              ”بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
              مِنْ من ؟
              من ربك.
              فالإنزال لهذا المنهج العظيم من الله سبحانه وتعالى، الذي خلق، الذي قدر فهدى، الذي أعطى، الذي أنزل، الذي صنع، الذي عين، وهنا تأتي الإجابة على عشرات الأسئلة في ذهن الإنسان وهو يسير في حياته.

              وتدبروا معي في التناسب الواضح والذي دائما ما يكون في كل سور القرءان العظيم بين أوائل الآيات وأواخرها.في هذه السورة الكريمة كانت البداية أن لا يكون عليك أيها الرسول ومن بعده أمته حرج عليكم فيما أنزل إليكم من ربكم لأن ما أنزل هو إنذار وذكرى، وفي أواخر السورة قال
              ” وإذا قريء القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ”،
              ” واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو الأصال ولا تكن من الغافلين ”
              ” إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون”
              ولو تدبرنا في هذه الآيات الكريمات لوجدناها هي علاج الضيق والحرج الذي نحتاجه

              اليوم!!اليوم كثير من الناس في زماننا الذي نعيشه رغم تطور الإنسان في وسائل التسلية والترفيه، إلا أن حالة الضيق والحرج، الحرج المعنوي، والتأفف والضجر والسآمة والملل أصبحت حالة أقرب ما تكون أن نقول عليها ظاهرة إنسانية تلازم حتى الصغير، الطفل، الكبير الذي يملك والذي لا يملك، الذي لديه فعلا ما يشتكي منه والذي ليس لديه، على الأقل ظاهرا ضجر وحرج. وأواخر السورة الكريمة تعطيني العلاج لهذا الحرج، ما هو هذا العلاج؟

              القرءان . تدبروا، انظروا في التناسب في أولها ، قال
              ” فلا يكن في صدرك حرج منه ”
              ، إن القرءان حين يطبق وتتبعه في حياتك أنت في واقع الأمر تعالج عشرات بل كل حالات الضيق الذي يمكن أن تعترض طريقك كإنسان. الحرج مع القرءان غير موجود. إن الحرج حالة إنسانية شعورية تطرأ على الإنسان ولكنها ليست بملازمة له. وماذا أفعل حين يأتيني هذا الحرج أو الضيق، أفزع إلى القرءان ” وإذا قريء القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ” ،

              وسنأتي على التفرقة بين الاستماع والانصات. إن العلاج للحرج هو الانصات للقرءان الكريم ، واذكر ربك، الذكر الكثير، الذكر المتواصل، أن تذكره في الرخاء والشدة، في السراء والضراء، في الصحة والمرض، في الليل والنهار، في القيام والقعود، حتى تصبح عادة وسجية لقلبك ولسانك وسائر جوارحك. الذكر لا يكون فقط باللسان، ليس تمتمة باللسان وهز رأس، هذا جزء يسير، ولكن الذكر المطلوب تحدثنا عنه سورة الأعراف وهو ذلك الذكر الذي تتحرك به المشاعر والجوارح فتصبح خاضعة للمنهج وللقرءان وسائر تعاليمه وأوامره، ذلك الخضوع والذكر الذي يحرك في الإنسان الجوارح حتى تسجد خضوعا وخشوعا، فهم لا يستكبرون عن عبادته وله يسجدون. ذكر وانصات يحرك الإنسان معنويا حتى يتحرك جسده مستجيبا لأمر الله عز و جل، والسجود هو موضع الخضوع لله والخشوع له سبحانه وتعالى.

              وتدبروا في ذلك التناسب العجيب، الذكر الذي يفترض فيه أن يبني في الإنسان خشوع وخضوع حتى تسجد وتخر تلك الجبهة على الأرض ذلا وعبودية لله ، ولكن القرءان لا يريد فقط جباها تخر على الأرض، يريد قلوبا وعقولا تفكر وتبني، تعمل وتعمر ولكنها ساجدة لله سبحانه وتعالى في محراب الكون إعمارا وإصلاحا وعطاءا، هذه سورة الأعراف في التناسب بين أولها وآخرها.

              تعليق


              • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                السنن الإلهية في هلاك الأمم الظالمة





                اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (3)الاعراف
                اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ
                تدبروا في نفس الآية جاء بما يقابلها جاء بما يقابل ذلك الإتباع قال عز وجل
                وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
                .
                إتبعوا ولا تتبعوا، أمر ونهي.إن الطريق واضح، إما أن تتبع منهجا واضحا أرسله وأنزله خالقك الذي خلق، وإما أن تتبع تلك السبل والطرق والتي سوف تتفرق بك عن سبيل الله سبحانه وتعالى.
                كلمة ” أولياء ” لها معاني عديدة، و كلمة الولاية في اللغة وفي كتاب الله عز وجل وردت بعدة معاني ولكن سياق الآية هنا بمعنى أن يتولى شئون حياتك،
                ” ولا تتبعوا من دونه أولياء”،
                لا تسلم زمام حياتك وشئونك وأمورك الخاصة والعامة، اقتصاد وتعامل اجتماعي وأسري،
                لا تسلمها لغير الله أبدا، ولا تتبعوا من دونه أولياء.





                ” وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ” .
                وهذه هي النتيجة المباشرة لعدم اتباع ما جاء من عند الحق سبحانه وتعالى، الهلاك. وهنا تتحدث السورة عن عواقب ونتائج على الرغم من أنها لم تبدأ بعد بالتفاصيل. إن النتيجة التي ستحدث عندما يتبع الإنسان من دون الله أولياء، الهلاك، والآية هنا لا تتحدث عن هلاك أخروي أو جزاء أخروي ، لا ، بل تتحدث عن عقوبة دنيوية.

                ولنا أن نتدبر لماذا جاءت الآية
                وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ ” ،
                وحين يقول القرءان الكريم قرية فهذا يعني مجتمع ، يعني دولة ، يعني أمة أو حتي يمكن أن يعني شعب!ولماذا جاء على سبيل التكثير
                وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ؟
                إن القرءان يؤكد لي عدة حقائق :
                الحقيقة الأولى أن القرءان في أصله يخالف الفكرة السائدة الطاغية على كثير من المجتمعات المعاصرة ، فكرة الفردية. إن القرءان منذ الأصل ينظر للإنسان على أنه الفرد ضمن مجتمع، أو ضمن الأسرة.
                ولذلك نجد أن معظم خطابات القرءان تبدأ بيا أيها الناس ، أو بيا أيها الذين آمنوا، خطابات لجماعات وأمم، وهنا
                وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ
                ليعطيني هذا البعد، أنك أيها الإنسان الفرد لا تعتقد ولا يمر بمخيلتك ولا لثانية واحدة أنما تقوم به من سلوك صالح أوغير صالح في حياتك لا يؤثر على بقية المجموعة أو الأفراد من حولك ، لا، كل ما تقوم به هو ليس فقط شأن يخصك أنت وحدك، لا، كل ما تقوم به سيصب في نهاية الأمر في ذلك المجتمع العام فعليك أن تتريث وأن تتعقل وأن تدرك أن الخير الذي تفعله لا يذهب هباءا، كما أن الشر الذي تفعل أو يظهر منك لا يمكن أن يذهب أثره هباءا
                بدون نتائج، بدون عواقب أبدا.
                . ولذا كانت الآية التي بعدها
                وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ” ،
                أي شيئ، تدبروا في عظمة القرءان وإعجازه ، أعطاني السبب منذ البداية ، قال
                ” ولا تتبعوا من دونه أولياء ”
                لأن النتيجة الحتمية الطبيعية حين تتبع الدول والأمم والشعوب أولياء من دون هذا المنهج العظيم منهج الله سبحانه وتعالى فإن النتيجةهي الهلاك.
                فجاءها نتيجة لذلك الهلاك والبأس بياتا وهم نائمون أو هم قائلون، في النهار أو في الليل أو في القيلولة أو هم يركضون أو ضحا وهم يلعبون، النتيجة واحدة، هي الهلاك.
                تعددت وتنوعت الأساليب هي قدرة الله عز و جل وقوته سبحانه وتعالى القاهر فوق عباده. وهذه النتيجة الحتمية سيأتي تفصيلها فيما بعد، فإن سورة الأعراف ستتحدثت عن قصص أنبياء مع أقوامهم: ستتحدثت عن موسى عليه السلام وعن داؤود عليه السلام وعن لوط عليه السلام، وكل أمة من تلك الأمم والأقوام لاقت مصيرا يختلف عن مصير الأمة الأخرى، جاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون، العذاب ، فقد تنوعت وتعددت أساليبه وفي نفس الوقت تنوعت الانحرافات ولكنها كلها تدخل تحت مظلة واحدة هي مظلة إتباع من دون الله ، تولى شئون حياتهم أولياء من دون الله عز و جل. وكما سنرى في التفاصيل أن الأولياء ليسوا فقط آباء أو أصنام، أو حجارة أو ما شابه، فيمكن أن يكون الولي الذي يتولى شئون حياتي هو نفسي، هوى نفسي هو الذي يتحكم بي، ممكن ، وسنأتي على نماذج لأقوام كان الذي يحركهم ويصرفهم هو هوى النفوس لا شيئ آخر. إن الأولياء يمكن أن يكونوا متعددين، القرءان هنا يعطيني من اللحظة الأولى من الموقف السبب وراء هلاك تلك الأمم المختلفة ، صحيح قدم لي نماذج من قصص الأنبياء كما سنأتي عليها ولكن النماذج تتعدد وستتنوع ولن نقف عند زمن أو عند بيئة لأن القرءان الكريم رسالة عالمية مفارقة لحدود الزمان والمكان والبيئة فما أهلك به قوم في الزمان الغابر قد يهلك به قوم آخرون في زمان لاحق.

