إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحلقة التمهيدية - طيران القلوب :

    القرآن كالبحر بل أعظم ، والله أشهد أن العمر كله قد لا يتسع لتدبر آية واحدة من القرآن أو كلمة واحدة من القرآن ، لهذا فإنني أريدك أن تتمرس التدبر ، فتسأل الله أن يزيدك علمًا وقل {
    رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } ، وقال عز وجل {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ } تأهبوا لهذه الدورة ، تأهب بمصحفك الجديد وهمتك الحديد وإصرارك الأكيد لتتمرن التتدبر ، وتسقي القرآن وتأتيك الفتوحات .
    هيا يا شباب مصحف جديد وانتظروا شيخكم ( محمد حسين يعقوب ) هيا مصحف جديد ولنطلق عليه مصحف التدبر ، سنختم معًا ختمة من أول شعبان إلي آخره ، سأذكر شيء من من جمال ولذة ومعاني وفتوحات آية أو أكثر في كل جزء ، ثم عليك قراءة هذا الجزء بعد الحلقة وتمرن علي كيفية التدبر بعد أن أعلمك كيف تتجتهد حتي يعطيك الله هذه السانحة بعد أن أعطيك مفاتيح الوصول لهذا الفهم لتنطلق في القراءة ثم ارسل فتوحاتك لكي نستفيد ونفيد .

    يارب تأتيك الفتوحات ويطير قلبك كما قال جبير بن مطعم : " قدمت المدينة لأسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أساري بدر فوافيته يقرأ في صلاة المغرب (وَالطُّورِ . وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ) فلما انتهى إلى هذه الآية (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ) .. كاد قلبي أن يطير ... "

    فتعالوا لنجعله تمارين طيران القلوب .

    https://www.youtube.com/watch?v=nbzhL9bFhfM

    للصيغ الأخرى

    RM - MP3 - WMV

    التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 05-09-2017, 09:37 PM.

  • #2
    رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تمارين ختمة التدبر للشيخ محمد حسين يعقوب

    الحلقة الأولي - الجزء الأول :

    إخوتي وأحبتي في الله لا شك أن القرآن حياة قال سبحانه وتعالى { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا ..... } [ الشورى:52] ، القضية في القرآن أن يكون حياة يحيا الإنسان به.. ويعيش به.. ويستنير به، إذا اعتمد الإنسان هذه الحياة فعاش بالقرآن عاش حياة حقيقية، وإلا فهو في جملة الأموات.سُئلت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت "كان خُلقه القرآن"، خُلقه.. يعني حياته القرآن، وهكذا نراها حياته.

    لكن ليس القرآن مجرد الاسترسال في التلاوة وإن كان الاسترسال في التلاوة وحده حسن؛ لأنه لتحصيل الأجر. وكم قلت أن ينبغي أن يكون للإنسان ختمتان: ختمة تجارية لتحصيل الأجر تقرؤها بسرعة، وختمة للتدبر.
    - الختمة التجارية هذه تنتهي في يوم.. في بعض يوم.. في أسبوع.. في يومين.. في ثلاثة.. ختمة تجارية سريعة.
    - لكن ختمة التدبر قد تأخذ شهر.. شهرين.. سنة.. سنتين.. عشرة.. إلخ.

    ختمة التدبر هذه ليس المقصد فيها الوصول إلى آخر المصحف، وإنما الهدف أن يكون القرآن غذاء؛ قال سبحانه وتعالى {...لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ ص:29]، وقد ذكرت لكم قصة التدبر، وكيف تكون الفتوحات، وأنا أعيد مرة أخرى مؤكدًا، قضية التدبر بخلاف قضية التعلم.. يعني التدبر غير علم التفسير.. التدبر شيء وعلم التفسير شيء آخر.. وفهم الآيات شيء ثالث.. والاستفادة من الآيات والعمل بالآيات شيء رابع.. وفهم المراد مني من الآيات شيء خامس، فالقرآن بحر لا ساحل له.

    لهذا إذا أردت التدبر فتبرأ من حولك وقوتك، واصدق في اللجؤ إلى الله يرزقك الفهم.
    قالوا كما أن ظاهر المصحف لا يمسه إلا طاهر، فداخل المصحف لا يمسه إلا طاهر. فطهارة القلب السبب الأول لحصول التدبر، ثم التبرؤ من الحول والقوة وصدق اللجوء إلى الله، كما ذكرت أن الأمر يحتاج منك إلى إخلاص وإلى صدق وإلى مجاهدة وإلى عزيمة. طهر قلبك.. تبرأ من حولك وقوتك.. اسجد سجدة واسجدها سجدة طويلة وأظهر ذلك وفقرك وحاجتك لربك، لكي تستطيع أن تدبر هذا القرآن.

    هدايات للمتقين

    الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ

    قال تعالى{الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، ففيه هدى للمتقين بلا شك، فإليكم هدايات للمتقين.

    مصيبة الكذب أنه يزيد..!
    "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ {8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ {9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ"
    ]البقرة: 8-10 [

    الكذب مرض، والكذاب لا يشبع من الكذب؛ لأن الله يزيده مرضًا بكل كذبة، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ {8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ {9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضًا} ]البقرة: 8-10[ ، فهذه هي مصيبة الكذب أنه يزداد مرضًا كلما كذب كذبة، وإن من العجيب ان يقول إنسان "آمنت بالله وباليوم الآخر" وهو كذاب (أعوذ بالله من الكذب)، وهكذا يقود الكذب صاحبه إلى عاقبة السوء كما قال تعالى {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون} ]الروم: 10[ .

    لا تختر لهواك على ما أنعم الله به عليك..!
    "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ"
    ]البقرة: 61 [

    قالوا حين ملوا {فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا}، فقال { اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ}، فإذا اخترت تبعًا لهواك الأدنى مما أنعم الله به عليك اعطيته وأذلك الله به.

