إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبر آية....(الكلم الطيب)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} " ففي شريعته -صلى الله عليه وسلم- من اللين والعفو والصفح ومكارم الأخلاق؛ أعظم مما في الإنجيل، وفيها من الشدة والجهاد، وإقامة الحدود على الكفار والمنافقين؛ أعظم مما في التوراة، وهذا هو غاية الكمال؛ ولهذا قال بعضهم: " بعث موسى بالجلال، وبعث عيسى بالجمال، وبعث محمد بالكمال ". [ابن تيمية].


    القرآن غيرني (36): إني أحدث عن نفسي: لقد وجدت التوبة علاجا لداء الضيق والهموم والغموم التي أورثتها الذنوب !هكذا أوحت لي هذه الآية: {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم}


    قلوب أصلحها القرآن: كان الحسن البصري يدعو ذات ليلة: اللهم اعف عمن ظلمني، فأكثر في ذلك؛ فقال له رجل: يا أبا سعيد، لقد سمعتك الليلة تدعو لمن ظلمك! حتى تمنيت أن أكون فيمن ظلمك، فما دعاك إلى ذلك؟ قال: قوله تعالى: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}


    علق القرطبي على خاتمة قصة نوح مع قومه -بقوله سبحانه: {وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين}- فقال رحمه الله: " لما تواضع الجودي وخضع عز، ولما ارتفع غيره واستعلى ذل، وهذه سنة الله في خلقه؛ يرفع من تخشع، ويضع من ترفع "


    إذا خوفك الشيطان من الفقر؛ فرده بالرزق المكتوب: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} وإذا خوفك من الموت والقتل؛ فرده بالأجل المكتوب: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}. [مصطفى السباعي]


    القرآن غيرني (37): لي ابن صغير، عندما أعده بشيء ولا أنفذه، أو إذا شعر أني أكذب؛ يذكرني: {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} أتريدين هذا المصير؟! فما أجمل أن نجعل لأولادنا شعارات قرآنية نتحاكم إليها!


    يخطئ كثير من المسلمين في قولهم: " الإسلام دين المساواة " وذلك لرد تهمة التغريبيين تجاه المرأة، وهذا مخالف لمحكم التنزيل: {وليس الذكر كالأنثى} والصواب أن يقال: الإسلام دين العدل، أعطى كل ذي حق حقه وما يناسبه: {بما فضل الله بعضهم على بعض} وفرق بين العدل والمساواة، فتدبر. [أ.د.ناصر العمر].


    قد ذكر في غير موضع من القرآن ما يبين أن الحسنة الثانية قد تكون من ثواب الأولى، وكذلك السيئة الثانية قد تكون من عقوبة الأولى، قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، وقال تعالى: {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله...}الآية. [ابن تيمية]


    القرآن غيرني (38): كنت كثيرة العصيان في أوقات الخلوة، وأشعر بالندم لحالي، وبعد فترة كنت مع رفقة صالحة، وتذكرت أمري ودعوت الله أن يغفر لي، وأمسكت المصحف؛ فوقعت عيني على قوله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا} فبكيت، وعزمت على تزكية نفسي؛ لتكون أهلا للمغفرة


    سئل أبو الحسن الرماني: كل كتاب له ترجمة -أي: عنوان يلخص مضمونه- فما ترجمة كتاب الله؟ فقال: {هذا بلاغ للناس ولينذروا به}


    {إن العزة لله جميعا} جاءت هذه الآية كالتعليل لما قبلها: {ولا يحزنك قولهم} وذلك أن سنة الله جرت بأن يجعل العزة في جانب المؤمنين المتقين، فإذا ابتلوا بعدو ينالهم بأذى، فصبروا عليه، وجاهدوا في دفاعه عن أنفسهم بكل ممكن؛ فعاقبتهم الخلاص من الباغي، ثم لا يلبثون أن يدركوا عزتهم، وتكون يدهم فوق يد عدوهم. [محمد الخضر حسين]



    {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} الغضب لله من ثمرات إجلال الله ومهابته، والغضب على المسيء بحضرته متضمن للإجلال، وزجر للمسيء عن انتهاك الحرمات، ولا خير في عبد لا يغضب لمولاه. [العز بن عبدالسلام]

