[حصري] *..* مفاتيح تدبر القرآن _ اللقاء الثالث _ الشيخ/ شوقي عبد الصادق *..*

[آمــال الأقصى]

لمشاهدة اللقاء يوتيوب ..
https://www.youtube.com/watch?v=NPJmRNdfgis

لتحميل اللقاء بجودات مختلفة من
هنا ..

تابع بعض الكليات والقواعد ندرجها تحت أصول في التفسير
مأخوذة من مجموع القرآن العظيم ومن أقوال المفسرين منها ::

2*.. لا تعارض بين الآيات .
ربما يصادفنا بعض الآيات ظاهرها التعارض .. لابد في قرارة النفس أن تؤمن أنه لا تعارض أبدًا
لأنه كله من مشكاة واحدة من عند الله عز وجل ..
لقوله تعالى " وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ " ءال عمران – 7 .
هذا كلام الراسخون في العلم
إن وجدوا سبيلًا في التوفيق وفقوا أما أن يقول الإنسان فيه تضارب لا يمكن لأن هذا كفر !
وإن لم تستطع أن توفق حيله لمن يستطع فإن لم يستطع أحد التوفيق .. توقف .
أما من في قلوبهم زيغ يتبعون ما تابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
مثال ::
قال تعالى : " إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ " القصص – 56 .
نفى الله عز وجل الهداية عن رسوله صلى الله عليه وسلم حتى الإنسان اللي بيحبه لا يمكن أن يهديه والآية واضحة والنص صريح وقاطع
ثم يقول له تعالى :" وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " الشورى – 52 . اللام لام توكيد .

هناك نفى الهداية وهنا أكد الهداية .. هل فيه تعارض ؟
أبدًا ..
التوفيق بينهما ::
الآية الأولى نفت الهداية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يحب والآية الثانية أثبتت الهداية للنبي صلى الله عليه وسلم
فالهداية المنفية :: هداية الحمل والإلزام والتمسك .. أي أنك يا نبي الله لا تقدر أن تجعل أحد يتمسك بالهداية ويترك الضلالة ولا أي نبي يستطيع ذلك ..
لقوله تعالى :" قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ" ءال عمران -73 .
سيدنا نوح عليه السلام لم يستطع أن يهدي ابنه وهو يحبه ولا أن يهدي زوجته ..
ولا سيدنا لوط عليه السلام ولا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يستطيع أن يهدي أبو لهب عمه ولا عمه أبو طالب ..
فإسمها هداية الحمل أن يتمسك ويلتزم بالمنهج ويؤمن به ويطبقه
الهداية المُثبتة :: " وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " الشورى – 52.
يهدي من يحب ومن كرِه أيضًا .. فالنبي صلى الله عليه وسلم هو من يهدي الجميع أي يدلهم للطريق المستقيم فاسمها هداية الدلالة والارشاد وإزالة الشُبَهات

لذلك قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه في الهجرة عندما كانت تسأله الناس نظرًا لحركته الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه من هذا ؟ فيقول هادي يهديني الطريق .. وهو يقصد الهداية لصراط الله عز وجل كنوع من التورية لـ ألا يقتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن ينتشر أمره ..
الشاهد ::
هِدَاية النبي صلى الله عليه وسلم المثبتة هي هداية الدلالة ، هداية الإرشاد ، هداية التعريف بطريق الله عز وجل ..
والهداية المنفية هي هداية الحَمْل لا يستطيع أن يلزم أحد رغمًا عنه أن يلتزم ..
مثال ::
قال تعالى :" شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ءال عمران – 18 .
شَهِد بهذا أن لا يوجد آلهة غيره والملائكة وأولو العلم شهدوا أيضًا .
وقوله تعالى :" وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ءال عمران – 62 .. تؤكد ذلك
ثم تأتي آيات تقول فيه آلهة ..
مثال ::
قوله تعالى :" فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ " الشعراء - 213 .
الآية أثبتت إن فيه إله آخر ولكن عندما تدعو لا تدعُ الإله الآخر وادعُ الله .
وآية أخرى قوله تعالى :" فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْآلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ" هود – 101.
إذًا فيه آلهة ولكن لم تنفعهم !!
يبقى آيتين ينفوا آلهة غير الله وآيتين يثبتوا آلهة غير الله عز وجل ..

