السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
تقليص
X
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد...
فكثيرا ما يقرع مسامعنا لفظة (أسرار القرآن) وكنت كلما سمعت هذه المقولة قفز على ذهني مباشرة سؤال بل أسئلة :
هل يجوز لأحد أن يقول بوجود أسرار في كتاب الله ؟
وهل تعبدنا الله بأسرار في كتابه الذي يعد منهجا من المفترض أن يكون واضحا تمام الوضوح ؟
وتزيد الحيرة كلما سمعت من ينسبون إلى العلم الشرعي (وليس مقصدي بالطبع تقليل الشأن) وهم يستخدمون هذه العبارة
(أسرار القرآن).
ثم قلتُ لنفسي أوتيتِ من قِبلِ جهلكِ ارجعي إلى أهل العلم لتجدي شفاء عِيِّك فإنما شفاء العِيِّ السؤال ، فالعلم قال الله قال رسوله وما سوى ذلك وسواس الشياطين وحداة الطريق إلى الله إنما هم العلماء.
وكانت سُلافَةُ البحثِ و خلاصته:
أنه ليس في القرآن أسرار ...
إنما هو محكم و متشابه
نعم ، ... ليس هناك سر مطلق في القرآن إنما علم ذلك ومفتاحه كتاب وسنة على منهاج سلف الأمة
وما يعقلها إلا العالمون، وهذا ما يقصده أهل العلم بلفظة (أسرار القرآن)
فصل في المحكم والمتشابه
قال تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ متشابهات}
(آل عمران:7)
وقال جل ثناؤه:
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ}
(الزمر:23)
وقال أيضاً:
{كتاب أحكمت آياته ثم فُصِّلت من لدن حكيم خبير}
( هود:1).
قال السادة العلماء:
والمحكم والمتشابه لفظان متقابلان، إذا ذُكِرَ أحدهما استدعى الآخر ضرورة. وهما بحثان رئيسان من أبحاث علوم القرآن، أفاض العلماء القول فيهما، وتفاوتت أنظارهم في تعريفهما وحقيقتهما، وهما كذلك بحثان مهمان من أبحاث أصول الفقه.
المحكم من حيث اللغة:
هو مأخوذ من حَكَمْتُ الدابةَ وأحكمتها، بمعنى أحكمت وثاقها ومنعتها من التفلُّت والهرب. وإحكام الكلام إتقانه وتمييز الصدق فيه من الكذب.
أما المحكم اصطلاحًا:
فقد اختلفت الأنظار أيضا في تعريفه،
فقال بعضهم: هو ما عُرِفَ المراد منه،
وقال آخرون: ما لا يحتمل إلا وجهاً واحداً.
وعرَّفه قوم بأنه ما استقلَّ بنفسه، ولم يحتج إلى بيان.
ويمكن إرجاع هذه التعاريف إلى معنى واحد، هو معنى البيان والوضوح.
والمتشابه لغة:
مأخوذ من الشبه والتشابه، تقول: فلان يشبه فلانًا، أي يماثله، وله من الصفات ما للآخر. وعلى هذا، فتشابه الكلام تماثله وتناسبه، بحيث يصدِّق بعضه بعضًا.
وبناءً على التعريف اللغوي لكلٍ من المحكم والمتشابه،
يتضح أنه لا تنافي بين المحكم والمتشابه من جهة المعنى اللغوي،
فالقرآن كله محكم، بمعنى أنه متقن غاية الإتقان، وهو كذلك متماثل ومتشابه، بمعنى أنه يصدِّق بعضه بعضًا.
أما تعريف المتشابه اصطلاحًا:
فعرفه بعضهم بأنه: ما استأثر الله بعلمه،
وعرفه آخرون بأنه: ما احتمل أكثر من وجه،
وقال قوم: ما احتاج إلى بيان، بردِّه إلى غيره.
ثم إن المتشابه أنواع،
فهناك متشابه من جهة اللفظ،
وهناك متشابه من جهة المعنى،
وهناك متشابه من جهة اللفظ والمعنى معًا.