    تعليق



    • {ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر } قوله: {للذكر} قيل في معناه أقوال، وأقربها للصواب: الادكار والاتعاظ، أي: أن من قرأه ليتذكر به ويتعظ به؛ سهل عليه ذلك واتعظ وانتفع، ومما يرجح هذا: قوله بعد ذلك: {فهل من مدكر} يعني: هل أحد يدكر؟ مع أن الله سهل القرآن للذكر، أفلا يليق بنا وقد سهله الله للذكر أن نتعظ ونتذكر؟ بلى! [ابن عثيمين]




      القرآن غيرني (39): كنت واقعة في ذنب يشق علي تركه، وفي كل مرة ارتكبه يتملكني شعور بالضيق الشديد، وفي أحد الأيام فتحت المذياع؛ فإذا بقول الله عز وجل: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم} يرتله أحد القراء بصوت مؤثر جدا؛ فاقشعر جسمي، وكان ذلك اليوم الحد الفاصل بين المعصية والإنابة إلى الله.



      كان الحسين بن الفضل معروفا بإخراج أمثال العرب والعجم من القرآن، فقيل له: هل تجد في كتاب الله " خير الأمور أوساطها " ؟ قال: نعم، في أربعة مواضع: - {لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك}. - {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}. - {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}. - {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا}



      إذا تدبرت كتاب الله؛ تبين أنه يفصل النزاع بين من يحسن الرد إليه، وأن من لم يهتد إلى ذلك؛ فهو: إما لعدم استطاعته فيعذر، أو لتفريطه فيلام ". [ابن تيمية]



      القرآن غيرني (40): كنت يوما أقرأ: {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا..} فاستوقفتني {أوذوا في سبيلي} وسألت نفسي: هل أوذيت في سبيل الله؟ فحزنت، وخشيت ألا أنال حظا من الآية. وعزمت أن أتحرك وأبذل لديني، وأتحمل التبعات حتى أنال الجزاء الوارد في ختام الآية.
      قلب فكرك: {فالق الحب والنوى}، {فالق الإصباح وجعل الليل سكنا} قال الزجاج: وإذا تأملت الخلق، بان لك أن أكثره عن انفلاق، كالأرض بالنبات، والسحاب بالمطر






      " من معجزات القرآن الكريم: أنه يدخر في الألفاظ المعروفة في كل زمن، حقائق غير معروفة لكل زمن؛ فيجليها لوقتها ". [مصطفى الرافعي]






      القرآن غيرني (41): هذه الآية غيرتني {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فعندما تأملتها قلت لنفسي: أنا لن أدخل الجنة حتى أنفق مما أحبه، كنت أحب النوم فصرت أترك منه جزءا كبيرا وأقوم الليل، ولمّا أضعف أتذكر الآية!






      عندما تتصف المرأة بخصال تشينها خلقا ودينا؛ فإنها تجتهد في توريط بنات جنسها بذلك؛ مستغلة مكانتها وطيبة كثير من النساء، فتوردهن –بمكرها- المهالك، قف وتأمل قصة امرأة العزيز مع نسوة المدينة، فبعد استنكار الباطل، أصبحن للشر أعوانا! [أ.د.ناصر العمر]






      من أصلح ما بينه وبين الله، حفظه الله في: - حياته: {وهو يتولى الصالحين}. - وفي منامه: تأمل حفظ الله لأصحاب الكهف، وكيف أصاب الكلب بركة حفظهم. - وبعد مماته: {وكان أبوهما صالحا}. فاللهم أصلحنا وأصلح بنا ولنا. [د.عمر المقبل]






      {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُون}.قال: " بنورهم " ولم يقل: " بنارهم " ؛ لأن النار فيها الإحراق والإشراق، فذهب بما فيه الإضاءة والإشراق، وأبقى عليهم ما فيه الأذى والإحراق، وكذلك حال المنافقين! ذهب نور إيمانهم بالنفاق، وبقي في قلوبهم حرارة الكفر والشكوك والشبهات تغلي في قلوبهم. [ابن القيم]






      القرآن غيرني (42): كنت أعاني من هم وضيق، فسمعت شرحا لقصة موسى ورأيت كيف أنه لمّا أحسن للفتاتين وسقى لهما ودعا ربه أتاه الفرج، وكانت عندنا مستخدمة بالمدرسة فقيرة؛ فأحسنت إليها، وطلبت من الله الإحسان؛ ففرج الله همي وشرح صدري، وصدق الله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.






