إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

    جزاك الله خيرا
    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
    بقية المقال هنا

    تعليق


    • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

      شكرا على متابعة تأملات ووقفات قرآنية ..

      التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 28-10-2015, 11:16 PM. سبب آخر: يمنع وضع الورد كون القسم مختلط بارك الله فيكم

      تعليق


      • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد


        وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل الجزء التاسع عشر من القرآن الكريم (2)


        31.إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِين [الشعراء: 51]
        ما أجمل أن تكون من الأوائل في الخير، ففرق بين المبادر وبين المتابع،
        ثم تأمل هذه الآيات: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِين [الأنعام: 14]، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام: 162، 163]، وفي قصة صعق موسى: فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف: 143].

        32.إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ [الشعراء: 54 - 56] هذا منطق الطغاة: احتقار واستصغار لأهل الحق، وإن كانوا في قرارة نفوسهم يخافون منهم ويحذرونهم.

        33.استشكل بعض الفضلاء هذه الآية: كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيل [الشعراء: 59] كيف يمتن الله على بني إسرائيل بهذا، وهم كلهم قد خرجوا مع موسى؟ والجواب أن يقال: إن بني إسرائيل قسمان: قسمٌ خرجوا مع موسى، وهم هم الذين آمنوا به أوّل الأمر، وقسم آخر وهم الذين بقوا ولم يؤمنوا إلا بعد هلاك فرعون، فيزول بذلك الإشكال إن شاء الله.

        34.يقينٌ عظيم بالنصر وفي أحلك الظروف، وأصعب اللحظات:
        فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء: 61، 62]
        فالدعاة والمصلحون محتاجون بل مضطرون ألا يغيب عنهم هذا الفأل لحظة من الزمن في مسيرتهم الدعوية وإلا توقفوا.

        35.الخطاب العقلي مما يحتاجه الداعية في مقارعة الخصوم، كما فعل الخليل :
        قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ [الشعراء: 72، 73].

        36.وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء: 80]
        نموذج لأدب الخطاب فيما ينسب إلى الله، فالمرض كالإطعام والخلق، هو من خصائص الله، ولكن الخليل قصد الأدب العالي مع الله فيما ينسب إليه.


        37.حسن الذكر في الأمة من مطالب الصالحين:
        وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ [الشعراء: 84]
        وثمة فرق بين هذا وبين الرياء والسمعة، فمن قصد بأعماله الرياء والسمعة فذاك الخسرن المبين،
        ومن قصد أن ينفع الله به، وأن يكون من أئمة المتقين، فهذا مطلب الخليل .


        38.هذا جواز المرور إلى الجنة: يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء: 88، 89].
        39.إذا لم يكن الصديق صالحاً، فما قيمته؟ تأمل ماذا يقول أهل النار؟ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ [الشعراء: 100، 101].

        40.قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ [الشعراء: 111] هذا من علامات ضعف حجتهم، وإلا فما علاقة أن يكون المستجيبون من علية القوم أو أدناهم؟
        ناقشوا المقولة، ودعوا القائل!
        لكنها حُجُب الكبر والحسد، ولهذا كان جواب نوحٍ غاية في السداد: قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)
        إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ [الشعراء: 112، 113].

        41.إذا قسا القلبُ فلا غرابة أن يقول ما قاله قوم عاد: قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِين [الشعراء: 136].

        42.هذه الحقيقة الكبرى في موضوع التدبر، أن القرآن على القلب ليصلح به القلب: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ [الشعراء: 192 - 194] فتفقد أثر القرآن على قلبك، فإن لم تجد، ففي قراءتك خلل، فأعد النظر.

        43.ما قيمة العروبة إذا لم يسخرها الإنسان في تدبر القرآن، وقد نزل القرآن بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين [الشعراء: 195]؟

        44.منهج في الدعوة: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين [الشعراء: 214] فما بال بعض الدعاة كالنخلة العوجاء ؟!

        45.وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء: 217 - 219]ألا يكفي هذا المعنى حافزاً لنقوم ولو جزءً قليلاً من الليل؟ ألا يكفي أن الله تعالى يرانا؟

        46.سورة النمل مليئة بالحديث عن فضل الله تعالى على طائفةٍ من أنبيائه: موسى، داود، سليمان، صالح، لوط، محمد عليهم الصلاة والسلام، وافتتاحيتها تشير إلى ذلك: طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِي [النمل: 1، 2].

        47.هذا هو الحجاب الذي حال بين الطغاة وبين اتباع المرسلين: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [النمل: 14].

        48.هكذا شأن المؤمن مع نعم الله تعالى عليه، اعتراف وشكر وثناء على واهب النعم، وهذا شيء ملحوظ في هذه السورة عن سليمان بالذات، تأمل هذه الآيات المعبرة: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [النمل: 15] ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِين [النمل: 16]، وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [النمل: 19] حمدٌ لله، واعتراف بالنعمة، وتواضع، فهما لم يقولا: وفضلنا على عباده، بل قالا: على كثير من عباده، وتأمل في قوله: أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ فهو يذكر نعمة الله عليه وعلى والديه، مع أنه أمّه لم يرد لها ذكر ألبتة، وانظر في علوّ همته: فهو يسعى لأعلى درجات العمل الصالح، وهو العمل الذي يرضى به الله عن العبد، فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيم [النمل: 40].

        49.كل إرث يرد في القرآن بين الأنبياء كهذه الآية: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ [النمل: 16] فهي وراثة النبوة كما دلّت على ذلك السنة الصحيحة.


        50.لولا سلطان العلم لما تجرأ الهدهد أن يقول: فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ [النمل: 22]
        ذكر ذلك ابن حزم –-.

        51.في مقولة الهدهد: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [النمل: 23 - 26] دروس وعبر منها:
        ـ أنه لم ينبهر بزخرف الدنيا الذي أوتيته بلقيس!
        ـ أن قضية التوحيد كانت أهم شيء عنده، فإذا كانت هذه هموم التلميذ (الهدهد) فكيف بالأستاذ؟ (سليمان).

        52.هذه الآية إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل: 30]
        أصلٌ في البداءة بالبسملة في الكتب والخطابات، والبدء باسم المرسل قبل المرسل إليه، هذا الأولى،
        ولو بدئ باسم المرسل إليه فالأمر واسع.

        53.ظهر من حزم بلقيس في هذه القصة أمور، منها:
        ـ أنها استشارت كبراء دولتها، ولم تستبد بالأمر دونهم.
        ـ أنها أرسلت هدية لتنظر، إن قبلها عرفت أنه ملك يريد الدنيا، وواضح أن هذه الهدية ثمينة تليق بملك سليمان وبمكانة مملكة سبأ، وإن رفضها سليمان عرفت أنه ملك يريد الآخرة، ولهذا قال سليمان : فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ [النمل: 36].

        54.تأمل في هذه القدرة الإلهية العجيبة: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ [النمل: 40] فكلمة: مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ تشعر بأن الرائي له يراه وكأنه قد وضع في مكانه من مدة طويلةً، مع أنه أحضر بهذه السرعة العظيمة! فتبارك الله القوي القدير.

        55.فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا [النمل: 44] فيه إشارة إلى أن لباسها – مع كونها كافرة – كان يغطي ساقيها، فما بال بعض بنات الإسلام يكشفن عن سوقهن أمام الذئاب التي إن لم تنهش بأيديها نهشت بأبصارها!


        56.الاستغفار من أهم أسباب استجلاب رحمة الله: لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النمل: 46].

        57.من الناس من يبلغ به الشر أن لا تبقى معه ذرة خير ولا إصلاح: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ [النمل: 48].

        58.أنا الآن في صبيحة اليوم الثاني والعشرين من رمضان، ومرّت بي هذه الآية فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [النمل: 52] وأخبار سقوط الطاغية القذافي تملأ السمع والبصر، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والحمد لله الذي قال بعد قصص هؤلاء المجرمين: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ [النمل: 59] فها أنا ذا أقول: الْحَمْدُ لِلَّهِ،الْحَمْدُ لِلَّهِ،الْحَمْدُ لِلَّهِ.

