تدبرات قرآنية لـ #سورة_طه كاملة للأخت الفاضلة مها العنزي
- أحسن الله إليها -
إليكموها مرتبةً من بداية السورة ..
.
.
.
[ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)]
كلام ربك
سلوى لنفسك
وبه من الرسائل
التي تبشر قلبك
وتبث به الأمل
فمن تمسك به
أمسك به السعد
[ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) ]
مواعظ القرآن أكثر
ما تؤثر بالقلوب المذعنة لله
فنفوسهم واحة خضراء
كلما هطل عليها الذكر
أينع شجر الإيمان بداخلها
[ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) ]
دع المخلوق وتوجه دائما وأبداً
بحاجاتك للخالق
الناس لاتملك شيئاً
لكن الله بحوزته
السماوات والأرض
[ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) ]
ما من شيء يغيب عن ربك
مهما صغر
فهواجسك وخلجات نفسك
وحديثها يسمعها
ومطلع على أدق تفاصيلها
فراقب خطراتك
[ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (8) ]
دعها تستقر في نفسك
وتتغلغل في فؤادك
أن الله لا ند له ولا شريك
ولا معقب لحكمه
ما أراده كان
وما لم يرده لن يكون
[وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) ]
طفل رضيع
تقذفه أمه باليم
يلتقطه عدوه
يغدو شابا
تدفعه الأقدار ليكلم ربه
حديث موسى باختصار
الحق يعلو لا يعلى عليه
[ إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا (10) ]
المروءة بالشخص تعرفها
من غيرته على أهله
وحرصه وحمايتهم لهم من أي أذى
لأنه يرى نفسه سياج أمان لهم
[لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) ]
يالها من أقدار مباركة
موسى يتلمس
في تلك الليلة نار تدفئه
أو تدله للطريق
فيجد الله يكلمه
[ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11)]
أي شرف رفيع
وأي تكريم
وأي منزلة عالية
وأي غبطة شعر بها موسى
وهو يسمع حروف اسمه ينطقها الله
[ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) ]
الله لا ينظر الى القشور
الشكل .. اللون ..
الحسب ،النسب
لا .. بل ينظر للقلب
إن كان طاهرا
اصطفاه
[ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا (14) ]
لا تجعل هذا القلب يتعلق إلا بالله
ولا يخاف ولا يرجو إلا الله
فأقبل على الله
وأعرض عن من سواه
[ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) ]
ربك لا يحيف عليك أبدا أو يهضم حقك
إن لم ينعم عليك ويتجاوز عنك
فلن يظلمك فالكريم العادل لا يجور
[ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)]
الهوى لا يعرف
الحق أو العدل أو الصواب
لأن من يقف على رأسه
ويدعو إليه هو
"من أخرج أباك من الجنة"
[ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) ]
موسى مضطرب
ربه يكلمه
الموقف رهيب
بل صعب
فيأتي صوت الأمان ليهدأ قلبه المرتعب
فيناديه باسم " يا موسى "
[ وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي (18) ]
موسى كان أفضل إنسان
في ذلك الزمان
وكانت مهنته راعي!
إن لم يفتح لك الله من الدنيا
فليس معناه أنك لست بعزيز عنده
[ قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)]
الذي أعاد عصى موسى
بعد أن كانت حية تسعى
قادر أن يحيي العظام وهي رميم
ويجعلها حية تسعى!
[ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) ]
لن تضيق وربك موجود
جبال الهموم ينسفها ربك نسفا
إن استغثت بكرمه
فلله ألطاف يمن بها على عباده
[ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)]
مهما أحكمت أمورك
واستعملت دهاءك
وسيرته لصالحك
لكن بالنهاية
لا غنى لك عن توفيق الله وعونه لك
فمعية الله تيسر العمل
[ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) ]
طلاقة اللسان
وعذوبة الكلام
وفصاحة المقال
أمر لابد منه
لمن يريد كسب معركة الحوار
فلسانك هو المروج الأول لقضيتك
[ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) ]
الناس مهما كانوا يحبوك
لكن لن يكونوا كأهلك
ومهما تعاونوا معك
لكن لن يهمهم أمرك كأهلك
فأهلك هم أقوى سند لك
[ هَارُونَ أَخِي (30)]
الله يعلم أن هارون
هو أخ موسى دون أن يخبره !