    هدايات للمتقين- إن صارت قلوبكم كالحجارة فمن الأحجار ما فيه خير

    "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
    ]البقرة: [74


    يقول الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}، بعدما يرى الإنسان العجائب من الآيات التي تدل على من عظمة الله، ثم لا يخشع قلبه يصبح قلبه {كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}، وإن صارت قلوبكم كالحجارة فلم لا تحبون الخير للناس وتبذلونه للناس فـ {مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ}، فإن لم تنتفع الحجارة في أنفسها إلا أنها يخرج منها ماء ينفع الناس ويسقي الزرع وينبت الخير.

    وأيضًا، {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ}.. فإن لم يكن هناك الخير الكثير منكم فليكن على الأقل إرادة الخير للناس، فإن لم يكن هذا ولا ذاك ألا تخافون من الله فالحجارة تخشع من خشية الله (فأسأل الله أن يهدي قلوبنا)

    الرحمـــة الخاصـــــــــــــة
    "مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"
    ]البقرة: 105 [

    رحمة الله سبحانه وتعالى عظيمة، قال سبحانه { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف:156] ، فاسم الله الرحمن هو الذي رحمته وسعت كل شيء، واسم الله الرحيم خاص بالمؤمنين {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} ]الأحزاب:43[

    ولكن هناك رحمات أخص من هذا، الرحمة الخاصة لها خصوصية وقد تكون هذه الرحمة لمسة، حين ترى من حولك يكيدون.. يمكرون.. يتخلون.. يخذلون.. يحاربون.. يؤذون.. إلخ، تنزل رحمة خاصة.. تأمل قوله تعالى {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء} لا تستبعد هذا؛ فالله ذو الفضل العظيم.

    المنــهـــــــــج
    "وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {130} إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131} وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {133} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {134} وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {135} قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {136} فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {137} صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ
    ]البقرة: 130-138[

    المنهج.. قال سبحانه {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: 130] ، إن السفاهة أن يرغب الإنسان عن الحق المؤكد بيقين، فالذي يحترم نفسه، ويضع نفسه في قدرها في موضعها فلا يعليها ولا يسفهها يتبع هذا المنهج.

    المنهج.. التوحيد، وسق الآيات من هنا إلى قوله تعالى {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً}، تجد المنهج هو التوحيد والاتباع والتزكية. هذا المنهج إذا شغب عليه {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، بورود الآيات التي ترد على الشبهات.

    ثم يقول تعالى {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً}، فإن الذي يلتزم هذا المنهج ويرضاه ويأخذ به (يصطبغ به) فتصبح هذه صبغة له.. صبغة فيه.. صبغته.. تجدها في أحكامه واختياراته وسمته وهديه ودله وحياته.. صبغة. (اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهلها)

    منطلقات للتدبر

    أخي،،،

    سأمر فقط على إشارة إن كل واحد سوف يسأل من أين أتيت بهذا المعنى؟ وكيف جئت به؟

    فخذ هذه المنطلقات:
    1- تمرن على التدبر لابسًا نظارة حسن الظن بالله

    قلت مسبقًا قصة رجل من العوام لا يعرف القراءة أو الكتابة.. (أمي)، وكانت معه ورقة مكتوب عليها عنوان، فأوقف واحد أفندي، توسم به الخير، وطلب منه أن يقرأ له العنوان المكتوب في الورقة، فأخرج ذلك الرجل نظارة من جيبه، ووضع النظارة وقرأ العنوان، ووضح له المكان. فسأله الأمي: "ما هذه؟"، فقال له: "نظارة قراءة ليُقرأ بها".
    ففي اليوم التالي ذهب الأمي إلى محل نظارات، وطلب منه عمل نظارة للقراءة، وصنع له نظارة وأعطاها له، فلبس النظارة وحاول أن يقرأ، فوجد نفسه لا يستطيع القراءة، فظن أن النظارة خربانة، فذهب لمحل النظارات وقال له: "النظارة لا تقرأ؟!"
    فقال له الرجل: "يا عم من قال لك أن النظارة تقرأ؟!"
    فقال له:"الرجل لبس النظارة وقرأ"
    قال له:" ليس السر في النظارة، السر في الدماغ الذي خلف النظارة".

    ولكن اليوم الكلام هنا عكس القصة التي ذكرت، هنا السر في النظارة.. حقيقي السر في النظارة. واسأل الناس الذي تجاوزوا الأربعين واحتاجوا نظارة قراءة، لو أعطيته كلام يقرأه، إذا نظر إليه بدون نظارة لن يستطيع قرائته، فالكتابة غير واضحة.. الكتابة غير مفهومة.. فلن يستطيع القراءة، فإن لبس النظارة تتضح له الحروف، وتتضح النقط و يتضح التشكيل، فيستطيع القراءة.
    فأريدك أن تتدرب على التدبر لابسًا نظارة حسن الظن بالله.. قوة الرجاء في وجه الله.. التفاؤل ومعرفة الله سبحانه بجميل عوائده.

    2- نق الخصوصية: نق للخصوصية عند الله واجعل حظه سبحانه منك مخصوصا
    3- مس: امسس بالقرآن مناورات الحياة لا تفصل القرآن عن واقعك
    4- آمن بالنبيين: آمن بإمامة النبيين لك.. تأكد أن الحياة متشابهة .. {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} [ فصلت:43] ، وأن مراحل الرسالة تكررت في كل عهد
    5- تلذذ: تلذذ بعذاب الحيرة في الفهم، تحير.. فإن الحيرة تفتح آفاقا خطيرة
    6- قف على طباع الأمراض وصفاتها وبدأ تتدبر بنفسية الحذر

    هيا اقرأ جزء هذا اليوم بهذه المنطلقات
    وأرسل لي فتوحات الله عليك .

    http://www.youtube.com/watch?v=__R3jY7lovU

    RM - MP3 - WMV- PDF

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-05-2016, 05:06 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب


      تمارين ختمة التدبر للشيخ محمد حسين يعقوب

      الحلقة الثانية - الجزء الثاني :

      "سيقول السفهاء".. من يرغب فقد سفه


      { سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (البقرة:142 ) .