        59.الإيمان والتقوى من أعظم أسباب النجاة من العقوبات: وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [النمل: 53].




        ملتقى اهل التفسير



        التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 28-10-2015, 10:46 PM. سبب آخر: حذف صورة

        تعليق


        • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

          جزاكم الله خيراً ونفع بكم وبارك الله فيكم

          تعليق


          • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

            شكراً على المرور الكريم
            التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 30-10-2015, 09:26 PM. سبب آخر: يمنع وضع الورد كون القسم مختلط بارك الله فيكم

            تعليق


            • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

              وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل الجزء العشرين من القرآن الكريم (1)سورة النمل والقصص

              الجزء العشرين
              سورة النمل
              سورة القصص
              سورة العنكبوت




              سورة النمل

              .ابتدأ هذا الجزء بالأمر بحمد الله والثناء على رسله، وحمده على إهلاك الطغاة:
              قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل: 59].

              .أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ [النمل: 62] سبحان الله!
              مررت بهذه الآية،وبشائر سقوط طاغية ليبيا تتصاعد، فسبحان من يجيب دعوة المضطر، ويجعل من يشاء خليفة في الأرض،


              .أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [النمل: 63]
              أتذكر مرةً أننا تهنا في البرية، وضاقت بنا الحيل، وانقطعت الحيل، فتذكرت هذه الآية، وهل من جواب: إلا الله الهادي لنا حساً ومعنى؟

              .إذا صحّ المنهج، وفعلت الأسباب لم يبق إلا صدق التوكل، وصحة المنهج حافزة على قوة التوكل:
              فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِين [النمل: 79] وقوله: إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِين جملة تعليلة للتوكل.


              .من أعظم بركات التوحيد: الأمن في الآخرة:
              مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [النمل: 89]
              كما أنه حاصل لهم في الدنيا:
              الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام: 82].

              .تلاوة القرآن وإسماعه للناس من وظائف النبوة:
              وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ [النمل: 92]
              فحقيق بمن أوتي صوتاً حسناً أن يحتسب في هذا، مع تصحيح النية، ومجاهدتها.

              .لم يتكرر الأمر بالحمد لله في سورة مرتين إلا في هذه السورة، أما الأول فقد سبق قليل، وأما الثاني فهو الذي ختمت به هذه السورة:
              وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون [النمل: 93].


              سبق طرح وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل لسورة القصص بتاريخ 7-10- 2015
              صفحة 10 من
              سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية
              من بعض ما تم طرحة


              سورة القصص

              وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [القصص: 23]
              هذه الآية ما يدل على أنه مستقر في فطر بنات حواء أن الخروج للمرأة من المنزل إنما يكون لحاجة،
              وليس لذات الخروج:
              وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
              ومفهوم الآية: لو كان لنا أخٌ، أو كان أبونا يستطيع الخروج لما خرجنا!
              فوا أسفا من تنكب بعض بنات المسلمين لهذا الهدي القرآني، وخروجهن لأدنى سبب،
              وإن كان يمكن لغيرهن القيام به.

              .فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء [القصص: 25]
              هكذا شأن المرأة العاقلة العفيفة،
              لا تمشي مشيةً تجعل الأعين تميل إليها، أو الأصابع تشير إليها.
              وكم من فتاة كانت مشيتها المتكسرةً دليلاً للذئاب التي تفتك وتنهش عرضها.







              .الغلبة – وإن طال الزمن – لأتباع الأنبياء،
              بشرط التمسك بالوحي:
              بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُون [القصص: 35].



              قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [القصص: 71، 72]
              ختمت الآية الأولى بـأفلا تسمعون بالتنبيه إلى حاسة السمع،
              لأن الصوت في الليل يسري أكثر من البصر،
              والعكس في النهار حيث قال: أفلا تبصرون فحاسة البصر أقوى وأكثر امتداداً.



              .ما أجهل قارون! كيف يقول: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي [القصص: 78] ؟ وهو يعلم أن الذي علّمه هو الله! والذي وهبه نعمة التفكير هو الله! والذي وهبه القدرة على الكلام والسمع والبصر الذي يدير به أمواله هو الله! لكنه كفران النعم، والطغيان! ينسي العبد المسكين أصله القديم ومآله اللاحق، وينسيه مآلات الأمم قبله، ولهذا قال بعدها: أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا [القصص: 78


              ما أجمل هذا التعبير: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِه [القصص: 79]!
              وكأن الزينة شيء أحاط به، حتى لا يكاد يُرى منه إلا الزينة فحسب!
              وهذا الحال هو الذي فتن مَنْ فتن حين رآه،
              فقال: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص: 79].



              إذا رايت نفسك مقبلاً على القرآن تالياً، متدبراً، فاعلم أنه فُتح لك باب من أعظم أبواب الرحمة، فالزمه:
              وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ [القصص: 86].

              يتبع
              سورة العنكبوت



              ملتقى اهل التفسير



              تعليق


              • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل الجزء العشرين من القرآن الكريم (2)سورة العنكبوت




                .سورة العنكبوت أسبهت في الحديث – في أوائلها – عن ضروب الفتنة التي تواجه الداعية وكيف يعالجها،
                وقد لخصّت أول آيتين فيهما هذا المعنى:

                أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت: 2، 3]
                فخليق بكل طالب علم وداعية أن يتأملها جيداً


                حينما تتعب أيها الداعية، أو تجتهد ثم لا تجد ثمرةً عاجلة أو ظاهرة،
                فتذكر هذه الآية:
                وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [العنكبوت: 6]
                فأنت بالدعوة إنما تنقذ نفسك قبل أن تنقذ غيرك:


                وهذه من أول البشائر للداعية:
                وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
                [العنكبوت: 7].

                من أشق وأصعب الفتن التي تعرض للداعية حينما يسمع التثبيط من والديه،
                ولهذا بدأت السورة بذكر حق الوالدين، وبيان ما لهما، وأن ذلك لا يعني ترك الدعوة!

                وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [العنكبوت: 8].


                هذه الآية الكريمة: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ [العنكبوت: 9]
                تثير تساؤلاً، كيف يُدخل في الصالحين وهو صالح؟
                والجواب – والله أعلم -:
                أن هذا إشارة إلى أن المؤمن السالك لطريق الدعوة، يزيده الله إيماناً بأمثال هذه الابتلاءات، ويدخله في سبيل الصالحين من قبله.


                من حِكَمِ الابتلاء: وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ [العنكبوت: 11].

                من الأسئلة المتبادرة في أذهان المتدبرين:
                ما الحكمة من ذكر مدة دعوة توح
                أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا [العنكبوت: 14] في هذه السورة بالذات،
                مع قصر قصة نوح فيها، والتي لم تتجاوز آيتين؟!
                والذي نظنه نحن البشر ونتوقعه أن يكون محل هذا في سورة نوح التي تمحضّت في قصة نوح!
                أو في قصته في سورة هود - والتي هي أطول قصة لنوح في القرآن –

                والجواب: أن هذه السورة لمّا كانت تتحدث في جملة من موضوعاتها عن الفتنة التي يتعرض لها الداعية أو العالم في طريقه إلى الله والدار الآخرة،
                كانت الإشارة هنا إلى نوع من الفتنة، وهي: طول الطريق!
                فذكر الله المدة هنا: أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا
                ليستأنس الداعية بالصبر، كما صبر نوح ، وأن يحذر أن يتوقف، أو يملّ، أو يضجر، والله أعلم.



                يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ [العنكبوت: 21]
                اللهم إنا داخلون في (من تشاء) والمنّة كلها لك،
                فاجعلنا ممن رحمتهم برحمتك الواسعة، ولا تعذبنا فإنك على ذلك قادر
                .

                هذا مصير محتّم للطواغيت مع أتباعهم يوم القيامة:
                ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [العنكبوت: 25].