لكن لشدة احتياجه له
خرجت منه هذه الكلمة
فالأخ هو سندك الحقيقي بالنوازل
[ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) ]
حاجتك توجه بها إلى الله فقط
فهو وحده من لا يخلف الوعد
أو يخيب ظنك
وإن ناديته أجابك وأكرمك
[ إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) ]
مهما تخفينا... ومهما تجملنا
ومهما تلونا
فنحن كتاب مكشوف
أمام الله واضح غاية الوضوح
فيالله سترك علينا
وعفوك عنا
[ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ (39) ]
لما أذعنت أم موسى لأمر الله وقذفته باليم
كانت تعلم أن الله لن يضيعه أو يضيعها
فاستجب لله بكل أمورك
فلن يضيعك
[فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ]
الله غالب على أمره ولا راد لحكمه
فرعون يترصد بموسى لقتله
وها هو يتربى بعزه !!
[ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي (39) ]
المحبه من الله
يلقيها الله على من يشاء من خلقه
فتنجذب إليه القلوب
وتنقاد إليه النفوس دون سبب ظاهر
[ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) ]
إذا أراد الله بعبد خيراً
سخر له الظروف كلها لتخدمه
وقرب له ما ينفعه
أبعد عنه مايضره
لانه يريده لنفسه
[ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ (40)]
الله لطيف بعباده
مهما قدر الظروف القاسية على عباده
لا بد وأن يجبر كسر فؤادهم
[ فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ (40) ]
كم خالط قلبك هم وحزن
أطبق على نفسك إطباقا
فإذا بيد تمسح عن روحك
كل عوالق الألم
وتبدلها انشراحا
فلربك منن عظيمة
[ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي (42) ]
مما يخفف حملك ويعين نفسك
أن تجد أخ صادق يهمه أمرك
فيكون سندك الذي تلقي عليه تعبك
وعينك التي ترى هدفك
[ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) ]
الكلام الودود أقوى سلاح
لغزو القلوب واقتحامها
إن صادف نفس تسمع فتطيع
ولم يصدم بحجر فظيع!!
[ رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) ]
إذا خالج الخوف قلبك
وزلزل الرعب روحك
فاعرض ضعفك لمن قربه
أمان لنفسك
وسكينة لفزعك
[ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) ]
إن كان الله معك فلتثبت نفسك ان كان الله معك
فليشتد عودك، فقلب معه الله لايخاف احد سواه
[ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) ]
الذي يريد الأمان
يفر الى الله يلوذ بحماه
يتبع نهجه يزجر نفسه
عن كل ما يغضب مولاه
هنا يكون في حفظ الله
[ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) ]
المتغطرس الجاحد للحق
تعرفه من أسلوبه من منطقه
لا يحتاج أن يقول أنا ضد الحق
فتكبره وغروره يخبر عن ذلك
[ كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ (54) ]
الله لا يخلق خلقه
ويتركهم ولا يعتني بهم
فلا تحمل هم الرزق
فالرزاق موجود وجوده حاضر
فالكل له رزقه المقسوم
[ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ (55) ]
نصيحة .. كن متواضعا
لأنك مهما ملكت
ومهما علوت ومهما تكبرت
فيبقى أصلك من تراب
وإليه ستعود !!
[ وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) ]
لاتتعب نفسك مع المعاند
لأن في رأسه فكرة
لايريد تغييرها
فهي بنظره الصواب
وما سواها هراء !
[ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) ]
في علم النفس
يوجد مصطلح " الإسقاط "
وهو إضفاء سمة لك على الآخرين
وهذا الذي حدث مع فرعون !
[ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)]
الواثق من صدق نهجه
لا يهمه مواجهة الناس
وعرض ما لديه
بل إنه يسعى لذلك
ويطلبه ولا يتهرب منه
[ فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) ]
الذي يعرف نفسه
أن بينه وبين الصواب مسافات
فإن أفضل سلاح يستخدمه هو المكر
لكن هذا السلاح سينقلب عليه
[ قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (61)]
مهما كانت صرختك صادقة
ورافضة للباطل
فقد لا تجد لها أذن صاغية
عند من طمس الله قلوبهم
[ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) ]
المفتري الظالم للناس
هو بالحقيقة يجرم بحق نفسه
قبل أن يجرم بحق الناس
فالظالم لا يوفق
وسيخيب الله سعيه
[ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ (63)]
إن عجز الباطل
عن مواجهة الحق بالبرهان
استخدم سياسة تشويه السمعة
لكسب الرأي العام
[ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا (64) ]
عادة من يحارب الحق
أن يكون شرس معه
ويجمع ما استطاع لمواجهته
لأنه يعلم أن للحق قوة
وإن كان أفراده قلة
[ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) ]
المطلع على هواجس نفسك
وقلقها وتخوفاتها هو الله
فإن كان ظنك به جميلا
أبدل قلقك أمان
وبث الشجاعة بروحك
[ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) ]
كن مع الله ولا تبالي
فهو الذي يثبتك بالشدة
وينصرك بالأزمة
ولا غالب لك إن كان معك
ولا عزاء لمن وقف ضدك [ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) ]
السحر أذى وظلم للناس
ومن يفعله مؤذي وظالم
والله لايرضى بالظلم
والظالم المؤذي
كيف ينال الفلاح؟
[ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا (70) ]
كلما حررت فكرك
من سيطرة الآخرين عليه
كلما أبصرت الحق أكثر وضوحا
واخترته بإرادتك
فللعقل نور فلا تحجبه بالتقليد
[ قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) ]
الإقدام ليس أنك
تعرف الحق وتسكت
ولا تحرك ساكن
بل تجهر باتباعك له مهما كانت
التضحيات مؤلمة وكبيرة
[ قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ (71) ]
عندما يصل الإستبداد لمرحلة متقدمة
يفرض المستبد عقله على الآخرين
أنه هو العقل المفكر بالنيابة عنهم
[ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ (71) ]
الماكر يعتقد أن الجميع يريدون المكر به
وإحاكة المؤامرات ضده
لأن نفسه لم تتعود على الاستقامة
[ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ (71)]
سياسة الترهيب
وفرض السيطرة بالقوة
هي أشبه بقصور الرمال
ستسقط مع موج الحق
فللباطل جولة
وللحق جولات
[ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (71) ]
الباطل لا يحاورك بما لك أو عليك
بل بلغة التهديد
لأنه لا يعترف أصلا بحق الآخر
فالحق ما وافق هواه فقط
[ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ (72)]
إن وضعت بموقف
يتطلب منك خيار من عدة خيارات
فلا تختار
الفاني على الباقي
مهما كانت المغريات
[ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ (72) ]
إن تبين لك درب الصواب
فكن شجاعا وامض به
فالحياة مواقف
فليكن لك موقف مشرفا
رافضا للتبعية
وجانحا للحق بكل قوته
[ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) ]
مهما ضيق عليك
ومهما ينالك من الأذى
فتأكد أن هذه الحياة
بهمها وكدرها
ستنتهي ويستراح منها
[ وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ (73)]
اصرخ بوجه الباطل
ولا تتعثر كلماتك ولا تتردد
فمواجهتك للظالم
وثبات موقفك أمامه
نصف النصر عليه
[ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) ]
مهما جاملت الباطل