      {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ} ، يا ترى ما الحكمة أن الله سماهم (سفهاء)؟؟
      هل هو المتربص الذي يتدخل فيما لا يعنيه؟.. الذي يسأل (لم هذه هكذا؟.. ولم هذه هكذا).
      سبحان الله العظيم!.. ألم نقل من قبل {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} ، فهؤلاء الذين يرغبون عن أصول الملة، ويتدخلون بأهوائهم، ويفترضون افتراضات ويشغبون... سفهاء.

      نتبرأ منهم؛ من نعيم أهل الجنة سلامة الصدر

      { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ {165} إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ {166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } (البقرة: 165- 167 )

      من نعيم أهل الجنة سلامة الصدر؛ قال تعالى قالوا حين ملوا { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ} (الأعراف: 43 ) ، أما أهل النار فانظر لقولهم {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا}، ودوا العودة ليتبرؤوا منهم فقط، لا ليصلحوا شيئًا؛ لأن صدورهم امتلأت غل. وفي آية أخرى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} فصلت: 29 ، (نسال الله أن يجعلنا من أهل الجنة)

      "هدى وبينات من الهدى" – الترخص في الصوم تعزيز وتعظيم لشأن الصوم

      { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {183} أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {184} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } . (البقرة: 183-185 )

      "هدى وبينات من الهدى"

      { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى} (البقرة: 185 )، كأن في رمضان خصوصية أن يكون فيه للهدى بينات.. فيكون في رمضان توضيح للهدى، فهذه خصيصة في رمضان.

      الترخص في الصوم تعزيز وتعظيم لشأن الصوم

      وتأمل قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183) ، {...فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ...}(البقرة: 184 )، {...وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ...} (البقرة: 185 )، كأن الله سبحانه وتعالى يقول (من لا يريد الصوم فلا يصم)
      فصم بحب، فهذا التيسير في رخص الإفطار -رغم انه لا يوجد مشقة في الصوم- فكأن الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يكون الصيام من عزائم الأمور.

      "ومن يبدل نعمة الله"

      { سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (البقرة: 211)
      كيف يكون تبديل النعمة؟.. هل هي في قوله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ {28} جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ } (إبراهيم: 28-29 )، أي أنه استعمل النعمة في المعصية فأدت به إلى النار {فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (البقرة: 211 ).
      أو أنه أنكر النعمة؛ فكم من مدعي المرض وهو صحيح، وكم من مدعي البلاء وهو معافى، وكم من مدعي الظلم وهو ظالم... إلخ، فهذا قد بدل نعمة الله كفرًا.
      أما آية {
      كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} فتحتاج إلى تأمل طويل.

      "أمة واحدة"

      {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ( البقرة: 213 )
      آية تحتاج إلى وقفة طويلة، ولكننا أيضًا سنشير إلى لمحات فيها، قال تعالى {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} (البقرة: 213 ) ، {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}.. أي فئة واحدة، فهل المقصود أمة واحدة كفار أم أمة واحدة مؤمنين؟، والواضح من السياق أنهم كفار، قال تعالى في سورة الزخرف { وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} (الزخرف: 33) ، لو أن الله جعل لمن يكفر بالرحمن زخارف الدنيا لكفر الناس كلهم.
      الشاهد: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} بعث الله النبيين يبشرونهم بالجنة وينذرونهم من النار.

      {وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} بعد نزول الأنبياء اختلف الناس بعد أن كانوا أمة واحدة، فأرسل الله مع الأنبياء الكتب لتحكم فيما اختلف فيه الناس.
      {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} سبحان الله العظيم!، لم يختلفوا إلا من بعد ما جاءتهم البينات؛ {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} فالمشكلة في هذا الخلاف أنه خلاف على غير الحق "خلاف البغي"، وخلاف البغي هو خلاف التطاول وطلب العلو وطلب الغلبة، كل طرف يريد أن يظهر أنه أفضل من الآخر، وأحسن منه، وأعلم منه، وأفقه منه. فكل واحد يريد أن يكون هو الرئيس، وهو المحبوب، وهو المشهور، وهو صاحب الحق. ويريد كل واحد أن يصنف ويعدل ويميز ويجرح. فهذا هو الخلاف بالبغي (بالظلم)، قال تعالى {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ}
      فمن الذين اختلف؟......... الذين اختلفوا هم الذين أوتوا العلم.
      ومتى اختلفوا؟.............. حينما أتتهم البينات
      ولم اختلفوا؟................ بغيًا بينهم.
      {فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} الذين آمنوا ليسوا من أهل خلاف البغي، هداهم الله لما اختلف فيه الناس.
      سبحان الله العظيم! فكأن فئة المؤمنين الصالحين هم غير المختلفين، وهذا يفسر قوله تعالى {... وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ..} (هود : 118-119 ) ، فهؤلاء الذين رحمهم الله لم يكونوا في الخلاف؛ فهم لم يختلفوا ولكن الله هداهم أين الحق في هذا الاختلاف، فاتبعوه ولم يكونوا رؤوسًا.. لم يكونوا أصحاب الخلاف.. لم يكونوا أصحاب البغي.. {فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ}، ولذا قال تعالى {وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء} فلا يشترط أن يكون الإنسان عالم مشهور جليل ليهتدي للحق، وإنما من يشاء الله يهديه {وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. (اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك)
      العلماء اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات، فيهتدي المؤمنين إلى الحق الذي اختلف فيه؛ لأن الحق عليه علامات، ولان هؤلاء المهتدين ليس لديهم أهواء، فهذه هي السبيل لمعرفة الحق.. سلامة القلب من الأهواء .. سلامة القلب من البغي.. سلامة القلب من طلب الرياسة والعلو، فمن قلبه سليم من هذه، ولا يريد إلا معرفة سبيل الحق ولا يريد إلا الوصول للجنة، لا يريد أن يكون رئيس ولا زعيم ولا يريد أن يُقال أنه هو الذي قال الحق، فقط يريد معرفة الحق والعمل به ليدخل الجنة. (اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل)