                العادة أن المنتديات العامة تحمل الإنسان على الحياء، والاحتشام، مراعاةً للذوق العام – كما يقال –
                لكنّ قوم لوطٍ، بلغت بهم الخنا والفجور، والدناء وقلة الحياء أنهم صاروا يفعلون المنكر – من اتيان الفاحشة والضراط وغيرها من منكرات القول والعمل – في منتداهم ومجتمعهم،
                وإذا بلغ قومٌ هذا المبلغ فقد استودع منهم – والعياذ بالله -.

                فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [العنكبوت: 40]
                إنها الذنوب والمعاصي!
                سبب العقوبات على الإطلاق!
                وسبب الفساد الذي ظهر في البر والبحر.



                فهمُ الأمثالِ القرآنية من أمارات العلم:
                وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُون [العنكبوت: 43]
                كما أن عدم فهمها مع القدرة على ذلكٌ نقصٌ بيّن،
                وهو ما جعل بعض السلف يتأثر عند قراءة هذه الآية حين يمر به مثلٌ ولا يفهمه!


                لا يمكن أن يقيم إنسان هذه الصلاة حقّاً ويستمر ويصرُّ على معصية من المعاصي؛
                لأن الله يقول:
                وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر [العنكبوت: 45]
                فإذا وجدنا من أنفسنا أننا مصرون على ذنبٍ – وإن كان من الصغائر – فهذا – والله – علامة أننا لم نقم صلاتنا على الوجه الذي ينبغي - ولا بُدّ –
                فاللهم ارحمنا برحمتك.


                وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر [العنكبوت: 45]
                أكبر من كل شيء، ومن الأئمة من يحملها على معنى وهو:
                أن ذكر الله في الصلاة أكبر من ذكره في غيره، وهي محتملة.

                والله تعالى أعلم وأحكم





                تعليق


                • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                  تأملات قرآنية 62 -




                  (وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [(78) سورة النحل]([2])
                  قدَّم السمع على البصر؛ لأن أكثرَ ما ينسب الناس أقوالهم إلى السمع، ولأن إدراك السمع أعظم وأشمل من إدراك البصر؛ ذلك أن البصر إنما يدرك به ما كان في مواجهته خاصة، أما السمع فيدرك به جميع المسموعات التي تطرقه من جميع الجهات، وأيضاً فإن البصر لا يدرك به إلا الأجسام والأجرام، بخلاف السمع، فإن العبد يدرك به الأمور الحاضرة والغائبة مما أُخبر عنه، وهكذا فالترتيب الواقع بين هذه الأمور في الآية متدرج به من الأدنى إلى الأعلى، والله أعلم.
                  الشيخ خالد بن عثمان السبت


                  قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ﴾ [الأنعام: 46]
                  من المفسرين من رأى أن لتقديم السمع على البصر فائدة وحكمة، ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي ذكر عدداً من الحِكم في تقديم السمع على البصر، ومنها:
                  1- أن السمع أول عضو يؤدي وظيفته في الدنيا، فالطفل ساعة الولادة يسمع عكس العين فإنها لا تؤدي مهمتها لحظة مجيء الطفل إلى الدنيا.
                  2- أن الأذن لا تنام، فالإنسان عندما ينام يسكن فيه كل شيء إلا سمعه، وإنك إذا أردت أن توقظ النائم ووضعت يدك قرب عينيه فإنه لا يحس، ولكنك إذا أحدثت ضجيجاً بجانب أذنه فإنه يقوم من نومه فزعاً. والشيء الذي لا ينام أرقى في الخلق من الشيء الذي ينام، فالأذن لا تنام أبداً منذ ساعة الخلق.
                  3- أن الأذن هي الصلة بين الإنسان والدنيا، فالله سبحانه وتعالى حين أراد أن يجعل أهل الكهف ينامون مئات السنين قال: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً﴾ [الكهف: 11]، ومن هنا عندما تعطل السمع استطاعوا النوم مئات السنين دون أي إزعاج، ذلك أن ضجيج الحركة في النهار يمنع الإنسان النوم العميق، وسكونها بالليل يجعله ينام نوماً عميقاً، وهي لا تنام ولا تغفل أبداً.
                  4- أن العين تحتاج إلى نور حتى ترى، وبالتالي فإن العين لا ترى في الظلام، ولكن الأذن تؤدي مهمتها في الليل والنهار، في الضوء والظلام(14).




                  وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقى الدهر ما كتبت يداه
                  فلا تكتب بكفك غير شىء … يسرك يوم القيامه ان تراه
                  تمهل عند الكتابة واجعل ما تكتبه حجة لك لا عليك، فقد أقسم الله بالقلم وما يكتب به وما يقسم ربنا إلا بعظيم.. (ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)
                  قال السدي : ( وما يسطرون ) يعني الملائكة وما تكتب من أعمال العباد .


                  ( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } هل تأملتِ ذلك اليوم ؟
                  هل فكرتِ ماهي الأعمال التي عملتيها من خير وشر ؟
                  لو فكرت وفكرت الآن صدقيني لن تحصي إلا أقل من القليل .. لكنها مسجلة عند الله سبحانه وتعالى : { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ } { هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } لذلك احرصي قبل أن تنوي بالقيام في عملٍ ما . فكري : هل هو خير أم شر ؟ هل هو يرضي ربنا أم يرضي هواك ؟ إذا كان خير ويرضي الله " فسارعي له " وإذا كان شر ويرضي هواك " فابتعدي عنه " .
                  نورة الدوسري






                  الأعمال السيئة التي يرتكبها الإنسان تسبب له الهم والحزن والقلق، فيبقى في توقع وتوجس لنزول عقاب الله به في أي لحظة جزاء ما اقترفت يداه،

                  ﴿ تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ (22) ﴾(سورة الشورى)
                  حينما كان في الدنيا، وكان يظن نفسه ماهراً، أو ذكياً أو عاقلاً، و أخذ ما ليس له وانغمس في الدنيا إلى قمة رأسه، فهذا الذي ظَنَّهُ مجال فخرٍ إذا هو الآن يهلك به.
                  (راتب النابلسى)
                  قال ابن الجوزي: "ولقد رأيت أقواما من المترفين، كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي باطنة وظاهرة، فتعبوا من حيث لم يحتسبوا، فقلعت أصولهم، ونقض ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم، وما كان ذلك إلا أنهم أهملوا جانب الحق - عز وجل -، وظنوا أن ما يفعلونه من خير يقاوم ما يجري من شر، فمالت سفينة ظنونهم، فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم"
                  [صيد الخاطر].



                  فتحت حساب في
                  الفيس بوك

                  فتحت حساب في
                  تويتر

                  فتحت حساب في
                  اليوتيوب

                  فتحت حساب في
                  الواتساب
                  أعلم انك انت من فتح على نفسه باب المحاسبة
                  فوالله انك لمحاسب يوم القيامة
                  عن كل مشاركاتك ورسائلك ونظراتك
                  بل والله ستسال عيناك عما رأت واذنك عما سمعت ويدك عما كتبت
                  قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
                  (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)
                  أي : قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدار الدنيا




                  أنت كن مع أهل الحق، العلماء قالوا: أهل الحق جماعةٌ ولو كان واحداً، وأمةٌ بأكملها لا تُعَدُّ جماعةً إن كانت ضالةً. في شعوب تسعمائة مليون في شرق آسيا يعبدون البقر، وهم تسعمائة مليون، فالكثرة لا تعني شيئاً في القرآن الكريم، العبرة أن تكون مع الحق.
                  (راتب النابلسى)

                  (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )
                  لا تنظر إلى قوة أو كثرة كل فريق ولكن أنظر إلى موقف كل فريق من سبيل الله



                  تعليق


                  • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                    وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل الجزء الحادى والعشرين من القرآن الكريم (1)



                    هذه الآية: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } [العنكبوت: 46]
                    أصل في الحوار مع الكفار، وأن الحوار يجب أن يكون بالتي هي أحسن ليتحقق المقصود من الحوار، إلا من ظلم منهم بامتناعه من الجزية، فلا بأس بالإغلاظ عليهم.