ووقفت في صفه مؤيدا
ومهما ملك الباطل
من سطوة ونفوذ قاهر
بنهاية لن يغنوا عنك من الله شيئاً
[ جَنَّاتُ عَدْنٍ (76) ]
كم تريح هذه الجملة النفوس
وتخفف عنها العناء
فهناك لا هم ولا أحبه راحلين
بل سلام من رب رحيم
وأخوة على سرر متقابلين
[ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي (77)]
منذ القدم وأهل الحق
مطاردون منكل بهم
لا يعرف لهم وطن
فهم غرباء حتى بين أهلهم
[ لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)]
دع كل ما بهذا الكون
يكيد لك ويدبر ويخطط وينفذ
فما دمت مع الله
فلن ينالوا منك شيئا
فكن مطمئنا وتوكل على الله
[فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) ]
أولياء الله حتى لو لم يمتلكوا قوة أو سلاح
فإن الله سيسخر لهم
كل ما بالكون ليدافع عنهم
[ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79) ]
لا شيء يورد المهالك
ويعظم فداحة الخذلان والخسارة
كتسليمك القيادة
لمتبع هوى نفسه
والمغرور بها
[ وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) ]
لا تعرض نفسك لغضب الله ومقته وعذابه
فلن يحجزك أحد عن الله أو ينصرك
فلا تهلك نفسك بيدك
[ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ (82) ]
الناس إن أغضبتهم
فلابد أن يذكروك بما فعلت
إلا الله فإنه يمسح ذنوبك كأنها لم تكن
فلا تتردد من طرق بابه معتذرا
[ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) ]
لتنال رضا محبوبك
قدم رضاه عن هوى نفسك
وتزلف لديه ليكرمك
بقربه والحضوة عنده
فالأفعال أبلغ بكثير من الأقوال
[ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ (85)]
الفتنة باختصار
اختبار كبير من الله لعباده
فمنهم من ينجح
ومنهم من يسقط سقوطا مدويا
وكل ناجح مقرب من الله
[ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) ]
تختلف الهيئة
ويختلف اللقب أو المسميات
لكن الثابت أن في كل زمان
هنالك سامري
بينه وبين طريق الحق عداوة متأصلة !
[ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا (86)]
أصعب وأمر شيء
قد يواجهه القائد المصلح
أن يبني ويرى اتباعه يهدمون
يرشد ويراهم يضلون
فكم مؤلم خذلانهم
[ وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) ]
لايوجد أحد على وجه هذه المعمورة يملك
ان ينفعك او يعيطك او يمنعك " إلا الله"
فدعها قاعدة في نفسك لترتاح
[ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ (90)]
أكثر من لا ينفع معه
الإرشاد هو المفتون
لأن عقله تشرب بفكرة
تمكنت منه ولا يريد غيرها
[ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ (90)]
الحق واضح أبلج ، لا يحتاج لمن يدلك عليه
لست بحاجة ان تقول ان الشمس بمكانها لم تتغير
إلا لمن أصيب بالعمى .. !!
[ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) ]
إن غاب من يعينك على تبيان طريق الحق فعقلك موجود
استعمله حركه لاتجعله يغيب هو الآخر!
[قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي (94) ]
لاتواجه الغاضب بغضب مثله وحاول ان تلين قلبه
فكم من هجر وفراق طويل كان سببه غضب
بسيط لم يجد من يحتويه
[ قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)
هنالك مواقف لاينفع معها التجاهل او عدم الإكتراث
بل مواجهة حاسمة لا تقبل أنصاف الحلول
لوضع النقاط على الحروف
[ وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) ]
لا يوجد شخص انجرف مع هوى نفسه
وأطاعها بما تأمره ، فدلته على خير ..!!
فالنفس كالفرس الجموح تحتاج للجم
[ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) ]
الأصوات التي ملأت الدنيا بضجيجها وغطرستها
سيأتيها يوم تخنس ولا تسمع منهم حرفا !
[ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) ]
كم من الذين سلبوا حقوق ناس ظلما وحسدا
ولم يجد المظلوم معهم حيله
لكن الله سيكون حسبهم يوم يجعل الولدان شيبا
[ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ (114) ]
الملك لله هو المتصرف المتحكم بيده الخير
يهبه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء وكلنا عبيد صاغرون لعظمته سبحانه
[ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) ]
العزم رفيقه الصبر فإن تخلى عنه ضاع ما تطمح اليه
فكلما قوي حبل الصبر لديك كلما تسلقت
من خلاله قمم المجد
[ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) ]
الله عز وجل انعم على آدم فحسده إبليس
فرفض ان يعترف بنعمة الله عليه
فلا تكن اخلاقك إبليسيه في حسد اخوانك
[ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) ]
هموم الدنيا والابتلاء بها وغمومها واحزانها
ما هو إلا شقاء ورثناه من ابونا ادم عندما إستزله الشيطان
[ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)]
قبل سماعك للنصيحة كن فطنا وانظر بحال الناصح
وماهو حاله معك .. فإبليس يوما لعب دور المشفق !
[ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) ]
قد تكثر ذنوبك وافعال قبيحة تخجل ان يعرفها احد
لكن.. لاتيأس فهنالك رب رحيم يغفر ويتجاوز
هو من يهد قلبك ويمحو ذنبك
[ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) ]
الطريق عندما يكون مستقيما
قناديله تضيء معالمه
فإن سلوكه راحة للنفس وامان
عكس الطريق المتعرج المعتم
[ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا (124)]
ذكر الله ومعرفته يورثك الهدوء النفسي
وان اقدار الله وان كانت صعبة فإن خلفها حكمة،فكم يريحك هذا
[ وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) ]
هنالك يوم سيكون بألف سنة ، يوم لا يتعرف
احدنا على الآخر فالكل مشغول بنفسه
ويا خسارة من يعرض عنه ربه
[كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ (128) ]
كانوا مطمئنين رزقهم وفير .. مال أولاد
لكن كم يزيل العناد وعدم الاذعان للحق من نعمة !
[ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ (130) ]
لا تتوقع من البعض ان يكون لسانا صادقا
بذكر حسناتك فالبعض سخر الله ألسنهم لرفع درجاتك
فاصبر يارعاك الله!
[ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا (130)]
جبال الهموم التي على صدرك لاشيء يزيحها
كذكرك لربك ،فالهج باسم بكل حين والكريم لن يخيبك
[ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا (131)]
ليس كل ما تتمنى الحصول عليه هو خير لك
ربما ابعده الله عنك رحمة بك فكن راض بقسمة الله لك
[ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)]
قد تحرم بالدنيا من كثييير ما تتمناه وترجوه
لكن تأكد ان هنالك في مكان اخر اعد الله لك أكثر مما تحلم به
[ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ (132) ]
إن أردت الصلاح لأهل بيتك ومن تحت يدك
فحثهم على الصلاة ،فإن حافظوا عليها حفظتهم ، وكانت هي سياج امانهم
[ نَحْنُ نَرْزُقُكَ (132) ]
هل آن الأوان ليطمئن قلبك وترتاح روحك
وتسكن نفسك وتقر عينك ؟
فالذي تكفل برزقك هو الله ولم يجعله بيد غيره ليمنعه عنك
[ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) ]
دع متبع هواه يتسلق حيث اراد ودعه يتمتع بما اراد
فما جناه لن يدوم عنده فالله لا يثبت النعم إلا عند من اتقاه
[ وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ (133) ]
المعاند عندما يجادلك لا يريد تبيان الصواب
بل الدوران بحلقة مفرغة لاتؤدي الى شيء
وهذا الذي يريده
[ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) ]
العزيز من أعزه الله بإنارة بصيرته ليتبع نهجه
والخزي والذل لمن أعرض عن طريق ربه ..
وحتى لو كان عزيز قومه ..
[ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ (135) ]
بالدنيا قد تنقلب الموازين فالمعوج يروج انه مستقيم
والمستقيم معوج لكن غدا سينزلهم الله كل بمنزلته
صيد الفوائد
تعليق