إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما روي عن الحسن البصري عند تلاوة القرآن الكريم من حكم ومواعظ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما روي عن الحسن البصري عند تلاوة القرآن الكريم من حكم ومواعظ





    فيما يلي ما رُويَ عنه عند تلاوة القرآن من الحكم والمواعظ

    كان الحسنُ يقول: رُوِيَ أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال:
    أيها الناس! اقرؤوا القرآن، وابتغوا ما عند الله -عز وجل- بقراءته، من قبلِ أن يقرأه قومٌ يبتغون به ما عندَ الناس.

    وكان يقول: إن الرجلَ إذا طلب القرآن والعلمَ لله -عز وجل- لم يلبثْ أن يُرى ذلكَ في خُشوعِه، وزُهْدِهِ، وحِلْمِه، وتَواضُعِه.
    وكان يقولُ: رَحم الله امرأً خَلا بكتاب الله -عز وجل-، وعَرَضَ عليه نفسه، فإن وافقه، حَمِدَ ربَّه، وسأله المزيد من فضله، وإن خالفه، تاب وأنابَ ورجعَ من قريب.
    وكان يقول: أيُّها الناسُ! إنَّ هذا القرآن شفاءُ المؤمنين، وإمامُ المتقين، فمن اهتدى به هُدِيَ، ومن صُرِفَ عنه شَقِيَ وابْتُلِيَ.
    وكان يقول: إنَّ من شَرِّ الناس أقواماً قرؤوا القرآن لا يعملونَ بسنتِه، ولا يتبعون لطريقته
    {
    أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}
    لقد كان من تَقَدَّم يقرأ القرآن، ويقومُ بالسورةِ منهُ طولَ ليلتِهِ، فإذا أصبحَ عُرِفَ ذلك في وجهِهِ، وإنَّ أحدكُمُ يقرأُ القرآنَ لا يتجاوزُ لَهَواتِهِ، والله سبحانه يقول:
    {
    كِتَابٌ أَنْزَلنَهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَرُوا آيَاتِهِ}

    أما -والله- ما هو حِفْظُ حُرُوفِهِ، وإضاعَةُ حُدُودِهِ، وإنَّ أحدكم يقول: قرأت القرآن ما أسقطتُ منهُ حرفاً، كذبَ -لعمرُ الله- لقد أسقطَ كُلَّه، والله والله ما هؤلاء القُرَّاءُ ولا العلماءُ ولا الحكماءُ، ومتى كانتِ القُرَّاءُ تقولُ مثلَ هذا؟
    إن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {
    إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} يريد -جَلَّ ثَناؤه- العملَ به، وقال -عز وجل-: {فَإذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ}؛ أي: حَلِّلْ حَلاَلَهُ، وحَرِّمْ حَرَامَهُ، ولقد تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما استكملَ حِفْظَ القرآن منْ أَصحابِه -رضوان الله تعالى عليهم- إلاَّ النَّفَرُ القليلُ؛ استعظاماً له، ومتابعةَ أنفسِهم بحفظِ تَأويلِه، والعملِ بِمُحْكَمِهِ ومُتَشَابِهِهِ.

    وكان الحسنُ يقول: قُرَّاءُ القرآنِ ثلاثةُ نَفَرٍ: قومٌ اتخذوهُ بضاعةً يطلبون به ما عند الناسِ، وقومٌ أجادوا حُرُوفَهُ، وضيَّعوا حُدُودَهُ، استدرُّوا به أموال الوُلاةِ، واستطالُوا به على الناس، وقد كثر هذا الجنسُ من حَمَلَةِ القرآن، فلا كَثَّر الله جَمْعَهُم، ولا أبعدَ غَيرَهم، وقومٌ قرؤوا القرآنَ، فتدبَّروا آياته، وتَدَاوَوْا بِدَوَائِه، واسْتَشْفُوا بِشفائِه، ووضعوه على الدَّاء من قلوبهم، فَهُمُ الذين يُسْتَسْقَى بهمُ الغَيْثُ، وتُسْدَى مِن أَجْلِهِمُ النِّعَمُ، وتستدفَعُ بدعائهم النِّقَمُ، أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون.
    ولقد رُوِيَ: أن وفداً من أهل اليمن قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأ عليهم القرآن، فبكوا، فقال أبو بكرٍ: هكذا كُنَّا حتى قَسَتْ قلوبُنا.
    وكان يقولُ: أيها الناسُ! عليكم بالنَّظَرِ في المصاحف، وقراءة القرآن فيها؛ فقد رُوي أن عثمانَ -رضي الله عنه- كان يقولُ: إني لَأَكْرَهُ أن يمضي عليَّ يومٌ لا أنظر فيه إلى عهد الله سبحانه، يعني: المصحف، فقيل له في ذلك، فقال: إنه مباركٌ، وكان يقرأ القرآن في المصحف تبركاً به.
    وكان لا يزالُ يُرَى المصحفُ في حِجْرِهِ، وكانَ من أحفظِ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لكتاب الله -عز وجل-.
    وقيل: قُدِّمَ للحسن -رحمه الله- عشاؤه، فلما بدأ يأكل منه، سمع قارئاً يتلو: {
    إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا.وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} فقال: يا جاريةُ! ارفعي عَشاءك، ومازال يُردِّدُ الآيةَ ويبكي بقيةَ ليلته.
    وقيل: بل بقيَ كذلكَ ثلاثاً حتى أحضرَ ولَدُهُ قوماً من أصحابه، وأحْضَروا طعاماً، فواكلهم، وقرأ: {
    وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، ثم قال: أواه! أي موعظةٍ وعظ الله سبحانه عباده لو كانوا قابلين؟! وقرأ: {أَيَوَدُّ أَحَدَكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءٌ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}
    وقرأ: {
    كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}، فقال: كانوا يُديمون صلاتَهم إلى السَّحَر، ثم يجلِسون يستغفرون.
    وسُئلَ عن نَاشِئَةِ الليل، فقال: هي من أَوَّلِهِ إلى الفجرِ.
    وقرأ يوماً: {
    وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا
    ثُمَّ قال: همُ المسلمونُ الذين لا يجهلون، وإن جُهِلَ عليهم حَلُمُوا، ولم يَعْجَلُوا.