وتفصيل هذه الأنواع ليس هذا مكانه.
هذا ما تيسر وللحديث بقية إن شاء الله
تقبلوا تحياتي
(أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 09-04-2015, 10:02 PM.
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
جزاكم الله خيرا ومتابعون بإذن اللهأسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين
أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة
ليس في القرآن أسرار ...
إنما هو محكم و متشابه
(2)
الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه ملء السماوات و الأرض والصلاة والسلام على شفيعنا يوم العرض وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين وبعد...
تكلمنا في حديثنا السابق بفضل الله تعالى عما يسمى بأسرار القرآن وقد خلُصنا بفضل الله وحده إلى نتائج منها أنه ليس في ا لقرآن أسرار ...
إنما هو محكم و متشابه
وأنه ليس هناك سر مطلق في القرآن إنما علم ذلك ومفتاحه كتاب وسنة على منهاج سلف الأمة
وما يعقلها إلا العالمون،
وهذا ما يقصده أهل العلم بلفظة (أسرار القرآن) وقلنا أن الأمر متعلق بإذن الله بين العلم والجهل وفوق ذلك التوفيق بإذن الله تعالى.
واليوم نستكمل ما شرعنا فيه ، سائلين المولى سبحانه السداد في القول والفعل والقبول بإذنه تعالى:
قلت مستعينا بالله:
وهنا لابد من وقفة متأنية مع كتاب الله حتى يتبين ما أردناه
قال الله تعالى: {... وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}
إنها مسألة طالما بحثها العلماء،
ومنشأ النظر في هذه الآية متَّجه إلى قوله تعالى:{والراسخون في العلم} هل هو كلام مبتدأ ومستأنَف،
أم هو معطوف على قوله تعالى:{وما يعلم تأويله إلا الله} ومعلوم أن مكان الوقف في الآية، هو الذي يحدد المعنى ويوجهه.
ولا يُسعفنا المقام للخوض في تفاصيل أقوال أهل العلم في هذه المسألة، لكن حسبنا أن نعلم أنَّ هناك اتجاهان في تفسير الآية،
الأول :
يرى الوقف على قوله تعالى:{وما يعلم تأويله إلا الله} وبالتالي يكون قوله تعالى: {والراسخون في العلم} كلام مبتدأ،
والمعنى على هذا:
أن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم، يؤمنون به كما جاء، ويكِلُون علمه إلى الله سبحانه.
وقد أيَّد أصحاب هذا الاتجاه ما ذهبوا إليه، بما رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: تلا رسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية:{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}(آل عمران:7) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذرهم ).
أما الاتجاه الثاني
فيرى أن قوله تعالى:{والراسخون في العلم} معطوف على قوله:{وما يعلم تأويله إلا الله}
وعلى هذا يكون تفسير الآية:
أن الراسخون في العلم يعلمون تفسير المتشابه من القرآن.
وقد صحح الإمام النووي هذا القول، مستدلاً على ذلك، بأن الله سبحانه يبعد أن يخاطب عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته.
والواقع أن التوفيق بين هذين الاتجاهين أمر ممكن،
وذلك إذا علمنا المقصود من لفظ "التأويل".
وبالرجوع إلى معنى التأويل يتبين لنا أنه يُطلق على معنيين:
الأول:
بمعنى التفسير، فتأويل الكلام تفسيره، وتوضيح معناه.
الثاني:
بمعنى الحقيقة، فتأويل الكلام، الحقيقة التي يؤول إليها.
وعلى هذا المعنى جاء قول عائشة رضي الله عنها: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأوَّل القرآن ) تعني قوله تعالى:{فسبح بحمد ربك واستغفره} رواه البخاري ومسلم.
وبناء على ذلك، نستطيع أن نقول:
إن الذين ذهبوا إلى حصر علم التأويل في حقِّ الله تعالى، إنما يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الثاني، أي الحقيقة التي يؤول إليها الغيب، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان؛ لأن حقيقة الغيب لا يعلمها إلا الله.
