الناس جميعًا يبحثون عن السعادة
ويجدون في طلبها ويكدحون في تحصيلها ,
ولكن ليس كل من يطلب السعادة يجدها ؛
لأن فهم كل واحد منهم لها يختلف ,
ومشاربهم في سبل تحصيلها تتباين ,
فالبعض يظن أن السعادة في كثرة المال ,
فيسعي إلى تحصيله بكل السبل وشتى الوسائل والطرق ,
ولا يدري أن هذه السعادة وهمية غير حقيقية،
وأن هناك يومًا سيأتيه ويصرخ فيه قائلاً :
" مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ ".
سورة الحاقة: 28-29.
بل قد يكون المال سبباً لشقاوته وعذابه ,
كما قال تعالى:
" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ"
. سورة التوبة: 34-35.
وقد أشار القرآن الكريم إلى شقاء أصحاب الأموال الذين لا يتقون الله تعالى في جمعها وإنفاقها،
ومعرفة حق الله عز وجل فيها، فقال تعالى:
" فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ" .
سورة التوبة: 55 .
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ،
قَالَ:سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي ،
ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ،
ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ، ثُمَّ قَالَ :
هَذَا الْمَالُ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيان : قَالَ لِي :
يَا حَكِيم ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ،
فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ،
وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ ،
وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى.
أخرجه "أحمد" 3/434 (15659) و"البُخَارِي" 2/152(1472).
قال البستي :
ويا حريصًا على الأموالِ تجمعُها * * * أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟
زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها * * * فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ
وقال آخر :
ولست أرى السعادة جمع مال ٍ * * * ولكن التقي هو السعيد ُ
وتقوى الله خير الزاد ذخرًا* * * وعند الله للأتقى مزيدُ
http://www.saaid.net/flash/1321378527.swf
وتقوى الله خير الزاد ذخرًا* * * وعند الله للأتقى مزيدُ
http://www.saaid.net/flash/1321378527.swf
تعليق