للتوفيق بينهم ..
قوله تعالى في آية تقرب الصورة " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ "
الحَج – 62 .
فيه آلهة ولكن آلهة باطلة كما قال فرعون " مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي " القصص – 38 .
لم يقل له القرآن أنت كذاب أو صادق .. لأنه فعلًا عامل نفسه إله والناس اتخذوه إله وتأتي آية الحَج توضح الأمر
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " الحَج – 62 .

أول آيتين نفت الألوهية الحقة نهائي إلا لله والآيتين الأخريتين أثبتت الألوهية الباطلة وأتت آية الحج حسمت المسألة بقوله تعالى
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " الحَج – 62 .
يبقى لا يوجد تعارض ..


3*.. الله عز وجل إذا كان آمرًا بأمر فإنه عز وجل ينهي عن ضده سواء ورد نص أم لا .
مثال ::
قال تعالى :" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ " النحل – 90 .
إذًا بديهي فهو عز وجل ينهى عن الظلم
والعكس إن نهى عن شيء فهو يأمر بضده .
مثال ::
قال تعالى " ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ " الأعراف _ 85 .
لا تبخس الحق إذًا يأمر الله عز وجل بالوفاء بالحق .
إذا أثبت نقص .. إذًا فيه كمال .


4*.. النص العام لا يُخصص إلا بدليل .
مثال ::
قال تعالى :" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
ءال عمران – 173 .
من الناس دول ؟ ومن الناس دول ؟
الناس الأولى أي المؤمنون .. الناس الثانية أي الأعداء
النص عام ..
صحيح في غزوة أحد قيل للمسلمين أن الناس قد جمعوا لكم ويقصدوا أبا سفيان .. صحيح أنها خاصة ولكن النص عام .
لذا العلماء يقولون العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
مثال ::
قال تعالى :"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ
" النور – 6 .
هذا نص عام .. صحيح أُنزِل فيه ناس معينة وظروف معينة ..
يعني روى البخاري رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما " أن هلال بن أمية قذف امرأته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي البينة أو حد في ظهرك " إما دليل أربع شهود أو حد في ظهرك " فقال هلال ثقة أنه صادق وثقة أن الله مع المظلوم ولم يظلم زوجته فقال والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرأ ظهري من الحد .. فنزل جبريل عليه السلام " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ " .
يبقى النص خاص بهلال رضي الله عنه وزوجته هل نسقطه عليهما فقط ؟
لا .. النص عام .. إذًا العبرة بعموم اللفظ .
حتى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له فيك وفي صاحبتك وأمرهم بالملاعنة لكن الحكم عام ..


مسألة في كتب التفسير وهي وجود الاسرائيليات ..
التي تؤخذ من اليهود والنصارى ..
كثير من كتب التفسير تجد فيه إسرائيليات منقولة وعن اليهود أكثر ..
فيه إسرائيليات منقولة من علماء بني إسرائيل القرآن والسُنة وافقها وفيه رفضها وفيه سكت عليها ..


1_ ما أيده القرآن والسُنة من الاسرائيليات ::
* ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول جاء حَبر من أحبار اليهود فقال للرسول يا محمد إنا نجد في الكتب ي في عقيدتنا أن الله يجعل السموات على إصبع وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك " فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذذه أي أنيابه أو مقدمات الأضراس تصديقًا لقول الحَبر ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " الزمر – 67 .
النبي صلى الله عليه وسلم أضاف أمر آخر وهو تفسير الآية .. فالنبي صلى الله عليه وسلم وَثقَّ كلام الحَبر واستدل بالآية


2_ ما رفضه القرآن والسُنة من الإسرائيليات ::
· منها أن اليهود فهموا الصحابة أن الرجل إذا جامع زوجته من الخلف يأتي الولد أحول .. فنزل القرآن ::
" نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ " البقرة – 223 .
إذًا ما نُقل عنهم خطأ لأن القرآن نفاه .. يأتيها من الخلف و الأمام لا حرج طالما في موضع الحَرث .. القُبُل الذي يأتي منه الولد .