                    هذا التعليل: {إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48] بعد قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} [العنكبوت: 48]
                    دليل على أن أهل الإسلام البعد عن كل ما يسبب الريبة في دخول دينهم، من أفعال مشينة، تكون سبباً في صد الناس عن دينهم.

                    أصل العلم هو فهم معاني كلام الله:
                    {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49].




                    كيف يخاف إنسان على رزقه وهو يقرأ بهذه الآية:
                    {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} [العنكبوت: 60]، {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} [العنكبوت: 62].

                    إذا ربطت هذه الآية: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]
                    مع أول السورة: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 6]
                    عرفتَ أنه لا نجاة من الفتن إلا بمجاهدة للنفس على ذلك.

                    فواتح سورة الروم من الأدلة الكبرى على أن هذا القرآن من عند الله!
                    إذ كيف يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نتيجة حرب لم تقم بعدُ؟!
                    إلا أنه وحي أوحاه الله إليه.

                    {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم: 4]
                    في إثبات فرح المؤمنين بنصر الروم على الفرس، دليل على أننا نفرح بفوز الأقرب إلى الحق وإن كان على باطل في جملة أمره، وهذه نحتاج إلى فقهها في زمن ما يسمى بـ(الربيع العربي) وصعود بعض الأحزاب الإسلامية، والتي عليها ملاحظات كثيرة في المنهج، إلا أنها خير من الأنظمة الطاغوتية المستبدة.

                    أحيل في تدبر هذه الآية: { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } [الروم: 7] على كلام نفيس للعلامة الشنقيطي رحمه الله.
                    لم تدع هذه الآية: { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17]
                    وقتاً إلا شملته، فسبحانك ربنا وبحمدك.



                    إذا ضممت هذه الآية {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [الروم: 18] مع {لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ } [القصص: 70] عرفت كيف اشتملت هاتان الآيتان على استغراق الحمد لله في كل زمان ومكان، فلك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظمة سلطانك.

                    في سورة الروم حشدٌ كبير من الآيات التي تلفت النظر للتفكر الذي يزيد الإيمان، والتي ابتدأت بقوله:
                    { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} [الروم: 20] إلى {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [الروم: 28]،
                    ولا ريب أن من تأملها، وحرّك قلبه مع هذه الآيات، فسيزيد الإيمان.

                    {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الروم: 29]
                    هذا السبب ـ وهو اتباع الهوى ـ هو من أعظم الصوارف عن قبول الحق!
                    فاحذر أيها المؤمن أن يقف الهوى في مقابل الهدى، ففي ذلك العطب.

                    استدل بهذه الآية: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [الروم: 31]
                    من قال بكفر تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً.

                    بالتتبع والاستقراء، فلم يذكر الربا في موضع إلا وذكر معه الإنفاق والتصدق، وهذا منها:
                    {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} [الروم: 39].




                    التمس بعض العلماء سراً بلاغياً في التعبير الوارد في هذه الآية:
                    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } [الروم: 40]
                    فعبر عن الخلق والرزق بالفعل الماضي؛ فهما أمرٌ قد فرغ من كتابتهما قبل أن يخرج إلى الحياة ويعيشها،
                    أما الموت – فهو وإن كان مكتوباً – إلا أنه لم يأت بعد، فضلاً عن يوم القيامة.




                    كيف يتجرأ بعض الناس على نفي آثار الذنوب والمعاصي في الفساد الذي يقع في الأرض وهو يقرأ هذه الآية:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]؟
                    فالآية لم تقتصر على بيان السبب، بل ذكرت الحكمة مما يلحق الناس من البلاء بسبب إفسادهم: وهو الرجوع إلى الله تعالى.

                    إذا خلت السياحة من التذكر والاعتبار، فقد فقدت شيئاً كثيراً:
                    {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ} [الروم: 42].

                    بركة العلم ونفعه باقية حتى في العرصات:
                    {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ} [الروم: 56]!

                    منهج للدعاة الذين يبتلون بالأذى، والتشكيك في طريقهم:
                    {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60].

                    من أراد الهدى والرحمة من هذا الكتاب، فلينظر في هذه الصفات التي ذكرها الله تعالى في المنتفعين بهذا الكتاب: {لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [لقمان: 3 - 5].


                    يتبع




                    تعليق


                    • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد


                      وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل الجزء الحادىوالعشرين من القرآن الكريم (2)






                      {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَ} [لقمان: 10]
                      دلت الآيات الأخرى على أنه لا يوجد هناك عمد أصلاً، لقوله تعالى في الآية الأخرى:
                      {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [الحج: 65].

                      قاعدة من قواعد العمل:
                      {وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [لقمان: 12].

                      { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13]
                      كم في هذه الآية من أدب وعلم!
                      أبٌ يلقي موعظةً إلى ابنه، وبأسلوب مشوق ليكون أدعى للقبول:
                      (يا بني)! وأن رأس الوعظ: التذكير بالتوحيد وضدّه.

                      {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} [لقمان: 14]
                      فبعد أن قرر حق الله الأعظم، ثنّى بذكر حق الوالدين!





                      التربية على مراقبة الله تعالى هي من أعظم الضمانات التربوية للأبناء
                      خاصة في هذا العصر الذي انفتحت فيه الدنيا على صغارنا:
                      {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} [لقمان: 16].

                      من باشر الاحتساب فلا بد أن يوطن نفسه على الصبر:
                      {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان: 17].

                      {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} [لقمان: 19]
                      تتبعت الآيات في القرآن كله، فوجدتها تحدثت عن المشي في خمسة مواضع، وخرجت منها بنتيجة لا تردد فيها وهي حرص الشرع على السمت الحسن، فضلاً عن الاستقلال بشخصية مسلمة، لا تتشبه بأعداء الله.

                      سلوة للدعاة: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ } [لقمان: 23]
                      ويقال: ومن أصر على معاصيه فلا يحزنك إصراره، فالمطلوب هو البلاغ.

                      هنا تتكسر الأقلام وتقف العبارات عن التعبير عن عظمة الله تعالى وتقدس وتبارك:
                      {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [لقمان: 27، 28].

                      هذا والله هو المصير الذي يجب أن نعد له العدة!
                      { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } [لقمان: 33].


                      هذه هي المفاتيح الخمس التي لا يعلمها إلا الله تعالى:
                      {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]،
                      ولا يشكل على هذا ما يعرفه بعض الأطباء من جنس المريض، فإنه جزء يسير من علم الأرحام ـ هذا إذا لم يخطئوا ـ!
                      فبقي عليهم معرفة الرزق، والأجل، والشقاوة والسعادة !


                      لن ترى شيئاً مما خلقه أحسن مما هو عليه:
                      {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7].

                      يا له من مشهد تخشع له النفوس!
                      {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة: 12]
                      نعوذ بالله من هذا المصير.



                      فتش عن هذه الحال القلبية والعملية في نفسك عندما تختم ختمة كاملة ولا تشعر بهذا الشعور:
                      { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15].

                      من ظنّ أن الجنة تنال بالأماني فقد وهم!
                      لا بد من جد واجتهاد، ثم تعلق وانقطاع إلى رحمة الله:
                      { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16].

                      طريق الإمامة في الدين لا بد فيه من المرور بقنطرة الابتلاء:
                      {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].

                      يدهشك في سورة الأحزاب، كثرة تحذير الله لنبيه صلى الله عليه وسلم من الكافرين والمنافقين!
                      وإذا تلوت مثل هذه الآيات على مطموس البصيرة قال: لا تبالغون!
                      لا أدري كيف سيفسر مثل هذا التحذير: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} [الأحزاب: 1]!
                      ثم بيّن النجاة منهم بقوله:
                      {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [الأحزاب: 2 - 3].
                      لقيت رافضياً ـ وهو الآن سني بحمد الله ـ سبب هدايته هي هذه الآية: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]
                      إذ قال بفطرته: كيف أشتم أمي؟
                      يقصد عائشة، فترك مذهب السوء!

                      سمع أحد العوام هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ} [الأحزاب: 7، 8]
                      فقام من فوره يبكي وقد انفعل مع الآية: إذا كان هؤلاء سيسألون عن صدقهم أجل ماذا نقول نحن؟! فبكى من حوله.