                تعليق


                • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                  كيف يظلم الإنسان نفسه ؟









                  (فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)الاعراف
                  إعتراف ، ظالمين ، بأي شيء ظلم هؤلاء القوم ، ظلموا أنفسهم أولا،
                  كيف يظلم الإنسان نفسه ،
                  نحن إعتدنا حين نتكلم عن الظلم نقول أن فلانا ظلمني،

                  فلان يظلم الآخرين، فلان مظلوم ،
                  ولكن أن يظلم نفسه !


                  والقرءان الكريم يعطيني بعدا واضحا هنا في سورة الأعراف منذ البداية يشخص بدقة : ظلموا أنفسهم، لماذا ؟
                  لأن الإنسان حين ينتكس عن منهج خالقه سبحانه وتعالى ويتخذ من دونه أربابا وأولياء يصرفون له حياته وشئونه هو في واقع الأمر يظلم نفسه ، أكبر ظلم وأكبر مجال يوقعه في الظلم هو على نفسه وليس أي مجال آخر. والقرءان الكريم في هذه الآية حين يتحدث عن النفس إنما يلقي بظلال المسئولية على الفرد. أنت تظلم نفسك، ولذلك قال سبحانه وتعالى بلسان حالهم
                  ” قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ” .
                  ولكن ما هي الفائدة أن يقولوا إنا كنا ظالمين وقت الجزاء، بعد نهاية الإمتحان، بعد إنتهاء الدنيا، ما فائدة هذا !
                  وتدبروا في الآية التي قال الحق سبحانه وتعالى فيها


                  (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8)،
                  فقد أنتقل مباشرة من البأس الذي وقع على تلك الأمم في الحياة الدنيا إلى الآخرة بإيجاز كعادة القرءان وعظمته في تنوع الأساليب ليعطي المخاطب بهذا القرءان وفي هذه السورة القدرة ليتنبه لما سيأتي بعد ذلك من آيات.
                  وحين قال سبحانه
                  (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)


                  جاء بحالة الظلم في موضعين
                  الأول ” قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ” والثاني ” بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ” ،
                  وهنا خسروا أنفسهم ، وتدبر في الآية ، خسروا أنفسهم ، نحن نعرف أن الإنسان يخسر ماله، يخسر تجارة ، قد يخسر بيتا ولدا أو صديقا ، ولكن أن يخسر نفسه ! كيف يخسر نفسه ؟!


                  إن أعظم خسارة في الكون خسارة الإنسان لنفسه والآيات التي كان يظلم بها هؤلاء لم تكن مجرد آيات كتاب قد أنزل عليهم ولكن هي آيات الله الكونية المبثوثة في واقعهم.


                  إن آيات الله عز و جل لا تنحصرفقط في آيات أنزلت في كتب ، في الكتب السماوية فقط ، ولكن آيات الله سبحانه وتعالى متعددة : في النفس ، آيات في الكون، في الواقع ، آيات في الأمم السابقة والمجتمعات المختلفة.


                  هنالك نماذج كثيرة من الآيات منها كيفية هلاك بعض الأمم والمجتمعات ونزول العقاب عليهم هذه أيضا آيات لله سبحانه في خلقه.
                  ولكن السؤال كيف يظلم الناس بهذه الآيات ؟
                  ظلمون بها حين يمرون عليها مرور الإنسان الذي لا يفقه شيء ولا يعتبر، تمر الأحداث أمام عينيه دون أن يتوقف، دون أن يسأل نفسه سؤالا مشروعا تماما : لماذا حدث ما حدث ؟ و كيف حدث ؟ وكيف يمكن أن أتجنب ما حدث ؟


                  إن الأحداث والوقائع والمصائب والكوارث التي تحدث في الأمم والمجتمعات لا تحدث خبطا عشواءا، ليس هنالك خبط عشواء في حياتنا أبدا، كل شيئ يسير وفق أمر الله عز و جل، وفق سننه في كونه ، وفق قانونه في خلقه.


                  إذن هنالك خلل أدى إلى هذا الذي حدث ، وحين لا يكتشف الإنسان موضع الخلل يكون كما قالت الآية الكريمة
                  كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ” .


                  إذن من بداية السورة وإلى الآية التاسعة تحدثني السورة عن العاقبة ، عن النتيجة ، وتعطيني موجزا كاملا لكل ما أوردته بالتفصيل سورة الأعراف،
                  ما هو الموجز؟
                  هو رحلة الإنسان الخليفة والنتائج التي يمكن أن تكون متوقعة من تلك الرحلة إذا لم يتخذ الإنسان ربه وليا ومصرفا لشئونه ولحياته.