    وقرأ: {
    وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا. اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }، ثم قال: ابنَ آدم! لقد عدلَ فيكَ مَنْ جَعَلَكَ حسيبَ نَفْسِكَ.

    وقرأ: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً}. ثم قال: آخِرُ العَدَدِ خُرُوجُ النَّفْسِ، آخرُ العَدَدِ فِراق الأحِبَّةِ والوَلَدِ، آخرُ العَدَدِ دُخُولُ القبرِ، فالمبادرةُ عبادَ الله إلى الأعمال الصالحة، ثم يقول: عباد الله! إنما هيَ الأنفاسُ، لو قَدْ حُبِسَتْ، لانْقَطَعَتِ الأعمالُ التي بها تَتَقَرَّبُونَ، والحسناتُ التي عليها تَتَوَكَّلُونَ، فرحم الله امرأً حاسب نفسه، وخاف ربه، واتقى ذَنْبَه.
    وقرأ: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا العَذَابَ}، فاضطربَتْ رُكْبَتَاهُ، وجَرَتْ دُمُوعَهُ، ثم قال: رُوِيَ أن النارَ تأكُلُ لحُومَهُمْ كُلَّ يومٍ سبعينَ مرَّةً، ثم يقالُ لهم: عُودُوا، فيعودون، اللَّهمَّ إنا نعوذ بك من النار، ومن عمل نستوجبُ به النار.
    وقرأ: {
    سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
    ثم قال: صبروا عن فُضُولِ الدُّنيا، وزَهدوا في الفَاني، فنالوا الآخرة، وحَسُنَتْ لهم العاقبةُ.

    وقرأ: {
    وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا}
    ، فقال: روي عن ابن عباس: أنه كان يقول: كان الكنز لوحاً من ذهبٍ، ولبنةٍ من ذهبٍ، فيهما مكتوب: بسم الله
    الرحمن الرحيم، عجباً لمن يعرف الموت كيف يفرح؟! ولمن يعرف النار كيف يضحك؟! ولمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن ويسكن؟! ولمن يؤمن بالقضاء والقدر كيف يتعب في طلب الرزق ويَنْصَبُ؟! ولمن يؤمن بالنار كيف يعمل الخطايا؟! لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله( رواه الطبرني في تفسيره عن ابن عباس 12/6. وانظر تفسير البغوي 5/196، طبعة دار طيبة..)

    وقرأ: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً}، ثم قال: سبحان الله!
    ما أوسعَ رحمةَ الله، وأَعَمَّ فَضْلَهُ، وَأَلْطَفَ صُنْعَهُ!
    جعل لمن عجز في النهار خلفاً في الليل، ولمن قَصَّرَ في الليل خلفاً في النهار.
    تقديم واختيار: الأستاذ نورالدين الغياط



    • المصدر




    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 23-10-2015, 12:46 AM. سبب آخر: تمييز الآيات وضبط تنوينها

  • #2
    رد: ما روي عن الحسن البصري عند تلاوة القرآن الكريم من حكم ومواعظ

    ​جزاكم الله خيراً ونفع بكم
    وفضلاً منكم استخدام هذا المواقع :
    http://quran.ksu.edu.sa/index.php
    لتشكيل الآيات وضبط التنوين
    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 23-10-2015, 12:49 AM.

    تعليق

    يعمل...
    X