إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حينما ننفصل بالكليَّة | و تبتَّل إليه تبتيلًا ♥

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جديد] حينما ننفصل بالكليَّة | و تبتَّل إليه تبتيلًا ♥



    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    " و تبتَّل إليه تبتيلًا "

    حينما ننفصل عن متاع الدنيا بكليّتنا، فلا يعد يمس قلوبنا حتى و إن ملكته أيدينا فنحن لا نشعر به و لا نجد له لذة إلا بالانقطاع إلى الله عز و جل
    الاتصاف بمحبة الله .. و ما يقرِّب إليه .. و يوفي من رضاه ، ذاك هو التبل ()
    ...

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
    وقوله : ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ) أي : أكثر من ذكره ، وانقطع إليه ، وتفرغ لعبادته إذا فرغت من أشغالك ، وما تحتاج إليه من أمور دنياك ، كما قال : (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) [ الشرح : 7 ] أي : إذا فرغت من مهامك فانصب في طاعته وعبادته ، لتكون فارغ البال . قاله ابن زيد بمعناه أو قريب منه .
    وقال ابن عباس ومجاهد وأبو صالح وعطية والضحاك والسدي : ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) أي : أخلص له العبادة .
    وقال الحسن : اجتهد وبتل إليه نفسك .
    وقال ابن جرير : يقال للعابد : متبتل ، ومنه الحديث المروي : أنه نهى عن التبتل ، يعني : الانقطاع إلى العبادة وترك التزوج .






    نأخذكم في جولة حول المعنى الحقيقيّ للتبتل و كل شيء متعلق به بإذن الله تعالى
    • معنى التبتل
    • لفتة تربوية
    • التبتل الحقيقيّ
    • حاجتنا إلى التبتل
    • خُطُوات التبتل
    • نساء متبتلات
    • صور التبتل المشروع
    • صور التبتل الممنوع



    بحول الله و قوته

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 06-07-2018, 10:15 PM. سبب آخر: حروف زائدة
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: حينما ننفصل بالكليَّة | و تبتَّل إليه تبتيلًا ♥

    " و تبتَّل إليه تبتيلًا "
    ...




    معنى التبتل *

    والتبتل هو: الانقطاع، وهو هنا انقطاعٌ مجازي؛ أي: تفرغ البال والفكر إلى ما يرضي الله، فكأنه انقطع عن الناس، وانحاز إلى جانب الله؛ فعُدِّي بـ: \"إلى\" الدالة على الانتهاء،

    قال امرؤ القيس:
    تُضيء الظلامَ بالعِشاء كأنها *** منارةُ مُمْسَى راهبٍ متبتِّلِ
    والتبتيل: مصدر (بتَّل) المشدَّد، الذي هو فعل متعدٍّ، مثل التقطيع، جيء بهذا المصد
    عوضًا عن التبتل؛ للإشارة إلى أن حصول التبتل - أي: الانقطاع - يقتضي التبتيل؛ أي: القطع. يقال: بتلت الشيء؛ أي: قطعته، ومنه قولهم: طلقها بتة بَتْلة، وهذه صدقة بتة بتلة؛ أي: بائنة منقطعة عن صاحبها؛ أي: قَطَع ملكه عنها بالكلية،
    ومنه: مريم البتول؛ لانقطاعها إلى الله - تعالى -، ويقال للراهب: متبتِّل؛ لانقطاعه عن الناس،وانفراده بالعبادة، قال:
    تُضيء الظلامَ بالعِشاء كأنها *** منارةُ مُمْسَى راهبٍ متبتِّلِ [4]
    والبتول من النِّساء: المنقطعة عن الرِّجال، لا أربَ لها فيهم، وبها سمِّيت مريم البتول.وقيل لفاطمة- رضي الله عنها -: البتول؛ لانقطاعها عن نساء أهل زمانها ونساء الأمَّة عفافًا وفضلاً ودينًا وحسبًا، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا لله - عز وجل -. وامرأة مبتلة الخَلق؛ أي: منقطعة الخَلق عن النساء، لها عليهن فضلٌ
    ولما كان التبتيل قائمًا بالمتبتل، تعيَّن أن تبتيلَه قطعُه نفسَه عن غيرِ مَن تبتل هو إليه؛ فالمقطوع عنه هنا هو من عدا الله تعالى؛ فالجمع بين تبتل وتبتيلاً مشيرٌ إلى إراضة النفس على ذلك التبتل، وفيه مع ذلك وفاءٌ بِرَعْي الفواصل التي قبله.
    والمراد بالانقطاع المأمور به: انقطاع خاص، وهو الانقطاع عن الأعمال التي تمنعه من قيام الليل ومهام النهار في نشر الدعوة ومحاجة المشركين؛ ولذلك قيل: ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ)؛ أي: إلى الله؛ فكل عمل يقوم به النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعمال الحياة، فهو لدين الله؛ فإن طعامه وشرابه ونومه وشؤونه للاستعانة على نشر دين الله، وكذلك منعشات الروح البريئة من الإثم؛ مثل: الطِّيب، وتزوُّج النساء، والأنس إلى أهله وأبنائه وذويه، وقد قال: ((حبِّب إليَّ من دنياكم النساءُ والطِّيب)).