      قال تعالى عن آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} قال ابن سيرين: كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر فيقول: عرجت ملائكة، وهبطت ملائكة، وعرض آل فرعون على النار! فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار.






      {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} خفة الطاعة من آثار محبة المطاع وإجلاله، فإن قرة عين المحب في طاعة المحبوب، ففي الحديث: " وجعلت قرة عيني في الصلاة " لما فيها من المؤانسة، ولذة القرب وأنس المناجاة. [العز بن عبدالسلام]








      لا عذر لامرأة مسلمة أن تبرر تقصيرها وعدم استقامتها بفساد أهل بيتها، أو بيئتها، وما تواجهه من ضغوط؛ فهذه امرأة فرعون بلغت الكمال لثباتها -مع ما بلغه فرعون وملأه من إسراف وظلم عظيم- فتدبر قصتها في سورة التحريم؛ تجد تلك الحقيقة المذهلة. [أ.د.ناصر العمر]





      {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} فالكتاب كاف عن كل آية لمن تدبره، وتعقله، وعرف معانيه، وانتفع بأخباره، واتعظ بقصصه؛ فإنه يغني عن كل شيء من الآيات، لكن الذي يجعلنا لا نحس بهذه الآيات العظيمة: أننا لا نقرأ القرآن على وجه نتدبره، ونتعظ بما فيه؛ فأكثر المسلمين يتلونه لمجرد التبرك! [ابن عثيمين]






      الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا. ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره؛ فيسلك مسلك من أيده الله ونصره، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه؛ فإن الله يقول في كتابه: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز* الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}. [ابن تيمية]






      القرآن غيرني (43): كنت لا أعرف طريق المسجد، والحياة عندي عبث في عبث، فسمعت يوما قارئا يقرأ قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} فتأملت في حالي فأحسست حقا أن كل ما كنت فيه من لهو وعبث وضلال، ليس إلا لهثا وراء سعادة زائفة! ومعيشة ضنكا؛ فأطفأت السيجارة، وأشعلت أنوار الإيمان.. أسأل الله الثبات






      {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون}كم في هذه القصة من درر!
      1 - حاجة الصغير إلى اللعب المباح
      . 2 - ألا يرسله أبوه إلا مع من يحفظه ويصونه.
      3 - مجرد كون من يذهب معهم من أقاربه ليس كافيا في ائتمانهم عليه، إن لم تقم أدلة أخرى على صلاحهم والثقة بهم، ولا يعني هذا سوء الظن بالناس؛ ولكن الأخذ بالحذر والاحتياط أولى في هذا الزمن.






      حتى يرق قلبك! {ورتل القرآن ترتيلا} أي: تمهل وفرق بين الحروف لتبين، والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر، وفهم المعاني، وبذلك يرق القلب، ويفيض عليه النور والرحمة. [ابن عطية]






      افتراضي الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا. ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره؛ فيسلك مسلك من أيده الله ونصره، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه؛ فإن الله يقول في كتابه: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز* الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}. [ابن تيمية]


      {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن... } الآية، ثم قال بعدها: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا...} الآيات، ومناسبة هذا: أنه " لما تجاهل المشركون الرحمن، واستكبروا عن السجود له، عرفهم القرآن بالرحمن: بخلقه، وتدبيره وإنعامه، ثم عرفهم بعباده الذين عرفوه بذلك، فآمنوا به، وخضعوا له، بما اشتملت عليه هذه الآيات من صفاتهم، وفي ذلك تشريف كبير لهم، وتبكيت لأولئك المتجاهلين المتكبرين ". [ابن باديس]







      قال تعالى في سورة البقرة: {رب اجعل هذا (بلدا) آمنا}، وقال في إبراهيم: {هذا (البلد) آمنا} فحاول أن تتأمل في سر مجيء آية البقرة بدون تعريف، وآية إبراهيم معرفة، ومما يعينك على فهم السر، تأمل سياق الآيات. الجواب: لأن آية (البقرة) دعا به الخليل عليه السلام قبل أن يكون بلدا، بل قاله عند ترك هاجر وإسماعيل به وهو واد، فدعا بأن يصير بلدا، أما آية (إبراهيم) فإنه دعا به بعد عودته، وسكنى جرهم به، وبعد أن صار بلدا، فدعا بأمنه. [الإتقان]


      من أهم أسباب الأحداث الجارية في الدول العربية: سوء توزيع الثروات (وليس شحها)، وهذا ناشئ من عدم توافر أهلية المسئولين عن ذلك، وإلا فيوسف -عليه السلام- استطاع أن يجتاز بمصر أحلك الأزمات الاقتصادية بأمان؛ لتوافر شروط الكفاءة فيه. تدبر: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}. [أ.د.ناصر العمر]


      يقول ابن تيمية: من فسر من العلماء (الاختيان) الوارد في قوله تعالى: {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما} بأنه ظلم النفس بأي ذنب كان سرا أو علانية، ففي قوله نظر؛ لأن الاختيان إنما يستعمل في الذنوب التي تفعل سرا فحسب، كقوله تعالى: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم}.


      القرآن غيرني (45): {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات} هذه الآية كانت درسا لي، عندما قرأتها شعرت كأني المخاطبة. أريد الجنة، وأريد رؤية الله سبحانه! لكن أين العمل؟! ومن لحظتها قررت الاجتهاد في العمل الصالح.


      قف متدبرا: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} ثم تأمل ما جرى من أحداث في ضوء هذه الآيات وغيرها، تجد مصداق ذلك، وكأنها أنزلت اليوم! 
{أفرأيت إن متعناهم سنين* ثم جاءهم ما كانوا يوعدون* ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} ثم تخلى عنهم القريب والبعيد
 {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}. فما أتعس من لم يزن الأحداث بميزان القرآن! {فبأي حديث بعده يؤمنون}! [أ.د.ناصر العمر]


      قال تعالى عن الملائكة: {يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} وفيها فائدتان: 1- أن الله لم يذكر عن الملائكة استغفارا؛ لعدم حاجتهم له، بل هم يسبحون. 2 - أنهم قدموا بين يدي استغفارهم للمؤمنين تسبيحا وتحميدا، وهكذا ينبغي للداعي أن يكون. [أ.د.محمد أبو موسى]


      ختمت قصة نوح في (الصافات) بـ: {إنا كذلك نجزي المحسنين} فكل من أحسن فالله يجزيه كما جزى نوحا عليه السلام، والذي جزاه الله بأمرين: بما ترك عليه في الآخرين، وبما سلمه في العالمين. وكذلك من كان مؤمنا بالله، محسنا في عبادته، وإلى عباده، فالله يجزيه كما جزى نوحاً: ينجيه من الهلاك، ويسلم عرضه من الذكر السيئ، ويلقي محبته وثناء الناس على ألسنة الخلق. [ابن عثيمين]


      القرآن غيرني (46): من أعظم الأشياء التي كانت تصدني عن التوبة: تلبيس الشيطان علي في القنوط من رحمة الله، وأني صاحب ذنب لا يغتفر؛ حتى قرأت: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} إلى: {أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم} فإذا كان الله فتح باب التوبة لمن نسب له الصاحبة والولد فكيف بمن دونه!


      في سورة البقرة في الآية (187) قال تعالى: {تلك حدود الله فلا تقربوها} وقال بعد ذلك (آية 229): {تلك حدود فلا تعتدوها} حاول أن تتدبر سياق الآيات؛ لتعرف سر الفرق بين الآيتين. الجواب: الآية الأولى قيل فيها: {فلا تقربوها} لأنها وردت بعد عدة نواهي؛ فناسب النهي عن قربانها، أما الآية الثانية فقد جاءت بعد أوامر؛ فناسب النهي عن تعديها وتجاوزها، بأن يوقف عندها. [الإتقان]


      {إن تتقوا الله يجعلكم فرقانا} من أعظم أنواع الفرقان الذي يؤتاه المتقي لربه: البصيرة زمن الفتن. قال الحسن البصري: " إذا أقبلت الفتنة عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها الناس كلهم "، وقد وصف أيوب السختياني الحسن البصري بقوله: " كان يبصر من الفتنة إذا أقبلت ما نبصر منها إذا أدبرت ".
 قال ابن تيمية: " إن الفتن إنما يعرف الناس ما فيها من الشر إذا أدبرت "