                  تعليق


                  • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                    الكثيرين منا تتعلق قلوبهم بالدائرة الضيقة المحظورة







                    في قصة سيدنا آدم وأمنا حواء عليهما السلام الدروس والعبر التي ينبغي أن يتوقف عندها الإنسان ويستحضر منها العظات والعبر عندما يسير في طريقه في الحياة.
                    والقصة وما مر فيها لأبينا وأمنا حواء أحداث يمكن أن تقع لكل واحد منا في كل وقت وفي كل مكان وفي كل زمان. ولكن من الوقفات التي تحتاج أن تتوقف عندها هو تلك المساحات الواسعة من المباح.


                    إن الله عز وجل حينما أعطى لآدم وحواء الحرية في أن يأكلا من الجنة ما يشاءا، إنما دل ذلك على أن دائرة المباح، ما هو غير ممنوع ، دائرة واسعة جدا وكذلك المجال الذي أعطاه الله للإنسان في مسيرته في الحياة على هذه الأرض. ولذلك جاء العلماء بتلك القاعدة :
                    الأصل في الأشياء الإباحة. فالمباح واسع ،
                    ولكن الحق سبحانه وتعالى حينما منع عنهما وهذا تكليف بالمنع قال
                    ” ولا تقربا هذه الشجرة”


                    إن دائرة الممنوع ضيقة، وعلى الرغم من كبر دائرة المباح وصغر دائرة الممنوع إلا أن الإنسان مع وسوسة الشياطين الذين هم ليس فقط شياطين الجن ولكن كذلك من يتولونهم من شياطين الإنس يوسع على نفسه من دائرة الممنوع ولا ينظر إلى تلك الدائرة الواسعة التي حباه بها الحق سبحانه وتعالى وأتاحها له من المباحات.
                    وهذه قاعدة في واقع الأمر تقودنا إلى كثير من الإشكاليات التي نمر بها في حياتنا في كل شيئ ، في الطعام والشراب ، في التعامل في الإقتصاد في الأقوال والأفعال.


                    إن دائرة المباح واسعة ولكن الكثيرين منا تتعلق أنظارهم وقلوبهم بتلك الدائرة الضيقة المحظورة ولو أننا تسألنا في أنفسنا وحاولنا أن نحل هذه القضية لوجدنا أن المسألة ليست لأن المباح ضيق أو قليل، ولكن أحيانا لأن النفس قد جبلة بناءا على تلك الوسوسة أحيانا من الشياطين على النظر في ذلك المجال الضيق الممنوع المحظور وتركت الواسع المباح الذي فيه قطعا غنا عن كل ما هو محظور ممنوع.


                    هنالك الكثير في دائرة المباح الإقتصادية الواسعة جدا، ولكن تجد أن الكثير من الناس في زماننا وعصرنا هذا لا يبحثون عن وسائل الربح والنفع المشروع المباح بقدر ما تتعلق أنظارهم وقلوبهم وتفكيرهم في كثير من الأحيان بالوسائل الممنوعة أو على أقل تقدير الوسائل التي فيها شبهة. وقصة أبينا آدم وأمنا حواء تنبه إلى أن البشرية على هذا المزلق الخطير.

                    تعليق


                    • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                      الخلافة هدف الوجود على الأرض




                      (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)الاعراف
                      هي الأرض التي تشهد مسيرة البشرية ، مسيرة الخير والشر، مسيرة إمتثال الأوامر الإلهية أو عدم إمتثالها، هي الأرض التي نعيش عليها وهي التي تمثل مسرح الأحداث. هذا المسرح هو في واقع الأمرتصنيف للمشاريع المختلفة التي أوكل الله عز وجل للبشر، إلينا ، إعمارها والقيام بها، مهام.


                      أذكر أنني في مرة سئلت :
                      ما الحكمة من طلب الله إلينا إعمار الأرض؟
                      ثم يأتي يوم على الأرض فتصبح صعيدا جرزا؟ وهباءا منثورا؟
                      كما ذكر في القرءان الكريم.
                      سألت السائل : هل لديك مشاريع تقوم بها؟
                      قال نعم،
                      قلت : هذه المشاريع أي كان نوعها ألا تستخدم فيها مواد خام؟
                      تستخدمها في المشاريع لإكمالها ثم تختبر هذه المشاريع ثم تستخدم،
                      وقد يهدر بعض هذه المواد وقد يعاد تدوير بعضها بعد الاستهلاك.
                      قلت ، ولله المثل الأعلى ، إن هذه الأرض التي نعيش عليها إن كل ما فيها من مواد سخرها الله عز وجل للإنسان ليستعملها وليعمر بها الأرض ، قال الله ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )فإذا انتهت مدة المشروع وطلب من كل إنسان ومن كل البشر أن يقدموا مشاريعهم أو أعمالهم أو ما قاموا به على وجه الأرض أمام الله عز وجل وزنت تلك المشاريع تلك الأعمال وأصبحت في موازين أصحابها إما ثوابا وإما عقابا وأصبح ما في الأرض صعيدا جرزا ، إنتهت المشاريع وانتهت القصة بأكملها.