      حداء في آخر أيام رمضان

      في هذه الليالي.. ونذكر الاية {
      وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}، الحزن هو التعب،فمن تعب سيذوق طعم الراحة.. فعلينا ان نتعب في هذه الأيام، فمن لم يتعب لن يرتاح طيلة عمره

      للمؤمنين مواقف فاصلة

      { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } (البقرة:249 )

      {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ {22} قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (المائدة: 22-23 )

      للمؤمنين في الأوقات الحاسمة.. أقوال فاصلة، للمؤمنين في الأوقات الحرجة.. مواقف فاصلة، فلما خاف الناس قال المؤمنون {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ } (البقرة: 249 )، لما خاف الناس قال المؤمنون {ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (المائدة: 22-23 ).
      وهكذا دومًا، مواقف حاسمة في الأوقات الفاصلة لذوي البصائر.

      منطلقات للتدبر

      أخي،،،
      ماذا استفدت من هذه الفتوحات؟.. هل استمتعت ؟
      لا تتوقف مع هذه اللذة بل اعمل بما فهمت، ثم ما رأيك أن تتدبر أنت أيضا معي؟.. وأن تستفتح أنت أيضا؟

      هيا.. خذ هذه المنطلقات من تدبر هذه الآيات في جزء هذا اليوم:

      • غص في أعماق الجانب النفسي لأهل الآخرة
      • تأمل قدر كل شيء من الدنيا، لتضعه في موضعه، وعلى قدر حجمه الذي قسمه الله له
      • تأمل كيف لم يجعل الله شيئا من الدين هو كل الدين، ولو كان العلم مثلا.
      • حاول أن تكثف اهتماما خاصا للانتباه للأسماء في القرآن. ركز.. فالأسماء في القرآن لها عند التدبر معانٍ.
      • القرآن مثاني.. فتلذذ بتدبر ما يكرره الله في كتابه، ولكن تأمل هذه وتأمل تلك.
      مثلا :
      (وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ) والثانية (بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ) ..فانتبه!
      • أيضا في آيات النسخ أريدك أن تمر على الآيات المنسوخة لتتدبر الحكمة من النسخ؛ فإن ذلك من تذوق حسن الشرع.

      http://www.youtube.com/watch?v=Jmm1XgeEB3M

      للصيغ الأخرى

      PDF - RM - MP3 - WMV


      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-05-2016, 05:10 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        تمارين ختمة التدبر للشيخ محمد حسين يعقوب

        الحلقة الثالثة - الجزء الثالث :
        من أصول الإسلام.. إثبات التفضيل

        {تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {252} تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } (البقرة: 252_253 )

        من أصول الإسلام العظيمة قضية التفضيل، سبق أن قلنا أنه ينبغي للداعية ألا يُشعر الناس أنه أفضل منهم، وإن كانت الحقيقة أنه أفضل؛ لقول الله تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت: 33 )، فإن كان أحسن منهم فلا ينبغي عليه أن يُشعرهم بذلك، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر".

        الشاهد: أن التفضيل من أصول الإسلام، فبعض الناس أفضل من بعض، قال تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13 )، أي أن أفضلكم عند الله أتقاكم، وقال تعالى {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} (الصافات: 164 )، وقال تعالى {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (آل عمران: 163 )، فالاعتراف بذلك ثم بخس النفس، وأن تظن أنك لست أفضل من أحد.. هذه هي، أن تكون في الحقيقة الأفضل ولا تشعر بذلك، فهذه هي قلب الفتوة وإنسان عينها أن لا تشهد لك فضلاً ولا ترى لك حقًا.

        قضية الإنفاق في سبيل الله

        ثم قضية الإنفاق في سورة البقرة قضية عظيمة وعجيبة تحتاج إلى وقفة طويلة... الإنفاق في سبيل الله.

        .||آية الدين||.. لماذا هي أطول آية في القرآن؟

        {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (البقرة: 282 )

        آية الدين هي أطول آية في القرآن، فتناولت بالتفصيل الشديد قضية كتابة الدين والإشهاد على الدين، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في قصة آدم عليه السلام: "نسي آدم فنسيت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته"، فهاتان الصفتان في ابن آدم الجحود والنسيان.. تضيع الحقوق، والله جل جلاله يريك أن تلقاه وليس عليك حق لأحد إلا هو؛ فيبين كرمه فيك، أما {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ } (المعارج: 11-14 )، فلن يترك أحدًا حقًا له عندك، فليحفظك الله جل جلاله ألا تُطالب يوم القيامة إلا بحقه هو سبحانه، قال لك أدِ الحقوق، ولأنك تنسى وتجحد قال لك اكتب لكي تتذكر وتؤدي.

        الغرور بالدين

        {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ {23} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24} فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {25} قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26} تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {27} لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ {28} قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
        (آل عمران: 23-29 )

        {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} (آل عمران: 24 )، الغرور بالدين...... ذكرنا قبل ذلك الغرور بالله {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (لقمان: 33 )، فالشيطان يغر الإنسان بالله، والخطر أن يغتر الإنسان بدينه.. أن يغتر الإنسان بفهمه للدين.. أن يغتر الإنسان بفهمه للنصوص، فانظر إلى هؤلاء لما اغتروا بدينهم {قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} (آل عمران: 24 )فنعوذ بالله من الغرور.

        "ويحذركم الله نفسه"

        ثم الآية التي تفتت الأكباد هي قول الله تعالى {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} (آل عمران: 28 )، ولكن أين الإحساس بالحذر؟.. أن يستشعر الإنسان الحذر من الله، الحذر... أن تشعر أن الله يسمعك؛ فتحذر حينما تتكلم، وأن تكون مستشعر أن الله يراك؛ فتحذر حينما تتحرك، مستشعر مراقبة الله لك؛ فتحذر من خائنة الأعين، ومستشعر أن الله يرى سرائرك؛ فتحذر من الخواطر الرديئة.