أما الذين ذهبوا إلى أنه يمكن للعلماء العلم بالتأويل، فإنهم يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الأول، معنى التفسير، وهذا أيضاً لا يختلف فيه اثنان.
ويمكن أن نمثِّلَ لهذا بمثال يزيد الأمر وضوحاً فنقول: إن صفة العلم التي وَصَفَ الله بها نفسه، وكذلك باقي الصفات، يمكن للعلماء تأويلها، بمعنى تفسيرها، أما تأويلها بمعنى معرفة حقيقة هذه الصفة، أو معرفة حقيقة باقي صفاته سبحانه، فهذا ما لا سبيل لأحدٍ إليه.
قلت
فكما لا نعرف حقيقة الذات لا نعرف حقيقة الصفات فهذا من أصول أهل السنة
ومن المهم أن نعلم في هذا السياق،
أن وجود المتشابه في القرآن له فوائد عدة، ذكرها العلماء، من ذلك:
1* الحث على النظر والبحث والتأمل في آيات الله.
2* ومنها إثبات التفاضل والتفاوت في العلم بين العباد، فلو كان القرآن كله محكمًا لاستوت منازل الخلق، ولم يظهر فضل العالم على غيره.
3* ومنها أيضًا ابتلاء العباد بالوقوف عند المتشابه من الآيات دون الخوض في تأويلها، بما لا تحتمله من وجوه التأويل.
هذا ما تيسر وللحديث تتمة بإذن الله تعالى
تقبلوا تحياتي
(أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
المحكم والمتشابه
القرآن من حيث الإحكام والتشابه يمكن اعتبار القرآن محكماً كله أو متشابهاً كله أو اعتبار بعضه محكماً وبعضه متشابهاً وتفصيله التالي:
1- القرآن كله محكم:
بمعنى إحكام ألفاظه وعدم وجود خلل فيه، المراد بإحكامه أيضاً: إتقانه، وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه. قال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1].
2- القرآن كله متشابه:
بمعنى أن آياته متشابهة في الحق والصدق، والإعجاز، والهداية إلى الخير. قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: 23].
3- بعض القرآن محكم وبعضه متشابه:
بمعنى أن الآيات المحكمة هي أم الكتاب أي أن هذه الآيات جماع الكتاب وأصله، فهي بمنزلة الأم له، لا غموض فيها ولا التباس، كآيات الحلال والحرام التي هي أصل التشريع، بخلاف الآيات المتشابهة التي تختلف فيها الدلالة، على كثير من الناس، فمن رد المتشابه إلى المحكم الواضح فقد اهتدى. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7].
رد المتشابه إلى المحكم
1- قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53].
هذه الآية متشابهة تحتمل معنيين:
المعنى الأول:
غفران الذنوب جميعاً لمن تاب.
المعنى الثاني:
غفران الذنوب جميعاً لمن لم يتب.
رد الآية المتشابهة إلى المحكمة:
وهي قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}
[طه: 82].
تبين من الآية المحكمة أن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وهو مؤمن واتبع طريق الهدى .
2- قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
هذه الآية تحتمل معنيين.
المعنى الأول:
إن كلمة {إِنَّا نَحْنُ} تحتمل الواحد المعظم نفسه وهو حق.
المعنى الثاني:
أنها للجماعة، وهو باطل، وتحتمل أيضاً الواحد ومعه غيره، فهي آية متشابهة تمسك بها النصارى الذين قالوا بالتثليث.
رد الآية المتشابهة إلى المحكمة: وهي قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النحل: 22].
وقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ} [المؤمنون: 91]. وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1].
تبين من الآيات المحكمة أن المراد بقوله: {إِنَّا نَحْنُ} هو الله الواحد المعظم نفسه.
حكمة ورود المحكم والمتشابه.
1- إن الله سبحانه احتج على العرب بالقرآن، إذ كان فَخْرُهم ورياستهم بالبلاغة وحسن البيان، والإيجاز والإطناب، والمجاز والكناية والإشارة والتلويح، وهكذا فقد اشتمل القرآن على هذه الفنون جميعها تحدياً وإعجازاً لهم.
