من أسرار قراءة بعض السور يوم الجمعة
مقدمه
مُرُّ على المؤمنِ يومَ الجمعةِ عددٌ من السُّوَر، إمّا أنْ يقرأَها بنفسِه كسورةِ الكهف، أو يسمَعُها من إمامِ المسجدِ في صلاةِ الفجر أو الجمعة، أو يسمَعُها في خطبةِ الجمعة. وعند حصرِ هذه السُّورِ وَجَدْتُ أنها ثمان سور، منها المكيُّ وهي سورةُ السجدة و(ق) والكهف والأعلى والغاشية، ومنها المدنيُّ كالجمعةِ والمنافقون والإنسان، فهذه ثمان سور من السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأُ بها ويحثُّ على القراءةِ بها يومَ الجمعة.
وإيماناً مِنّا بأنّ كلَّ عملٍ يأمُرُ بهِ اللهُ أو يأمُرُ به رسولُه صلى الله عليه وسلم؛ يشتَمِلُ على حِكَمٍ ومَعَانٍ يَظهرُ بعضُها للمتأمِّلِ المتدبِّرِ لأوِّلِ وهلة، ويَحتاجُ بعضُها إلى إِعمالٍ الفكرِ لاستخراجِها واستنباطِها، فسنحاولُ التدبُّرَ في هذه السورِ الثمان؛ لنرى شيئاً من أسرارِ هذه المزية والفضيلةِ التي اختصت بها .
وهذه السُّورُ تَشتَرِكُ في أنها تُذكِّرُ الإنسانَ بقضايا كبرى في حياتِه يجبُ أنْ تُكَرَّر على سَمعِ المؤمنِ باستمرار، بِحَيثُ تَستَقِرُّ في نفسِه استقراراً ينفي كلَّ شك، وتُشَكِّلُ بتَكْرارِها وعيَ المؤمنِ الذي يُواظِبُ على حضورِ هذه الصلواتِ مع الجماعة.
تعليق