    وخلاصة المعنى:



    أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مأمور ألا تخلو أوقاتُه عن إقبال على عبادة الله ومراقبته،والانقطاع للدعوة لدين الحق، وإذ قد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبلُ غيرَغافل عن هذا الانقطاع بإرشادٍ من الله؛ كما ألهمه التحنُّث في غار حراء، ثم بما أفاضه عليه من الوحي والرسالة، فالأمر في قوله: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ) مرادٌ به الدوام على ذلك؛ فإنه قد كان يذكر الله فيما قبل، فإن في سورة القلم - وقد نزلت قبل المزمل -: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) [القلم: 51

    على أن القرآنَ الذي أنزل أولاً أكثرُه إرشاد للنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى طرائق دعوة الرسالة؛ فلذلك كان غالب ما في هذه السور الأُوَل منه مقتصرًا على سَنِّ التكاليف الخاصة بالرسول - صلى الله عليه وسلم -\"[6].
    والأصل أن يقال: \"وتبتل إليه تبتُّلاً\"، أو يقال: \"بتِّل نفسك إليه تبتيلاً\"، لكنه - تعالى - لم يذكرهما واختار هذه العبارة الدقيقة، وهي أن المقصود بالذات إنما هو التبتل، فأما التبتيل فهو تصرف، والمشتغل بالتصرف لا يكون متبتلاً إلى الله؛ لأن المشتغل بغير الله لا يكون منقطعًا إلى الله، إلا أنه لا بد أولاً من التبتيل؛ حتى يحصل التبتلُ؛ كما قال - تعالى -: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [العنكبوت: 69]، فذَكَر التبتل أولاً إشعارًا بأنه المقصود بالذات، وذكر التبتيل ثانيًا إشعارًا بأنه لا بد منه، ولكنه مقصودٌ بالغرض[7].





    لفتة تربوية *


    وفي هذه الآية لفتة \"تربوية\" مهمة، نأخذها من المصدرين: المحذوف: \"تَبَتُّل\"، والمذكور: \"تَبتيل\". يدل المصدر الأول على التدرج والتكلف والمجاهدة؛ إن جملة: \"تَبَتَّلْ إِلَى اللهِ تَبَتُّلاً\" تدعو المؤمن - والمؤمنة - إلى مجاهدة النفس، وإجبارها على التبتُّل، وإلزامها به، وفي هذه المجاهدة من التكلف والعزم وقوة الإرادة ما فيه؛ لأن النفس تكره الالتزام والانضباط، وتحب التفلُّت والترخُّص، وإذا تركها المسلمُ على هواها، فإنها تتركُ الأمر وتتخلى عنه؛ ولذلك لا بد من أَخْذِها بالشدة؛ حتى تلتزمَ وتستقيم.
    ويدل المصدر الثاني: \"تَبْتِيل\" على التكثير، فمن بَتَّلَ نفسه إلى الله تبتيلاً، فقد أكثر من الانقطاع إلى الله[8].


    مراجع

    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
    [1] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (8/ 266) بتصرف.
    [2] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص (893).
    [3] جامع البيان في تأويل آي القرآن (23/ 687).
    [4] انظر: التحرير والتنوير (29/ 265) والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (19/ 44) ومفاتيح الغيب أو التفسير الكبير،
    للرازي (30/ 687) واللباب في علوم الكتاب (19/ 467).
    [5] لسان العرب (11/ 43)، تاج العروس من جواهر القاموس (28/ 52).
    [6] التحرير والتنوير، (29/ 265 - 266).
    [7] مفاتيح الغيب، للرازي (30/ 687).
    [8] مجلة الفرقان.
    [9] مدارج السالكين (2/ 32).
    [10] أحكام القرآن (4/ 332).