2- أنزل الله سبحانه الآيات المتشابهات اختباراً ليقف المؤمن عنده، ويرده إلى عالِمِهِ، فيَعْظُم به ثوابه، ويرتاب بها المنافق، فيستحق العقوبة.
ولقد أشار الله تعالى في كتابه إلى وجه الحكمة في ذلك بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا} [البقرة: 26] ثم قال: جواباً لهم: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} . فأما أهل السعادة فيعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، فيستوجبون الرحمة والفضل، وأما أهل الشقاوة فيجحدونها،فيستوجبون الملامة.
3- أراد الله عز وجل أن يشغل أهل العلم بردّه إلى المحكم، فيطول بذلك فكرهم، ويظهر بالبحث اهتمامهم، ولو أنزله محكماً لاستوى فيه العالم والجاهل، فشغل العلماء به ليعظم ثوابهم وتعلو منزلتهم، ويكرم عند الله مآبهم.
4- أنزل المتشابه لتشغل به قلوب المؤمنين ، وتتعب فيه جوارحهم وتنعدم في البحث عنه أوقاتهم، ومدد أعمارهم، فيجوزوا من الثواب حسبما كابدوا من المشقة.
وهكذا كانت المتشابهات ميدان سباق تنقدح فيه الأفكار والعلوم.
وللحديث تتمة إن شاء الله
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس حادي الطريق; الساعة 15-12-2009, 02:21 AM.
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
جزاكم الله خيرا كثيرا وموضوع اكثر من رائع وكثيرا كنت اتمنى ان يشرح لى احد معنى المحكم والمتشابه والمثانى
نفع الله بكم
واتابع معك باذن الله تعالى
*******
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر " يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي" قال أبو عبد الله دف نعليك يعني تحريكاللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً
افضل الذكر . استمع بقلبك مع الترجمة . لتكن صدقة لوالدىَّ
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا كثيرا وموضوع اكثر من رائع وكثيرا كنت اتمنى ان يشرح لى احد معنى المحكم والمتشابه والمثانى
نفع الله بكم
وجزاك مثله أخي الحبيب (العابد لله) أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يجعلنا وإياكم خيرا مما يظن به وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه ، وأن يجعله حجة لنا لا علينا ، وأن يجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
بارك الله فيكم متابعون بإذن اللهأسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين
أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
اللهم امين
جزاكم الله خيرا اخى الكريم اعزك اللهاللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً
افضل الذكر . استمع بقلبك مع الترجمة . لتكن صدقة لوالدىَّ
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبسم الله الرحمن الرحيم
(4)
فصل في منشأ التشابه
نشأ التشابه من خفاء مراد الشارع في كلامه،
فمرة يرجع إلى اللفظ،ومرة يرجع إلى المعنى،ومرة يرجع إلى اللفظ والمعنى.
وبيان ذلك:
1-اللفظ:قوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} [الصافات: 93].فلفظة: اليمين تحتمل استعمال يده اليمنى غير الشِّمال،وتحتمل أيضاً أن الضرب كان بقوة، لأن اليمين أقوى الجارحتين،وتحتمل أن الضرب كان بسبب اليمين التي حلفها إبراهيم،وفي قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} [الأنبياء: 57].
2- المعنى:مثل ما استأثر الله بعلمه من أهوال يوم القيامة، وعلامات الساعة، والجنة والنار.
