يروى أن الأحنف بن قيس كان جالسًا يوما متفكرًا في قوله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [الأنبياء:10]، فمر بقوله تعالى يصف أناسًا: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات:17- 19]، فلم يجد نفسه معهم، فتابع يلتمس ذكره وتلا قوله تعالى: {يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران:134]، ومضى يفتش في: {يُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]، وبين من ذكرهم القرآن: {يجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى:37] فدمعت عينه وقال: اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء.
ثم أخذ يقرأ فمر بقوم وصفوا بـ{إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات:35]، وقوم يقال لهم: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} [المدثر:42- 44]، فقال: اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء، ولما تلا قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:102]، فقال: أنا من هؤلاء، هذا ذكري.
وكان له يرحمه الله ماله من الإحسان والعمل الصالح وحسن الخلق، ولكنهم أناس أخذوا منهج تزكية النفس من كتاب الله وعلموا أنه خطاب الله إليهم فأقبلوا عليه متدبرين مستهدين. وهكذا من يعش مع القرآن، ويعلم أن القرآن خطاب الله إليه ورحمته به.
فلنعرض أنفسنا على القرآن ونلتمس فيه ذكرنا، ولننظر إلى أصناف الناس، متذكرين أن الدار دار عمل، فلنشمر ونجتهد لنرتقي في الدرجات. فمهما قصرنا وفرطنا فالحمد لله أننا ما نزال أحياء ويد الله مبسوطتان ليتوب المسيء ويقبل المعرض.
فلنقرأ ونتدبر ونعمل لنكون من الذين إذا ذكر المخلصون كنا منهم، وإذا ذكر الصائمون كنا منهم، وكذا مع المتصدقين ومع القائمين، وفي ركب الدعاة والمصلحين، ومع البارين الودودين، وفي حلق العلم ومجالس الخير من الحاضرين.. لنا من كل معروف نصيب وفي كل خير سهم.. يظلل أعمالنا قلب خاشع داع مخبت، ونفس لوامة، وهمة عالية، ورجاء عظيم.
الكاتب : فوز كردي
ثم أخذ يقرأ فمر بقوم وصفوا بـ{إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات:35]، وقوم يقال لهم: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} [المدثر:42- 44]، فقال: اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء، ولما تلا قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:102]، فقال: أنا من هؤلاء، هذا ذكري.
وكان له يرحمه الله ماله من الإحسان والعمل الصالح وحسن الخلق، ولكنهم أناس أخذوا منهج تزكية النفس من كتاب الله وعلموا أنه خطاب الله إليهم فأقبلوا عليه متدبرين مستهدين. وهكذا من يعش مع القرآن، ويعلم أن القرآن خطاب الله إليه ورحمته به.
فلنعرض أنفسنا على القرآن ونلتمس فيه ذكرنا، ولننظر إلى أصناف الناس، متذكرين أن الدار دار عمل، فلنشمر ونجتهد لنرتقي في الدرجات. فمهما قصرنا وفرطنا فالحمد لله أننا ما نزال أحياء ويد الله مبسوطتان ليتوب المسيء ويقبل المعرض.
فلنقرأ ونتدبر ونعمل لنكون من الذين إذا ذكر المخلصون كنا منهم، وإذا ذكر الصائمون كنا منهم، وكذا مع المتصدقين ومع القائمين، وفي ركب الدعاة والمصلحين، ومع البارين الودودين، وفي حلق العلم ومجالس الخير من الحاضرين.. لنا من كل معروف نصيب وفي كل خير سهم.. يظلل أعمالنا قلب خاشع داع مخبت، ونفس لوامة، وهمة عالية، ورجاء عظيم.
الكاتب : فوز كردي
تعليق