        {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} فاعلم أنك ستلقاه وتقابله ويحاسبك.
        ولعلم الله أن من أوتي الملك قد يغتر بملكه، قال الله له {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء} (آل عمران: 26)، فحذر من ملك أن ينزع مالك الملك ملكه، فيصبح بلا مِلك ولا مُلك.

        منطلقات للتدبر

        أخي،،،

        سأمر فقط على إشارة إن كل واحد سوف يسأل من أين أتيت بهذا المعنى؟ وكيف جئت به؟

        فخذ هذه المنطلقات:
        • الصفات حقل تدبر.. فاجن ثمرات الصفة من أفعال ومواقف وأقوال
        • إذا وجدت آية فيها شيء نادر، مثلا (كالطول أو تكرار كلمة أو غير ذلك)، قف.. ركز.. تأمل سر هذه الصفة النادرة في هذه الآية، وعلاقة هذا السر بمعنى الآية.

        نصيحة
        ((استخرج أصول الإسلام العظيمة من بساتين التدبر))

        http://www.youtube.com/watch?v=3ep4i1Lop_8

        للصيغ الأخرى

        PDF - RM - MP3 - WMV



        تعليق


        • #5
          رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          تمارين ختمة التدبر للشيخ محمد حسين يعقوب

          الحلقة الرابعة - الجزء الرابع :

          ومن دخله كان آمنا

          { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } (آل عمران: 96-97 )

          مازال قول الله سبحانه وتعالى {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (آل عمران: 97 ) محيرًا لكثير من الناس، فالبعض ظل يحول ويدور ويقول أن {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} من أسلوب الإنشاء وليس من أسلوب الخبر أي "أمِّنوا من دخله" ، ولكني مازلت عند قول ربي {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} أنها من الخبر.. أن من دخل هذا البيت فهو آمن.
          حتى أيام أحداث الحرم وهؤلاء يضربون بالطائرات من فوق وهؤلاء يضربون بالمدافع من تحت، فاللذين كانوا في قلب الحدث كانوا يشعرون بالأمان القلبي أنهم في بيت الله ومع الله وفي سبيل الله وإن ماتوا فهو أحب إليهم من هذه الحياة.. فماذا يريد الإنسان أكثر من هذه الطمأنينة؟!
          {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}.. ونحن أثناء الحج لعام 1430 هـ، وانتشار وباء انفلونزا الخنازير، فانظر حولي في الحرم فلا أجد كمامة، أو من يسد أنفه، ولا أجد من يبتعد عن الناس ويهرب منهم، وإنما اختلاط هذه الأنفاس من كل مكان على ظهر الأرض.. اختلاط هذه الأنفاس بطريقة أكلهم وطريقة شربهم وطريقة نومهم وطريقة ملبسهم، فيستحيل على أي إنسان أن يقول انه بعيد عن مثل هذا.. ولكن {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}، وأشهد الله أن الأمان هنا وأنت تقوم في بيت الله سبحانه وتعالى. (أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم)

          منطلقات للتدبر

          أخي،،، سأمر فقط على إشارة إن كل واحد سوف يسأل من أين أتيت بهذا المعنى؟ وكيف جئت به؟

          فخذ هذه المنطلقات:
          • كما أنك تعلمت أن المعدوم شرعا كالمعدوم حسًا، وضربنا المثال بالماء النجس إنه ليس بماء صالح للطهارة، وجود الماء النجس فقط يعني عدم وجود ماء، فلا يعتبر أن لديك ماء، فلن تتوضأ لعدم وجود الماء. فالمعدوم أصلا كالمعدوم حسًا. فيجب أن توقن بمفهوم المخالفة فيها أن الموجود شرعا موجود حسًا ، الموجود شرعا موجود حسًا وقدرا
          (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً)...
          حس بالأمان!

          http://www.youtube.com/watch?v=S8kIW8QZ9h4


          للصيغ الأخرى

          PDF - RM - MP3 - WMV


          تعليق


          • #6
            رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            تمارين ختمة التدبر للشيخ محمد حسين يعقوب

            الحلقة الخامسة - الجزء الخامس :

            ومن أصدق من الله؟... "الله أركسهم".. "ودوا لو تكفرون"
            {اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا {87} فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا {88} وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا } (النساء: 87-89 )

            {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا} (النساء: 87 )، قل: "لا أحد"، ثم يقول تعالى {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ} (النساء: 88 )، الركس هو النجاسة، كأنهم تنجسوا بأفعالهم، صاروا نجساء بأفعالهم.. {أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ}.. قال تعالى {أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} (النساء: 88 ).
            ثم الأخطر من ذلك قول الله تعالى {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} (النساء: 89 )، فلو زنت امرأة ودت لو كل النساء زنين.

            اختر لنفسك.. "يجد الله" أم "نوله ما تولى"
            { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {110} وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {111} وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {112} وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا {113} لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {114} وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا }(النساء: 110-115 )
            تأمل معي قول الله تعالى {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (النساء: 110 )، يجد الله غفورا رحيمًا.. وفي المقابل { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (النساء: 115 ).