3- اللفظ والمعنى:قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189]فهذا الخفاء في المعنى وفي اللفظ معاً إذ لا يمكن معرفة معنى هذه الآية إلا بالرجوع إلى تفسيرها،
فقد كان أهل الجاهلية يعتقدون أن الرجل إذا أحرم بالحج لم يدخل من باب البيت بل يخرق خرقاً أو يدخل من وراء البيت،
فرد عليهم القرآن وبيَّن أن ليس شيء من ذلك من أبواب البر ولكن البر هو التقوى.*********************
فصل في آيات الصفات
ما عليه أهل السنة أن آيات الصفات محكمة لكونها صفات الله تعالى،متشابهة بالنسبة لنا من حيث كيفيتها
مثل صفة: الاستواء على العرش، فهي معلومة في معناها، ولكن الكيف مرفوع
كما قال الإمام مالك: الإستواء معلوم، والكيف مرفوع، والسؤال عنه بدعة. أي معنى الاستواء معلوم، ونثبت له كيفية، فصفات الله منزّهة عن الكيف، والسؤال عن الآيات المتشابهات.ولمزيد تفصيل انظر الإتقان في علوم القرآن الإمام السيوطي
هذا ما تيسر ولله الحمد والمنةفلا تنسونا من دعائكم (أبو أنس)
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
(5)
في المحكم والمتشابه
((فصل في تقسيم التشابه وبعض ما أُلف فيه))
* تقسيم المتشابه:
وقد قُسِّم المتشابه تقسيمات مختلفة
فقسمه ابن الجوزي في كتابه [المدهش] إلى فصول:
- أولها: فصل في الحروف المبدلات
وعنى به تشابه اللفظين بأبدال كلمة بكلمة، وَمثَّل له بأمثلة كثيرة إلا أنه لم يقصد الحصر وذلك نحو قوله تعالى: { فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات} … (البقرة: من الآية29) وقال تعالى في حم فصلت { فَقَضَاهُنَّ } … (فصلت: من الآية12).
- ثانيها: فصل في الحروف الزوائد والنواقص
كما في قوله تعالى في البقرة { فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ}… (البقرة: من الآية23) وفي يونس: { بِسُورَةٍ مِثْلِهِ } … (يونس: من الآية38) .
- ثالثها: في المقدم والمؤخر
كما في قوله تعالى في البقرة: { وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ }… (البقرة: من الآية58) وفي الأعراف { وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً} … (لأعراف: من الآية161) .
وقسمه الزركش في كتابه [البرهان في أصول القرآن] إلى عدة فصول.
الفصل الأول: المتشابه باعتبار الإفراد، وهو على أقسام:
- الأول: أن يكون في موضع على نظم وفي آخر على عكسه وهو يشبه رَدَّ العَجُز على الصدر، نحو: { وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} … (البقرة: من الآية62) و{ وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى} … (الحج: من الآية17).
- الثاني: بالزيادة والنقصان.
- الثالث: بالتقديم والتأخير وهو قريب من الأول ومنه تقديم اللهو على اللعب واللعب على اللهو .
- الرابع: بالتعريف والتنكير كقوله في البقرة { بِغَيْرِ الْحَقّ}… (البقرة: من الآية61) وفي آل عمران{ بِغَيْرِ حَقّ} … (آل عمران: من الآية21)
- الخامس: بالجمع والإفراد كقوله في البقرة { إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً }… (البقرة: من الآية80) وفي آل عمران { مَعْدُودَاتٍ } … (آل عمران: من الآية24).
- السادس: إبدال حرف بحرف غيره كما في البقرة { وَكُلا مِنْهَا} …(البقرة: من الآية35) بالواو وفي الأعراف { فَكُلا} … (الأعراف: من الآية19) بالفاء.
- السابع: إبدال كلمة بأخرى كقوله في البقرة { مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}… (البقرة: من الآية170) وفي لقمان { وَجَدْنَا } … (لقمان: من الآية21) .
-الثامن: الإدغام وتركه نحو { وَمَنْ يُشَاقِقِ} … (لأنفال: من الآية13) و{ يُشَاقِّ } … (الحشر: من الآية4) و{ يَتَضَرَّعُونَ}… (الأنعام: من الآية42) و{ يَضَّرَّعُونَ} … (لأعراف: من الآية94).
الفصل الثاني: ما جاء على حرفين
ويأتي في هذا الفصل بألفاظ وردت مرتين في القرآن نحو { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} … (البقرة: من الآية219)، ويأتي له بأمثلة كثيرة.
ثم يعقد فصولاً بعد ذلك لما جاء على ثلاثة أحرف وعلى أربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية وتسعة وعشرة أحرف وعلى عشرين حرفاً وعلى ثلاثة وعشرين حرفاً وهو آخرها ويأتي في كل نوع بما ورد في القرآن .