                      هذا ديدن المنافقين في الشدائد: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا } [الأحزاب: 12] أما المؤمنون فدأبهم: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22] سبحان الله!
                      الموقف واحد، ولكن اختلف القلوب!
                      فالله الله بالقلوب، فلا ينجي في أمثال هذه المواقف إلا صحة القلب في الرخاء.

                      أصلٌ عظيم في الاتباع:
                      {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

                      هذه الآية تحدد أصول النجاة:
                      {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 23]
                      وهي: الصدق مع الله، والاطراد في المنهج (الثبات).




                      تعليق


                      • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                        وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل الجزء الثانى والعشرين
                        ( سورة سبأ دروس وعِبَر من قصة سبأ)




                        دروس وعِبَر من قصة سبأ - د. عمر المقبل

                        عندما لا يذكر القرآن تفاصيل في القصص فهذا يدل على أنه لا حاجة لمعرفته.
                        اختيار قصة سبأ لسبب مهم وهو أن الخير الذي عاشت فيه مملكة سبأ التي ذهبت في غابر التاريخ وكان مقرّها اليمن بل قال بعضهم سبأ هي صنعاء وهي من أقدم العواصم في الدنيا.
                        اختيارها لوجود تشابه بين ما كانوا عليه وبين ما نحن عليه من نعم تترى، يُجبى إلينا ثمرات كل شيء ونجد أنه يُتخطف الناس من حولها، نحن نعيش في نعم ما إن لم نشكرها فإنه يُخشى علينا من عواقبها ومآل عدم شكران النعم

                        يجب للمتأمل أن يتدبر سبب ورود قصة سبأ في هذه السورة العظيمة ما دلالة تسمية السورة باسم هذه القصة؟
                        السور خصوصاً تلك التي ليس لها إلا اسم واحد ومنها سورة سبأ هذه لا شك أنها تبعث على التأمل،
                        ما سر اختيار هذا الاسم للسورة؟
                        سورة البقرة على سبيل المثال لها أكثر من اسم لكنها سميت سورة البقرة فما دلالة اختيار هذا الاسم ليكون علماً على أطول سورة في القرآن ومن أعظم سور القرآن؟
                        ذلك لرسالة ينبغي أن تفهمها الأمة وهي أن لا يسلكوا طريق أصحاب البقرة الذين لما جاءهم الأمر من الله تلكأوا فيه وأصبحوا يسألون تفاصيل لا مبرر لها.
                        رسالة للأمة إذا جاءكم أمر من الله افعلوه مباشرة لا تتلكأوا
                        ولذلك قال تعالى في خاتمة السورة (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٢٨٥﴾)
                        هذا من فضائل هذه الأمة على عكس بني إسرائيل الذين عاني موسة عليه السلام منهم ما عانى.

                        كون سورة سبأ ليس لها إلا هذا الاسم يجعلنا نتفكر أن هذه القصة تشكل العمود الفقري،
                        الرسالة القوية التي ينبغي أن يعيها المؤمن من خلال السورة. مقصود السورة وموضوعها العام الذي يشملها من أولها لآخرها: من تدبر السورة ولاحظ مفتتحها ومختتمها وجد أنها تتحدث عن معنى وهو قدرة الله عز وجل على تبديل الأمور من حال إلى حال، من حال الرخاء إلى حال الشدة والعكس. وذكر الله عز وجل فيها نموذجين:
                        نموذج العبد الشاكر ونموذج الأمة الكافرة وكيف آل أمر هذا وأمر هؤلاء.
                        أناس على حال من النعمة بدّل الله تعالى عليهم لما بدّلوا، وعبد صالح وهو داوود عليه السلام شكر فأنعم الله عز وجل عليه من أنواع النعم ومنها أن يكون له ولد من صلبه ويكون نبياً ووهبه الله عز وجل ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده.

                        هذه القصة جاءت في العهد المكي وهي رسالة لأهل مكة الذين قيل لهم
                        (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) القصص)
                        (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) العنكوت)
                        رسالة لأهل مكة ولكل قرية أو دولة أو مملكة من بلاد الدنيا لا تستقيم على أمر الله، المصير واحد والسُنّة الإلهية لا تحابي أحداً ولا تجامل أحداً، فهي رسالة واضحة لأهل مكة إن لم تفعلوا فمصيركم سيكون كمصير مملكة سبأ.

                        سبأ هي قبيلة نسبت إلى رجل من العرب تكاثرت ذريته فكانوا عدة قبائل منها حِميَر لكن كان من شأنهم أن الله عز وجل أرغد عليهم. سكنوا بين واديين عظيمين وكانت السيول تأتيهم من كل جهة فعملوا ردماً حتى يستطيعوا أن ينتفعوا بهذه السيول في كل وقت من العام حتى قال بعض المؤرخين أنهم وضعوا في السد ثلاثة أبواب فإذا فاض الماء جداً فتحوا الباب الأول فإذا نقص الماء فتحوا الباب الثاني إلى الباب الثالث. وكانوا بزعمهم أنهم أحكموا السد إحكاماً شديداً ليستمر ما هم فيه من نعم وترف. وكان من شأن مملكة سبأ كما قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ). يأتي التوجيه الرباني (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ) وأضيف الرزق إلى صفة الربوبية لأن هذا من آثار ربوبيته عز وجل ولم يقل كلوا من رزق الله إشارة إلى منّته عز وجل عليهم. لما أمرهم بأكل الرزق أمرهم بالشكر (وَاشْكُرُوا لَهُ) لو نظرنا إلى قول الله تعالى في قصة داوود (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا) وقال (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) داوود وأهل بيته
                        (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) الطيبة هنا تعود إلى طيب الطبيعة التي عاشوا فيها ولا تعود عليهم لأنهم لو كانوا طيبين ما استحقوا العذاب. (وَرَبٌّ غَفُورٌ) اِلتمس العلماء حكمة بختم الآية بهذا الاسم العظيم (وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴿١٥﴾)

                        الله عز وجل إذا قست ما أنعم به من النعم على ما يأتي من عباده من الشكر فلا مقارنة (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا (34) النحل) فضلاً عن أن تقدروا على شكرها!. ومع ذلك فربنا عز وجل غفور وربنا عز وجل شكور يقبل من عباده أن يأتوا بالواجبات ويتركوا المحرّمات، فهو عز وجل مع كثرة إنعامه وإفضاله فإنه عز وجل يرضى من عباده بالقليل. ومع ذلك أدرك هذه القرية الخذلان حينما كفرت بنعم الله عز وجل ويقال إنه جاءهم عدد من الأنبياء فاستعلنوا بالمعاضي وكفروا نعمة الله عز وجل (فَأَعْرَضُوا) وهذا أحد الأصلين الكبيرين في تكذيب جميع الأمم،
                        الأصل الأول الإعراض والأصل الثاني هو التكذيب وهذا كثير جداً قال تعالى في سورة الليل (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ﴿١٥﴾ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴿١٦﴾ الليل) جمعت أصلي الكفر عند الأمم. (فَأَرْسَلْنَا) وفي إبراز سبب الكفر حكمة ينبغي أن ننتبه لها وهي أن الله لا يظلم الناس شيئاً، عذّبهم بما كسبت أيديهم.
                        إذا أردت أن تعاقب أحداً فبيّله سبب العقوبة حتى لا يظن أنك ظلمته أو بهته. والله سبحانه وتعالى لو عذّب لا يعذّب إلا من يستحق ومع هذا يُبرز لنا الله عز وجل في هذه القصة أكثر من سبب من أسباب تعذيبهم (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ) (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ)
                        لما بنوا السد أراد الله عز وجل أن يبيّن هشاشة ما بنوا فأرسل على أصل السد فأرة نقبت هذا السد ولهذا يشتهر المثل السائد: ّثقبٌ في سد مأرب" ويشار به إلى عدم الاستهانة بالذنب الصغير أو العمل الصغير الذي قد يتطور إلى هدم سد وإغراق بلد كامل.