    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 18-02-2015, 10:37 PM. سبب آخر: اضافات
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: حينما ننفصل بالكليَّة | و تبتَّل إليه تبتيلًا ♥



      التبتل الحقيقي:


      ...

      والتبتل الحقيقي يجمع أمرين؛ كما قال ابن القيم - رحمه الله -: التبتل يجمع أمرين: اتصالاً وانفصالاً، لا يصحُّ إلا بهما.
      فالانفصال: انقطاعُ قلبه عن حظوظ النفس المزاحمةِ لمراد الربِّ منه، وعن التفات قلبه إلى ما سوى الله؛ خوفًا منه، أو رغبة فيه، أو مبالاة به، أو فكرًا فيه، بحيث يُشغَل قلبُه عن الله.
      والاتصال: لا يصحُّ إلا بعد هذا الانفصال.
      وهو اتصال القلب بالله، وإقباله عليه، وإقامة وجهه له، حبًّا وخوفًا ورجاءً، وإنابة وتوكُّلاً
      [9].





      حاجتنا إلى التبتل:
      ونحن اليوم في حاجة ماسة إلى التبتل؛ وذلك بالانقطاع عن الخَلق، والاتصال بالخالق، قال ابن العربي: \"وأما اليوم وقد مرجت عهودُ الناس، وخفَّت أماناتهم، واستولى الحرامُ على الحطام، فالعزلة خير من الخلطة، والعز به أفضل من التأهل\"، يقول هذا الكلام في زمانه، فكيف لو رأى زماننا، فما عساه أن يقول؟! وقال أيضًا: \"عند فساد الزمان يكون خيرُ مال المسلم غنمًا يتبع بها شعف الجبال ومواقع القَطْر، يفرُّ بدينه من الفتن\"[10].




      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: حينما ننفصل بالكليَّة | و تبتَّل إليه تبتيلًا ♥

        خطوات التبتل:

        ...

        للتبتل أربع خطوات:

        1 - قطع رغبة النفس في المدح؛ فلا يحب المدح، أو يستوي عنده المدح وعدمه.
        2 - قطع رغبة النفس إلى الشهرة ورؤية الناس؛ فالرياء لا يجد لقلبه طريقًا.
        3 - قطع رغبة النفس إلى الإمارة والرئاسة، سواء في الدين أو الدنيا، لكنه دائمًا يدعو ربه أن يجعله للمتقين إمامًا.
        4 - قطع رغبة النفس إلى العلو في الأرض، وتبوء معالي المراكز والسلطان للعلو فيها، والحصول على طاعة الناس، وقهرهم، والسيطرة عليهم[11].




        نساء متبتلات:


        مريم البتول انقطعت إلى الله؛ فآثرها على نساء العالمين، وأجرى لها من الكرامة ما أجرى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا)[آل عمران: 37].
        وهذه
        آسية انقطعت إلى الله، وآثرتْه على الملك والجاه، فآثرها اللهُ بالقرب منه في جنته ودار علاه: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 11].


        التبتل لا يعني غفلة الإنسان عما يحل بإخوانه من مصائب:


        وتبتل العبد لربه لا يعني مطلقًا غفلتَه عما يدور حوله، أو عما يحل بإخوانه من مصائب؛ قال صاحب القواعد الحسان، ص (115): \"ومثل هذه العبادة تُلازِم الإنسانَ في كل زمان ومكان لا تنفك عنه؛ فهو بين الناس بجسمه، ولكن رُوحه تطوف حول العرش، يكلمهم بمحياه ولسانه، لكن مشاهدة عظمة الله وجلاله في سويداء جنانه، يفرح مع الناس لفرحهم، لكن قلبه قد مُلئ وجلاً وخوفًا وخشية من ربه، يحزن مع الناس لحزنهم، ولكن فؤاده قد مُلِئ أنسًا ورضًا وحبورًا بما قضى اللهُ وقدر، إنه ذلك الحاضر الغائب، الموجود المفقود، بين الهياكل والصور، والأجسام والغِيَر\".