وقد تبعه في ذلك السيوطي ولخص كلامه في النوع الثالث والستين من كتابه [الأتقان في علوم القرآن] .
* المصنفات في المتشابه:
1. من أول من أفرد المتشابه بالتصنيف الكسائي علي بن حمزة [توفي سنة:189 هجرياً] وذلك في رسالته المتشابه في القرآن.
2. وألف ابن المنادي أبو الحسين أحمد بن جعفر [ولد: سنة 256 وتوفي: سنة 336 هجرياً] كتابه [متشابه القرآن العظيم] وقد طبع بتحقيق الشيخ "عبد الله الغنيمان" سنة 1408 هجرياً ضمن مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
3. ونظم الإمام السخاوي [توفي سنة:634 هجرياً] متشابهات القرآن بأرجوزة سماها [هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في تبين متشابه الكتاب] وهو من أشهر ما صنف في ذلك وهو مطبوع متداول .
4. ونظم الإمام عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي المعروف بأبي شامة [توفي سنة:665 هجرياً] وهو تلميذ السخاوي منظومة على غرار هداية المرتاب ذكر فيها ما أغفله السخاوي من المتشابه سماها: [تتمة البيان لما أشكل من متشابه القرآن]
5. ونظم الشيخ محمد بن مصطفى الحضري الدمياطي المصري [توفي سنة:1287 هجرياً] منظومة نحا فيها نحو السخاوي ورتبها على حروف المعجم والتزم فيها قافية واحدة قال في أولها :
نحوت به نحو السخاوي وغالباً *** أزيد زيادات يدينُ لها الحِجا
وقد طبعت بمصر سنة 1321 هجرياً.
وهذا بالطبع بعض أشهر ما كتبه ونظمه القدماء وأما عن الحدثين فحدث ولا حرج فهم كُثر،
هذا ما تيسر ولله الحمد والمنة
فلا تنسونا من دعائكم (أبو أنس)
تعليق
-
رد: لا، ... ليس في ا لقرآن أسرار ... إنما هو محكم و متشابه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
علمنا المقصود من لفظ ( التأويل ) الوارد في قوله تعالى: { وما يعلم تأويله إلا الله }. وملخص ما سبق بالرجوع إلى معنى ( التأويل ) يتبين لنا أن هذا اللفظ يُطلق على معنيين:
الأول: ( التأويل ) بمعنى التفسير، فتأويل الكلام تفسيره، وتوضيح معناه. والتأويل في كلام كثير من المفسرين، وخاصة المتقدمين منهم كـ ابن جرير الطبري وغيره، يُطلق بهذا المعنى، وهم يريدون به تفسير الكلام، وبيان معناه؛ فهو إذن اصطلاح معروف ومشهور عند أهل التفسير .
و( التأويل ) في كلام المتأخرين من الفقهاء والمتكلمين: هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، لدلالة توجب ذلك. وهذا هو التأويل الذي تنازع الناس فيه. فالتأويل الصحيح منه ما وافق نصوص الكتاب والسنة ولم يخالفها. والتأويل الفاسد منه ما خالف ذلك .
والمعنى الثاني من معاني ( التأويل ) يأتي بمعنى: الحقيقة، فتأويل الكلام، الحقيقة التي يؤول إليها. وعلى هذا المعنى جاء قول عائشة رضي الله عنها:
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي ، يتأوَّل القرآن ) تعني قوله تعالى: { فسبح بحمد ربك واستغفره } (النصر:3) رواه البخاري و مسلم .
وبناءً على ذلك، نستطيع أن نقول:
إن الذين ذهبوا إلى حصر علم التأويل في حقِّ الله تعالى، إنما يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الثاني، أي: الحقيقة التي يؤول إليها الغيب، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان؛ لأن حقيقة الغيب لا يعلمها إلا الله .
أما الذين ذهبوا إلى أنه يمكن للعلماء العلم بالتأويل،
فإنهم يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الأول، أي: معنى التفسير، وهذا أيضاً لا يختلف فيه اثنان .
