السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى،
ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدًا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهً أحدًا، فردًا صمدًا،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ما أكرمه عبدًا وسيدًا،
وأعظمه أصلاً ومحفِدًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ,
صلاةً وسلامًا دائمين إلى أن يبعث الناس غدًا
فإن اليقين شعبة عظيمة من شعب الإيمان ,
وصفة من صفات أهل التقوى والإحسان ,
قال تعالى :
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) سورة لقمان .
واليقين
هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك،
الموجب للعمل
. تفسير السعدي 40.
قال الشاعر :
وقد أتاك يقين غير ذي عوج * * * من الإله وقول غير مكذوب
وقال البيهقي
اليقين هو سكون القلب عند العمل بما صدق به القلب فالقلب مطمئن ليس فيه تخويف من الشيطان ولا يؤثر فيه تخوف فالقلب ساكن آمن ليس يخاف من الدنيا قليلا ولا كثيرا .
الزهد الكبير 1/352.
قال ابن القيم رحمه الله في \'زاد المعاد\':
لا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية،
فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة،
والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا من قلبه وبدنه
انظر: مدارج السالكين 2/397 .
وقال صاحب الظلال
والذي يجد راحة اليقين في قلبه يجد في الآيات مصداق يقينه ،
ويجد فيها طمأنينة ضميره .
فالآيات لا تنشىء اليقين ،
إنما اليقين هو الذي يدرك دلالتها ويطمئن إلى حقيقتها .
ويهيئ القلوب للتلقي
الواصل الصحيح . تفسير الظلال 1/81.
ولأهمية اليقين فقد نبه الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الركون إلى أهل الشك ومن ليس لديهم اليقين الكامل بالله رب العالمين ,
قال تعالى
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)سورة الروم .
كما أمره بمداومة العبادة حتى يأتيه اليقين التام بلقاء ربه والفوز بمرضاته ,
قال تعالى
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)سورة الحجر.
واليقين عده البعض الإيمان كله ,
قال بعض السلف :
الصبر نصف الإيمان،
واليقين كل الإيمان
وقال ابن القيم
اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد،
وبه تفاضل العارفون،
وفيه تنافس المتنافسون،
وإليه شمر العاملون،
وهو مع المحبة ركنان للإيمان،
وعليهما ينبني وبهما قوامه،
وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية،
وعنهما تصدر،
وبضعفهما يكون ضعف الأعمال،
وبقوتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين،
وهما يثمران كل عمل صالح، وعلم نافع،
وهدى مستقيم
[ مدارج السالكين 2/397] .
وعَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ ، وَالْمُعَافَاةِ ، فَسَلُوهُمَا اللهَ ،
عَزَّ وَجَلَّ.أخرجه أحمد 1/8(38).
وعَنْ عُمَرَ ،
قَالَ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَنَا ، فَقَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ ، فَقَالَ :
أَلاَ إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنَ الْمُعَافَاةِ بَعْدَ الْيَقِينِ ،
أَلاَ إِنَّ الصِّدْقَ وَالْبِرَّ فِي الْجَنَّةِ ،
أَلاَ إِنَّ الْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فِي النَّارِ.
أخرجه أحمد 1/9(49) و"النَّسائي" في "عمل اليوم والليلة" 885.
ولهذا قال أبو بكر الوراق رحمه الله:
'اليقين ملاك القلب،
وبه كمال الإيمان،
وباليقين عُرف الله،
وبالعقل عُقل عن الله
ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ,
وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ,
وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصائب الدُّنْيَا ,
اللهم أمتعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ,
وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا ,
وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ,
وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ,
وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِى دِينِنَا ,
وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ,
وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ,
وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا.
أَخْرَجَهُ الترمذي (3502) و"النَّسَائي" في عمل اليوم والليلة (402)
عن ابن عمر رضي الله عنه .