                        بعض الذنوب إذا استعلنت ولم تُنكر فإن عاقبتها قد تكون وخيمة جداً.
                        أرسل الله عز وجل السيل العرم الذي أتى على بيوتهم وثمارهم وأنهارهم وكل النعم التي كانوا فيها فاقتلعت الأشجار وفسدت الثمار وطمرت الأنهار وحصل من الفساد شيء لا يخطر لهم على بال.
                        قال سبحانه وتعالى (وَبَدَّلْنَاهُمْ) وهذه عقوبة لكن الله تعالى لا يعاقب إلا بعد قيام الحُجة
                        (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) إبراهيم)
                        لما بدّلوا بُدل عليهم، بدلوا الشكر بالكفر، بدلوا الإقبال بالإعراض، بدلوا الطاعة بالمعصية، بدلوا الإيمان بالكفر والتكذيب فبُدلت حياتهم. وهذه لا تقتصر على هؤلاء القوم والبعض يعتقد أن عقوبة الله تعالى محصورة في أشياء حسّية يراها الناس كهدم أو غرق، عقوبات الله تتنوع أحياناً قد تأتي عقوبات تستنزف اقتصاد الناس، تأتي عقوبات بأن يسلّط الله بعض الناس على بعض، تأتي عقوبات أخرى كثيرة تُشغل الناس بعضهم ببعض وتشغل الحكومات والدول حنى تتراكم المشاكل على بعضها لا تخطر لهم على بال أنها وصلت إلى هذه المرحلة وإذا فتّشت وإذا هي ذنوب على ذنوب ومعاصي على معاصي ومنكرات لم تُنكر ومعروف لم يؤمر به حتى يأتي أمر الله وتحق عليهم السُنن، قال الله عز وجل (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) القصص)

                        وقال عز وجل (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الإسراء) والتدمير قد يأتي بالصورة التي وقعت لسبأ وقد يأتي بالتدمير الاقتصادي وقد يأتي بالتدمير النفسي وقد يسلّط على الناس من سوى أنفسهم عدواً يستبيح بيضتهم فليحذر الإنسان ولا يأمن مكر الله (فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) الأعراف)

                        قال عز وجل (وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴿١٦﴾)
                        جزاء وفاقاً وكلها أشجار كريهة الرائحة لا يُنتفع بها كما قال جاء في كلام المفسرين. بدل أن كانت تلك الأودية والقرى فيها من أنواع الثمار ما الله به عليم حتى
                        قال الحسن البصري: إن المرأة تخرج ومعها مغزلها وتحمل فوق رأسها المكتل فلا تحتاج أن تقطف الثمار، فقط وهي تمر في الأودية ومشغولة بمغزلها يمتلئ المكتل من كثرة ما يسقط فيه من الثمار والنعم. فلما بدلوا بُدل عليهم. وهذا كما يكون على مستوى الأمم فهو كذلك على مستوى الأفراد ولهذا نلحظ في القصة نموذجاً للعبد الشاكر، والأسرة الشاكرة (داوود وآله) وأمة كافرة (قوم سبأ). العبد نفسه إذا بدّل بدّل الله عليه،

                        كم من الصالحين والأخيار والأفاضل كان يعيش لذّة مناجاة الله عز وجل، كان يعيش لذّة القرآن الكريم وتدبره، كان يعيش لذّة الصيام، لذة القيام بالليل، لذة البكاء من خشية الله فلم يشكر هذه النعمة، كيف؟
                        بدأ يُطلق بصره مثلاً فيما حرّمه الله عز وجل أو بدأ يُطلق لسانه في أعراض الناس وبدأ ينتقصهم ويذكر عيوبهم فيعاقبه الله من حيث لا يشعر، تخبو جذوة الإيمان في قلبه شيئاً فشيئاً حتى يُحرم من هذه النعم، هذا من أعظم ما يكون من العقوبات حتى يقسو قلبه ولا يكاد يعتبر بشيء، نسأل الله العافية والسلامة.

                        فلينتبه العبد أنا كما يكون الكلام عن الأمم والجماعات نستفيد منه فيما يتعلق بالأفراد والله تعالى يقول
                        (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (11) الرعد)
                        وهذه كما تكون في الأقوام فكذلك تكون في الأفراد فمن غيّر غيّر الله عز وجل عليه ولا يظلم ربك أحداً.

                        (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا) يعود التذكير بسبب العقوبة حتى يعتبر الناس. وهنا تعليل آخر لمجريات سنة الله عز وجل عليهم والباء المتصلة (بما) سببية أي بسبب كفرهم وأغلب آيات القرآن تبين أن هلاك القرى إنما هو بالظلم إلا في هذه الآية فقد بينت أن سبب هلاكها هو الكفر فإذا اجتمع في أمة أو جماعة الظلم والكفر فقد استجمعوا أسباب الهلاك.
                        وقد يُهلك الله تعالى القرى بالظلم ولو لم تكن تعلن الكفر والعكس كذلك قد يُهلك الله تعالى الأمم بالكفر وإن لم تعلن الظلم لكن يقرر شيخ الاسلام اين تيمية قاعدة أن الهلاك بالظلم أعمّ وأشمل من الهلاك بالكفر وذكر كلمته المشهورة: إن الله تعالى قد ينصر الدولة الكافرة إذا كانت عادلة وقد يُهلك الله الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة تدين بالإسلام لكن ينتشر فيها الظلم ويفشو فيها فشوا عظيماً فهذا مؤذن بالعقوبة (وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا (59) الكهف) الناس الذين يمارسون الظلم في محيطهم الصغير كذلك، أب يتسلط على أبنائه، زوج على زوجته، رجل يتولى رعاية ايتام فيظلمهم، مدرس يظلم الطلاب الذين تحت يده، مدير دائرة يظلم الموظفين الذين تحت يده لا يعاملهم بالعدل فهذا مؤذن بسلب نعمة الله عز وجل عليه فالسنن تمضي وربك لا يظلم أحداً.

                        قال سبحانه وتعالى (وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿١٧﴾)
                        استفهام يريد الله سبحانه وتعالى منه أن نعتبر ليقرر لنا هذه الحقيقة وفي قرآءة (وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿١٧﴾)
                        لا يجازى إلا من كفر نعمة الله سبحانه وتعالى ثم قال الله عز وجل مبيناً شيئاً من سيرة هذه الدولة
                        (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً) والمعنى أنهم كانت بين هذه القرى مسافات ظاهرة، بعض العلماء يقول ظاهرة أي بارزة وبعضهم يقول معروفة وكلا المعنيين صحيح فهي مرتفعة بارزة وهي معروفة حتى قالوا إن الإنسان منهم إذا سافر لم يحتج أن يتزوّد. وقيل يمشي مسافة قليلة ثم يقف.

                        دروس وعِبَر من قصة سبأ - د. عمر المقبل




                        تعليق


                        • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                          تأملات قرآنية 63







                          قال تعالى :
                          "و لا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا "
                          اي ﻻ يحملكم و ﻻ يشفع لكم بغضكم لقوم و عتابكم عليهم حينما صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدو عليهم فتظلموهم طلبا للانتقام و الاستشفاء منهم ..و لو تمعنا في هذه الاية لوجدنا ان ديننا الحنيف دوما ما يدعونا الى العدل و الاصلاح و الى طهارة القلوب و نبذ الانتقام و ما الى ذلك من الامور اللتي قد تنقص من ايمان العبد، مع ان الاعداء المقصودين هنا هم كفار قريش ! فحري بنا ضبط انفسنا و تطهير قلوبنا باستمرار حتى ﻻ تتراكم عليها تلك الاحقاد فيصعب علينا ازالتها


                          - مها الشهري




                          حذر الله عز وجل من التهاون في الدين والتساهل في النهي عن المنكر مع القدرة على ذلك في قولة تعالى
                          ( كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُو.)
                          ولإنهم لم يتناهوا عن المنكر فقد لحقهم عقوبةً من الله فهذا دليل على أن السكوت والتهاون أو "عدم الإكتراث" بالنهي عن المنكرات مع القدره على ذلك ((محرم))