ويمكن أن نمثِّل لهذا بمثال يزيد الأمر وضوحاً وجلاءً،
فنقول: إن صفة العلم التي وَصَفَ الله بها نفسه، وكذلك باقي الصفات، يمكن للعلماء تأويلها، بمعنى تفسيرها، أما تأويلها بمعنى معرفة حقيقة هذه الصفة، أو معرفة حقيقة باقي صفاته سبحانه، فهذا ما لا سبيل لأحدٍ إليه، كما سنبين ذلك لاحقًا .
إذا تبين ما تقدم،
نضيف إليه أمرًا آخر، وهو أن وجود المتشابه في القرآن له فوائد عدة، ذكرها العلماء، من تلك الفوائد:
* الحث على النظر والبحث والتأمل في آيات الله سبحانه.
ومنها:
* إثبات التفاضل والتفاوت في العلم بين العباد؛ إذ لو كان القرآن الكريم كله محكمًا لاستوت منازل الخلق في فهمه، ولم يظهر فضل العالم على الجاهل، ولم يتبين فضل الذي يعلم حقيقة القول على الذي يعلم ظاهره، وقد جعل الله بعض القرآن محكمًا؛ ليكون أصلاً للرجوع إليه، وجعل بعضه متشابهًا يحتاج إلى الاستنباط وإعمال العقل، ورده إلى المحكم .
ومنها أيضًا:
* ابتلاء العباد بالوقوف عند المتشابه من الآيات دون الخوض في تأويلها، بما لا تحتمله من وجوه التأويل، وتسليم الأمر فيها إلى الله تعالى.
وقد ذكر الشيخ الزرقاني فوائد أخر، يمكن تتبعها في كتابه ( مناهل العرفان ) .
ثم إن الثمرة العلمية والعملية لهذا البحث،
تتجلى في بيان موقف المسلم من موضوع ( المتشابه ) الذي كان - ولا يزال - مزلة أقدام كثيرة، وموضع أخذ ورد.
وكان من أهم المسائل التي دار الخلاف حولها مسألة صفات الخالق سبحانه،
الواردة في العديد من الآيات والأحاديث؛
كقوله تعالى: { وتوكل على الحي الذي لا يموت } (الفرقان:58)
وقوله سبحانه: { وهو بكل شيء عليم } (البقرة:29)
وقوله سبحانه: { وهو على كل شيء قدير } (المائدة:120)
وقوله تعالى: { وهو السميع البصير } (الشورى:11)
وقوله سبحانه: { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } (المائدة:54)
وقوله تعالى: { رضي الله عنهم ورضوا عنهم } (المائدة:119)
وقوله سبحانه: { ولكن كره الله انبعاثهم } (التوبة:46)
وقوله تعالى: { وغضب الله عليه ولعنه } (النساء:93)
وقوله سبحانه: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } (الرحمن:27)
وقوله تعالى: { بل يداه مبسوطتان } (المائدة:64)
ونحو ذلك من الآيات؛
ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم:
( ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ) متفق عليه،
وقوله: ( إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) متفق عليه،
وقوله: ( لله أشد فرحًا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها ) رواه مسلم
ونحو ذلك من الأحاديث .
فالواجب في مثل هذه الآيات والأحاديث الداخلة في باب ( الصفات )
إثبات ما أثبته الله ورسوله، ونفي ما نفاه الله ورسوله،
والألفاظ التي ورد بها النص يُعتصم بها في إثبات الصفات ونفيها؛ فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني، وننفي ما نفته نصوصهما منهما.
وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق حتى يُنظر في مقصود قائلها؛ فإن كان معنى صحيحًا قُبِلَ، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص، دون الألفاظ المجملة .
وقد أطبقت كلمة الأئمة المتقدمين على أن ما ورد في ( باب الصفات ) من الآيات والأحاديث، ينبغي حمله على ظاهره، من غير تأويل أو تحريف أو تعطيل أو تمثيل؛ وأن ظاهرها لا يقتضي تمثيل الخالق بالمخلوق.
