ذُكر عن ابن القيم رحمه الله تعالى أنه سُئل :
أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة لكن دون تدبر ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بمثال يغني عن الإجابة حيث قال :
أيهما أفضل : درة أو جوهرة ثمينة تساوي ألآف أو مئات الدنانير أم عشر درر أو عشر جواهر تقل عنها في القيمة ؟ .
فكان هذا السؤال موضحا لإجابة السؤال
قال ابن القيم الله :
وكذلك قراءة سورة بتدبر ومعرفة وتفهم ؛ وجمع القلب عليها ؛ أحب إلى الله تعالى من قراءة ختمة سردا وهذا ، وإن كثر ثواب هذه القراءة .
والصواب في المسألة أن يقال : إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا وثواب من كثرة القراءة أكثر عددا
عامة السلف على تفضيل القراءة المرتلة لقوله تعالى :
( و رتل القرآن ترتيلا ) و لأن السنة دلت على تفضيلها
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " لا خير في قراءة ليس فيها تدبر" .
و قال الحسن البصري : كيف يرِقُّ قلبك و إنما همك آخر السورة ؟!
و يؤكد على هذا المعنى الآجري في كتابه ( أخلاق حملة القرآن ) فيقول : و القليل من الدرس للقرآن مع التفكر فيه و تدبره أحب إليَّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر و لا تفكر فيه ، و ظاهر القرآن يدل على ذلك ، و السنة ، و قول أئمة المسلمين
إن كان الهدف من قراءة القرآن هو تحصيل الحسنات فقط لبحثنا عن أعمالأ خرى أكثر ثواباً منه ، بينما لا يستغرق أداؤها وقتاً طويلاً كالتسبيح مثلاً
(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من قال سبحان الله و بحمده ، في يوم مائة مرة ، حُطّت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر )
... و لكن أمر القرآن غير ذلك
، فلقد أنزله الله ليكون وسيلة للهداية و التغيير ، و ما الأجر و الثواب المترتب على قراءته إلا حافزاً يشحذ همة المسلم لكي يُقبل على القرآن ، فينتفع من خلال هذا الإقبال بالإيمان المتولد من الفهم و التأثر ، فينصلح حاله و يقترب من ربه .
ذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها ، واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه ، وتدبره ، والفقه فيه ، والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه كما قال بعض السلف : نزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا .
ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم .
قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان ، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ] .
والناس في هذا أربع طبقات :
- أهل القرآن والإيمان وهم أفضل الناس .
- والثانية : من عدم القرآن والإيمان .
- الثالثة : من أوتي قرآنا ولم يؤت إيمانا .
- الرابعة : من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا .
وفي صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه و سلم فقال : كان يمد مدا .
وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة ، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل ، فإن كنت فاعلا ولا بد ، فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ، ويعيها قلبك .
ملتقى اهل السنة
أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة لكن دون تدبر ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بمثال يغني عن الإجابة حيث قال :
أيهما أفضل : درة أو جوهرة ثمينة تساوي ألآف أو مئات الدنانير أم عشر درر أو عشر جواهر تقل عنها في القيمة ؟ .
فكان هذا السؤال موضحا لإجابة السؤال
قال ابن القيم الله :
وكذلك قراءة سورة بتدبر ومعرفة وتفهم ؛ وجمع القلب عليها ؛ أحب إلى الله تعالى من قراءة ختمة سردا وهذا ، وإن كثر ثواب هذه القراءة .
والصواب في المسألة أن يقال : إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا وثواب من كثرة القراءة أكثر عددا
عامة السلف على تفضيل القراءة المرتلة لقوله تعالى :
( و رتل القرآن ترتيلا ) و لأن السنة دلت على تفضيلها
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " لا خير في قراءة ليس فيها تدبر" .
و قال الحسن البصري : كيف يرِقُّ قلبك و إنما همك آخر السورة ؟!
و يؤكد على هذا المعنى الآجري في كتابه ( أخلاق حملة القرآن ) فيقول : و القليل من الدرس للقرآن مع التفكر فيه و تدبره أحب إليَّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر و لا تفكر فيه ، و ظاهر القرآن يدل على ذلك ، و السنة ، و قول أئمة المسلمين
إن كان الهدف من قراءة القرآن هو تحصيل الحسنات فقط لبحثنا عن أعمالأ خرى أكثر ثواباً منه ، بينما لا يستغرق أداؤها وقتاً طويلاً كالتسبيح مثلاً
(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من قال سبحان الله و بحمده ، في يوم مائة مرة ، حُطّت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر )
... و لكن أمر القرآن غير ذلك
، فلقد أنزله الله ليكون وسيلة للهداية و التغيير ، و ما الأجر و الثواب المترتب على قراءته إلا حافزاً يشحذ همة المسلم لكي يُقبل على القرآن ، فينتفع من خلال هذا الإقبال بالإيمان المتولد من الفهم و التأثر ، فينصلح حاله و يقترب من ربه .
ذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها ، واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه ، وتدبره ، والفقه فيه ، والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه كما قال بعض السلف : نزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا .
ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم .
قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان ، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ] .
والناس في هذا أربع طبقات :
- أهل القرآن والإيمان وهم أفضل الناس .
- والثانية : من عدم القرآن والإيمان .
- الثالثة : من أوتي قرآنا ولم يؤت إيمانا .
- الرابعة : من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا .
وفي صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه و سلم فقال : كان يمد مدا .
وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة ، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل ، فإن كنت فاعلا ولا بد ، فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ، ويعيها قلبك .
ملتقى اهل السنة
تعليق