                          - نورة الزهراني



                          قال تعالى:" وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ ... "ذكر تعالى هذه الآية من بعد ما ذكَّر المؤمنين بهزيمتهم في أحد فالله تعالى يحب من عباده إذا أصابهم مكروه أن يتذكروا ما قد أنعم به عليهم من النعم فيخف عليهم المكروه و يشكروه على تلك النعم ,التي في الحقيقة لو قوبلت بما ينالهم من ذلك المكروه * الذي هو في الحقيقة ايضا خير لهم*لكان المكروه بالنسبة الى المحبوب نزلا يسيرا .
                          – مها الشهري



                          " أدهشتني ثلاث مسميات في سور القرآن: الحديد ، الشورى ، القلم .. وهي بوجه آخر: القوة ، الحرية ، المعرفة ، مقومات حضارية لأمتنا! "
                          العنود الدعيلج


                          قال ابن الأعرابي: (آخر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد).
                          (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق:16]
                          . (وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا) [الإسراء:17]
                          إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
                          ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما نخفيه عنه يغيبُ




                          " وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ " [الأنعام: 120] .
                          ذكر ابن القيم أن المحرمات القلبية ضربان :
                          الأول : ما يكون كفرًا، كالشك، والنفاق، والشرك، وتوابعها .
                          الثاني : ما يكون معصية دون الكفر، وهي نوعان :
                          (1) كبائر : ومثل لها ابن القيم بالرياء، والعجب والكبر، والفخر، والخيلاء، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والفرح والسرور بأذى المسلمين، والشماتة بمصيبتهم، ومحبة أن تشيع الفاحشة فيهم وحسدهم على ما آتاهم الله من فضله، وتمني زوال ذلك عنهم .
                          (2) صغائر : ومثل لها ابن القيم بشهوة المحرمات وتمنيها ، فقال : (ومن الصغائر أيضًا شهوة المحرمات وتمنيها، وتتفاوت درجات الشهوة في الكبر والصغر، بحسب تفاوت درجات المشتهي، فشهوة الكفر والشرك كفر، وشهوة البدعة فسق، وشهوة الكبائر : معصية فإن تركها لله مع قدرته عليها أثيب، وإن تركها عجزًا بعد بذله مقدوره في تحصيلها، استحق عقوبة الفاعل...) (مدارج السالكين) .



                          ينبغي أن تعلم :
                          أن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع:
                          العلم، والكتابة، والمشيئة، والإيجاد.
                          فالعلم: أن تؤمن بعلم الله سبحانه بالأشياء قبل كونها، قال تعالى:
                          وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة [يونس:61].
                          والكتابة: أن تؤمن أنه سبحانه كتب ما علمه بعلمه القديم في اللوح المحفوظ، قال تعالى:
                          ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير [الحديد:22].
                          والمشيئة: أن تؤمن أن مشيئة الله شاملة فما من حركة ولا سكون في الأرض ولا في السماء إلا بمشيئته، قال تعالى:
                          وما تشاءون إلا أن يشاء الله [الإنسان:30].
                          الإيجاد: أن تؤمن أن الله تعالى خالق كل شيء، قال تعالى:
                          الله خالق كل شيء [الرعد:16].
                          لا يجوز لأحد أن يحتج بقدر الله ومشيئته






                          ( أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ) ؟ !
                          أي : من هذا الذي إذا قطع الله رزقه عنكم يرزقكم بعده ؟ ! أي : لا أحد يعطي ويمنع ويخلق ويرزق ، وينصر إلا الله ، عز وجل ، وحده لا شريك له ، أي : وهم يعلمون ذلك ، ومع هذا يعبدون غيره ; ولهذا قال : ( بل لجوا ) أي : استمروا في طغيانهم وإفكهم وضلالهم ) في عتو ونفور ) أي : معاندة ، واستكبارا ، ونفورا على أدبارهم عن الحق ، أي لا يسمعون له ولا يتبعونه .
                          تفسير ابن كثير




                          تعليق


                          • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                            وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل الجزء الثانى والعشرين الى الجزء الثلاثين




                            نقلت لحضرتكم وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل للاجزاء السابقة ولم اجد باقى الاجزاء مكتوبة
                            فنقلت روابط الأجزاء الباقية يمكن الاستماع إليها





                            خلاصات الأجزاء الجزء 22 د.عمر المقبل
                            https://www.youtube.com/watch?v=YmLcwn2R-QQ


                            خلاصات الأجزاء الجزء 23 |د.عمر المقبل |
                            https://www.youtube.com/watch?v=LQFPXYPZHBg





                            خلاصات الأجزاء الجزء 24 |د.عمر المقبل |
                            https://www.youtube.com/watch?v=83Wzr0OvO-M







                            خلاصات الأجزاء الجزء 25 |د.عمر المقبل |
                            https://www.youtube.com/watch?v=2PIrjgMJBFQ







                            خلاصات الأجزاء الجزء 26 |د.عمر المقبل |
                            https://www.youtube.com/watch?v=bLWRe27iXiM





                            خلاصات الأجزاء الجزء 27 |د.عمر المقبل |
                            https://www.youtube.com/watch?v=x-1p74CvcsQ





                            خلاصات الأجزاء الجزء 28 |د.عمر المقبل |
                            https://www.youtube.com/watch?v=ZIpKUz2HH_4





                            خلاصات الأجزاء الجزء 29 |د.عمر المقبل |
                            https://www.youtube.com/watch?v=A1Y9-oLeGZc





                            خلاصات الأجزاء الجزء 30 |د.عمر المقبل | https://www.youtube.com/watch?v=q3ZVoeUJXHU

                            تعليق


                            • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                              تأملات قرآنية 64



                              "وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغني من الحق شيئا"
                              ظهر في خلال الفترة الماضية ثقافة جديدة ينبذها الإسلام, وحذر منها الله عز وجل ورسوله الكريم, وهي الاتهامات بالباطل وقذف المحصنات, والسب, والتنابذ بالألقاب والتلاعن بين الناس, والتباغض,, سواء كان ذلك بين القوي السياسية المتناحرة, من جانب أو بين الأفراد والشخصيات العامة, علي الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي.
                              فرمي الناس بالتهم خاصة في هذا الزمان الذي ينصب الناس أنفسهم فيه قضاة وحكاما علي رقاب الناس وتسارع وسائل الإعلام في اتهام الناس دون أن يكون هناك سند ويكون هناك استباق للتحقيقات والتحريات التي لها جهات وأجهزة تختص بها وفيه يكون الظلم لاسيما إذا كان المتهم بريئا فيصاب بالأذي من الاتهامات وتصبح نظرة الناس إليه في غير محلها – هذا لا يكون أبدا من صميم الإسلام ويطالب بالتريث في الأحكام وان يترك الأمر للجهات المعنية



                              ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ)
                              إذا فَتَحَتِ الدنيا ذراعيها لك، وكان بإمكانك أن تَحصُلَ منها على ما تشاء، فلا تَخْدَعَنَّكَ بزُخْرُفِها، وتبْهَرَكَ بجمالها، وخذْ منها ما تتقوَّى به على طاعةِ الله، وَضَعْها في يَدِكَ لِيَسْهُلَ التَّخَلُّصُ مِنها، ولا تضعْها في قَلْبكَ فَتَمْلِكَه وتُوَجِّهَه.