3_ ما لم يقره ولم ينكره القرآن والسُنة من الإسرائيليات ::
روى البخاري رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
" كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها للمسلمين " لأهل الإسلام " بالعبرانية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا ءامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ..
التحدث في مثل هذه الأمور لا مانع منها بشرط ألا يكون فيها محذور لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار " رواه البخاري رحمه الله .


مسألة تعامل المُفسرين مع الإسرائيليات ..
هناك كتب في التفسير سرفت من ذكر الإسرائيليات دون ذكر أسانيد وهناك كتب تفسير تُجرح وتعدل ولابد أن تحكم وتقول أن هذه سرائيليات وهناك كتب لم تذكرها أصلًا ولم تأتِ عليها بشيء .
تمامًا للفائدة :: تفسير الطبري رحمه الله أكثر من ذكر الإسرائيليات ولكن مع أسانيدها .
وهناك كتب تذكر الإسرائيليات ولا تذكر أسانيدها بحيث القارئ ممكن يتوه !
تفسير الثعلبي مثلًا .. حتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول عنه يأت من الإسرائيليات ويضع في التفسير وفيها صحيح وفيها ضعيف وفيها موضوع " كحاطب ليل "
تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله ..كان يذكر الإسرائيليات ويتعقبها لا يتركها يبحث فيما يحتاج إنكاره أو تضعيفه أو ما يحتاج الحكم يحكم عليه وهو من التفاسير المعتبرة .
وهناك بعض المفسرين تجنبوها نهائي ولم يذكروها في تفاسيرهم مثال محمد رشيد رضا تفسير .. تجنبها أصلًا
الشاهد ::
أن مسألة الإسرائيليات نكون على حذر منها ولا نذكر منها إلا ما يوافق ديننا سواء بآية و حديث .. وغالبها لا يُبنى عليه حكم مما يأخذونه منها .. فالأولى تركها لأنها ليست ذات قيمة مثل لون كلب أصحاب الكهف لأنها ليست ذات قيمة ولابد من تنزيه التفاسير من مثل هذه الإسرائيليات والصحيح فيه الكفاية كما ذكرنا من قبل .. تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسُنة ثم بأقوال الصحابة ثم بأقوال التابعين .
ونتسلح بهذه الأسلحة الضرورية علمًا بالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والابتعاد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولا تأخذ بظاهر النص وتنظر في الآيات ، لا نغتر بنظرية علمية ونبني عليها بل نرى ماذا قال الصحابة رضي الله عنهم في النظرية هذه ، ثم نبدأ من حيث انتهوا هم .. ولا يجب أن نقول في القرآن برأينا .. لابد الرأي أن يكون مبني على أُسس ، كتاب ، سنة أقوال صحابة وأقوال تابعين .. كي لا تتبوأ مقعد من النار لأنك تتكلم عن الله عز وجل .. فعلم التفسير علم تُضرب إليه المُطى ويسعى إليه الناس وتُبذل فيه المُهَج فهو من أشرف العلوم لأنك تبحث في كلام رب العالمين عز وجل ..
...
أسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما كما سأله السداد والتوفيق لكل العاملين على الموقع وكل المشاركين أن يبارك لهم في أعمارهم وأموالهم وعقولهم ويحفظ علينا جميعًا عقولنا ويحفظ علينا جميعًا ذاكرتنا .. وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد .. جزاكم الله خيرًا .



اللقاء يتجدد معنا يوميًا في تمام الساعة 11 م توقيت مصر بإذن الله
على غرفة الهداية الدعوية
هنــــــا

فهرس دورة مفاتيح تدبر القرآن
هنـــــا

[ميثا]

رد: *..* مفاتيح تدبر القرآن _ اللقاء الثالث _ الشيخ/ شوقي عبد الصادق *..*

جزاكم الله خير

[بذور الزهور]

رد: *..* مفاتيح تدبر القرآن _ اللقاء الثالث _ الشيخ/ شوقي عبد الصادق *..*

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم