إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

    تأملات قرآنية 65







    قال الله تعالى في كتابه الكريم
    (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ (80)) النحل (80).

    من حقوق البيوت في الإسلام
    الحق في الحماية من الإهمال والكوارث:
    قال صلى الله عليه وسلم: (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تناموا)رواه البخاري.
    الحق في الحماية من التلوث الضوضائي:
    (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون. ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم والله غفور رحيم) الحجرات 4،5.
    (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون. ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم والله غفور رحيم) الحجرات 4،5.
    الحق في الحماية من أنظار الفضوليين:
    (من أطلع في دار قوم بغير أذنهم ففقئوا عينه فقد هدرت عينه) صحيح البخارى
    الحق في تنظيم الدخول إليها:
    (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون) النور (27).
    الحق في علاقات اجتماعية قوية:
    (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم: 21.
    الحق في تنظيم تنقل أهل البيت بداخله:
    ( وإذا بلغ الأطفال الحلم فليستأذنوا كما أستأذن الذين من قبلكم كذلك بيت الله لكم آياته والله عليهم حكيم ) النور (59).




    (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
    قال ابن القيم رحمه الله: (لو رزق العبد الدنيا وما فيها، ثم قال: "الحمد لله" لكان إلهامُ الله له بالحمد أعظمَ نعمةً من إعطائه له الدنيا؛ ﻷن نعيم الدنيا يزول، وثواب الحمد يبقى)) ومع ذلك نغفُلُ عنه، وقد نقصر فيه.
    "إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ" خرجه الطبراني (18/124 ، رقم 254) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (4 / 112).



    (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) غافر)
    ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا )
    سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عَنْ رَجُلٍ أَرَادَ تَحْصِيلَ الثَّوَابِ : هَلْ الْأَفْضَلُ لَهُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ؟ أَوْ الذِّكْرُ وَالتَّسْبِيحُ ؟ .
    فأجاب :
    " قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْ الذِّكْرِ وَالذِّكْرُ أَفْضَلُ مِنْ الدُّعَاءِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ ؛ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ الْمَفْضُولُ أَفْضَلَ مِنْ الْفَاضِلِ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ ، كَمَا أَنَّ الصَّلَاةَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَمَعَ هَذَا فَالْقِرَاءَةُ وَالذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ فِي أَوْقَاتِ النَّهْيِ عَنْ الصَّلَاةِ كَالْأَوْقَاتِ الْخَمْسَةِ وَوَقْتِ الْخُطْبَةِ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ الصَّلَاةِ ، وَالتَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودُ أَفْضَلُ مِنْ الْقِرَاءَةِ ، وَالتَّشَهُّدُ الْأَخِيرُ أَفْضَلُ مِنْ الذِّكْرِ ، وَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ النَّاسِ انْتِفَاعُهُ بِالْمَفْضُولِ أَكْثَرَ بِحَسَبِ حَالِهِ إمَّا لِاجْتِمَاعِ قَلْبِهِ عَلَيْهِ وَانْشِرَاحِ صَدْرِهِ لَهُ وَوُجُودِ قُوَّتِهِ لَهُ ، مِثْلُ مَنْ يَجِدُ ذَلِكَ فِي الذِّكْرِ أَحْيَانًا دُونَ الْقِرَاءَةِ فَيَكُونُ الْعَمَلُ الَّذِي أَتَى بِهِ عَلَى الْوَجْهِ الْكَامِلِ أَفْضَلَ فِي حَقِّهِ مِنْ الْعَمَلِ الَّذِي يَأْتِي بِهِ عَلَى الْوَجْهِ النَّاقِصِ ، وَإِنْ كَانَ جِنْسُ هَذَا أَفْضَلَ ، وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ عَاجِزًا عَنْ الْأَفْضَلِ فَيَكُونُ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فِي حَقِّهِ أَفْضَلَ لَهُ ،
    وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (23 /62-63) .
    الاسلام سؤال وجواب




    وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [الزمر:54]
    فلنكن مثل تجار الدنيا يأتون في نهاية كل عام بدفاترهم و حساباتهم ليقفوا على ما حققوا من خسارة و ربح ليتجنبوا أسباب الخسارة و يُنَموا أسباب الربح ، و تجار الآخرة يجب أن يكونوا أكثر حرصًا على مثل هذه المراجعة فتجارتهم بها الربح الحقيقي و الخسارة الفادحة ،، ساعة من وقتك راجع فيها حساباتك ، كُن صادقا مع نفسك فالربح و الخسارة لن يعرف بها غيرك و لن يُحاسب عليها غيرك ..
    فإن وجدت خيرًا فاحمد الله عز و جل على التوفيق و الإعانة على الخير و تذكر أن الشكر سبب زيادة النعم قال الله عز و جل " لئن شكرتم لأزيدنكم " فاشكر الله عز و جل أن وفقك إلى طاعته و أسأله سبحانه القبول ..
    و إن وجدت غير ذلك فما زالت الفرصة أمامك لتدارك ما فاتك ، استغفر و تُب إلى الله من الذنوب و التقصير و الغفلة و أسأله سبحانه العون على طاعته فيما بقى فما زال السوق قائم و التجارة لم تنته.
    قال ميمون بن مهران: "لا يكون العبد تقيًّا، حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك".
    كان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول: "المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".
    قال أبو الدرداء: إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
    من عرف حق الوقت، فقد أدرك قيمة الحياة، فالوقت هو الحياة، وحينما ينقضي عام من حياتنا، ويدخل عام جديد، فإنه لا بد وقفة محاسبة طويلة.
    كتب سيدنا عمر رضي الله عنه إلى بعض عماله في الأمصار: "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة".

    يقول الله عز وجل : " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ " [فاطر:32] .
    وهذه الثلاث هي درجات العباد في أعمال القلوب والجوارح .
    يقول ابن تيمية : (والناس فيها يعني أعمال القلوب على ثلاث درجات كما هم في أعمال الأبدان...) .
    ظالم لنفسه : وهو العاصي بترك مأمور أو فعل محظور .
    مقتصد : مؤدي للواجبات وتارك للمحرمات .
    سابق : المتقرب بما يقدرعليه من فعل واجب ومستحب والتارك للمحرم والمكروه)
    (مجموع الفتاوى) .




    [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُحَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {النحل:97}مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قالوا : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله والأنس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه ، وكل ما له قلب حي يشهد هذا، ويعرفه ذوقا)
    ومن لم يجد هذا فليبك على نفسه، وليسع في طلب أسباب حياة قلبه، وليعلم أن فقد حلاوة الطاعة أمارة دخل فيها
    قال ابن القيم : (ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.. وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها، لم تسد تلك الفاقة منه أبدًا)
    (تهذيب مدارج السالكين) .



    تعليق


    • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

      تأملات قرآنية 66



      الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6); 7 وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
      خلل العقيدة يتبعه خلل في الأخلاق ..!


      اذا تولاّك الله عزّ وجل سخّر لك كلّ شيء ولو كان في نظرك مستحيلاً :

      " يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"
      ربّ تولّنا برحمتك .


      اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)
      والمراد أنهما لا يفتران في ذكر الله ، بل يذكران الله في حال مواجهة فرعون ، ليكون ذكر الله عونا لهما عليه


      قال تعالى: ( وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي )
      إن ضاق وقتك عن نافلةأو تلاوة،
      فالذِّكر أعظم العبادات..سبِّح مع كل نفَس، وإياك والتواني فيه،





      هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر: 23]

      حظ المؤمن من اسم الله المهيمن
      طالما أن الله سبحانه وتعالى هو الشاهد على خلقه بما يصدر منهم ولا يعزب عنه مثقال ذرة سبحانه وتعالى ولا يغيب عنه من أفعالهم شيء وهو سبحانه وتعالى له الكمال فلا يضل ولا ينسى ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ فهذا يوجهك إلى:
      1-مراقبة الله تعالى
      فهذا أول ما تستفيده من هذا الاسم، فطالما أنه مهيمن رقيب إذًا فواجب عليك مراقبته سبحانه وتعالى في السر والعلن ﴿فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾[ طه/7]
      2-الرضا
      قلنا أنه يعلم الصالح ويعلم الفاسد بالنسبة لك فسلم له أمرك وارض بما قسمه لك..فدوما الخير بين يديه. ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ﴾ [الملك/14].
      3-الاستقواء به
      . إذا كنت مع ( المهيمن ) فلن يخيب مسعاك، ولن تشعر بالإحباط، و لن تشعر بالإخفاق، أنت مع ( المهيمن )، ليس شيئاً سهلاً أن يكون خالق السماوات والأرض يدعمك، ويؤيدك، وينصرك، ويحفظك، ويوفقك. المستقبل لمن كان مع ( المهيمن )، والشقاء والخزي والعار لمن كان مع عبد من عبيد المهيمن . إن كنت مع
      ( المهيمن ) فأنت أيضاً مهيمن في عملك، في أسرتك، في اختصاصك، في راحة نفسك، في سلامة صدرك.



      قال ابن القيم عن الذكر:
      كما ختم به عمل الصيام بقوله: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185] وختم به الحج في قوله: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200]
      وختم به الصلاة كقوله: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: 103].
      وختم به الجمعة كقوله: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]
      ولهذا كان خاتمة الحياة الدنيا وإذا كان آخر كلام العبد: أدخله الله الجنة وأما اختصاص الذاكرين بالانتفاع بآياته وهم أولو الألباب والعقول فكقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 190- 191]
      وأما مصاحبته لجميع الأعمال واقترانه بها وأنه روحها: فإنه سبحانه قرنه بالصلاة كقوله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] وقرنه بالصيام وبالحج ومناسكه بل هو روح الحج ولبه




      (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) .
      هذه الآية لا يقصد بها التهاون بتقوى الله ، وإنما يقصد بها الحث على التقوى بقدر المستطاع.
      آية التغابن تأمرنا بتقوى الله بمقدار الوسع والاستطاعة: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، ويوضح المراد بقوله: {مَا اسْتَطَعْتُمْ} قولُه في آل عمران: {حَقَّ تُقَاتِهِ}، فلا يحقق المسلم التقوى بقدر الاستطاعة، إلا إذا كانت هذه التقوى حق التقوى. فكل من الآيتين توضح الثانية وتفسر معناها، وهما متلازمتان متكاملتان، لا بد أن تُقرآ معًا، وتُفهما معًا، وتُؤخذ دلالتهما مجتمعتين؛ حتى يكون المعنى صحيحًا مقبولاً.
      ومما يوضح المراد من الآيتين حديث رسول الله ، حيث روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي قال: "دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"
      اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان:73
      روى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود قال: (اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)، أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر.







      سُئِل الإمام الشافعي: أنَدْعو الله بالابْتِلاء أم بالتَّمكين ؟ فقا ل: لن تُمَكَّن قبل أن تُبتَلَى قال تعالى:

      ﴿وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ(124)﴾
      [سورة البقرة]
      ما جعَلَه إمامًا إلا بعدما ابْتَلاهُ ونَجَح في الامْتِحان،.


      تعليق


      • تأملات {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )





        لنتأمل معاني هذه الآية الكريمة .. وكم نحن بأمس الحاجة إليها كل حين، وخاصة حين يبتلى الإنسان بمصيبة من المصائب المزعجة، وما أكثرها في هذا العصر..

        {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التغابن: 11].

        والآية ـ كما هو ظاهر وبيّن ـ تدل على أنه ما من مصيبة أيّاً كانت، سواء كانت في النفس أم في المال أم في الولد، أم الأقارب، ونحو ذلك، فكل ذلك بقضاء الله وقدره، وأن ذلك بعلمه وإذنه القدري سبحانه وتعالى، وجرى به القلم، ونفذت به المشيئة، واقتضته الحكمة، والشأن كل الشأن.

        فهل يقوم العبد بما يجب عليه من عبودية الصبر والتسليم ـ الواجبين ـ، ثم الرضا عن الله تعالى؟!



        وتأمل ـ أيها المؤمن ـ أن الله تعالى علّق هداية القلب على الإيمان؛ ذلك أن الأصل في المؤمن أن يروضه الإيمان على تلقي المصائب، واتباع ما يأمره الشرع به من البعد عن الجزع والهلع، متفكراً في أن هذه الحياة لا تخلوا من منغصات ومكدرات

        وهذا كما هو مقتضى الإيمان، فإن في هذه القاعدة: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} إيماءً إلى الأمر بالثبات والصبر عند حلول المصائب؛ لأنه يلزم من هَدْيِ الله قلبَ المؤمن عند المصيبة = ترغيبَ المؤمنين في الثبات والتصبّر عند حلول المصائب، فلذلك جاء ختم هذه الآية بجملة:{وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}

        وهذا الختم البديع بهذه الجملة: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} يزيد المؤمن طمأنينة وراحة من بيان سعة علم الله، وأنه سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء مما يقع، وأنه عز وجل الأعلم بما يصلح حال العبد وقلبه، وما هو خير له في العاجل والآجل، وفي الدنيا وفي الآخرة، يقرأ المؤمن هذا وهو يستشعر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"

        ويقول عون بن عبدالله بن عتبة رحمه الله: "إن الله ليكره عبده على البلاء كما يكره أهل المريض مريضهم، وأهل الصبي صبيهم على الدواء، ويقولون: اشرب هذا، فإن لك في عاقبته خيرا"

        وفي قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
        ويقول علقمة بن قيس رحمه الله في هذه القاعدة: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضَى.
        وقال أبو عثمان الحيري: من صح إيمانه، يهد الله قلبه لاتباع السنة.
        ومن لطيف ما ذكر من القراءات المأثورة ـ وإن كانت ليست متواترة ولا مشهورة ـ: أن عكرمة قرأ: "ومن يؤمن بالله يهدأ قلبه" أي: يسكن ويطمئن..

        وفي هذه الآية الكريمة دلالات هامة :

        1 ـ تربية القلب على التسليم على أقدار الله المؤلمة ـ كما سبق ـ.

        2 ـ أن من أعظم ما يعين على تلقي هذه المصائب بهدوء وطمأنينة: الإيمان القوي برب العالمين، والرضا عن الله تعالى، بحيث لا يتردد المؤمن ـ وهو يعيش المصيبة ـ بأن اختيار الله خير من اختياره لنفسه، وأن العاقبة الطيبة ستكون له ـ ما دام مؤمناً حقاً ـ فإن الله تعالى ليس له حاجة لا في طاعة العباد، ولا في ابتلائهم! بل من وراء الابتلاء حكمة بل حِكَمٌ وأسرار بالغة لا يحيط بها الإنسان، وإلا فما الذي يفهمه المؤمن حين يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل"؟! وما الذي يوحيه للإنسان ما يقرأه في كتب السير والتواريخ من أنواع الابتلاء التي تعرض لها أئمة الدين؟! إن الجواب باختصار شديد: "أن أثقال الحياة لا يطيقها المهازيل، والمرء إذا كان لديه متاع ثقيل يريد نقله، لم يستأجر له أطفالا أو مرضى أو خوارين؛ إنما ينتقى له ذوى الكواهل الصلبة، والمناكب الشداد!! كذلك الحياة، لا ينهض برسالتها الكبرى، ولا ينقلها من طور إلى طور إلا رجال عمالقة وأبطال صابرون !

        إن النظر في هدي القرآن في هذا الباب، ذلك أن منهج القرآن الكريم في الحديث عن أنواع المصائب حديث مجمل، وتمثيل بأشهر أنواع المصائب، لكننا نجد تركيزاً ظاهراً على طرق علاج هذه المصائب، ومن ذلك:

        1ـ هذه القاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} فهي تنبه إلى ما سبق الحديث عنه من أهمية الصبر والتسليم، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز الإيمان الذي يصمد لهذه المصائب.

        2 ـ ومن طرق معالجة القرآن لشأن المصائب: الإرشاد إلى ذلك الدعاء العظيم الذي جاء ذكره في سورة البقرة، يقول تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة: 155، 156].

        3 ـ كثرة القصص عن الأنبياء وأتباعهم، الذين لقوا أنواعاً من المصائب والابتلاءات التي تجعل المؤمن يأخذ العبرة، ويتأسى بهم، ويهون عليه ما يصيبه إذا تذكر ما أصابهم، وعلى رأسهم نبينا وإمامنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.


        ويتبع هذا العلاج القرآني: النظر في سير الصالحين من هذه الأمة وغيرهم، ممن ابتلوا فصبروا، ثم ظفروا، ووجدوا ـ حقاً ـ أثر الرضا والتسليم بهداية يقذفها الله في قلوبهم، وهم يتلقون أقدار الله المؤلمة، والموفق من تعامل البلاء بما أرشد الله إليه ورسولُه صلى الله عليه وسلم، وبما أرشد إليه العقلاء والحكماء، ففي كلام بعضهم عبر متينة، وتجارب ثرية، فاستمع ـ مثلاً ـ إلى مقولة الإمام الجليل أبي حازم: ـ والتي تزيح جبال الهمّ التي جثمت على صدور الكثيرين، يقول رحمه الله: الدنيا شيئان: فشيء لي، وشيء لغيري، فما كان لي لو طلبته بحيلة من في السموات والأرض لم يأتني قبل أجله، وما كان لغيري لم أرجه فيما مضى، ولا أرجوه فيما بقي، يمنع رزقي من غيري كما يمنع رزق غيري مني، ففي أي هذين أفني عمري؟!".

        وبعد .. لماذا يتسخط بعضنا ويتوجع على حادثٍ حصل قبل سنوات؟!
        ولماذا يقلب أحدنا ملف زواجٍ فاشل؟!
        أو صفقةٍ تجارية خاسرة، أو أسهم بارت تجارتها؟! وكأنه بذلك يريد أن يجدد أحزانه!!

        منقول لتعم الفائدة

        تعليق


        • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

          جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

          تعليق


          • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

            تآملات قرآنية قصيرة 2
            تأملت هذا الموضوع و مستمر إن شاء الله

            جزاكم الله خيراً
            التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 30-11-2015, 09:29 PM. سبب آخر: تغيير صيغة الخطاب إلى الجمع
            و عجلت اليك ربى لترضى
            ذنبك عظيم نعم .لكن تذكر ربك غفورٌ رحيم.

            تعليق


            • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

              تأملات قرآنية 67






              بدأت قصة أصحاب الجنة بهذة الآية"
              إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ"
              فكان محور القصة هو (الابتلاء بالنعمة) ..فالابتلاء بالسراء أعظم من الابتلاء بالضراء .. لأن الضراء تُشعر العبد بضعفه وتدفعه الى التقرب الى الله حتى تزول غمته " دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" وأما السراء فهي بلاء مبين ..
              فكثيرا ما تشغلنا النعمة عن المُنعم وتنسينا العطايا المُعطي وقد تتمادى الى ان تجعلك النعمة عبد لها وتكون السبب في هلاكك دنيا واخرة!..

              موقع إنه القرآن


              "فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ. أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ. فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ. أَن لّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ."
              فقد يكون إصرارك على معصية الله اشد مقتا من المعصية لانك عند اصرارك على ارتكاب الذنب تكسر حاجز الخوف من عصيانك لملك الملوك ويهون عليك عصيانه .. وقد تعاقب على هذا العزم وإن لم تفعل المعصية !
              كما حدث مع أصحاب الجنة فقد عوقبوا على عزمهم بأن لا يعطوا الفقراء من ثمار جنتهم فكان العقاب هو فقدان جنتهم فأصبحت كالصريم!
              فقط لعزمهم على الذنب !!

              موقع إنه القرآن


              " قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ "
              هنا يوضح لنا القرآن أن العقاب مس الجميع دون استثناء
              مس المانع لتنفيذ شرع الله والساكت عن ذلك الإثم !
              فيبدوا هنا أن ذلك الرجل كان له رأي مخالف لرأيهم لكنه اتبعهم عندما رآى أنهم الأغلبية
              رآهم يمنعون الزكاة ويبخلون على الفقراء ويحرمونهم حقهم فقال رأيه ثم سكت ولم يصر على الحق
              فناله الحرمان مثلهم و أخذ يذكرهم بما قاله من قبل !
              ( في ظلال القرآن )

              لقد كان في كيانه شرارة من خير ... ولكنه لم يقدح هذه الشرارة بعزيمة صادقة ، وإرادة عاقلة ، فانطفأت جذوتها وأصبحت رماداً لا يُرجى منه خير !
              وهكذا كل من يجد في نفسه نازعة من نوازع الخير ثم يغفل عنها ، إنها تموت كما تموت النبتة البازغة على وجه الأرض .. وإن لم تجد من يرعاها ويسقيها !
              (دكتور/ عبد الكريم الخطيب )


              والآن استمعوا لنصيحته بعد فوات الأوان
              " قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ "

              ها هي عاقبة المنع .. ها هي عاقبة التعاون على الإثم !
              ( من تفسير السعدي و الظلال بتصرف )

              موقع إنه القرآن






              على نياتكم ترزقون..
              يقول ابن القيم" على قدر صلاح النوايا تأتي العطايا"
              فأصحاب الجنة الذين وردت قصتهم في سورة القلم عزموا وعقدوا نيتهم

              " - أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ"
              واعدوا وخططوا لما عزموا وبقى عليهم التنفيذ..!
              ولكن سرعان ما تنفذ اقدار الله فيهم

              {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ. فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}...
              من غير حول منهم ولا قوة " وَهُمْ نَائِمُونَ"
              خسروا كل شيء في ليلة وضحاها
              لسوء نيتهم !

              وعلى النقيض أهل الكهف ... فقد كانت نيتهم في إصلاح عباد الله و ولوا قبلتهم إلى عمران الآخرة !
              فَتحقق ما تمنوا وعزموا النية له من غير حول منهم ولا قوة ..
              وهم نائمون ايضا ..!

              فَشتان بين طالب الدنيا وطالب الآخرة " لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ"
              فلا مفر لك "مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهاَ.."
              موقع إنه القرآن



              يقول د.صلاح الخالدي :
              (فقد علم الفتية المؤمنون أنه لا فائدة من وجودهم مع قومهم ، ولا إمكانية للبقاء معهم !
              بل يُخشى أنه يفتنهم قومهم ، وأن يردوهم عن إيمانهم ..
              فلم يبقَ إلا الإعتزال ، والذهاب إلى الكهف ليعيشوا إيمانهم ويعبدوا فيه ربهم ..
              لقد كان قرارُهم بالاعتزال والذهاب إلى الكهف صائباً وصواباً ، ويتفق مع حالتهم وواقعهم ،
              ولذلك استجاب الله دعاءهم ، وبسط لهم من رحمته ، وهيأ لهم في كهفهم مرفقاً)
              فقد أمر الشمس أن تميل عن كهفهم والكلب أن يحرس كهفهم وقذف الرعب في قلب من يحاول الإطلاع عليهم ويفشي سرهم ! بل وقلبهم ذات اليمين وذات الشمال!!
              والاعجب من هذا كله أنه أيقظهم على تحقيق حلمهم !!
              فقد استيقظوا من نومهم على مدينة أحلامهم، على مجتمع تقام فيه كلمة الله وتحقق فيه شريعته !
              وهم نائمون تحقق حلمهم !
              فقط لأنهم باعوا أنفسهم لبارئها والتجأوا إليه وتركوا الدنيا من أجله !
              فقط لأنهم أحبوا الله بصدق !
              فمن عاش على شئ ، مات عليه ثم بُعث عليه
              فـ عشّ وامضِ في سبيل الله ... فَثم الجنة


              فتية ..
              تكررت كلمة فتية في عدة مواضع في كتاب الله ..
              إنهمْ فِتْيَة آمَنُوا بِرَبِّهِمْ ..

              إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ..
              وفي سورة الانبياء "قا لُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ"

              فتيان ((شباب))
              ولم يغتروا بشبابهم .. لم يقولوا غدا اجتهد غدا اتوب !
              لم يكن شبابهم وبال عليهم كما هو حال بعضنا ..
              استغلوا شبابهم في إحياء كلمة التوحيد .. ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم " اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" ..
              كان كل شيء حولهم يفتنهم ويدعوهم إلى المعصية .. لم يكونوا عاجزين عن فعلها
              ولكنهم تركوها لله حتى يرضى

              فأحيي شبابك بالإيمان وبأن تسعى في طريق الله ويستخدمك الله فوالله إنه لنعيم إن تذوقته تهون عليك الدنيا بما فيها ..نعيم يجعل جسدك في الأرض وقلبك معلق في السماء ..
              فخذ القرار الآن ... بأن تضع اسمك بجانب هؤلاء الفتية

              إنه القرآن


              من لوازم المؤمن في آخر الزمان إحساسه بالغربة ، يؤكد هذا المعنى أن الله سبحانه وتعالى يقول : ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ﴾
              [ سورة هود الآية : 116 ]

              هناك قلة قليلة أنجاهم الله من الفساد العريض الذي عمَّ أهل الأرض ، إذ يقول الله عز وجل : ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾


              {بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء} [رواه مسلم]
              الذين آووا إلى كهف الإيمان (ثباتاً وتمسكاً بكتاب الله)
              ولم يخرجوا منه إلا وهم منتصرون .. وإن ماتوا على ذلك !
              يا رسول الله، من الغرباء؟ قال: ((الذي يصلحون إذا فسد الناس))، وفي لفظ آخر: ((الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي))، وفي لفظ آخر: ((هم النزاع من القبائل))، وفي لفظ آخر: ((هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير)).

              جاء خباب بن الأرت يوماً إلى رسول الله يشكو ويقول : ألا تستنصر لنا ؟! ألا تدعو الله لنا ؟! .. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"




              تعليق


              • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                تأملات قرآنية 68






                ﴿فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (31)﴾سورة ص
                "المراد بالخير الخيل"
                الحِجاب الشَّمس ؛ أيْ فاتَتْهُ صلاة العَصْر، قال تعالى:

                ﴿رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (32)﴾
                هكذا فعل سيدنا سليمان حين شغلته الخيل عن ذكر ربه قام بذبحها قاصدا أن يمحو كل ما ينسيه ذكر الله حتى لو كانت خيرا !
                يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾
                رغم أنه حق عليك أن تعطي وقتا لتجارتك و لذريتك و لتعمير الأرض لكن ينهى الله سبحانه وتعالى عباده مناديا إياهم بوصف الإيمان، ينهاهم أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذكر الله من صلاة و تلاوة قرآن و تسبيح و إستحضار لعظمته و قدرته جل وعلى، حتى لا يكونوا من الخاسرين النادمين.
                فماذا إن كان ما يشغلك عن ذكر الله لا هو بخير ولا هو في أمر مالك أو أهلك؟ كيف إن كان عملا لا يقربك من الله سبحانه وتعالى شبرا واحدا؟
                فالتقرب إلى الله بترك المحرمات أولا ثم ترك فضول المباحات زيادة في الورع وتقوى الله .
                إبتعد عن كل ما يلهيك عن ذكر الله وكل مسببات الغفلة محتسبا الأجر مخلصا له وحده سبحانه.. و كما أبدل الله سيدنا سليمان بريح يصرفها كيف يشاء ..سيبدلك الله بخير مما تركت لأجله جل وعلا!

                إنه القرآن


                وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ
                الأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات ، كما قال ابن القيم رحمه الله : " فكل طائع مستأنس ، وكل عاص مستوحش" .
                انتهى من " مدارج السالكين " (2/406 ) .
                قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
                " إنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة ؛ لأن المخالفة توجب الوحشة ، والموافقة مبسطة المستأنسين ، فيا لذة عيش المستأنسين ، ويا خسارة المستوحشين " انتهى من " صيد الخاطر "
                (ص 213 ) .
                قيل للعابد الرباني وهيب بن الورد رحمه الله : " هل يجد طعم العبادة من يعصيه ؟ قال : لا ، ولا من يهم بالمعصية " .
                كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول :
                " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية " . انتهى




                يقول تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: من الآية 2)،
                وإليك أخي الكريم المحب للخير القائم على البر، دليل ومرشد المجتمع، بعض جوانب من فضل وثواب ومكانة هذه العبادة؛ حتى تكون مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر:

                عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: يقول صلى الله عليه وسلم: "إن من الناس ناسًا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس ناسًا مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه" (أخرجه بن ماجة في سننه 1/86 ح، والبيهقي في شعب الإيمان 1/455 وذكره العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة 3/32).
                قال الامام الغزالي: “وإذا أحب الله عبدًا أكثر حوائج الخلق إليه،
                وقال ابن القيم: “إذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه، واجتباه لمحبته، واستخلصه لعبادته، فشغل همه به ، ولسانه بذكره ، وجوارحه بخدمته ” (الفوائد).
                إذا أحبك الله .. وفقك للعمل الصالح وقبضك عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله عبدًا عَـسَّله، قال: يا رسول الله و ما عسله؟ قال: يوفق له عملا صالحا بين يدي أجله» ابن حبان



                طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (3)
                مواعظ القرآن أكثر
                ما تؤثر بالقلوب المذعنة لله
                فنفوسهم واحة خضراء
                كلما هطل عليها الذكر
                أينع شجر الإيمان بداخلها


                مها العنزي



                ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي)
                لن تضيق وربك موجود جبال الهموم ينسفها ربك نسفا
                إن استغثت بكرمه فلله ألطاف يمن بها على عباده( مها العنزى)
                (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي)
                حين تحمل موسى عبء دعوة فرعون الجبار ابتدأ دعوته بسؤال ربه (رب اشرح لي صدري).
                مهما اشتدت المخاطر....مفتاح الحل في داخلك.
                (د. عبدالله بن بلقاسم )


                "وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي"...
                كن طموحا في دعائك مثل موسى لم يطلب تيسير أمر تبليغ فرعون حين كلف به. طلب تيسير أمر حياته كلها.
                ( مها العنزى)
                [وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ]
                مهما أحكمت أمورك
                واستعملت دهاءك
                وسيرته لصالحك
                لكن بالنهاية
                لا غنى لك عن توفيق الله وعونه لك
                فمعية الله تيسر العمل
                (د. عبدالله بن بلقاسم)


                "واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي".
                ....جميل أن تحقق مجدا ...وأجمل منه أن تساعد آخرين ليبلغوه معك..
                "هارون أخي" في غمرة أفراح اللقاء المقدس لم ينس أخاه إخوان الصدق لا تنسيهم أفراحهم أحبتهم.

                (د. عبدالله بن بلقاسم)

                تعليق


                • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                  تأملات قرآنية 69







                  لا تنال بركة هذا القرآن بالقراءة السريعة
                  قال تعالى(وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا) (106)
                  ( عَلَى مُكْثٍ ) قال: على ترتيل.




                  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴿١ سبإ﴾
                  اعتدنا على النِعم حتى إننا إذا سُئلنا عن حالنا قلنا : لا جديد !
                  فـهل استشعرنا تجدّد العافيه وبقاء النِعم !
                  الحمدلله دائماً و أبدا



                  الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ [18]} [الزُّمَر:17- 18].
                  ( فن اﻟصمت ) و ( فن اﻟحديث ) الأعظم منهم فن اﻟتوقيت اﻟمناسب "
                  فـاﻟصمت ﺑ غير وقته خذلان واﻟحديث ﺑغير وقته حماقه .. فاعلم متى تتحدث !




                  {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}
                  إذا وجدت نفسك مترددا بين القبول والإنكار لحكمٍ شرعي
                  فاعلم أن فيك شبهاً من المنافقين
                  ابن عثيمين*


                  ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻌﻄﻲ ﺑِـ ﺇﺧﻼﺹ ﻓَـ ﻻﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺸُﻜﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ , ﻷﻧﻚ ﺳَـﺗﺠﺪةـ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎً ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻚ
                  { إن أجري إلا على اللّه }
                  ذكّر بها نفسك عند كُل عمل تقومُ به، لاتنتظر جزاءً من أحد، *الله وحده يجزيك ويُكرمكْ بالجزاء إجعل هدفكَ سماويًا "



                  ﴿ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ ﴾
                  - انتبه لهذا الاستدراج من الله . . إذا يسر لك أسباب المعصية ؛
                  فلا تفعل فربما يسرها فتنة لك !
                  * ابن عثيمين



                  ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.
                  قال ميمون بن مهران. إني أتصدق وأجد مالي يزداد، فتصدق صاحبه فقال: أنا تصدقتُ فوجدت مالي ينقص فقال ميمون: أنا أُعامل ربي بيقين وأنت تُجرِّبه





                  وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً"
                  قال الله تعالى: { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ... [الأعراف (199) ] .
                  ----------------
                  وذلك لأن في الإعراض عن الجاهل إخمادا لشره.
                  قال الشافعي رحمه الله تعالى: قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح





                  {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ}

                  الحاسد جاحد؛ لأنه لا يرضى بقضاء الواحد,وليعلم كل من يحسد أنه يضر بدينه ودنياه ؛ أما الضرر في الدين: فإنه يتسخَّط على قضاء الله وقدره، فهو بذلك يشارك إبليس في حسده، وأنه يكره النعمة التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين، وأنه ترك العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدُكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . رواه البخاري ومسلم.
                  أما الضرر في الدنيا: لما يحدث له من ضيق في الصدر، حسرة في القلب، هم وغم، قلق واضطراب، يستولي عليه الفكر الدائم؛ فيفقد راحة البال، وهذا كله يضر بجسده فيذبل، هذا بجانب أنه ينشغل عن مصلحة نفسه بتتبُّع أخبار الناس والانشغال لهم.
                  قال بعض السلف: عزَّ مَن قنع، وذل من طمع.فالقانع لا يزال عزيزاً سعيداً؛ لأنه لا يذله ولا يشقيه الطلب.
                  عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ ، وَرُزِقَ كَفَافًا ، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ.أخرجه أحمد 2/168(6572) و"مسلم" 3/102(2390) .







                  وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)
                  قال القرني : ليسِ السعادةُ قصر عبدِالملك بنِ مروان ، ولا جيوش هارونِ الرشيدِ ولا دُور ابنِ الجصَّاصِ ، ولا كنوز قارون ، ولا في كتابِ الشفاءِ لابنِ سينا ، ولا في ديوانِ المتنبي ، ولا في حدائقِ قرطبة ، أو بساتينِ الزهراءِ .السعادةُ عند الصحابِة مع قلَّةِ ذاتِ اليدِ ، وشظفِ المعيشةِ ، وزهادهِ المواردِ ، وشُحِّ النَّفقةِ
                  .السعادةُ عند البخاري في صحيحِهِ ، وعند الحسنِ البصريِّ في صِدْقِهِ ، ومع الشافعيِّ في استنباطاتِه ، ومالكٍ في مُراقبتِه ، وأحمد في ورعِهِ ، وثابتٍ البنانيِّ في عبادتهِ.
                  ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ .
                  : لا تحزن ص 229

                  عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ.أخرجه أحمد 2/254(7442) و"مسلم" 8/213 .


                  تعليق


                  • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                    تأملات قرآنية 70



                    "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ".....
                    .ليست كل الأماكن بيئات مناسبة للحوار والدعوة


                    {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ..}
                    إذلال:جسدي وقلبي، جسدي وهم يسحبون على وجوههم، وقلبي عندما يسمعوا
                    {ذوقوا مس سقر}
                    سيد قطب






                    وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا
                    ....ليست كل علاقة تنتهي خسارة وفقد...إنها سعة الحياة الغنية بالفرص والتجارب الجديدة...
                    (د.عبد الله بن بلقاسم)



                    { أكبرنه وقطِّعن أيديهنَّ .. }
                    إدامة النظر هي بداية الخطر أكبرنه.. قطعن أيديهن.. طلبن الفاحشة ( كل الحوادث مبداها من النظر )






                    يجب على الداعية يتنبه لثلاث
                    {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}
                    وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ}
                    {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}







                    في القرآن لا يوجد تضاد بين النور والظلام إنما بين النور والظلمات لأن النور واحد والظلمات متعددة.
                    الظلام قد يتخذ وجوهاً كثيرة مثل النفاق، الكفر، الشرك. الشرك أنواعه كثيرة بقدر ما تختلف وجوه هذا الظلام بقدر ما يتحد معنى النور في معنى واحد. فالإيمان واحد، الإسلام واحد، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واحد، القرآن واحد، وكل هذه أنوار وبالأحرى الله واحد فالله سبحانه وتعالى نور والقرآن نور ومحمد نور والاسلام نور والإيمان نور، هذه أنوار كثيرة، أنوار قرآنية لكنها كلها تتحد لكونها إذا أشعّت انقشع الظلام. نتيجتها واحدة وبالتالي فالنور واحد وحين تأخذ النور وتضعه أمام الظلام لا تستطيع أن توقع هذا التضاد وإنما تقول “النور – الظلمات”
                    (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ (257) البقرة)





                    ﴿لَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان: 33].


                    سقطت قطرة عسل على الأرض فجاءت نملة صغيرة فتذوقت العسل
                    ثم حاولت الذهاب لكن يبدو أن مذاق العسل قد راق لها
                    فعادت وأخذت رشفة أخرى ثم أرادت الذهاب
                    لكن يظهر إنها لم تكتفي بما أخذته من العسل
                    بل أنها لم تعد تكتفي بارتشاف العسل من على حافة القطرة
                    و قررت أن تدخل في العسل لتستمع به أكثر وأكثر
                    ودخلت النملة في قطرة العسل وأخذت تستمتع به
                    لكنها لم تستطيع الخروج منه لقد كبل أيديها وأرجلها
                    والتصقت بالأرض ولم تستطيع الحركة وظلت على هذا الحال إلى أن ماتت فكانت قطرة العسل
                    هي سبب هلاكها
                    وعدم اقتناعها بما ارتشفته منها
                    (كان سبب لنهايتها المريرة)ولو اكتفت بالقليل من العسل لنجت.

                    نحن نرتشف من الدنيا من اكتفى بالقليل من عسلها
                    نجا ومن غرق في بحر عسلها قد تهلكه
                    فبعض الذنوب والمعاصي قد تحلو لصاحبها وتشده ليغرق فيها



                    (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ)
                    حينما تتحقق فيك جندية الله عز وجل، أن تكون جندياً لله، لا أن تكون جندياً لجهة أرضية، حينما تتحقق جنديتك لله لا بد من أن تنتصر، لأن الله عز وجل يقول:﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾
                    " ادخلوا عليهم الباب ! "
                    كم من قرارات دينية وخطوات لابد أن نخطوها وعقبات لابد أن نقتحمها ولا نفعل !
                    ليس بيننا وبين الانطلاق سوى أن نكسر هذه الأبواب وندخل، فإن دخلنا فإنا بعون الله الغالبون ...
                    الغالبون على شيطان يوسوس ونفس تأمر بالسوء وتثبط وشهوة تربطنا بحبالها إلى الأرض

                    (إنة القرأن)



                    يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18)

                    سأل عمر رضي الله عنه كعبا فقال له: ما التقوى؟ فقال كعب: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا فيه شوك؟ قال: نعم. قال: فماذا فعلت؟ فقال عمر رضي الله عنه : أشمر عن ساقي، وانظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة. فقال كعب: تلك هي التقوى.
                    تشمير للطاعة، ونظر في الحلال والحرام، وورع من الزلل، ومخافة وخشية من الكبير المتعال سبحانه





                    أيهما أسوأ حالًا؛ الفقير أو المسكين؟
                    الفقيرُ أشدُّ حاجة من المسكين، وهذا مذهب الشافعيَّة ، والحنابلة ، وقول للمالكيَّة ، واختاره ابنُ حزم ، وابنُ باز وابنُ عثيمين ، واللجنة الدائمة .
                    الأدلَّة:
                    1- قال الله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ... [التوبة: 60].
                    وجه الدَّلالة: بداءة الله بهم، وإنما يبدأُ بالأهمِّ فالأهم
                    2- قال الله تعالى: لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ [الحشر: 8].
                    وجه الدَّلالة:أنَّ الآية تُفيد أنَّ الفقير هو الذي لا مال له أصلًا; لأنَّ الله تعالى أخبر أنهم أُخرجوا من ديارهم وأموالهم، ولا يجوز أن يُحمل ذلك على بعض أموالهم .
                    3- قال الله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ [الكهف: 79].
                    وجه الدَّلالة: أنَّه أخبر أنَّ لهم سفينةً يعملون فيها، فدلَّ على أن المسكين ليس معدمًا، وإنما له شيء لا يَكفيه (11) ، فدلَّ على الفرْق بينه وبين الفقير المعدَم
                    ثانيًا: من السُّنَّة:
                    عن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ليسَ المسكينُ الذي تَردُّه الأُكْلةُ والأُكْلتانِ , والتَّمرةُ والتَّمرتانِ, قالوا: فما المسكينُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: المسكينُ الذي لا يجِدُ غِنًى, ولا يُفطَنُ لحاجته فيُتصدَّقَ عليه)) .
                    وجه الدَّلالة:أنَّ الحديث يدلُّ على أنَّ المسكين هو الذي لا يجِد غِنًى إلَّا أنَّ له شيئًا لا يقوم له, فهو يصبِر ويَنطوي, وهو محتاجٌ، ولا يسأل .




                    تعليق


                    • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                      تأملات قرآنية 71


                      {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى } طه117
                      فلماذا إستثنى المرأة من ذلك ولم يقل فَتَشْقَيان مع أنه قال يُخْرِجَنَّكُمَا ؟
                      في ذلك أكثر من قول إخترت لكم أحدها :
                      أنه صورة من صور تكريم الإسلام للمرأة المسلمة فالشقاء المقصود في الآية الكريمة هو التعب الناتج عما يقوم به الرجل من أعمال مرهقة كالحرث والزرع والحصد والطحن والخبز وغير ذلك من وظائف ، فهو القائم على حاجات زوجته وعائلته ، بينما المرأة غير مطالبة بكسب رزقها ولا رزق أحد فقد كفل لها الإسلام النفقة وهذا أحد معاني قوامة الرجل على المرأة.
                      وقال إبن القيّم : تأمل قوله تعالى ( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) كيف شرك بينهما في الخروج وخص الذَكَر بالشقاء لإشتغاله بالكسب والمعاش والمرأة في خدرها. بدائع الفوائد، ط. عالم الفوائد 3/ 1210

                      [قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى. ]
                      الذي أعاد عصى موسى
                      بعد أن كانت حية تسعى
                      قادر أن يحيي العظام وهي رميم
                      ويجعلها حية تسعى!




                      [إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ]
                      مهما تخفينا... ومهما تجملنا
                      ومهما تلونا
                      فنحن كتاب مكشوف
                      أمام الله واضح غاية الوضوح
                      فيالله سترك علينا
                      وعفوك عنا



                      [ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ ]
                      لما أذعنت أم موسى لأمر الله وقذفته باليم
                      كانت تعلم أن الله لن يضيعه أو يضيعها
                      فاستجب لله بكل أمورك
                      فلن يضيعك

                      (مها العنزى)





                      [ وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ]
                      إذا أراد الله بعبد خيراً
                      سخر له الظروف كلها لتخدمه
                      وقرب له ما ينفعه
                      أبعد عنه مايضره
                      لانه يريده لنفسه


                      [فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ]
                      الله لطيف بعباده
                      مهما قدر الظروف القاسية على عباده
                      لا بد وأن يجبر كسر فؤادهم

                      (مها العنزى)



                      [فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ ]
                      كم خالط قلبك هم وحزن
                      أطبق على نفسك إطباقا
                      فإذا بيد تمسح عن روحك
                      كل عوالق الألم
                      وتبدلها انشراحا
                      فلربك منن عظيمة


                      [قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ]
                      إن وضعت بموقف
                      يتطلب منك خيار من عدة خيارات
                      فلا تختار
                      الفاني على الباقي
                      مهما كانت المغريات




                      [ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ]
                      إن تبين لك درب الصواب
                      فكن شجاعا وامض به
                      فالحياة مواقف
                      فليكن لك موقف مشرفا
                      رافضا للتبعية
                      وجانحا للحق بكل قوته


                      (مها العنزى)




                      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
                      المسلم مطالب بوجوب التثبت من الأخبار , وبخاصة الأخبار الكاذبة التي لا يعلم مصدرها , أو تكون من مصادر غير موثوقة ,
                      من المهم دائماً أن نسمع، وإذا سمعنا أن نفهم ونصغي، وسواء سمعنا أم لا، فمن
                      المهم أن لا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم، وأن «لا نقرأ كتاباً أبداً من عنوانه»
                      قال الإمام الحسن البصري - رحمه الله -: المؤمن وقاف حتى يتبين.
                      لا تحمدن أحداً حتى تجربه***ولا تذمنه من غير تجريب
                      فحمدك المرء ما لم تبله خطأ***وذمك المرء بعد الحمد تكذيب






                      الخيبة الكبرى، والخسارة العظمى للظالم عندما يقف بين يدي خالقه ورازقه!
                      يوم تَعْنُو له الوجوه، وتَذِل له الأنفس، وتخضع له القلوب، وتَخشع له الأصوات، فلا تسمع الا همسًا، نعم:
                      ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111]،
                      الخُسران سيَلحَق بالظالم يوم القيامة: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ﴾ [الشورى: 45].





                      تعليق


                      • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                        تأملات قرآنية 72



                        [ فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ ]
                        لا تتوقع من البعض ان يكون لسانا صادقا
                        بذكر حسناتك فالبعض سخروا ألسنتهم لرفع درجاتك
                        فاصبر يرعاك الله!

                        [ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ]
                        لا تعرض نفسك لغضب الله ومقته وعذابه
                        فلن يحجزك أحد عن الله أو ينصرك
                        فلا تهلك نفسك بيدك
                        مها العنزى




                        فضل طعام المسكين
                        حض الله سبحانه وتعالى على إطعام المسكين وشدد على ذلك في آيات كثيرة،
                        فرغب وحذر مبينا أن الأمر أمر واجب يثاب فاعله ويعاقب تاركه
                        فتارة بالترغيب اذ هي من أسباب النجاة،
                        قال تعالى -: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16[البلد:].
                        ومدح الله - تعالى - المطعمين فقال :
                        وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا [الإنسان:].
                        وتارة بالترهيب:
                        (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿٣١﴾ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿٣٢﴾
                        إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣٤﴾ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ﴿٣٥﴾
                        وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ﴿٣٦﴾لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴿٣٧﴾) [الحاقة: 30-34].





                        (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)
                        من المحذرات عن الغيبة: تصوير عذاب المغتابين يوم القيامة بصورة منفرة ، فقد روى أبو داود عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما عرج بي مررت بأقوام لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم). أي: أن الذين يتكلمون عن الناس بالكلام القبيح السيء ، ويصفونهم بالسيء من الأوصاف -ولو كانت فيهم حقاً- سيعذبون بالعذاب المذكور في الحديث الشريف ، وسيجرحون وجوههم وصدورهم بأظافر من نحاس إلى ما هنالك من عذاب.
                        قال القرطبي :[ لا خلاف أن الغيبة من الكبائر وأن من اغتاب أحداً عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ] تفسير القرطبي 16/337



                        [ {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} ]
                        لتنال رضا محبوبك
                        قدم رضاه عن هوى نفسك
                        وتزلف لديه ليكرمك
                        بقربه والحضوة عنده
                        فالأفعال أبلغ بكثير من الأقوال

                        مها العنزى




                        [ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ ...]
                        الحق واضح أبلج ، لا يحتاج لمن يدلك عليه
                        لست بحاجة ان تقول ان الشمس بمكانها لم تتغير
                        إلا لمن أصيب بالعمى .. !!


                        [ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ]
                        الله عز وجل انعم على آدم فحسده إبليس
                        فرفض ان يعترف بنعمة الله عليه
                        فلا تكن اخلاقك إبليسيه في حسد اخوانك


                        مها العنزى




                        [هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى]
                        قبل سماعك للنصيحة كن فطنا وانظر بحال الناصح
                        وماهو حاله معك .. فإبليس يوما لعب دور المشفق !

                        مها العنزى




                        (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) !
                        كان من أهم مقاصد قصة موسى والخضر الصبر حتى تظهر حكمة مدبر الأمر وبعدها تطلع النفس على الصورة كاملة بعد أن ظهرت أبعادها واطمأن القلب وعلم أنه ليس في الإمكان خيرا مما كان
                        وإن كان الامر شرا، فالخير يكمن فيه وإن ظهر شيء من الشر وما تكرهه النفس، فإنه ظهر ليدرأ شرا أعظم منه ... !
                        واعجبا لجزعك في الشدائد فلمَ الجزع وأمرك كله خير ؟!؟!
                        فتأمل أي خطب حل بك، بل تأمل أكبر مصيبة حلت بك وأراك الله الحكمة من حلولها عليك
                        ثم فكر وفكر هل في الإمكان خير مما كان ؟
                        لا ولم ولن تستطيع إيجاد تدبير أحكم وألطف من تدبيره سبحانه !
                        فاصبر حتى تتضح لك حكمة مدبر الأمر واستشعر اسم الله الرحمن الرحيم، الحكيم في كل مصيبة والله والله ستتأكد وتوقن أنها رحمة من ربك.



                        (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا)

                        قليل يكفيك خير من كثير يطغيك …
                        فقد ذُكر في كتاب الله العديد من النماذج الذين فُتنوا بالمال واستعبدتهم ثرواتهم..
                        فمن امثال هؤلاء: صاحب الجنتين ..
                        انشغل بالنعمة ونسي المنعم
                        نسي أنه سيفنى وستفنى الدنيا بزخرفها ونعيمها وأن كل شيء هالك إلا وجه الله !
                        عمي عن مصدر النعم وأطال وأمعن النظر في النعمة فسحرته
                        ويحك يا عبد فقليل يكفيك خير من كثير يطغيك ..
                        و لست أرى السّعادة جمع مالٍ .. و لكنّ التقيّ هو السّعيدُ
                        فلا سعادة الا بالله




                        إنة القرأن

                        تعليق


                        • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                          تأملات قرآنية 73





                          أكثر مايبعث الرجاء في القلب إذا تذكرت أن { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
                          هو { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}
                          سبحانه ..


                          بين آيات الطلاق والإرضاع وردت آية من غير السياق ...
                          {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى }..الآية
                          من دلائل ورودها -والله أعلم -:
                          أن حفظ الصلاة حفظ لإستقرار الحياة الزوجية،، وعماد السعادة في البيت..



                          { اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النور....}
                          اذا أظلمت بك المسائل وأغلقت عليك الأمور؛ فاستعن بوليك يخرجك من الظلمات الى النور.

                          في قوله تعالى { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا... }
                          آية تهز النفوس ،فاعملي يانفس ماتحبين أن ترينه غدا.


                          تسليه لكل داعية ..
                          لا تحزن لعدم اتباعك.
                          ( وَّإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ }


                          تأمل كيف أن زكريا عليه السلام لم يكتف بطلب الوالد بل قال : { رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً}
                          وقال :{ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} "
                          والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبوية في الدنيا والآخرة وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة " .

                          [تفسير السعدي]


                          {ويكلم الناس في المهد وكهلا..}
                          البشارة بكلام الطفل في المهد معجزة؛
                          وأما الكهل فمن الطبيعي أن يكلم الناس؛
                          فما وجه البشارة بذلك؟
                          ✨الجواب:
                          وجه البشارة لأمه.. أنه سيعيش حتى يصبح كهلاً.
                          د.عبد المحسن المطيري
                          ( صيد الفوائد)


                          لا تتصور أن الناس سيقبلون عليك وأخلاقك عسرة، فقد قيل لمن هو خير منك:
                          { وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.


                          { وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ }
                          فيه : فضل البكور والمبادرة بالعمل من أول النهار وفيه العناية بتوديع الأهل عند الخروج لسفر ، وفيه إيثار حق الله على حق من سواه ، فإن العبد يخرج من أحب الناس إليه ، إلى شيء تكرهه النفوس ، تقديماً لما يحبه الله على ما تحبه نفوسهم .
                          د. محمد الخضيري


                          قاعدة قرآنية :
                          {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ }؟"

                          من مواضع ذوق لذة التوكل، أن تكون على الحق وعامة الناس ضدك:
                          { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً ...}.


                          قد تحار عقولنا في بعض أقدار الله-ومنها تسلط الكفار بعض الوقت- ولكن هذه الآية تكشف لك سراً من الأسرار:
                          {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ..}.

                          معيار الفوز الحقيقي هو هذا:
                          {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}


                          سلوة للمؤمنين : { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ *مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}

                          د.عمر المقبل [ صيد الفوائد]



                          يانفس ألا تسمعين {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } عرض من الله ..
                          ألا تُلبين ؟!.

                          {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا }..
                          هواه يستميله، وشهوته وغضبه يستخفانه، وهو أشدّ الضعف.

                          القرطبي~

                          〰〰〰

                          مهما اشتد بأس الكافرين وقويت شوكتهم عددا وعدة فالله
                          { أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً}



                          حقيق بمن منّ الله عليهم بشيء من العلم أن يكونوا أسرع الناس انقياداً للحق ، وأبعد الناس عن الباطل ، ولهذا شددّ الله الذم بمخالفة هذين الأمرين على أهل العلم
                          كقوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ }

                          السعدي-رحمه الله-


                          {كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ}
                          ﻻ تستعلي على أحد ولا تحقر من شأنه وتذكر نعمة الله وفضله عليك .


                          موقع
                          مجالس المتدبرين

                          تعليق


                          • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                            تأملات قرآنية 74




                            استمد قوتك من أنواره بقولك : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فمن يتوكل على الله فهو حسبه فالإنسان ضعيف لا يستمد قوته إلا من الله :﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾ [سورة النساء: 28]
                            لا تستمد عزتك الا من الله الذي لا يُغلب: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) [فاطر:10].
                            قال تعالى (وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: ١٣٩]
                            ففخرنا وقوتنا وعزنا بديننا لا بأنسابنا ولا بآبائنا و لا قبائلنا
                            لا تفتخر باصلك وحسبك ونسبك
                            فأصلك من تراب واليه سوف تعود وهناك لا ينفعك نسب ولا حسب



                            ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ﴾

                            لا أحد في الكون يرزقك رزقا إذا كان ربك قد منعك عنه ، ولا أحد في هذا الكون يمنعك رزقا إذا كان الله قد قَسَمه لك الرزاق هو الله. لذلك لا تتذلل إلّا إلى الله لا تتذلل لأحد من الخلق
                            ،
                            الرزق نوعان ظاهر هو المال و الأقوات وكل ما ينتفع به الجسم المأوى، الصحة الزوجة البنين ....،

                            أما الرزق الباطن هو أن تعرف الله، هو أن تتصل به، هو أن تتقرب إليه، هو أن تقبل عليه، هو أن يلقي في قلبك نوراً، معرفة الله رزق، طاعته رزق، التوكل عليه رزق، الثقة به رزق، الإقبال عليه رزق.


                            الرزق الأول متعلق بالجسد وموقت بالدنيا، فإذا مات الإنسان انتهت الأرزاق الظاهرة،

                            أما الأرزاق الباطنة ينتفع بها في حياته وفي البرزخ وفي جنة عرضها السماوات والأرض.




                            { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام } (البقرة:204
                            إن من عباد الله قوماً ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرُّ من الصبر، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، يشترون الدنيا بالدين،
                            قد يكون هذا المنافق حَسَنَ القامة، له جسم رائع، له قامة مديدة، له وجه وسيم، له عضلات مفتولة، له ذكاء، له لسان طليق، له بيان ساحر, قال الله عزّ وجل:
                            ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾
                            [سورة المنافقون الآية: 4]
                            شخصية، شكل وأناقة وعطر، رفاه وجلسات متقنة وكلام متقن .

                            قال سيدنا علي: نحن نعرف الرجالَ بالحق ولا نعرف الحقَ بالرجال،

                            المؤمن مقياسه دقيق جداً، يعني أن يفعل المؤمن فعلاً منافياً للشرع, هذا الشخص ساقطٌ بنظر المؤمن، أن يعتقدَ اعتقاداً مخالفاً لكتاب الله, هذا الشخص ساقطٌ في نظر المؤمن، أما الذي يُعجب بالناس، بأجسامهم، بأطوالهم، بحركاتهم، بسكناتهم، بفصاحتهم، بطلاقتهم، ولا ينظر إلى انحرافاتهم, وإلى أخطائهم، وإلى بُعدهم عن أمر الله عزّ وجل وعن سُنّة النبي, فهو إنسان ساذج .





                            الله تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين، كما لا يرضى عن الأقوال التي تخالف شرعه وهدي نبيه ، وعلى رأس ذلك أقوال المنافقون الذين يعملون لهدم الدين ونشر الإلحاد والفساد، سواء كان ذلك عن طريق قناة فضائية أو صحيفة أو مجلة هدامة، يقول تعالى:

                            يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ [النساء:108]،

                            قال ابن رجب-رحمه الله-: فمن تحقق أن كل مخلوق فوق التراب فهو تراب فكيف يقدم طاعة من هو تراب على طاعة رب الأرباب ؟
                            أم كيف يرضى التراب بسخط الملك الوهاب
                            إن هذا لشيء عجاب

                            إن إسخاط الله -سبحانه وتعالى- أن تؤثر رضا الناس على رضاه, وذلك إذا لم يقم بقلبك من إعظام الله وإجلاله وهيبته ما يمنعك من استجلاب رضا المخلوق بما يجلب له سخط خالقه, وربه ومليكه, الذي يتصرف في القلوب, ويفرج الكروب, ويغفر الذنوب, وبهذا الاعتبار تدخل في نوع من الشرك لأنك آثرت رضا المخلوق على رضا الله




                            سوره الطلاق
                            اسمها يعبر عن موقف صعب (الطلاق وإنهيار وتفكك الأسره) إلا انها مليئة أمل وتفاؤل لأي انسان
                            * لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا
                            * وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا .... وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ....... وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ........ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ..... قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
                            * وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً
                            * وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً
                            * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آَتَاهَا .... سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً

                            ﴿يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ﴾ ولم يقل: "يغنها" مع أن السياق يدل عليه؛ لئلا يتوهم اختصاصها بهذا الوعد، وإنما الوعد لها وله، فالله أوسع وأكثر، ولكن هباته وعطاياه تبع لحكمته، ومن الحكمة أن من انقطع رجاؤه من المخلوقين، ومن كل سبب، واتصل أمله بربه، ووثق بوعده، ورجا بِرَّه؛ فإن الله يغنيه ويقنيه، والله الموفق لمن صلح باطنه، وحسنت نيته فيما عند ربه.