                      إن فترة البقاء على الأرض محدودة وقد لخصت آية واحدة في كتاب الله مصير الإنسان
                      قال سبحانه وتعالى
                      قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ”الاعراف 25
                      ولكن لا ننسى أن هذا البقاء كل البقاء على وجه هذه الأرض إنما هو لهذه اللحظة،
                      لذلك المشروع الذي عليك القيام به عليك إنجازه

                      تعليق


                      • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                        قيمة الستر والاحتشام








                        ” يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ “ 26 الأعراف
                        هو أول خطاب يخاطب الله به بني آدم بعد تلك القصة لأبيهم ،
                        خطاب عن اللباس ؟؟


                        وتدبروا معي، عادة ما يخاطب الحق سبحانه وتعالى عباده ، كعادة القرءان ، بخطاب التوحيد ولكن هنا ذكرهم بقضية اللباس !ونلاحظ في هذه الآية العظيمة العديد من الأمور :أول أمر قال عز وجل
                        يَا بَنِي آَدَمَ ” ،
                        وفي أكثر من مرة يؤكد القرءان عملية الخطاب القرءاني ، فالقرءان ليس للمسلمين فحسب، هذا فهم قاصر جدا، وكان على من يؤمن به ، وذلك من واجبات ومقتضيات الإيمان أن يقوم بإيصال تلك الرسالة العالمية للبشر وأن يكون لديه من العلم والحكمة والكفاية ما يكتشف به أفضل الوسائل و الطرق لإيصال تلك الرسالة العالمية


                        وحين يتكلم ويحدثني القرءان هنا قال
                        قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً،
                        أول ما ذكر قال
                        يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ” ،
                        وفي قصة آدم قال
                        ” يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ”


                        القضية في قضية اللباس هي الستر أولا ثم تأتي أغراض أخرى من مهمة اللباس. وقضية اللباس والتي تتناولها سورة الأعراف بأولوية مطلقة إذ تعد السورة بحق الوحيدة إن القرءان الكريم يجعل من ذلك التصرف قيمة أخلاقية، قيمة أخلاقية إنسانية بل يربط إنسانية الإنسان بذلك الستر وبتلك القيمة من الرغبة في الاحتشام ومواراة العوارات والسوءات عن الآخرين، لماذا؟


                        لأنها وببساطة شديدة لا تليق بإنسانية الإنسان المكرم هذا التكريم الذي كرمه به ربه جل وعلا عن باقي المخلوقات. وهذا الخطاب خطاب عالمي وأأكد على عالمية الخطاب هنا، لماذا؟لأننا اليوم في الواقع الذي نعيش فيه اكتسحت بيوت الآزياء والموضات المعروفة، اكتسحت العالم وأصبحت عالمية لا تفرق بين المجتمعات، أصبح خطاب الموضة والأزياء والموديلات كما يطلق عليها خطاب عالمي لا يفرق بين من سيأخذ هذه الأزياء من الشرق أو الغرب، ويجب إن نلاحظ أن من يقوم على هذا الأمر ثلة أو شرذمة قليلون، وهم يقدمون هذه الأزياء للكل مسلم أو غير مسلم لأن العالم صار فيه من وسائل الإتصلات الإعلامية والتجارية والاقتصادية الكثير مما يوحده ويجعله يكاد يكون نقطة واحدة.


                        إذن القضية أصبحت خطاب عالمي وفي القرءان الكريم وفي سورة الأعراف تقدم السورة للبشرية خطابا عالميا بقيمة الستر بعكس القيمة التي يروج لها اليوم دعاة ما يعرف بالأزياء!

                        ما هي هذه القيمة التي حث عليها الله جل وعلا وطلب من الإنسان المكرم أن يوليها إعتبار في حياته، هي قيمة الستر والاحتشام بصرف النظر أنت تؤمن ، أنت لا تؤمن، أنت مسلم أو غير مسلم، أنت تلتزم بالباس الشرعي أو لا تلتزم، الستر والاحتشام هي قيمة إنسانية في ذاتها.

                        تعليق


                        • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                          لا تجري وراء الموضة





                          . تدبروا معي في القيم التي يحرص عليها اليوم الناس في لباسهم، الحرص الأول والأكبر على قيم قام القرءان العظيم في الحقيقة لمعالجتها والنهي عنها وعدم الإلتفات إليها : التفاخر، التكاثر، التباهي والزهو، أن يزهو الإنسان بما يملك أو يلبس وحتى في بعض الأحيان يزهو بما لا يملك.