ولقد ضرب أنبياء الله ورسله الكرام المثل الأعلى في اليقين وحسن الثقة بالله تعالى ,
فها هو الخليل إبراهيم عليه وسلم حينما حاجه قومه قال لهم في يقين وثبات :
" وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) سورة الأنعام
منقول
http://safeshare.tv/w/KAPXdbSCLN
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى،
ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدًا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهً أحدًا، فردًا صمدًا،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ما أكرمه عبدًا وسيدًا،
وأعظمه أصلاً ومحفِدًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ,
صلاةً وسلامًا دائمين إلى أن يبعث الناس غدًا
فإن اليقين شعبة عظيمة من شعب الإيمان ,
وصفة من صفات أهل التقوى والإحسان ,
قال تعالى :
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) سورة لقمان .
واليقين
هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك،
الموجب للعمل
. تفسير السعدي 40.
قال الشاعر :
وقد أتاك يقين غير ذي عوج * * * من الإله وقول غير مكذوب
وقال البيهقي
اليقين هو سكون القلب عند العمل بما صدق به القلب فالقلب مطمئن ليس فيه تخويف من الشيطان ولا يؤثر فيه تخوف فالقلب ساكن آمن ليس يخاف من الدنيا قليلا ولا كثيرا .
الزهد الكبير 1/352.
قال ابن القيم رحمه الله في \'زاد المعاد\':
لا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية،
فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة،
والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا من قلبه وبدنه
انظر: مدارج السالكين 2/397 .
وقال صاحب الظلال
والذي يجد راحة اليقين في قلبه يجد في الآيات مصداق يقينه ،
ويجد فيها طمأنينة ضميره .
فالآيات لا تنشىء اليقين ،
إنما اليقين هو الذي يدرك دلالتها ويطمئن إلى حقيقتها .
ويهيئ القلوب للتلقي
الواصل الصحيح . تفسير الظلال 1/81.
ولأهمية اليقين فقد نبه الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الركون إلى أهل الشك ومن ليس لديهم اليقين الكامل بالله رب العالمين ,
قال تعالى
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)سورة الروم .
كما أمره بمداومة العبادة حتى يأتيه اليقين التام بلقاء ربه والفوز بمرضاته ,
قال تعالى
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)سورة الحجر.
واليقين عده البعض الإيمان كله ,
قال بعض السلف :
الصبر نصف الإيمان،
واليقين كل الإيمان
وقال ابن القيم
اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد،
وبه تفاضل العارفون،
وفيه تنافس المتنافسون،
وإليه شمر العاملون،
وهو مع المحبة ركنان للإيمان،
وعليهما ينبني وبهما قوامه،
وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية،
وعنهما تصدر،
وبضعفهما يكون ضعف الأعمال،
وبقوتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين،
وهما يثمران كل عمل صالح، وعلم نافع،
وهدى مستقيم
[ مدارج السالكين 2/397] .
وعَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ ، وَالْمُعَافَاةِ ، فَسَلُوهُمَا اللهَ ،
عَزَّ وَجَلَّ.أخرجه أحمد 1/8(38).
وعَنْ عُمَرَ ،
قَالَ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَنَا ، فَقَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ ، فَقَالَ :
أَلاَ إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنَ الْمُعَافَاةِ بَعْدَ الْيَقِينِ ،
أَلاَ إِنَّ الصِّدْقَ وَالْبِرَّ فِي الْجَنَّةِ ،
أَلاَ إِنَّ الْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فِي النَّارِ.
أخرجه أحمد 1/9(49) و"النَّسائي" في "عمل اليوم والليلة" 885.
ولهذا قال أبو بكر الوراق رحمه الله:
'اليقين ملاك القلب،
وبه كمال الإيمان،
وباليقين عُرف الله،
وبالعقل عُقل عن الله
ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ,
وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ,
وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصائب الدُّنْيَا ,
اللهم أمتعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ,
وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا ,
وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ,
وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ,
وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِى دِينِنَا ,
وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ,
وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ,
وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا.
أَخْرَجَهُ الترمذي (3502) و"النَّسَائي" في عمل اليوم والليلة (402)
عن ابن عمر رضي الله عنه .
ولقد ضرب أنبياء الله ورسله الكرام المثل الأعلى في اليقين وحسن الثقة بالله تعالى ,
فها هو الخليل إبراهيم عليه وسلم حينما حاجه قومه قال لهم في يقين وثبات :
" وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) سورة الأنعام
منقول
http://safeshare.tv/w/KAPXdbSCLN
تعليق