      (وهم ينهون عنه وينأون عنه} عرف الكفار عظيم تأثير هذا القرآن؛ فلم يكتفوا بإعراضهم عنه، بل اجتهدوا في صد الناس عنه بكل وسيلة، فصار نشر القرآن -حفظا، وتدبرا، وتعليما- من أعظم درجات الجهاد: {وجاهدهم به جهادا كبيرا}. [د.عمر المقبل]


      ذكر الله في آخر البقرة أحكام الأموال، وهي ثلاثة أصناف: عدل، وفضل، وظلم؛ فالعدل: البيع. والظلم: الربا. والفضل: الصدقة. فمدح المتصدقين وذكر ثوابهم، وذم المرابين وبين عقابهم، وأباح البيع والتداين إلى أجل مسمى. [ابن تيمية]


      القرآن غيرني (47): {يوم تبلى السرائر} كل إنسان ستظهر سريرته وينكشف مخبؤه وسيظهر مستوره، يا له من يوم! حقا لما تدبرت هذه الآية حركت مكامن الخوف عندي؛ رغم أني أحفظها وأرددها، وصرت أتقي الله في خلوتي وفيما أحفظه في سريرتي


      في قوله تعالى عن المنافقين في أوائل البقرة:{ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر} كرر حرف الجر (الباء) مع العطف، وهذا لا يكون إلا للتأكيد، وهذه الآية حكاية كلام المنافقين، وهم أكدوا كلامهم نفيا للريبة وإبعادا للتهمة؛ فنفى الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ، فقال: {وما هم بمؤمنين}. [الكرماني]



      لما ذكر الباري نعمته على العباد بتيسير الركوب للأنعام والفلك قال: {لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون}؛ ذكر فيها أركان الشكر الثلاثة، وهي: - الاعتراف والتذكر لنعمة الله، - والتحدث بها، والثناء على الله بها، - والاستعانة بها على عبادته. [السعدي]


      إن الإنسان محتاج دائما إلى منشطات الأمل وكوابح الغرور، فإن يأسه من النجاح يقوده إلى السقوط، واغتراره بما عنده يمنعه السبق؛ ولذا كان من سنن القرآن الجمع بين الوعد والوعيد، كما في قوله: {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم} ليظل الإنسان دائما محكوما بمشاعر الخوف والرجاء


      القرآن غيرني (48): جلست مرة مع شباب ممن انغمسوا في قراءات فكرية منحرفة، وسمعتهم يستشهدون لأفكارهم بمقولات الفيلسوف الفلاني والمفكر الفلاني ممن لم يشموا رائحة الوحي! -والابتسامة تعلو وجوههم!- فقلت لهم: هذه الأفكار موجودة في القرآن، ثم تلوت الآيات، فتمعرت وجوههم، فتذكرت عندها قوله تعالى: {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون}! فكانت هذه من عوامل هدايتي الفكرية


      قال تعالى في سورة (الأعراف): {فاستعذ بالله إنه سميع عليم}؛ بينما قال في (فصلت): {فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}، وقد التمس أهل العلم حكمة في التفريق بينهما، فتأمل ذلك، واعلم أسباب النزول له أثر في هذا التفريق. الجواب: قال ابن جماعة: لأن آية الأعراف نزلت قبل آية فصلت؛ فحسن التعريف؛ أي: {هو السميع العليم} الذي تقدم ذكره أولا عند نزوغ الشيطان. [الإتقان]


      الاعتماد في الحماية والنصرة على المخلوقين؛ من أعظم أسباب الخذلان في أحرج الأوقات، تدبر: {وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب}. [أ.د.ناصر العمر].


      {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قلوبهم واحدة، موالية لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، معادية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين، وقلوبهم الصادقة، وأدعيتهم الصالحة، هي العسكر الذي لا يغلب والجند الذي لا يخذل، فإنهم هم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة. [ابن تيمية].


      القرآن غيرني (49): كنت كغيري أقرأ القرآن بسرعة وهذرمة، وكان همي آخر السورة! وكنت أقرأ في الساعة الواحدة ثلاثة أجزاء، فلما استمعت إلى كلمات أحد مشايخي عن التدبر، وأثره في صلاح القلب، بدأت أدرب نفسي على ذلك، فصرت -والله الشاهد- لا أجد لذة للقراءة إلا بالتدبر، حتى إني قد أبقى في الجزء الواحد نحو ثلاث ساعات، فأدركت شيئا من معاني: {ليدبروا آياته}.


