السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ 21 ﺭﻣﻀﺎﻥ 1420 - 29-12-1999
ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ: 2306
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﺍﻟﺴﻼ*ﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﺔ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
كنت ﺃﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻠﻤﺔ (ظَلَّامٍ) ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )(فصلت:46) ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻨﻔﻲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻨﻔﻲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻛﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ؟
ﻭﺷﻜﺮﺍً.
اﻹﺟﺎﺑــﺔ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )(فصلت:46) ﺃﻱ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﺠﻮﺭ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻭﺗﻨﺰﻩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺑﻰ ﺫﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ: (ﻳﺎﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﻧﻲ ﺣﺮﻣﺖ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻣﺤﺮﻣﺎً ﻓﻼ ﺗﻈﺎﻟﻤﻮﺍ) صحيح مسلم.
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﻶﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﻔﻲ (ظَلَّامٍ) ﺍﻟﻤﺸﻌﺮ ﻟﻠﻜﺜﺮﺓ ﻳﻔﻴﺪ ﺛﺒﻮﺕ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺃﺟﻴﺐ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻭﻋﺪﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻇﻠﻤﺎً ﻟﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻌﻈﻤﻪ، ﻓﻨﻔﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻋﻈﻤﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎً.
ﻭﺇﺫﺍ ﺣﺪﺍ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﺪﻳﻪ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ.
منقول إسلام ويب
ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ 21 ﺭﻣﻀﺎﻥ 1420 - 29-12-1999
ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ: 2306
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﺍﻟﺴﻼ*ﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﺔ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ
كنت ﺃﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻠﻤﺔ (ظَلَّامٍ) ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )(فصلت:46) ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻨﻔﻲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻨﻔﻲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻛﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ؟
ﻭﺷﻜﺮﺍً.
اﻹﺟﺎﺑــﺔ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )(فصلت:46) ﺃﻱ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﺠﻮﺭ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻭﺗﻨﺰﻩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺑﻰ ﺫﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ: (ﻳﺎﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﻧﻲ ﺣﺮﻣﺖ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻣﺤﺮﻣﺎً ﻓﻼ ﺗﻈﺎﻟﻤﻮﺍ) صحيح مسلم.
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﻶﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﻔﻲ (ظَلَّامٍ) ﺍﻟﻤﺸﻌﺮ ﻟﻠﻜﺜﺮﺓ ﻳﻔﻴﺪ ﺛﺒﻮﺕ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺃﺟﻴﺐ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻭﻋﺪﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻇﻠﻤﺎً ﻟﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻌﻈﻤﻪ، ﻓﻨﻔﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻋﻈﻤﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎً.
ﻭﺇﺫﺍ ﺣﺪﺍ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﺪﻳﻪ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ.
منقول إسلام ويب
تعليق