                              (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ )
                              من يتوجه دائماً إلى وجه الله تعالى، فهو كمن يسير باتجاه الشمس..
                              فبينما هو يمشي في النور، فإن ظله يبقى أبداً وراءه.
                              أما من يبعد بوجهه عن ربه فهو كمن يعطي ظهره للشمس، فهو يسير أبداً في ظلمات نفسه







                              (( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )
                              ( العلانية مع السريرة، كمثل ورق الشجر مع عرقها، العلانية ورقها، والسريرة عرقها. إن نُخر العرق هلكت الشجرة كلها، ورقها وعودها..وإن صلحت صلحت الشجرة كلها، ثمرها وورقها، فلا يزالُ ما ظهر من الشجرة في خيرٍ ما كان عرقها مستخفيًا، لا يُرى منه شيء، كذلك الدين لا يزال صالحًا ما كان له سريرةً صالحة، يصدق الله بها علانيته.. فإنَّ العلانية تنفعُ مع السريرة الصالحة، كما ينفع عرق الشجرة صلاح فرعها، وإن كان حياتها من قبل عرقها، فإن فرعها زينتها وجمالها، وإن كانت السريرة هي ملاك الدين...فإنَّ العلانية معها تزين الدين وتجمله، إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلا رضاء ربه عز وجل ..
                              ويقول الإمام ابن القيم- رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: (( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )) .. وفي التعبير عن الأعمال بالسر لطيفة، وهو أنَّ الأعمال نتائج السرائر الباطنة، فمن كانت سريرتهُ صالحة، كان عمله صالحًا ، فتبدو سريرته على وجهه نورًا وإشراقًا وحياء..
                              ومن كانت سريرته فاسدة، كان عمله تابعًا لسريرته، لا اعتبار بصورته، فتبدو سريرته على وجهه سوادًا وظلمة وشينًا، وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنما هو عمله لا سريرته...
                              فيوم القيامة تبدو عليه سريرته، ويكون الحكم والظهور لها..



                              إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ { 5 } هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ { 6 } سورة آل عمران
                              أحاط بك مُذ صورك في الرحم وحتى وحتى بليت في القبر .. بل وأكثر ..
                              مهما فعلت لن تهرب من الله !!
                              ففر منه إليه
                              قف بين يديه
                              اخضع وابكِ على خطيئتك
                              ألقِ الدنيا خلف ظهرك
                              زادٌ بسيط وفي الجنة الشبع

                              رواء القاضي





                              { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ }
                              هل تأملتِ ذلك اليوم ؟
                              هل فكرتِ ماهي الأعمال التي عملتيها من خير وشر ؟
                              لو فكرت وفكرت الآن صدقيني لن تحصي إلا أقل من القليل ..
                              لكنها مسجلة عند الله سبحانه وتعالى :
                              { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ }
                              { هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
                              لذلك احرصي قبل أن تنوي بالقيام في عملٍ ما . فكري : هل هو خير أم شر ؟
                              هل هو يرضي ربنا أم يرضي هواك ؟
                              إذا كان خير ويرضي الله " فسارعي له " وإذا كان شر ويرضي هواك " فابتعدي عنه " .
                              نورة الدوسري





                              قد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال:
                              (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ) [لأعراف:43]. (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:47]
                              .
                              فلنطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد

                              في قول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سُئلَ : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ . قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ : ( هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ ) رواه ابن ماجة (4206) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" . في ذلك ما يحرض على سلامة الصدر وذهاب وغره .
                              فما أحسن حال المؤمن في خاصة نفسه والناس من حوله : يدعوهم ، ويصبر على أذاهم ، ويعفو عنهم ، ويبيت وقلبه لا غل فيه ولا حقد لأحد ، وإذا كان جزاء الصبر وحده أن يوفى الصابر أجره يوم القيامة بغير حساب ، قال الأوزاعي : " ليس يوزن لهم ولا يكال ، إنما يغرف لهم غرفا " . انظر" تفسير ابن كثير" (7 /89)
                              فكيف بمن صبر وغفر وسامح ثم رجع إلى قلبه فهذبه بتهذيب الإيمان وصفاه من كدره حتى خلصه من شوائبه ؟!





                              تعليق


                              • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                                وقفات مع سورة يوسف (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ)د. عمر المقبل


                                قال الله عز وجل مخبرًا عن حال يعقوب (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) يوسف) قال الله عز وجل (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ) اشتدت عليه الحالة فترك أبناءه وذهب لوحده (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) أبٌ مكلوم، مفجوع ، وقال (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) قال له أبناؤه بعد أن سمعوه وقد انصرف عنهم فما سلم حتى من كلماتهم التي تجرح (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)) قال (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86)) الأسف هو اشتداد الحزن وكأن يعقوب عليه السلام نزّل الأسف كأنه رجل يناديه (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ). ثم يُخبر الله عز وجل عنه وهو العليم الخبير عز وجل العليم بما في النفوس والعليم بما في الصدور يقول (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ) أي بسبب الحزن، وهنا لم يقل الله سبحانه وتعالى "وعميت عيناه" وذلك أن البياض الذي أصابه لم يأت مرة واحدة بل كان بسبب تتابع الأحزان والآلآم على قلبه عليه الصلاة والسلام فأفضى ذلك إلى أن تعطل عَصَب البصر بدليل أنه في أواخر السورة قال الله عز وجل (فَارْتَدَّ بَصِيرًا (96)) إشارة إلى أن لم يأت العمى مرة واحدة بل ضعف بصره شيئًا فشيئًا حتى عَمِيَ عليه الصلاة والسلام بسبب الحزن الشديد الذي امتلأ قلبه به حزنًا على يوسف وعلى إخوته عندما اشتدت لكن المقام هنا في الحديث عن يوسف وما أتى من مصائب، تتابع المصائب كان بسبب فقده لهذا كان من المناسب ذكره هنا كما ذكر بعض المفسرين. (فَهُوَ كَظِيمٌ) الكظيم صيغة مبالغة من الكاظم وهو الذي يحبس الحزن في نفسه حبسًا مع كآبة فلا يُظهر ما في نفسه للناس بل يجنح إلى الخلوة ويبثّ نجواه ويرفع شكواه إلى مولاه سبحانه وتعالى ولذلك قال (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) وصَدَق، نبي ورسوب يعلم من الله ما لا يعلم أبناؤه. من الوقفات مع هذه الآية الكريمة أن قتادة قال: كان يعقوب يردد حزنه في جوفه ولم يقل إلا خيرا. سبحان الله! سنوات طويلة من البؤس ومن الحزن والكمد الذي امتلآ به قلبه عليه الصلاة والسلام على هذه المصائب التي تتابعت لم تُسمع منه كلمة واحدة تُنبئ عن تضجر أو عن تسخّط، كله بثٌ للحزن والشكوى إلى الله سبحانه وتعالى وهكذا شأن المؤمن لا ينفك أبدًا عن حسن الظن بالله سبحانه وتعالى. تأتي على الإنسان مصائب ويظن أنه ليس هناك أحد اشد منه في الدنيا وتأتي عليه طوامّ وتضيق عليه الأرض بما رحبت حتى تصبح الدنيا كأنها قد جُمعت وكأنه يتنفس من شدة الهمّ من ثقب إبرة ولكن شأن المؤمن دائمًا الصبر وشأنه الأكمل من هذا أن يرضى عن الله عز وجل ويعلم أن خيرة الله خيرٌ من خيرته لنفسه. يعقوب عليه الصلاة والسلام امتدت البلاء به في قول بعض المفسرين ومنهم الحسن البصري ثمانين عامًا وقال بعضهم أربعين سنة. وهل أربعين سنة قليلة؟! وبعض الناس لا يحتمل أربعين ساعة فضلًا عن أربعين يومًا فضلًا عن أربعين أسبوعًا أو شهرًا ومع ذلك كل هذه المدة ما ظهرت منه كلمة تضجّر. وقد سمع بعض الفضلاء أحد الإخوة هداه الله وعفا عنه لما احتبست الإطارات عن النزول قام أحد الركاب وقال: يا رب ماذا عملت حتى تصنع بي هكذا؟! والعياذ بالله. وهذه لحظات ودقائق معدودة ضجر وقال هذه الكلمة الخطيرة عفى الله عنه وعنا. شأن المؤمن أنه مهما تقلبت عليه المصائب وتتابعت عليه المحن فإنه لا ينبغي أبدًا أن تظهر منه كلمة واحدة تُنبئ عن ضجره وتنبئ عن سوء ظنّه بربه عز وجل فإن شأن المؤمن الثقة بوعد الله عز وجل بعكس المنافق الذي قلبه متردد عياذًا بالله عند أدنى هيئة وصيحة يحصل له اضطراب وقلق!.

                                وقفات مع سورة يوسف (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) - د. عمر المقبل

                                اسلاميات

                                تعليق

                                يعمل...
                                X