      " ومن لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبر؛ لم يدرك من لذة القرآن شيئا ". [الزركشي]


      {فاصبر إن وعد الله حق} جاء الحديث عن صدق وعد الله بعد الصبر؛ لأنه " مما يعين على الصبر، فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع بل سيجده كاملا؛ هان عليه ما يلقاه من المكاره، ويسر عليه كل عسير، واستقل من عمله كل كثير ". [ابن سعدي].


      قال الهدهد لسليمان -عليه السلام- متحدثا عن ملكة سبأ: {إني وجدت امرأة تملكهم} ولم يقل: (...ملكة تملكهم) مع أنها ملكة حقا!! ولكن كأن الهدهد قد استقبح من رجال أن يملّكوا أمرهم امرأة؛ فجاء باللفظ الذي يقبح ذلك، ويضع المرأة من الحياة موضعها الذي تقتضيه فطرة الخلق. [علي جاسم محمد].

      القرآن غيرني (50): أنا طالب علم، وذات مرة توقفت عند قوله تعالى: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون...} الآية، فبكيت كثيرا على ضياع ليال كثيرة في هذه الليالي الشاتية الطويلة، وأنا لم أشرف نفسي بالانتصاب قائما لربي ولو لدقائق، فكان هذا البكاء مفتاحا لبداية أرجو أن لا تتوقف حتى ألقى ربي.

      سُئل بعضُ العلماءِ -ممن عُرف باستخراجِ أمثلةِ العربِ من القرآنِ-: هل تجدُ في كتابِ الله " من جهل شيئًا عاداه " ؟ قال نعم! في موضعين: الأول: { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ}. الثاني: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ}

      من المهم أن يدركَ خصمُك في قرارةِ نفسِه أنك صادقٌ في دعوتك، ثابتٌ على منهجك، ولو خالفك وآذاك ورماك بأبشعِ التُّهم، تدبَّرْ هذه الآيات: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ}، {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}، {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ}. [أ.د.ناصر العمر].

      الباطلُ مهما انتفشَ فهو مستدرج: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}. [محمد الراوي].

      {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} استدل العلماء بهذه الآية على أنه لو دخلت محبة الرسول ومحبة سنته في قلب عبد فإن الله لا يعذب هذا القلب، لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ فإذا كان مجرد وجود حب الرسول في القلب مانعا من تعذيبه، فما بالك بوجود محبة الله سبحانه في ذلك القلب! [ابن القيم].

      الظلم ظلمات، ولابد أن يلقى الظالم جزاءه وإن طالت حبال الأيام، وتأمل كيف أن إخوة يوسف لما امتدت أيديهم بالظلم لأخيهم {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} امتدت أكفهم بين يديه بالطلب، يقولون: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ... وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}. [ابن الجوزي].

      قال مقاتل: صديق موافق خير من ولد مخالف، ألم تسمع قول الله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}؟
      تدبر قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} إن الجملة الأخيرة تدل على أن الأمر الفرط، أو الوضع السائب، أو المجتمع المحلول؛ يجيء ثمرة غفلة القلب، واتباع الهوى، سواء أكان ذلك في أحوال النفس أم في أخلاق الجماعة! [محمد الغزالي].


      قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} ولم يقل (يرفعكم)، فما الحكمة في ذلك؟ قال العلامة السعدي جوابا على السؤال: ولم يقل يرفعكم؛ ليدل ذلك على فضيلة الإيمان والعلم عموما، وأن بهما تحصل الرفعة في الدنيا والآخرة، ويدل على أن من ثمرات العلم والإيمان: سرعة الانقياد لأمر الله، وأن هذه الآداب ونحوها إنما تنفع صاحبها، ويحصل له بها الثواب إذا كانت صادرة عن العلم والإيمان.





      من التجارب النافعة لبعض العقلاء: عدم الانزعاج من النقد، أو إشغال النفس بقصد الناقد ونيته؛ وإنما أفيد مما فيه -بغض النظر عن قائله وأسلوبه-، وقد تأملت عموم دلالة آية غافر وتقسيمها العقلي؛ فازددت قناعة بهذا المنهج، فتدبرها: {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ}. [أ.د.ناصر العمر].





