مجلة الرائد
مقاصد القرآن .. حب الله ورسوله مقصد قرآني
بتاريخ : 04/04/2014 -- العدد التاسع والتسعين -- واحات الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحب هو الميل إلى المحبوب، فكيف إذا كان حبيبك هو الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم)؟، فالميل لهما أي إلى الكتاب والسنة مقصد قرآني، فمن هذا المنطلق أكد القرآن الكريم على هذين المقصدين العظيمين وهما حب الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويعتبر هذا الحب من أعلى مراتب الحب وهذا الحب لا يحصل إلاّ بعد المعرفة والإدراك وبعد أن يشعر المرء بعظمة خالقه جلت قدرته ويحس بفيض نعمته ورحمته ويحس بفضل نبيه محمد وأنَّه البشير النذير، يتحقق لك الإتباع.
ومتى ما نشأت هذه المحبة ينشأ معها عمق النظر في ملكوت السموات والأرض وحسن تدبر آيات الله تعالى وكثرة ذكره تعالى واستحضار أسمائه وصفاته وتوحيده، واتباع نبيه (صلى الله عليه وسلم)، ينشأ معها أيضاً التأسّي بالنبي (صلى الله عليه وسلم) بكل كبيرة وصغيرة، ومتى ما رسخت هذه المحبة وعمقت جذورها، كان الله تعالى هو الغاية، وآثره المرء على كل شئ، وضحى من أجله بكل شئ، لأنَّه يجد من حلاوة الإيمان ولذة اليقين، وحسن الصلة بالله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان من كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه)، وهذه من علامات المحبة لله ورسوله وهي مقاصد قرآنية فيها استشعار بره وإحسانه ورؤية آلائه ونعمائه، وشهود رحمته وحكمته، فإن الله تعالى أثبت هذه المحبة للمؤمنين فقال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)، سورة البقرة: الآية (165) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، سورة المائدة: الآية (54).
وأما الذين يحبون الله تعالى سيجعل لهم الله (عز وجل) يوم القيامة وداً وهي أيضاً اسم من أسماء الحب فقال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)، سورة مريم: الآية (96) وأما محبة النبي فهي دليل على محبة الله تعالى وهي مقصد قرآني عظيم قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، سورة آل عمران: الآية (31) هذا ما أكده القرآن في مقصدي محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويترتب على ذلك: حب لقاء الله تعالى وكثرة ذكره، والإتباع والخضوع له تعالى وقراءة القرآن الكريم، والتقرب إليه بالنوافل، والتحاب في الله تعالى، وتقديم أمور الآخرة على أمور الدنيا، والابتعاد عن الصفات التي لا يحبها الله تعالى، والتقرب إلى الصفات التي يحبها الله تعالى، والاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، وإيثار ما شرعه الحبيب (صلى الله عليه وسلم) على هوى النفس، والتسليم المطلق لكل ما صح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإحياء سننه، وكثرة ذكره (صلى الله عليه وسلم) والصلاة عليه، والشفقة على أمة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وإيثار الفقر على الغنى، وحب لقاء الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، والتعظيم لجنابه الكريم، وحب أصحابه وآله وأهل بيته (صلى الله عليه وسلم)، وبغض ما أبغضه رسول الله وحب ما أحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحب القرآن وغيرها، فكل هذه الأمور تدل على أنك تحب الله ورسوله وهي من لوازم محبتهما، فعليك بهذين المقصدين.
بتاريخ : 04/04/2014 -- العدد التاسع والتسعين -- واحات الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحب هو الميل إلى المحبوب، فكيف إذا كان حبيبك هو الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم)؟، فالميل لهما أي إلى الكتاب والسنة مقصد قرآني، فمن هذا المنطلق أكد القرآن الكريم على هذين المقصدين العظيمين وهما حب الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويعتبر هذا الحب من أعلى مراتب الحب وهذا الحب لا يحصل إلاّ بعد المعرفة والإدراك وبعد أن يشعر المرء بعظمة خالقه جلت قدرته ويحس بفيض نعمته ورحمته ويحس بفضل نبيه محمد وأنَّه البشير النذير، يتحقق لك الإتباع.
ومتى ما نشأت هذه المحبة ينشأ معها عمق النظر في ملكوت السموات والأرض وحسن تدبر آيات الله تعالى وكثرة ذكره تعالى واستحضار أسمائه وصفاته وتوحيده، واتباع نبيه (صلى الله عليه وسلم)، ينشأ معها أيضاً التأسّي بالنبي (صلى الله عليه وسلم) بكل كبيرة وصغيرة، ومتى ما رسخت هذه المحبة وعمقت جذورها، كان الله تعالى هو الغاية، وآثره المرء على كل شئ، وضحى من أجله بكل شئ، لأنَّه يجد من حلاوة الإيمان ولذة اليقين، وحسن الصلة بالله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان من كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه)، وهذه من علامات المحبة لله ورسوله وهي مقاصد قرآنية فيها استشعار بره وإحسانه ورؤية آلائه ونعمائه، وشهود رحمته وحكمته، فإن الله تعالى أثبت هذه المحبة للمؤمنين فقال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)، سورة البقرة: الآية (165) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، سورة المائدة: الآية (54).
وأما الذين يحبون الله تعالى سيجعل لهم الله (عز وجل) يوم القيامة وداً وهي أيضاً اسم من أسماء الحب فقال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)، سورة مريم: الآية (96) وأما محبة النبي فهي دليل على محبة الله تعالى وهي مقصد قرآني عظيم قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، سورة آل عمران: الآية (31) هذا ما أكده القرآن في مقصدي محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويترتب على ذلك: حب لقاء الله تعالى وكثرة ذكره، والإتباع والخضوع له تعالى وقراءة القرآن الكريم، والتقرب إليه بالنوافل، والتحاب في الله تعالى، وتقديم أمور الآخرة على أمور الدنيا، والابتعاد عن الصفات التي لا يحبها الله تعالى، والتقرب إلى الصفات التي يحبها الله تعالى، والاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، وإيثار ما شرعه الحبيب (صلى الله عليه وسلم) على هوى النفس، والتسليم المطلق لكل ما صح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإحياء سننه، وكثرة ذكره (صلى الله عليه وسلم) والصلاة عليه، والشفقة على أمة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وإيثار الفقر على الغنى، وحب لقاء الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، والتعظيم لجنابه الكريم، وحب أصحابه وآله وأهل بيته (صلى الله عليه وسلم)، وبغض ما أبغضه رسول الله وحب ما أحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحب القرآن وغيرها، فكل هذه الأمور تدل على أنك تحب الله ورسوله وهي من لوازم محبتهما، فعليك بهذين المقصدين.
مجلة الرائد : العدد : 99 : 04/04/2014
تعليق