Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنز الإيمان كيف نحفظه
قال تعالى :
{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }
[ ص : ٢٩ ] .
وقال صلى الله عليه وسلم :
(( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها ))
( صحيح الجامع ٨١٢٢ ) .
أحببنا أن نذكر بعض القواعد المهمة التي يجب أن يحسن الذي يريد حفظ القرآن اتباعها :
١- الإخلاص :
وجوب اخلاص النية واصلاح القصد وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل الله تعالى والفوز بجنته والحصول على مرضاته .
قال تعالى :
{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ( ٢ ) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
[ الزمر : ٢ - ٣ ]
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ رياء وسمعه ، ولا شك أن من قرأ القرآن مريداً الدنيا فهو آثم .
٢ - تصحيح النطق والقراءة :
أول خطوة في طريق الحفظ بعد الإخلاص هي تصحيح النطق بالقرآن ولا يكون ذلك إلا بسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن وننصح بسماع أشرطة لقراء متقنين لتلاوة القرآن كالحصري والمنشاوي وإلخ .
٣ - تحديد نسبة الحفظ كل يوم :
يجب على مريد حفظ القرآن أن يحدد ما يستطيع حفظه كل يوم ..
مثلاً ( ١٠ ) آيات كل يوم أو صفحة أو ربع حزب مع التغني
( تحسين الصوت بالقراءة ) وذلك لدفع السآمة أولاً وليثبت الحفظ ثانياً وذلك لأن التغني أمر محبب إلى السمع فيساعد على الحفظ ويعود اللسان على نغمة معينة .
٤ - الفهم طريق الحفظ :
يجب على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها .. وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة .
٥ - لا تتجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً :
لا يصح للحافظ أبداً أن ينتقل إلى مقرر جديد في الحفظ إلا إذا تم حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ما حفظته تماماً في الذهن .. ومما يعين على الحفظ القراءة في الصلوات والنوافل وبين الأذان والإقامة وبهذه الطريقة يسهل عليه الحفظ ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولاً بأشياء أخرى .
٦ - حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك :
مما يعين تماماً على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفاً خاصاً لا يغيره مطلقاً
( وأنصح بمصحف مجمع الملك فهد لأن كل صفحة تنتهي بآية )
وذلك لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسماع حيث تتطبع صورة الآيات ومواضعها في المصحف بالذهن مع القراءة والنظر في المصحف .
٧ - لا تتجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها :
لا ينبغي للحافظ الانتقال إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها وربط أولها بآخرها وأن يقرأ بسهولة دون عناء كما يقرأ أحدنا سورة الفاتحة لكثرة ترددها ، فالسورة تنطبع في الذهن وحدة مرتبطة متماسكة وأن لا يجاوزها إلى غيرها إلا بعد إتقان حفظها .
٨ - التسميع الدائم :
يجب على الحافظ أن لا يعتمد على تسميع حفظه لنفسه بل عليه أن يعرض حفظه على حافظ آخر ويكون هذا الحافظ متقن للقراءة السليمة حتى ينبه الحافظ لما يقع فيه من أخطاء أثناء التسميع .
٩ - المتابعة الدائمة :
القرآن سريع الهروب من الذهن لقوله صلى الله عليه وسلم :
(( والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ))
( متفق عليه )
، فلابد من المتابعة الدائمة على المحفوظ من القرآن وأن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزء كل يوم
لقوله صلى الله عليه وسلم :
(( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت ))
( رواه البخاري ) .
١٠ - اغتنم سنوات الحفظ الذهبية :
الموفق من وفقه الله إلى اغتنام السنوات الذهبية وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً .. فالإنسان في هذه السنوات تكون حافظته جيدة جداً ، وبعد الثالثة والعشرين يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود .. لذا على الشباب ممن هم في هذه السنوات اغتنام ذلك .
* حديث الواحة :
يتعلل كثير من الناس بصعوبة حفظ القرآن لكبر حجمه فنقول بإيجاز :
إن حفظ القرآن الكريم سهل على من سهَّله الله عليه ، وإليك هذه الطريقة لحفظ القرآن :
إذا حفظت في اليوم الواحد آيتين فقط يكون مجموع الآيات التي تحفظها في السنة الواحدة ( ٧٠٨ ) آيات ، علماً بأن السنة الجرية فيها من الأيام ٣٥٤ يوم ، أي بذلك ستحفظ سورة البقرة وآل عمران والنساء ونصف سورة المائدة .
هل بعد ذلك ستدَّعي صعوبة حفظ القرآن ؟
* في رحاب القرآن الكريم :
قال تعالى :
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ( ١ ) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ( ٢ ) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ }
[ الأنبياء : ١ - ٣ ] .
* ملاحظة :
من باب الأمانة العلمية في نقل الموضوع : عند نقلي لهذا الموضوع فقد قمت بحذف قول ابن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ... وذلك لأنني ذكرت هذا القول في موضوع : كيف نتأثر بالقرآن .
* المصدر :
كتاب : الدرر البهية في الصفحات المطوية
تقديم الشيخ : أبي عبد الله محمد الحمود النجدي
إعداد : طارق محمد حسن القطان
نقلاً من موضوع : كنز الإيمان كيف نحفظه
رقم الصفحة : ( ٢١٣ - ٢١٦ )
الطبعة الأولى : ١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
الناشر : دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع
كنز الإيمان كيف نحفظه
قال تعالى :
{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }
[ ص : ٢٩ ] .