        صور التبتل المشروع:

        التبتل: منه ما هو مشروع، ومنه ما هو ممنوع؛ فالمشروع هو ما جاءت نصوصُ الكتاب والسنَّة بالأمر به، والحث عليه، والترغيب فيه، ولذلك صور عدة، منها:
        أولاً: تحقيق التوحيد، ونفي الشريك: قال -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل: 36]؛ أي: اعبدوا الله وحده لا شريك له، واجتنبوا الطاغوت بجميع صوره وأشكاله.
        قال ابن عاشور: \"ومن أكبر التبتل إلى الله: الانقطاعُ عن الإشراك، وهو معنى الحَنِيفيَّة؛ ولذلك عقَّب قوله: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) بقوله: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)\"[12].
        وقال ابن القيم - رحمه الله -: \"لا يوصف بأنه عابدُ الله وعبدُه المستقيم على عبادته إلا مَن انقطع إليه بكلِّيته، وتبتَّل إليه تبتيلاً لم يلتفت إلى غيره، لم يشرك به أحدًا في عبادته، وأنه وإن عبده وأشرك به غيره، فليس عابدًا لله ولا عبدًا له\"[13].




        ثانيًا: الإخلاص في العبادة: قال - تعالى -: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)[البينة: 5]؛ أي: قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وَجْهَ الله، وطلب الزُّلْفى لديه، (حُنَفَاءَ)؛ أي: معرضين [مائلين] عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد[14].
        وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله - تعالى -: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال: أخلِصْ له إخلاصًا[15].




        ثالثًا: الإخلاص في الدعاء: قال مجاهد -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) [المزمل: 8] قال: أخلِصْ إليه المسألةَ والدعاء[16].
        وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-: ((إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ))[17].


        وقال الشاعر:
        لا تسألنَّ بُنيَّ آدمَ حاجةً *** وسلِ الذي أبوابُه لا تُحجَبُ
        اللهُ يغضبُ إن تركتَ سؤالَه *** وبُنيُّ آدمَ حينَ يُسألُ يغضَبُ



        فالله سميع قريب مجيب، قال لنبيِّه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)[البقرة: 186].



        رابعًا: الإخلاص في الدعوة: قال قتادة -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال: أخلص له العبادة والدعوة[18].
        فالدعوة تكون خالصة لوجه الله؛ قال -تعالى-: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ)[يوسف: 108]، وقال -تعالى-: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ ) [فصلت: 33].




        خامسًا: تفرغ القلب للعبادة: قال ابن وهب -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال: تفرَّغ لعبادته، فحبذا التبتل إلى الله، وقرأ قول الله -تعالى-: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ)[الشرح: 7]، قال: إذا فرغت من الجهاد، فانصَبْ في عبادة الله، وإلى ربِّك فارغَبْ[19].
        قال ابن القيم -رحمه الله-: \"وأما الرغبة في الله، وإرادةُ وجهه، والشوقُ إلى لقائه، فهي رأس مال العبد، وملاكُ أمره، وقوامُ حياته الطيبة، وأصلُ سعادته وفلاحه، ونعيمه وقرة عينه، ولذلك خُلِق، وبه أُمِرَ، وبذلك أُرسلت الرسل، وأُنزلت الكتب، ولا صلاح للقلب ولا نعيم إلا بأن تكون رغبتُه إلى الله -عز وجل- وحده، فيكون هو وحده مرغوبَه ومطلوبه ومراده؛ كما قال الله -تعالى-: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) [الشرح: 7، 8]\"[20].

        ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
        [11] من مقال بعنوان: \"التبتل لله\" خالد رُوشه.
        [12] التحرير والتنوير (29/ 266).
        [13] بدائع الفوائد (1/ 137).
        [14] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص (931).
        [15] جامع البيان في تأويل آي القرآن؛ للطبري (23/ 688).
        [16] جامع البيان في تأويل آي القرآن؛ للطبري (23/ 688).
        [17] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.
        [18] جامع البيان في تأويل آي القرآن؛ للطبري (23/ 688).
        [19] جامع البيان في تأويل آي القرآن؛ الطبري (23/ 689).
        [20] روضة المحبين: (405).






        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق


        • #5
          رد: حينما ننفصل بالكليَّة | و تبتَّل إليه تبتيلًا ♥

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيراً ونفع بكم
          موضوع قيم ,, جعله الله بموازين حسناتكم
          محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
          أقرأ القرآن أون لاين
          هنا
          لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
          و نرجوا الدخول هنا


          تعليق


          • #6
            رد: حينما ننفصل بالكليَّة | و تبتَّل إليه تبتيلًا ♥

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيراً ونفع بكم
            أسألكم الدعاء بظهر الغيب

            تعليق


            • #7
              رد: حينما ننفصل بالكليَّة | و تبتَّل إليه تبتيلًا ♥

              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              موضوع مبارك جعله الله في موازين حسناتكم

              تعليق


              • #8
                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

                تعليق

                يعمل...
                X