تأملات قرآنية 16
{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}
قال الحسن البصري "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا : نُحْسِنَ الظنَّ بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظنَّ لأحسنوا العمل" [تفسير الألوسي (4:239)]
الدنيا دار تكليف والآخرة دار تشريف، الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء، الدنيا دار ابتلاء، والآخرة دار تكريم، فلما يتوهم الإنسانُ أنه في الدنيا يتمنى، ويكفيه التمني فقد وقع في خطأً كبير، الدنيا تحتاج إلى سعي.
﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19)﴾
وكذلك:﴿لِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾
{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا}
لا يطلب أحدٌ شيئًا من طريق حرام إلا عاقبه الله بنقيض قصده. طلبوا الزيادة والربح فعوقبوا بالمحق والخسارة!
الطاغية لا يصنع نفسه، إنما يصنعه الناس، قال الله عز وجل عن فرعون
(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )
النفس المعاندة للحق تأتي بالحجج وإن لم تكن تُعقل، فرعون جاء بالسحرة ولما غلبهم موسى قال
( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ)
{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} [طه: 39]
ليس فيك ما يُوجب المحبة،
وليس لديك أسبابها،
خاصة وقد كان موسى عليه السلام أسمر اللون،
أجعد الشعر، أقنى الأنف، أكتف،وكأن هذه الخِلْقة جاءت تمهيدًا لهذه المحبة،وإثباتًا لإرادة الله التي طوَّعَتْ فرعون لمحبة موسى،
كما قال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المرء وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24].
وهكذا،
حوَّل الله قلب فرعون،
وأدخل فيه محبة موسى ليُمرِّر هذه المسألة على هذا المغفل الكبير، فجعله يأخذ عدوه ويُربِّيه في بيته،
ولم يكن في موسى الوسامة والجمال الذي يجذب إليه القلوب.
#الشعراوى
{يَومَ لا يَنفَع مَالٌ وَلا بَنونَ، إِلَّا مَن أَتَى الله بِقَلبٍ سَلِيمٍ}
يقول ابن القيم في الفوائد " لَيسَ الاعتِبَار بِأَعمَالِ البِرِّ بِالجَوَارِحِ، إِنَّمَا الاعتِبَار بِبِرِّ القلوبِ وَتَقوَاهَا، وَتَطهِيرِهَا عَنِ الآثَامِ "وقال ابن رجب الحنبلي"لَا يَصلح لِقربِ اللّهِ إِلَّا طَاهِرٌ. فَإِن أرَدتَ قربَه وَمنَاجَاتَه اليَومَ فَطَّهِر ظَاهِرَكَ وبَاطِنَكَ لِتَصلحَ لِذَلِكَ، وَإِن أَرَدتَ قربَه وَمناجَاتَه غَدًا فَطَهِّر قَلبَكَ مِن سِوَاه لِتَصلحَ لِمجَاوَرَتِهِ
{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}
قال الحسن البصري "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا : نُحْسِنَ الظنَّ بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظنَّ لأحسنوا العمل" [تفسير الألوسي (4:239)]
الدنيا دار تكليف والآخرة دار تشريف، الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء، الدنيا دار ابتلاء، والآخرة دار تكريم، فلما يتوهم الإنسانُ أنه في الدنيا يتمنى، ويكفيه التمني فقد وقع في خطأً كبير، الدنيا تحتاج إلى سعي.
﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19)﴾
وكذلك:﴿لِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾
{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا}
لا يطلب أحدٌ شيئًا من طريق حرام إلا عاقبه الله بنقيض قصده. طلبوا الزيادة والربح فعوقبوا بالمحق والخسارة!
الطاغية لا يصنع نفسه، إنما يصنعه الناس، قال الله عز وجل عن فرعون
(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )
النفس المعاندة للحق تأتي بالحجج وإن لم تكن تُعقل، فرعون جاء بالسحرة ولما غلبهم موسى قال
( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ)
{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} [طه: 39]
ليس فيك ما يُوجب المحبة،
وليس لديك أسبابها،
خاصة وقد كان موسى عليه السلام أسمر اللون،
أجعد الشعر، أقنى الأنف، أكتف،وكأن هذه الخِلْقة جاءت تمهيدًا لهذه المحبة،وإثباتًا لإرادة الله التي طوَّعَتْ فرعون لمحبة موسى،
كما قال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المرء وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24].
وهكذا،
حوَّل الله قلب فرعون،
وأدخل فيه محبة موسى ليُمرِّر هذه المسألة على هذا المغفل الكبير، فجعله يأخذ عدوه ويُربِّيه في بيته،
ولم يكن في موسى الوسامة والجمال الذي يجذب إليه القلوب.
#الشعراوى
{يَومَ لا يَنفَع مَالٌ وَلا بَنونَ، إِلَّا مَن أَتَى الله بِقَلبٍ سَلِيمٍ}
يقول ابن القيم في الفوائد " لَيسَ الاعتِبَار بِأَعمَالِ البِرِّ بِالجَوَارِحِ، إِنَّمَا الاعتِبَار بِبِرِّ القلوبِ وَتَقوَاهَا، وَتَطهِيرِهَا عَنِ الآثَامِ "وقال ابن رجب الحنبلي"لَا يَصلح لِقربِ اللّهِ إِلَّا طَاهِرٌ. فَإِن أرَدتَ قربَه وَمنَاجَاتَه اليَومَ فَطَّهِر ظَاهِرَكَ وبَاطِنَكَ لِتَصلحَ لِذَلِكَ، وَإِن أَرَدتَ قربَه وَمناجَاتَه غَدًا فَطَهِّر قَلبَكَ مِن سِوَاه لِتَصلحَ لِمجَاوَرَتِهِ
تعليق