      الفكر هو مبدأ أي عمل؛ فالإنسان إنما يعمل –عادة- بعد أن يجيل فكره، وبعد أن ينظر، ثم بعد ذلك يقدم على العمل: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، فبعد أن تفكروا عملوا؛ فسألوا الله الجنة، واستعاذوا به من النار. [د.خالد السبت].





      وتحت قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} كنز عظيم، من وفق لمظنته وأحسن استخراجه، واقتناءه، وأنفق منه؛ فقد غنم، ومن حرمه فقد حرم، وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين، فإن لم يثبته زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهما، وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه عبده ورسوله: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}. [ابن القيم].





      تسونامي اليابان: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}! سيارات تتدحرج كحبات المسبحة وهي تتناثر، وطرق القطارات، والسيارات كأنما هي خيط تلك المسبحة، والقتلى والجرحى بالآلاف بعد مرور (24 ساعة) فقط من وقوع الطوفان، وصار الناس كأنهم على بوابة القيامة فتراهم: {سكارى وما هم بسكارى}، مشهد يحرك في القلب معنى من معاني عظمة الجبار، وضعف الإنسان، فاللهم جنب بلاد المسلمين آثاره، ولين قلوبنا لنعتبر.
      مر بعض المتعففين على جارية تغني، فأعجبته وطرب، وقال: والله إني أحبك! فقالت: نفسي بين يديك فما يمنعك؟ فقال: يمنعني قول الله تعالى: { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}، وأخاف أن تكون خلتنا اليوم عداوة يوم القيامة.


      قال جعفر بن محمد: صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة، ثم تلا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}.
      {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ....وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} العاقل إذا قرأ القرآن وتبصر عرف قيمة الدنيا، وأنها ليست بشيء، وأنها مزرعة للآخرة، فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك؟ إن كنت زرعت خيرا فأبشر بالحصاد الذي يرضيك، وإن كان الأمر بالعكس فقد خسرت الدنيا والآخرة. [ابن عثيمين].


      ما الحكمة في التنصيص على الأنعام في هذه الآية: " {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ}؟ يقول القاسمي رحمه الله: " والسر في إفراده هذه النعمة، والتذكير بها دون غيرها من نعمه وأياديه، أن بها حياة العرب وقوام معاشهم؛ إذ منها طعامهم وشرابهم ولباسهم وأثاثهم وخباؤهم وركوبهم وجمالهم، فلولا تفضله تعالى عليهم بتذليلها لهم، لما قامت لهم قائمة ".





      عندما يقرأ المسلم قوله سبحانه: { إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} يتعجب كيف تذهل الأم عن رضيعها! ويحاول أن يتصور كيف يكون الناس كالمجانين، فيعجز عن تصور ذلك مع إيمانه به، فيأتي زلزال اليابان ليريه مشهدًا عظيمًا، ودمارًا هائلًا في طرفة عين؛ فيدرك أن هذا ليس إلا صورة مصغرة عن حقيقة ما سيكون عند زلزلة الساعة؛ فيزداد الذين آمنوا إيمانا، ويرتاب الذين في قلوبهم مرض والكافرون. [أ.د.ناصر العمر].





      تأمل كيف جمع الله بين إجابة المضطر، وكشف الضر، ويكونوا خلفاء في الأرض، في آية واحدة: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ} وتأمل في قصة موسى حين قتل ثم أناب، واضطر إلى ربه؛ فتاب عليه واصطفاه: {وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى - وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} فهل بعد هذا ييأس مضطر أو مذنب تائب؟ [د.محمد الربيعة].





      وفقا لتقرير أعده قسم الأديان لمركز (بيو) الأمريكي: فعدد المسلمين في العالم (1.75 مليار)، وتقول صحيفة التلغراف البريطانية أن المسلمين في أوروبا سيصل إلى 20% من سكان أوروبا. علق أحد الغربيين قائلا: لقد صار من المحقق أن الإسلام ظافر لا محالة على غيره من الأديان التي تتنازع العالم؛ فعدد المسلمين في نمو وتزايد مستمر. وصدق ربنا: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.