            منطلقات للتدبر

            أخي،،،
            سأمر فقط على إشارة إن كل واحد سوف يسأل من أين أتيت بهذا المعنى؟ وكيف جئت به؟

            فخذ هذه المنطلقات:
            • مدي خطورة الآية على القلب تقاس بقدر تعلق الآية بإيمان القارئ نفسه.
            لذلك النصيحة هنا:
            • انشغل بنفسك وأنت تقرأ القرآن، فلا تنشغل بشيء آخر أثناء قرائتك القرآن.. فهذا هو التدبر.
            • أيضا أريدك في تمارين التدبر أن تتمرن على أن تقابل آيات الرجاء بآيات الخوف، وآيات الخوف بآيات الرجاء، قابلهم ببعص أمام بعض.

            http://www.youtube.com/watch?v=to2oVABIVi8


            للصيغ الأخرى

            PDF - RM - MP3 - WMV

            التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-05-2016, 05:14 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              تمارين ختمة التدبر للشيخ محمد حسين يعقوب

              الحلقة السادسة - الجزء السادس :

              بالخيانة ونقض الميثاق يقسو القلب – أخطر أسباب وقوع العدوان نسيان الإيمان

              { وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ {12} فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {13} وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ {14} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } (المائدة: 14-15 )

              في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه ألا يجعل بأس المؤمنين من بينهم شديد، قال:"فمنعنيها"، لا شك أن لهذا أسباب، من الأسباب ما ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (المائدة: 14 )، فلاشك أن أخطر أسباب وقوع العداوة بينهم وبعض هو أنهم نسوا حظًا مما ذكروا به، فلو أن الناس أخذوا بما أمرهم الله به، وأقاموا القرآن والسنة كاملة دون تقطيع، ودون أخذ وانتقاء بالأهواء وتقسيط وتمزيق وجعلوا الكتاب عضين، فهذا هو سبب العداوة بين المسلمين، وبين أهل العلم، وبين أهل الدين قائمة، فهذا هو السبب السر. (اللهم ألف بين قلوب المسلمين)

              من أخطر الأسباب أيضًا: نقض الميثاق والخيانة يقسي القلب، قال تعالى {وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ} (المائدة: 14 ). (اللهم غنا نعوذ بك من الخيانة ومن نقض الميثاق ومن قسوة القلب)

              لو كان الله يحبك ما أحسست بالكرب – كم يتحمل الكبير تبعة الصغار
              { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ {18} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {19} وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ {20} يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ {21} قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ {22} قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {23} قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ {24} قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {25} قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } (المائدة: 18-26 )

              قال تعالى {وَلَوْ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ...} (المائدة: 18 )، فمن يحبه الله.. لا يعذبه، فمن يُعذبه فليس بحبيبه؛ فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا يُلقي الله حبيبه في النار"، ومن يقول أن الله يُحبه وفي نفس الوقت يقول أنه مكروب.. فلا يكون الله يحبه، فلو أن الله يُحبك لا تشعر بالكرب وإن كنت تمر بكرب فعلا، فلابد أن تكون سعيد طالما أن الله يُحبك.
              كم خُذل سيدنا موسى من قومه.. كم خذلوه، فلما قال له ربه {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى} )طه: 83 )، قال سيدنا موسى {قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} (طه: 84 )، فقال له الله {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} (طه: 85 )، فتخيل وجع قلب سيدنا موسى حينما يقول لربه {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي} (المائدة: 25 )، فقال له الله سبحانه وتعالى { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} ]المائدة: 26 [، وتأمل كيف يتحمل الكبير تبعة الصغار، فتاه معهم ومات في التيه.

              الذنوب تنجس القلوب والله يطهرها

              "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (المائدة: 41 )

              قال تعالى {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ... } ]المائدة: 41 [
              ماذا تفعل الذنوب في القلوب؟؟.... تنجسها
              من الذي يطهر القلوب؟.......... الله
              فإذا لم يُرد الله أن يُطر القلوب....... تُفتن، هكذا يكون الأمر وتأتي الفتن

              {وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} ]المائدة: 71 [

              ثم حسبوا ألا تكون فتنة {وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ...} ]المائدة: 71 [، عموا عن نجاسة قلوبهم، وصموا عن التحذير من تنجيس القلوب بالذنوب، { ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ} ]المائدة: 71 [، توبوا أيها الناس ليُطهر الله قلوبكم، دمعة من عين العين فيها الندم بعد الإقلاع مع العزم فتطهر القلوب. (اللهم طهِّر قلوبنا)

              حلم الرخاء – لابد من فتنة "بئس ما قدمت لهم أنفسهم"

              "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {65} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ {66} يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {68} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {69} لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ {70} وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
              ]المائدة: 65-71 [

              تأمل معي قول الله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {65} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم...} ]المائدة: 65-66 [، سبحان الله العظيم!
              وذكرت كثيرًا أننا نعيش منذ عشرات السنين على وهم عام الرخاء.. ولم يأت الرخاء، ولن يأتي الرخاء إلا إذا أقمنا الكتاب والسنة.. {لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم}.

              لابد من فتنة

              وانظر لقول الله تعالى {وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ...} ]المائدة: 71 [، فإياك أن يغلبك هذا الظن، فإياك أن تظن أنك لن تواجه فتن، فلابد من فتنة قال الله تعالى {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ]المائدة: 41 [.

              فإن سألت: "ما سبب نجاسة القلوب؟" ............. فالذنوب هي السبب
              وكيف تطهر القلوب؟ ........................... بالله، فإذا لم يرد الله أن يُطهر القلب، يُفتن صاحبه، فإذا فُتن.. عمي القلب وصم؛ قال تعالى {وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ...} ]المائدة: 71 [، فإذا فتن الإنسان عمي القلب وصم، فإذا عمي القلب وصم كانت الفتنة الكبرى التي لا يملك أحد أن يردها عن هذا الإنسان

              "بئس ما قدمت لهم أنفسهم"

              تأمل قول الله سبحانه وتعالى {تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} ]المائدة: 80 [، سبحان الله! هذه القضية.. قضية الولاء والبراء، من يتولى الذين كفروا {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ}.. أنفسهم تقدم لهم من أجل دنيا.. أو من أجل هوى.. فهذا الذي قدمته لهم أنفسهم {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ}، فكانت النتيجة أن سخط الله عليهم، ونزل العذاب من الله جل جلاله، حتى وإن نالوا رضا الكفار، فقد نالوا مع رضا الكفار غضب الجبار، فخذلهم الكفار قال سبحانه وتعالى {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا {81} كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} ]مريم: 81- 82 [، فهذا واقع مُشاهد.. كل من طلب رضا غير الله في سخط الله.. سخِط الله عليه وانقلب عليه الآخر فضره.