                          إن القرءان يحب الجمال وقد ذكرت قضية الزينة في هذا السياق ليؤكد لي أن قيمة الجمال قيمة أساسية في القرءان الكريم وليست بقيمة مستوردة على كتاب الله ، لا، هي قيمة موجودة في الخلق، فخلق السماوات والأرض قائم على نفع الإنسان، صحيح ولكن مع ذلك الانتفاع هنالك جمال. جعل الله عز وجل في السماء النجوم لماذا؟ بلى هي فيها فوائد ينتفع بها ولكن أيضا فيها زينة وجمال. ولأن قيمة الجمال في القرءان الكريم فيمة مهمة وضرورية فهو مبثوث في كل خلق الله : في الإنسان، في السماء، في الأشجار، في الحيوانات، في الطير، في البحار والأنهار وفي كل ما خلق الحق جل في علاه وبرأ وذرأ نجد فيه الجمال، ولكن حين يرسل القرءان رسالة الجمال يعلم بني آدم أجمعين أن الجمال كقيمة لابد وأن تتماشى تماما مع إنسانية الإنسان. تدبروا معي في هذا الخطاب الرائع، فنحن اليوم ، كل البشر، أحوج ما نكون ، وتدبروا قول الحق سبحانه وتعالى
                          أَنْزَلْنَا لكم

                          مادة اللباس سواءا من الريش أو الجلد أو من أي مادة أخرى، من الذي أعطى؟
                          ومن الذي أنزل ؟
                          ربي عز وجل هو الذي أنزل. أنزل سبحانه وتعالى كل ما يخطر وما لا يخطر على بالنا من المواد كلها مسخرة لبني آدم، وهذا فيه ربط واضح بما جاء في أوائل السورة الكريمة
                          ” ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش “

                          إذن هذا التمكين من جملته ومن مقتضياته أنه جل في علاه أنزل لك هذه المواد يا أيها الإنسان.
                          يا أيها الإنسان المكلف الخليفة على ظهر هذه الأرض،

                          فكيف ستستعمل ما أنزل لك الحق وسخر لك؟
                          كيف ستستعمل ما مكنك فيه؟
                          في إيذاء نفسك والناس من حولك؟
                          أنت حين تستعمل هذه المواد الخام كما تستعملها بعض دور الأزياء اليوم في إفساد للذوق العام، الذوق البشري والذي يميز الإنسان من سائر الخلوقات. فترى الواحد من هؤلاء رجلا كان أو إمراة يلبس أشياءا ممزقة حقيقة وليس مجازا وقد يدفع أضعاف الأسعار لذلك الثوب الممزق وحين يدفع يدفع بفخر لأنه مواكب لأحدث صيحات الموضة ولو تدبرنا في هذا المعنى لوجدنا أن هنالك إفسادا متعمدا للذوق العام للإنسان بحيث يلبس ما لا يليق بإنسانيته!
                          وحين نتدبر في الآية الكريمة فإن أول ما ذكر الله سبحانه وتعالى فيها أن هذا اللباس يواري سوءاتكم وهذا هو الحد الأدني في فائدة اللباس أن يواري السوءات أن يستر عورة الإنسان. ثم بعد ذلك قال والأكمل من ذلك اللباس أن يكون لباس تقوى وخشية لله فهو خير من الأول الذي هو فقط يعيد الإنسان لإنسانيته لأن الحق يريد من بني آدم أن يرتقوا إلى ما كرمهم به ، حمل الأمانة وأداء العهد الذي بينه سبحانه وتعالى وبينهم، فقال
                          ” ولباس التقوى ذلك خير “

                          تعليق


                          • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                            وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ






                            إن جمهور المفسرين يقولون أن لباس التقوى لباس معنوي مجازي هو ما تقتضيه قضية التقوى، ولكن حين نتدبر فيه نجد أن ذلك التقابل بين اللباس الظاهري الذي يستر العورات الظاهرة المادية واللباس المعنوي لباس التقوي والذي هو أيضا يستر عورات معنوية لا ينبغي أبدا أن تكون في الإنسان الخليفة وهي كل السلبيات في الأخلاق والتي هي تصده عن التقوى.
                            وما هي التقوى ؟هي ببساطة شديدة واختصار هي ما يقيك مما لا ينبغي من تصرفات.إن الله عز وجل قال عن اللباس في آيات أخرى
                            سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ“ ،
                            فالسرابيل أو الملابس أو ما شابه تقي وتحمي الإنسان من الحر ومن البرد، وفي عصرنا مثلا رجال الإطفاء يلبسون ملابس واقية من الحريق والدخان ، ورجال الفضاء أيضا يلبسون ملابس معينة واقيه، والذي يتعامل مع المواد الخطرة في المعامل كذلك يلبس ملابس تقيه.
                            إذن ما تلبسه يقيك مما حولك مما هو ظاهر أما التقوى القلبيه أو لباس التقوى فهو لباس يقيك من أخطار أخرى معنوية ومادية في نفس الوقت مثل أمراض القلب : الحسد، الكبر ، الغل ، الشهوات، الشبهات وغيرها . فكلما كان اهتمامك بلباس التقوى قويا بارزا واضحا كلما كان نصيبك من التقوى أكبر، وكلما ازداد عندك ذلك اللباس، لباس التقوى، وهو لا يظهر للعيان كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
                            ” التقوى هاهنا، التقوى هاهنا “
                            وقد أشار لقلبه الشريف ، هي ليست ظاهرة للعيان ، هي شيئ بينك وبين الله عز وجل هو يطلع على قلبك فيجده قد تزيى بزي التقوى، قد ارتدى ذلك اللباس والزي حتى بات لباسا يحفظه و يقيه.
                            وكلما اهتممت بذلك الزي من باب اهتمامك لما ينظر الله إليه من قلبك، الناس تنظر إلى الملابس إلى ما ترتديه، ولكن الله جل وعلا ينظر إلى قلبك إلى داخلك ، ينظر إلى تلك الصدور إلى السرائر فاصلح السريرة . فإذا ما أصلحت ذلك اللباس وقاك من كل الشرور المختلفة ولابد أن يظهر ذلك اللباس وذلك الرداء الجميل برونقه وبهائه ونوره على ظاهر الإنسان على سلوكه وأخلاقه ومعاملاته. قد يكون الإنسان يرتدي أجمل الحلل وأفخم الملابس ومن أكبر دور الأزياء وقد بذل الغالي والنفيس للحصول على هذه القطعة، ولكن في داخله في واقع الأمر هذه القطعة لا تغني عنه شيئا، لماذا ؟ لأن الداخل خرب وليس له حظ من لباس التقوى، وليس هنالك في الأصل تعارض بين اللبس الخارجي واحتشامه وستره وأناقته وبين التقوى، بل بالعكس التقوى تحرك الإنسان نحو الستر والأناقة والجمال ولكن من قال أن الأناقة تعني عدم الستر؟؟ تعني الملابس الفاضحة ؟؟
                            إن الذي قال ذلك هو الذي أفسد الذوق العام في حياتنا، ولماذا يفسدون الذوق العام؟ لأن المسلمين حين تخلوا عن إيصال رسالة القرءان العالمية وما بلغوا حين قال الحق جل وعلا مخاطبا البشرية جمعاء
                            ” يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله. لعلهم يذكرون “ (26) الاعراف
                            حينها تخلوا وما قاموا بالمهمة التي أوكلت إليهم..

                            تعليق


                            • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                              لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ



                              ” يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ”(27)الاعراف.
                              فأنت حين تسلم قيادك لأولياء الشيطان يحدث ما قد حدث.
                              الآن وقد أصبحت قضية التعري والانحلال قضية مهمة جدا في الأناقة والأزياءنعم هكذا ولكن لماذا ؟لأن من تسلم قياد الأمور في واقعنا وفي مجتمعات العالم اليوم وفي البشرية جمعاء هم أولئك الذين تولوا الشيطان أو إن الشيطان قد تولاهم، والذين عرفوا الحق وعندهم دليله وأمروا بأن يقوموا بالمهمة ما قاموا بها وتخلوا عن قيادتهم

                              مرة أخرى نعود لعالمية القرءان الكريم خطاب
                              يَا بَنِي آدَمَ،
                              أنت وأنا وجميعنا مطالبون بإيصال هذه القيم والحديث عنها، والحديث ليس بالضرورة أن يكون خطبة أو رسالة شفوية أو كتب وترجمات ، لا ، لا ولكن الحديث الذي يعلمني القرءان في أكثر من موضع عنه هو أن يتجلى هذا الحديث عن القرءان في أفعالى وسلوكي وتصرفاتي كما وصفت امنا عائشة رضي الله عنها رسولنا الكريم صلّ الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين بأنه كان ( قرءانا يمشي)

                              ، يجب أن يتجلى حديثي عن القرءان في تقديمينموذجا يستحق أن تنظر إليه الأمم والشعوب. إن جانبا من جوانب ما نراه ونعيشه اليوم من الجري وراء الأزياء المختلفة التي أشرنا إليها أن من تسلم زمام الأمور في هذه الأشياء المختلفة في الاقتصاد وفي العلوم وفي الإدارة في العالم بأسره هم أولئك الذين ما عادوا يحملون قيمة من القيم التي يدعوا إليها القرءان الكريم، لا يؤمنون به، فطبيعي أنهم لا يحملون هذه القيم، ولكن الذنب الأكبر على من يؤمن بالقرءان العظيم وقيمه ولم يتمكن ولم يقم بإيصال تلك الرسالة والقيم إلى العالم من خلال تحضره وتقدمه وسلوكياته، من خلال تقديمه أنموذجا فعلا يقتدى به في كل شيئ، في اقتصاده وفي عمرانه وفي أسرته وفي تعامله وفي تجارته وفي أزيائه وفي ملابسه. فما عاد ما نلبس وهو في الواقع مجرد قطعه، ولكننا في واقع الأمر لا نقوم بصناعتها!نحن نلبس ما لا نصنع ! وإنما ما يصنعه غيرنا لنا، وهذه كارثة في الحقيقة تضاف إلى ما أشرنا إليه.