فقد ثبت عن الإمام مالك أنه سئل عن الاستواء، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
وسئل سفيان الثوري عن ذلك أيضًا، فقال: أفهم من قوله: { الرحمن على العرش استوى } ما أفهم من قوله: { ثم استوى إلى السماء } (فصلت:11) .
ففي كل هذه الأقوال ما يفيد
أن ( الاستواء ) معلوم من حيث اللغة؛ والكيف مجهول،
أي: حقيقة تلك الصفة مجهولة لنا، لا دليل عندنا عليه، ولا سلطان لنا به؛ والسؤال عنه بدعة، أي: الاستفسار عن الكيفية بدعة؛
لأنه ليس من هدي السلف، ولأنه أمر لا يمكن إدراكه أو الوصول إليه، وما جزاء المبتدع إلا أن يطرد ويبعد عن الناس خوف أن يفتنهم؛ لأنه رجل سوء، وداعية فتنة .
وقد رُوي عن بعض أهل العلم، أنه سئل عن الآيات والأخبار التي فيها من صفات الله تعالى، فقال: نمرها كما جاءت، ونؤمن بها، ولا نقول: كيف وكيف .
قال ابن الصلاح : وعلى هذه الطريقة مضى صدر الأمة وسادتها، وإياها اختار أئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها .
وقد أفصح الإمام الغزالي عن موقف السلف من هذه المسألة في كتابه ( إلجام العوام عن علم الكلام ) وهو آخر تصانيفه - رحمه الله - في أصول الدين، وحث فيه على التزام مذهب السلف، ومن تبعهم في هذه المسألة .
فالعمدة فيما جاء في ( باب الصفات )
الأدلة القطعية التي توافرت على أنه تعالى: { ليس كمثله شيء } وقد أُكدت هذه الحقيقة في كثير من الآيات القرآنية، كقوله سبحانه: { قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد * ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد } وقوله تعالى: { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } (فاطر:15) والنصوص في الكتاب والسنة كثيرة ومستفيضة، تؤيد هذه الحقيقة وتؤكدها .
هذا قول مجمل في موضوع آيات الصفات وما شاكلها من أحاديث،
ويمكن التوسع في هذا الباب بالرجوع إلى ما كتبه الشيخ الزرقاني في كتابه ( مناهل العرفان ) وأيضًا ما كتبه الشيخ ابن عثيمين في كتابه ( تقريب التدمرية ) .
وحاصل القول في موضوع المحكم والمتشابه الوارد في القرآن، أنه من جهة اللغة لا تنافي بينهما؛ إذ القرآن كله محكم بمعنى أنه متقن غاية الاتقان، وهو أيضًا متشابه، بمعنى أنه يصدق بعضه بعضًا؛ أما من جهة الاصطلاح، فالمحكم ما عُرف المقصود منه، والمتشابه ما غَمُض المقصود منه.
وظهر لنا أيضًا الموقف السليم من النصوص الواردة في باب الصفات، وأن القول الصواب فيها ما ذهب إليه السلف من إجراء تلك النصوص على ظاهرها، دون أن يقتضي ظاهر تلك النصوص تمثيل الخالق بالمخلوق .
فإذا سألت عن الحكمة من المحكم والمتشابه في القرآن
يقول أهل العلم في مجمل كلامهم
الحكمة من المتشابههي الامتحان والاختبار والابتلاء، فكما أن الله تعالى يمتحن بالخير والشر والسراء والضراء والأوامر والنواهي، يبتلي كذلك بالمحكم والمتشابه،ويوضح هذا المعنى قول الله تعالى:((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ...{آل عمران: 7}.قال ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير هذه الآية:(( آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ )).بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى، ومن عكس انعكس.ولهذا قال تعالى:(( هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ))أي أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه، وأخر متشابهات تحتمل دلالتها موافقة المحكم،وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد، فالواجب على المسلم تجاه المتشابه الإيمان به ورده إلى المحكم.
هذا ما تيسر ولله الحمد والمنة
ولا تنسونا من صالح دعائكم
(أبو أنس)
تعليق
تعليق