              عار على من يدعون الإيمان.. اتخاذ الكفار اولياء

              "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ {77} لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {79} تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ {80} وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {81}
              لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {82} وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ {83} وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ {84} فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ"
              ]المائدة: 77-85 [

              تأمل معي قول الله تعالى { وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } ]المائدة: 81 [، فعار على من يدعون الإيمان بالله والنبي واليوم الآخر ثم يتخذوا الكفار اولياء، فذلك والله عار عليهم.

              هذه الأرباع تحتاج وقفات متأنية... لعل الله يكتب لنا

              منطلقات للتدبر

              أخي،،،

              سأمر فقط على إشارة إن كل واحد سوف يسأل من أين أتيت بهذا المعنى؟ وكيف جئت به؟

              نصيحتي لك اليوم:
              • لابد أن تكون لك آية تعيش معها لفترات طويلة، فبين الحين والآخر يفتح لك في نفس الآية فهم جديد وفتح جديد، ولكن اجعل الآية تشغلك أطول مدة ممكنة.
              • أريد منك أيضا في تمارين التدبر أن تستخرج من المعنى العام.. معانٍ خاصة.
              • اجعل خيالك يضرب الأمثلة

              أخي.. حبيبي في الله.. خذ هذه الخويصة:
              • المذموم من ذمه الله... فإذا رأيت أن الله ذم شيئًا فاستبشعه جدا.. استقبحه جدا.. اتق الله.. وجاهد ألا تكون مذموما عند الله.

              http://www.youtube.com/watch?v=gmpTHf6KCL0

              للصيغ الأخرى

              PDF - RM - MP3 - WMV

              التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-05-2016, 05:22 PM.

              تعليق


              • #8
                رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب


                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                تمارين ختمة التدبر للشيخ محمد حسين يعقوب

                الحلقة السابعة - الجزء السابع :

                الدنيا كراكيب

                "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {32} قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (الأنعام: 32-33 )

                قال سبحانه {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ} (الأنعام:32) ، سبحان الله العظيم الآيات التي تزهد في الدنيا كثيرة جدًا، وتأمل قول الله تعالى {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (الأنعام:32 ) .
                سبحان الله العظيم!.. تأمل قول الله في قضية الدنيا نفسها.. قال تعالى {وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ} (الرعد:26) ، أتدري ما هو المتاع؟... المتاع هو (الكراكيب)، فمتاع الدنيا هو كراكيب الدنيا، يُقال (متاع الرجل) أي ما يعيش عليه، فهذه هي الدنيا.. سبحان الله العظيم! فالدنيا لا قيمة لها، فتجد بعض الناس يقلق عندما نقول له أن ما تتمتع فيه في الدنيا يخصم من حسابك في الآخرة، فيظن "أن هذه مشكلة"، ولكنا نقول أنه لا يوجد مشكلة، فماذا أخذت أنت من الآخرة؟ ما الذي سنقص منك في الآخرة؟، "والله، ما الدنيا في الآخرة، إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم، فلينظر بم يرجع" صحيح –صحيح الجامع

                الدنيا كراكيب.. تكملة، المتع الحقيقية

                الشاهد في هذه.. قضية الزهد في الدنيا، هذه الدنيا مهما أخذ الإنسان منها لا قيمة لها، فكل متعها منغصة، وكل ملذاتها مكدرة، لا يمكن أن تجد في الدنيا متعة صافية خالصة إلا عبادة الله.. سجدة.. آية قرآن.. تسبيحة.
                سبحان الله العظيم! مازال يبهرني قول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله والحمد لله تملأ بين السماء والأرض". (اللهم ارزقنا التسبيح)

                أرجى الآيات- للخائفين من الخنازير - آية الأمن

                "وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ {61} ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ {62} قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {63} قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ {64} قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ {65} وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ {66} لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ {67} وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (الأنعام: 61-68 )

                من أرجى الآيات في القرآن هذه الآية { ...لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {63} قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ} (الأنعام:63-64) ، والله سبحانه وتعالى يعلم الغيب، ورغم ذلك ينجي من يقول "يا رب نجني من هذه ولا أشرك"، رغم علمه سبحانه أن هذا سيشرك ورغم ذلك ينجيه الله، ويغفر لمن يقول "رب اغفر لي هذا العمل ولن أعود" رغم علمه سبحانه أنه سيعود، سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين.
                ولمن خاف من أنفلونزا الخنازير يقول تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (الأنعام: 82) ، وقال تعالى {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (آل عمران: 97) ، فسبحان الله العظيم لو وثقنا في ذلك لنجانا ربنا.

                متى يُصدق بعض الناس الله؟

                "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (المائدة: 82 )

                مضطرون أن نقول: متى سيصدق بعض الناس الله؟ {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} (المائدة:82 )، ومازال بعض الناس ينتظرون أن يحبهم اليهود!، ويتوددون إليهم ويعادون ويتنكرون لكل شيء للتحبب إليهم، ولن يحبهم اليهود؛ فاليهود لا يحبون شيئًا ولا يحبون أحدًا إلا أنفسهم.. فهذا قول الله فيهم، وهم أعداء لذلك لو أخذ الناس بالحق وعرفوا عداوة اليهود، فإنهم ثقة بالله وتوكلا عليه سيبدؤون في إخراج اليهود.

                لو لم تكن ليلة 27 فسيجبرهم الله ويعوضهم

                "إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {118} قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {119} لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة: 118-120 )

                أليس من عجب أن يأتي قول الله عز وجل في ليلة السابع والعشرين {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة:118 )، كثيرًا ما قلت أنها لو لم تكن ليلة القدر لما خذل الله هؤلاء الناس، الذين جاءوا يريدونها، الله يجبرهم.. الله سبحانه وتعالى أكرم من أن يمد أحد إليه يده ويردها، فاللهم لا تخذل عبادك وارحمنا معهم وارحمنا بهم واجعلنا من عتقاء هذه الليلة.

