قاعدة قرآنية، وقاعدة إيمانية، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
تلكم هي القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى:
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: 3]
والمعنى: أن من توكل على ربه ومولاه في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، وفعل ما أمر به من الأسباب، مع كمال الثقة بتسهيل ذلك، وتيسيره {فَهُوَ حَسْبُهُ} أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به.
1- إن طلبت النّصر والفرج فتوكّل عليه:
{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
(آل عمران/ 160).
2- إذا أعرضتَ عن أعدائك فليكن رفيقك التّوكّل:
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا} (النساء/ 81).
3- إذا أعرضَ عنك الخلقُ، فتوكّل على ربك:
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}
(التوبة/ 129).
4- إذا تلي القرآن عليك، أو تلوته فاستند على التّوكّل:
{وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
(الأنفال/ 2 مدنية).
5- إذا طلبت الصّلح والإصلاح بين قوم لا تتوسّل إلى ذلك إلّا بالتّوكّل:
{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}
(الأنفال/ 61).
6- إذا وصلت قوافل القضاء فاستقبلها بالتّوكّل:
{قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
(التوبة/ 51).
7- وإذا نصبت الأعداء حبالات المكر فادخل أنت في أرض التّوكّل:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ} (يونس/ 71).
8- وإذا عرفت أنّ مرجع الكلّ إلى اللّه وتقدير الكلّ فيها للّه فوطّن نفسك على فرش التّوكّل:
{فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}
(هود/ 123).
9- وإذا علمت أنّ اللّه هو الواحد على الحقيقة، فلا يكن اتّكالك إلّا عليه:
{قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ}
(الرعد/ 30).
10- وإذا كانت الهداية من اللّه، فاستقبلها بالشّكر والتّوكّل:
{وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}
(إبراهيم/ 12).
11- وإذا خشيت بأس أعداء اللّه والشّيطان والغدّار فلا تلتجئ إلّا إلى باب اللّه:
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
(النحل/ 99).
12- وإذا أردت أن يكون اللّه وكيلك في كلّ حال، فتمسّك بالتّوكّل في كلّ حال:
{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا}(النساء/ 81).
13- وإذا أردت أن يكون الفردوس الأعلى منزلك فانزل في مقام التّوكّل:
{الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
(النحل/ 42).
14- وإن شئت أن تنال محبّة اللّه فانزل أوّلا في مقام التّوكّل:
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
(آل عمران/ 159).
15- وإذا أردت أن يكون اللّه لك، وتكون للّه خالصا فعليك بالتّوكّل:
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
(الطلاق/ 3)،
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ}
(النمل/ 79)".
اللهم إنا نبرأ من كل حول وقوة إلا من حولك وقوتك،
اللهم إنا نعوذ بك أن نوكل إلى أنفسنا طرفة،
اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا لاحدٍ من خلقك
منقوله
تعليق