Tweet
كيف نتأثر بالقرآن
* تعريف القرآن :
هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم باللغة العربية المعجزة المؤيدة له المتحدي به العرب المتعبد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر .
* أنواع هجر القرآن :
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد خمسة أنواع من هجر القرآن نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا نكون منهم :
١_ هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه إن قرأه وآمن به .
٢_ هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .
٣_ هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وإن أدلته لفظية لا تحصل العلم .
٤_ هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
٥_ هجر الاستشفاء والتداوي به جميع أمراض القلوب وأدوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به وكل هذا داخل في قوله { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا }[ الفرقان : ٣٠ ] .
* فضل قراءة القرآن الكريم وتدبره :
قال تعالى { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }. [ ص : ٢٩ ] .
وقوله { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [ الإسراء : ٨٢ ] ..
وقوله {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
[ الحشر: ٢١ ] .
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر )) رواه مسلم
، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس مفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخضوعه إذا الناس يختالون ولا ينبغي أن يكون جافيا ولا غافلاً ولا صخاباً ولا حديداً .
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من نسيان القرآن تحذيراً شديداً فقال : (( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها )) رواه البخاري ،
وقال صلى الله عليه وسلم : (( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها )) صحيح الجامع ( ٨١٢٢ ) .
* الانتفاع بالقرآن الكريم :
قال ابن القيم في الفوائد : إذا ارت الانتفاع بالقرآن فأجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك وأحضر حضور من يخاطبه من يتكلم به منه إليه فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله ، قال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }[ ق : ٣٧ ] .. ولو جاءك خطاب من ملك من ملوك الدنيا يأمرك فيه وينهاك لم يستقر لك قرار ولم يهدأ لك بال حتى تقرأه وتفهمه وتنفذ ما فيه فكيف بكلام الله ملك الملوك الذي تضمن أسباب السعادة والشقاوة الذي لو نزل على الأرض لقطعها أو على الجبال لصدعها لا تهتم به ولا تحرص على قراءته وفهم معانيه فانتبه لذلك وفقك الله .
* خطوات التأثر بالقرآن :
( ١ ) استحضار الجو الإيماني ومعايشة الحالة الإيمانية التي سيتقدم بها الفهم والتدبر وذلك بأن يراعي تلاوة القرآن .
( ٢ ) تلاوة القرآن الكريم والوقوف على كل آية وتدبرها والانفعال معها .
( ٣ ) تسجيل الخواطر والمعاني لحظة ورودها أو بعد الانتهاء من القراءة .
( ٤ ) الاطلاع على تفسير مختصر لبيان كلمة غريبة أو تحديد سبب نزول أو الوقوف على معنى غامض أو معرفة حكم خاص فهذا الاطلاع للتوضيح أو الاستدراك .. مثل كتاب زبدة التفسير للشيخ محمد بن سلمان الأشقر .
* آداب قارئ القرآن :
( ١ ) أن يخلص لله في قراءته .
( ٢ ) أن يتطهر من الحدث الأصغر والأكبر .
( ٣ ) أن يؤدي لكل حرف حقه من الأداء .
( ٤ ) أن يتسوك فيطيب فمه .
( ٥ ) الأفضل استقبال القبلة .
( ٦ ) أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
( ٧ ) أن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا بدأ بالسورة .
( ٨ ) أن يرتل القرآن فيقرؤه على تؤدة وتمهل لأن المقصود بالقراءة التدبر .
( ٩ ) أن يعمل فيه ذهنه وفهمه حتى يعقل ما يخاطب به .
( ١٠ ) أن يسأل الله عند آية الرحمة ويتعوذ عند آية العذاب ويسبح عند آية التسبيح ويسجد إذا مر بسجده .
( ١١ ) أن يلازم الخشوع والسكينة والوقار عند تلاوته .
( ١٢ ) أن يقرأ القرآن على قواعد التجويد .
( ١٣ ) أن يصون يديه حال قراءته عن العبث وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة .
* كيف تختم القرآن الكريم كل شهر :
القرآن الكريم يتكون من ثلاثين جزءاً ، والجزء فيه عشر أوراق ، وكل ورقة فيها وجهان ، ليصبح الجزء الواحد عشرين وجهاً .
ومعلوم أن السنة فيها ١٢ شهراً ، وفيها ما يكون غالباً ستة شهور ثلاثين يوماً ، وستة شهور منها تسعة وعشرون يوماً . ( التاريخ الهجري )
وإذا كان الشهر ٢٩ يوماً ، يمكن تعويض اليوم بقراءة خمسة أوجه كل جمعة ، حيث إن الشهر فيه أربع جمع ، فإذا قرأنا كل يوم ورقتين ونصفاً - أي خمسة أوجه - يصبح المجموع عشر أوراق - أي عشرون وجها - وبذلك يكون قد اكتمل القرآن الكريم خلال شهر واحد .
* وإليكم هذه الطريقة ، حيث إذا اتُبِعت فإنها سوف تساعدكم - إن شاء الله - على ختم القرآن الكريم كل شهر :
* من المعلوم أن اليوم فيه خمس صلوات ، وهي : الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، والفجر ، لذا يجب اتباع هذه الإرشادات :
* تحضر قبل الصلاة المفروضة بعشر دقائق أو ثمان دقائق على الأقل ليمكنك قراءة صفحتين - أي : مقدار أربعة أوجه - قبل كل صلاة ، فإذا قرأت ورقتين قبل كل صلاة أو بعدها يكون المجموع في اليوم عشر أوراق - أي عشرين وجهاً - وهذا يكون جزءاً كاملاً ..
وبهذه الطريقة سوف تختم القرآن الكريم كل شهر بسهولة تامة ولن يكلفك أي شيء .
* حديث الواحة :
قال تعالى : { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا } [ الإسراء : ٤٥ ] .
وقال تعالى : {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [ الحشر : ٢١ ] .
* المصدر :
كتاب : الدرر البهية في الصفحات المطوية
تقديم الشيخ : أبي عبد الله محمد الحمود النجدي
إعداد : طارق محمد حسن القطان
الطبعة الأولى : ١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
الناشر : دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع
نقلاً من موضوع : كيف نتأثر بالقرآن
رقم الصفحة : ( ١٧٧ - ١٨٠ ) .
تعليق