                منطلقات للتدبر

                أخي،،،

                سأمر فقط على إشارة إن كل واحد سوف يسأل من أين أتيت بهذا المعنى؟ وكيف جئت به؟

                فخذ هذه المنطلقات:
                • سم في خيالك مذكورات القرآن بأسمائها في واقعك:
                عندما يسمي الله شيئًا، فخذ هذا الاسم.. {
                وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ}، فعندما يسمي الله هذه الدنيا بأكملها بـ {مَتَاعٌ}.. فاسمها إذن هو "كراكيب" .
                • تدبر بثقة في الله ويقين على قدرته ورجاء في رحمته
                • تأثر بالحالة التي نعيشها في جلسة التدبر:
                لا أريد أن أقول (المود) الذي نعيشه هذه الأيام.. هذا الجو.. الحالة.. الحالة التي تعيشها في مجالس التدبر تجعلك توقع آيات اليوم على حالتك، ولعله من الفأل الحسن.

                https://www.youtube.com/watch?v=LsrsPRMRmco

                للصيغ الأخرى

                PDF - RM - MP3 - WMV

                التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-05-2016, 05:38 PM.

                تعليق


                • #9
                  رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب


                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  تمارين ختمة التدبر للشيخ محمد حسين يعقوب

                  الحلقة الثامنة - الجزء الثامن :


                  عجيب أمر الجدل..!

                  "إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {117} فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ {118} وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ {119} وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ {120}وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ {121} أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "(الأنعام: 117-122 )

                  عجيب أمر الجدل، قال تعالى {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (الأنعام :122 ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما غضب الله على قوم إلا رزقهم الجدل ومنعهم العمل"، فنعوذ بالله من الجدل.
                  في قضية الجدل، الشياطين يوحون إلى أوليائهم، ونحن في زمان عجب، تكلم فيه الرويبضة، وصار الجدل في كل مسألة من مسائل الدين – للأسف الشديد- بعلم وبجهل، وبفهم وبغير فهم، وأحيانًا يغلبنا أهل الجدل بالجدل وليس بالحق، أما الحق فله أهله يقومون به، والحق يُدخل القلوب، دعوة الحق نور على نور، نور الفطرة مع نور الوحي، أما الجدل العقيم فإنه ينطلي على النفوس الضعيفة، أصحاب النفوس الضعيفة هم الذين يُفتنون وتفتنهم الشبهات، ولذلك كانت الفتنة التي كانت السبب في نزول هذه الآية أن المشركين قالوا للمسلمين "أتتركون الميتة التي قتلها الله وتأكلون الذبيحة التي تقتلونها بأنفسكم؟"، فنزلت هذه الآيات.. فتلك شبهة ولكنها لا تنطلي إلا على النفوس الضعيفة، قال تعالى {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}.

                  أحيانًا يكون تكذيبهم رحمة..!

                  "وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ {146} فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ {147} سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ" (الأنعام: 146-148 )

                  قال تعالى { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ } (الأنعام :147 )، فمن رحمة الله الواسعة أن بعض الناس لم يُسلم، فلو أسلموا لأفسدوا هذا الدين، كما قال سبحانه وتعالى {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ {22} وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ} (الأنفال :22-23 )، { ...وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ {46} لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالًا ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (التوبة :46-47 ).

                  موضة "فرقوا دينهم" – لن تهتدي بسبل الشياطين (التلفاز والنت)

                  "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {159} مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {160} قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {161} قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ {163} قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {164} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
                  (الأنعام: 159-165 )

                  قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} ]الأنعام :159 [، وفي قراءة أخرى تقرأ (إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعًا)، فتفريق الدين أصبحت موضة في هذه الأيام، بأن يأخذ الناس الدين بالتقسيط، فيأخذ قطعة من هنا وقطعة من هنا، فتجد من الناس من يبحث عن رخص العلماء، فيسمع في التفاز قول هذا وقول ذاك، ثم يختار ما يعجبه، فهذا هو تفريق الدين {لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}.
                  وحينما سألت شيخنا ابن عثمين رحمه الله عن قول البعض أنه يجب نصلي التراويح ثمان ركعات فقط دون زيادة، وينكر على من يصلي عشرون ركعة أو ثلاثون ركعة، فقال الشيخ رحمه الله: "إما أن تأتوا بالسنة على وجهها، أو فذروها لأهلها"، فمن يريد أن يصلي ثمان ركعات فقط، فليصل الركعة بخمس أجزاء ليصلي مثلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو تكثر من الركعات لتصلي بورد أكبر لتصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم.
                  قال تعالى {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} (الأعراف :30 )، تأمل قوله سبحانه {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ} فالبعض يسير وراء الشيطان ويظن أنه سيهتدي، أعوذ بالله!.. لا التلفاز ولا النت يهديك.

                  منطلقات للتدبر

                  أخي،،،

                  سأمر فقط على إشارة إن كل واحد سوف يسأل: من أين أتيت بهذا المعنى؟ وكيف جئت به؟

                  فخذ هذه فإنها خطيرة... تدبر تلقين الله لنبيه؛ فإنها مدرسة.. مدرسة الرسوخ، وفيها عجائب التثبيت....
                  قال تعالى { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ }..
                  فأنا أشهد في هذه الآية عظمة الله.. أن الله يقول ما لا يخطر على بالٍ قط.

                  http://www.youtube.com/watch?v=bEq7pjXGR_I

                  للصيغ الأخرى

                  PDF - RM - MP3 - WMV

                  التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-05-2016, 05:26 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

                    ​جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

                    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                    وتولني فيمن توليت"

                    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                    تعليق


                    • #11
                      رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

                      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      جزاكم الله خيراً ونفع بكم
                      وجزى الله الشيخ :
                      محمد حسين يعقوب
                      خير الجزاء

                      تعليق


                      • #12
                        رد: تمارين التدبر - لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقوب

                        جزاكم الله خير

                        تعليق


                        • #13
                          جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

                          تعليق

                          يعمل...
                          X