وقال صلى الله عليه وسلم :
(( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها ))
( صحيح الجامع ٨١٢٢ ) .
أحببنا أن نذكر بعض القواعد المهمة التي يجب أن يحسن الذي يريد حفظ القرآن اتباعها :
١- الإخلاص :
وجوب اخلاص النية واصلاح القصد وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل الله تعالى والفوز بجنته والحصول على مرضاته .
قال تعالى :
{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ( ٢ ) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
[ الزمر : ٢ - ٣ ]
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ رياء وسمعه ، ولا شك أن من قرأ القرآن مريداً الدنيا فهو آثم .
٢ - تصحيح النطق والقراءة :
أول خطوة في طريق الحفظ بعد الإخلاص هي تصحيح النطق بالقرآن ولا يكون ذلك إلا بسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن وننصح بسماع أشرطة لقراء متقنين لتلاوة القرآن كالحصري والمنشاوي وإلخ .
٣ - تحديد نسبة الحفظ كل يوم :
يجب على مريد حفظ القرآن أن يحدد ما يستطيع حفظه كل يوم ..
مثلاً ( ١٠ ) آيات كل يوم أو صفحة أو ربع حزب مع التغني
( تحسين الصوت بالقراءة ) وذلك لدفع السآمة أولاً وليثبت الحفظ ثانياً وذلك لأن التغني أمر محبب إلى السمع فيساعد على الحفظ ويعود اللسان على نغمة معينة .
٤ - الفهم طريق الحفظ :
يجب على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها .. وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة .
٥ - لا تتجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً :
لا يصح للحافظ أبداً أن ينتقل إلى مقرر جديد في الحفظ إلا إذا تم حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ما حفظته تماماً في الذهن .. ومما يعين على الحفظ القراءة في الصلوات والنوافل وبين الأذان والإقامة وبهذه الطريقة يسهل عليه الحفظ ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولاً بأشياء أخرى .
٦ - حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك :
مما يعين تماماً على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفاً خاصاً لا يغيره مطلقاً
( وأنصح بمصحف مجمع الملك فهد لأن كل صفحة تنتهي بآية )
وذلك لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسماع حيث تتطبع صورة الآيات ومواضعها في المصحف بالذهن مع القراءة والنظر في المصحف .
٧ - لا تتجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها :
لا ينبغي للحافظ الانتقال إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها وربط أولها بآخرها وأن يقرأ بسهولة دون عناء كما يقرأ أحدنا سورة الفاتحة لكثرة ترددها ، فالسورة تنطبع في الذهن وحدة مرتبطة متماسكة وأن لا يجاوزها إلى غيرها إلا بعد إتقان حفظها .
٨ - التسميع الدائم :
يجب على الحافظ أن لا يعتمد على تسميع حفظه لنفسه بل عليه أن يعرض حفظه على حافظ آخر ويكون هذا الحافظ متقن للقراءة السليمة حتى ينبه الحافظ لما يقع فيه من أخطاء أثناء التسميع .
٩ - المتابعة الدائمة :
القرآن سريع الهروب من الذهن لقوله صلى الله عليه وسلم :
(( والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ))
( متفق عليه )
، فلابد من المتابعة الدائمة على المحفوظ من القرآن وأن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزء كل يوم
لقوله صلى الله عليه وسلم :
(( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت ))
( رواه البخاري ) .
١٠ - اغتنم سنوات الحفظ الذهبية :
الموفق من وفقه الله إلى اغتنام السنوات الذهبية وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً .. فالإنسان في هذه السنوات تكون حافظته جيدة جداً ، وبعد الثالثة والعشرين يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود .. لذا على الشباب ممن هم في هذه السنوات اغتنام ذلك .
* حديث الواحة :
يتعلل كثير من الناس بصعوبة حفظ القرآن لكبر حجمه فنقول بإيجاز :
إن حفظ القرآن الكريم سهل على من سهَّله الله عليه ، وإليك هذه الطريقة لحفظ القرآن :
إذا حفظت في اليوم الواحد آيتين فقط يكون مجموع الآيات التي تحفظها في السنة الواحدة ( ٧٠٨ ) آيات ، علماً بأن السنة الجرية فيها من الأيام ٣٥٤ يوم ، أي بذلك ستحفظ سورة البقرة وآل عمران والنساء ونصف سورة المائدة .
هل بعد ذلك ستدَّعي صعوبة حفظ القرآن ؟
* في رحاب القرآن الكريم :
قال تعالى :
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ( ١ ) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ( ٢ ) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ }
[ الأنبياء : ١ - ٣ ] .
* ملاحظة :
من باب الأمانة العلمية في نقل الموضوع : عند نقلي لهذا الموضوع فقد قمت بحذف قول ابن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ... وذلك لأنني ذكرت هذا القول في موضوع : كيف نتأثر بالقرآن .
* المصدر :
كتاب : الدرر البهية في الصفحات المطوية
تقديم الشيخ : أبي عبد الله محمد الحمود النجدي
إعداد : طارق محمد حسن القطان
نقلاً من موضوع : كنز الإيمان كيف نحفظه
رقم الصفحة : ( ٢١٣ - ٢١٦ )
الطبعة الأولى : ١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
الناشر : دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع
تعليق