      {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} وهذا دليل ظاهر أن الذي نراه معارضا للنقل، ويقدم العقل عليه، ليس من الذين أوتوا العلم في قبيل ولا دبير ولا قليل ولا كثير. [ابن القيم].





      قال علي رضي الله عنه: ثلاث هن راجعات إلى أهلها: المكر، والنكث، والبغي، ثم تلا قوله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}، وقوله: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}، وقوله: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}.





      {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ} فإذا كانت حياة الأرض بعد موتها من أعظم الأدلة على سعة رحمته؛ فالدليل في القلب الخلي من العلم والخير حين ينزل الله عليه غيث الوحي فيهتز وينبت العلوم المختلفة النافعة، والأعمال الظاهرة والباطنة: أعظم من الأرض بكثير! ودلالته على سعة رحمة الله وواسع جوده وتنوع هباته أكثر وأعظم. [السعدي].



      حكي عن بعض العلماء أنه قيل له: اقرأ سورة الواقعة ليأتك الرزق! فقال: لولا أن أهجر سورة من القرآن لم أتلها في المستقبل إذا كنا لا نقرأ إلا لجلب الرزق! علق الشيخ الخضر حسين قائلا: وقد تكون قراءة القرآن للتعبد والتدبر مؤدية إلى تيسير ما عسر؛ من حيث إنها طاعة خالصة لله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.





      في قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} التمس بعض العلماء السر في ذكر الملائكة والناس، مع أن لعنة الله كافية!؟ والجواب: السر في التعبير بلعن الملائكة والناس -مع أن لعن الله يكفى-، للدلالة على أن جميع من يعلم أحواله من العوالم العلوية والسفلية يراه أهلا للعن الله ومقته، فلا يشفع له شافع ولا يرحمه راحم، فهو قد استحق اللعن لدى جميع من يعقل ويعلم، ومن استحق النكال من الرب الرءوف الرحيم؛ فماذا يرجو من سواه من عباده؟ [تفسير المراغي].






      ارتفاع نسبة الطلاق بلغ رقما مخيفا -قرابة 40.000 حالة طلاق في سنة واحدة- وهذا مخالف لأصل خلق الزوجين: {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} فلو تحقق السكن لما وقع الطلاق غالبا، إذن لا بد من سبب معتبر حال دون تحقق الأصل والغاية، والعلاج: أن تصلح ما بينك وبين الله؛ يصلح لك زوجك، تدبر: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}. [أ.د.ناصر العمر].





      الله الذي أنزل الحق قد حفظه كما حفظ ما ينفع الناس، وما لا تقوم الحياة إلا به، تأمل: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}. [محمد الراوي].




      من أعجبته حكمة عظيمة صالحة في قول مفكر أو فيلسوف، فليتحسر على نفسه أن جهلت موضعها من القرآن، قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}. [عبدالعزيز الطريفي].




      ومن ظن أن الذنوب لا تضره -لكون الله يحبه- مع إصراره عليها؛ كان بمنزلة من زعم أن تناول السم لا يضره مع مداومته عليه! ولو تدبر الأحمق ما قص الله في كتابه من قصص أنبيائه، وما جرى لهم من التوبة والاستغفار، وما أصيبوا به من أنواع البلاء الذي فيه تمحيص لهم، وتطهير؛ علم بعض ضرر الذنوب بأصحابها، ولو كان أرفع الناس مقاما. [ابن تيمية].




      يقول ابن عقيل الحنبلي: ما أخوفني أن أساكن معصية فتكون سببا في سقوط عملي وسقوط منزلتي -إن كانت عند الله تعالى- بعدما سمعت قوله تعالى: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}، فإن هذا يدل على أن في بعض التسبب وسوء الأدب على الشريعة ما يحبط الأعمال، ولا يشعر العامل إلا أنه عصيان ينتهي إلى رتبة الإحباط.





      {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} مدحهم بالانتصار؛ لأنهم لم يزيدوا عليه، إذ لو زادوا عليه لكان تعديا ولم يكن انتصارا. [العز بن عبدالسلام].




      كان لهارون الرشيد طبيب نصراني حاذق، فقال مرة لأحد العلماء: ليس في كتابكم من علم الطب شيء! فقال ذاك العالم: قد جمع الله الطب في نصف آية من كتابنا. فقال: ما هي؟ قال: قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}.





      تعليق

      يعمل...
      X