                              قال الحق عز وجل
                              يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ”(27)الاعراف
                              إذن هي فتنة وابتلاء، ونحن اليوم ونحن نسير في طريقنا في الحياة لابد وأن نتذكرهذه المعاني العظيمة ، أن المسألة فيها ابتلاء وأن هنالك إختبار وأن الشيطان له وساوس يدخل بها على بني آدم ليفتنه !! وتدبروا في الآية الكريمة قال” كما أخرج أبويكم من الجنة “،وما ذكر شيء عن الجنة سوى أنه ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما، وتدبروا، إن الجنة فيها أشياء كثيرة وآدم وحواء حينما خرجا من الجنة خرجا من نعيم كبير في كل شيء ليس فقط في اللباس ولكن الآية ما ذكرت إلا قضية اللباس قال
                              ” ينزع عنهما لباسهما”.

                              إن سورة الأعراف كما ذكرت سابقا هي السورة الوحيدة في القرءان الكريم التي تقف بهذا الوضوح القيمي تجاه قضية اللباس، وارتباطه بقصة أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام، بل بوجود الإنسان الخليفة على هذه الأرض، إنسانية الإنسان، فمن جملة إنسانيته أن يكون ساترا لتلك السوءات، وقد يقول قائل :ولماذا خلقت هذه السوءات إذا كان يجب عليه أن يسترها؟هذا الابتلاء فتنة. أنت لا تبتلى بما هو غير موجود، أنت تبتلى بما هو موجود وبما هو غير موجود، أنت تبتلى بالمنع والعطاء. إن الأسئلة التي قد تثار متنوعة والاختبار متنوع والرب جل وعلا هو الذي يسأل ولا يُسأل سبحانه وتعالى عما يفعل ونحن نُسأل.

                              تعليق


                              • رد: سلسلة بعنوان : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

                                كيف يتقي الانسان ولاية الشيطان
                                ويسلم من تسلطه عليه



                                ” إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ” (27)الاعراف
                                أصبحت القضية ولاية الشيطان،
                                وتدبروا معي في أوائل السورة قال الحق
                                ” إتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون” (3).
                                إن إتباع الأولياء، إتباع أولياء الشيطان ،حين يصبح الشيطان وليا للإنسان من دون الله ماذا سيحدث؟سيحدث ما حدث ، ينزع عنه لباسه ويفعل كل ما يفعله اليوم من تشوهات في إنسانية الإنسان.ولكن هذه الولاية ما جاءت من فراغ لأن الله سبحانه وتعالى قال
                                إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ “27

                                إن خروجك من واحة الإيمان ودائرة الحق إلى دنيا فيها المعصية والكفر وإلى صحراء جدباء من القيم والفضيلة والبعد عن الله عز وجل تجعل منك إنسانا معرضا لولاية الشياطين من الأنس والجن قطعا.

                                إن إيمانك بالله درع لك وحصانة حقيقية لأن الذي سيتولى شئون حياتك، لباسك، طعامك، شرابك، ما تخرجه ما تنفقه عطاؤك ومنعك زواجك وإنجابك للأبناء كل هذا سيتولاه الحق سبحانه وتعالى، هو الذي سوف يسير ويدبر لك حياتك، بينما حين يخرج الإنسان من دائرة الإيمان وواحته سيصبح معرضا لأي ولاية في كل شئون حياته؟

                                وكما ذكرنا من قبل في قضية اللباس من الذي يتحكم فيما ألبس ويفرض علي ما ألبسه ما أرتديه من لباس؟
                                أولياء الشيطان.
                                ما السبب ؟

                                أنا قد أعطيتهم ذلك الحق من خلال عدم إيماني بالله عز وجل.إن إيماني بالله يقتضي أن يتولى الله حياتي كلها تصريفا بكل ما للكلمة من نواحي أمرا ونهيا تكليفا وإلزاما ، إن الإيمان ليس مجرد كلمة الإيمان عقيدة بيني وبين الله عز وجل وهو الذي يتولاني بالرعاية وبالحماية وبالرحمة من خلال تشريعاته وتوجيهاته.إن البشرية اليوم تدفع أثمانا باهظة نتيجة خروجها عن أي شيء ؟

                                خروجها عن تلك الدائرة ، دائرة الإيمان ، دائرة العلاقة بالله وإن العلاقة بالله ليست شعار ولا جماعة وليست تحزب يرفع باسم، لا، العلاقة بالله أخلاقيات وسلوكيات وتعامل ، دين ، تصرفات : مالية واجتماعية وأسرية تحكم الحياة تحكم الإنسان في قلبه وحياته قبل أن تخرج إلى محيط قلبه وحياته. هذه الحقيقة ،

                                ولذا ما أعظم الآية الكريمة
                                ” إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ” (27)الاعراف
                                إن كل كلمة في آيات الله في هذا الكتاب العظيم الحكيم لها معنى ولها مقصد تحققه.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X