                            (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون)
                            قال ابن القيم رحمه الله: "أعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله، فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات، ومثل المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت أوهن البيوت"
                            مدارج السالكين (1/458).
                            قال ابن تيمية رحمه الله: "وكل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه له، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها. وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، لا سيما إذا دَرَت بفقره إليها وعشقه لها وأنه لا يعتاض عنها بغيرها، فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه بل أعظم؛ فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. وأما إذا كان القلب -الذي هو الملك- رقيقا مستعبدا متيما لغير الله فهذا هو الذل والأسر المحض والعبودية لما استعبد القلب. وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، فإن المسلم لو أسره كافر أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك إذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات، ومن استعبد بحق إذا أدى حق الله وحق مواليه له أجران، ولو أكره على التكلم بالكفر فتكلم به وقلبه مطمئن بالإيمان لم يضره ذلك، وأما من استعبد قلبه فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس. فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب، كما أن الغنى غنى النفس"


                            تعليق


                            • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                              تأملات قرآنية 75



                              {فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ ...}

                              حين تتوتر علاقاتنا بمن نحب،علينا أن نفتش أي حظ من الشريعة ضاع منا.
                              د.بلقاسم


                              إذا دعتك نفسك للمعصية أو اﻻنتقام فتذكر
                              {إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }



                              { وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}

                              دين ارتضاه الله لنا أفلا نرضاه لحياتنا كلها
                              فردية وأسرية واجتماعية وسياسية!

                              القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد قال تعالى
                              {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ}

                              ابن تيمية~

                              { وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}
                              هذه بشارة عظيمة لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده ، أن له الغلبة ، وإن أديل عليه في بعض الأحيان – لحكمة يريدها الله تعالى – فآخرة أمره الغلبة والانتصار

                              ، ومن أصدق من الله قيلا ؟
                              السعدي-رحمه الله-

                              أصابك فقر؟
                              أصابك مرض؟
                              لعل الله أراد أن يرى تضرعك
                              {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }

                              { وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ..}
                              انظر إلى أثر القرآن حينما يُتلى على القلوب النقية الطاهرة !

                              {لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}
                              خشيتك عند خلوتك هي الاختبار الأصعب ..

                              {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
                              { السَّمِيعُ } لجميع الأصوات، على اختلاف اللغات،. { الْعَلِيمُ } بما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، المطلع على الظواهر والبواطن؟!.
                              ""ياعالم البواطن أنزل الصبروالسكينه
                              على قلوب لايعلم بخفاياها سواك""


                              { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ }
                              كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة فإن العلم يرفع الله به فوق العباد درجات خصوصًا العالم العامل المعلم، فإنه يجعله الله إماما للناس بحسب حاله، ترمق أفعاله، وتقتفى آثاره ويستضاء بنوره ويمشى بعلمه في ظلمة ديجوره.
                              تفسير السعدي-رحمه الله-

                              { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ...}
                              عليك بطريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين
                              وإياك وطرق الضلالة ولا يغرك كثرة الهالكين.


                              { وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }.
                              أكبر سبيل لنيل رحمة الله اتباع هذا الكتاب علمًا وعملا.

                              { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ }
                              يوم القيامة يوم شديد الكل يقف للسؤال ، فماذا أعددنا له!!!

                              {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}
                              قوله: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ } بمجردها كافية لنقص إبليس الخبيث. فإنه برهن على نقصه بإعجابه بنفسه وتكبره، والقول على اللّه بلا علم. وأي نقص أعظم من هذا؟"
                              نعوذ بالله من شر ذلك*
                              *تفسير السعدي-رحمه الله-

                              { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ }
                              هل يهنأ بعدها من يعصِ الله ويظلم عباده؟
                              ش/ محمد الغرير..

                              {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ }
                              كان همهم الوحيد الموت على الاسلام ولا وسيلة إلى ذلك إلا بالصبر.


                              من أراد منهجًا يتبعه في التعامل مع البشر فليعمل بهذه الآية:
                              {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }


                              { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ *
                              قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ }

                              لمّا ذاقت القلوب حلاوة الإيمان
                              حلقت في السماء أرواحهم
                              فلم يبالوا بأجسادهم ...




                              عند نصحك لغيرك ، لا يكن همك {معذرة إلى ربكم} فقط!!
                              وتنسى {ولعلهم يتقون}
                              بل اجمعهما
                              فتكون قد استجبت للخالق
                              واستجاب المخلوق لك.

                              { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا}
                              متى سندرك ونتيقن أن كتاب الله فيه رفعتنا ونصرنا وعزنا؟!
                              {لقدأنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون}.

                              الدعاء الصادق من قلب مخبتٍ سلاح نافذ بإذن الله : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}، قال ابن تيمية رحمه الله : " القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب " .


                              {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لفشلتم ..}
                              المبالغة في إظهار قوة العدو تفت بعضد المصلحين وقد تؤدي للفشل،
                              فلا تلتفت للباطل ولو كان كبيرا*

                              {إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ }
                              على قدر صلاح النوايا تأتي العطايا*
                              * د.عبد المحسن المطيري

                              {وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ..}
                              احذر إذا رأيت نفسك متكاسلا عن الخير واخش أن يكون الله كره انبعاثك في الخير!
                              ابن عثيمين~ رحمه الله


                              من دلائل الإيمان : التهيؤ للطاعة قبل وقت الطاعة.
                              {وَلَوْ أَرَادُوا۟ ٱلْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُۥ عُدَّةًۭ }


                              { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}
                              مع الله ،،،
                              كل المخاوف تتلاشى ، بل تنقلب أمنًا وثباتا ...

                              إذا رأيت تكالب الأعداء على أمة الإسلام ، فتذكر قول ربك : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} " فمثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس أو نور القمر بنفخة ، وهذا لا سبيل إليه ، فكذلك ما أرسل به الرسول صلى الله عليه وسلم لابد أن يتم ويظهر "
                              ابن كثير-رحمه الله-

                              #مجالس_المتدبرين


                              تعليق


                              • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                                تأملات قرآنية 76





                                وان تعلق القلب بالدُنيا
                                خاطبه بهذه الآية:
                                { قُل مَتاعُ الدُّنيا قَليلٌ}


                                {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ }
                                إن كنت تخشى اللوام قبل نطقك ،فتذكر هذه الآية في مدح أحباب الله.
                                *(أفياء الوحي)

                                ﴿وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ..﴾
                                انتشار الباطل وموافقة الناس عليه لا يقلبه حقاً
                                فعلى المرء اتباع الحق وإن قلّ أتباعه.

                                〰〰〰

                                هذه الآيات تحاكي مشوار الحياة من المهد إلى اللحد
                                ﴿ مِنْ نُطفَةٍ خلقَهُ فَقدَّره ۞ ثُمَّ السَّبِيل يسَّرَه ۞ ثُمَّ أمَاتهُ فَأقبرَه ﴾

                                〰〰〰


                                ﴿أَلَم نَخلُقكُم مِن ماءٍ مَهينٍ﴾
                                كلما حدثتك نفسك بالتعالي على خلق الله
                                فتذكر أصل خلقتك !! خلقَهُ فَقدَّره ۞ ثُمَّ السَّبِيل يسَّرَه ۞ ثُمَّ أمَاتهُ فَأقبرَه ﴾



                                قبل أي فعل ..
                                وقبل أي حرف تكتبه ..
                                وقبل أي كلمة تنطقها .
                                تأمل : ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾




                                ﴿ وَما أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ﴾
                                قال الحسن البصري-رحمه الله ووالدي-:
                                "من أيقن بالخَلَف جاد بالعطيّة"


                                أما والله إن نبينا ليحزن
                                (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ)
                                ويضيق صدره
                                (وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ)
                                ويسليه ربه
                                فاجعل القرآن لك سلوى
                                *ا.أمل الحميضي

                                〰〰〰



                                { قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخيك}
                                لم يختر الله تبارك وتعالى من اﻷقارب لشد العضد(إلا اﻷخ)!
                                الأخ سند في الحياة .. فتحاشى كل مايوتر علاقتك بأخيك*


                                ﴿ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾
                                ليس شرطاً أن تكون إماماً في المحراب.
                                يمكن أن تكون إماماً في البسمة.
                                إماماً في البر.
                                إماماً في الصبر *.
                                د.بلقاسم



                                إذا رأيت وقتك يمضي ، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيدا ولا نافعاًولم تجد بركة في الوقت، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى:
                                ﴿ وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا﴾
                                *ابن عثيمين-رحمه الله ووالدي-




                                ‫#‏مجالس_المتدبرين‬



                                تعليق

                                يعمل...
                                X