مجلة الرائد
مقاصد قرآنية .. القسط وعدم الظلم
بتاريخ : 23/05/2014 -- العدد مئة و واحد -- واحات الإيمان
الكاتب : د. ضياء الدين الحسيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القسط هو العدل وعدم الظلم، ومنه قوله تعالى: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، سورة المائدة: الآية (42)، فالقسط مقصد قرآني وعكسه الظلم وهو الجور وعدم تحقيق العدل، فالقسط به يتوقف صلاح المجتمع واستقرار نظامه ورفاهيته، ولا يكون ذلك إلاّ بالعدل بين أركانه فهو أساس عظيم قويم أكد عليه القرآن الكريم وبين ربنا تبارك وتعالى محبته للمقسطين فقال: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )، سورة الحجرات: الآية (9)، وقال تعالى أيضاً: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، سورة الممتحنة: الآية (8)، فمدار القسط على الذين يؤدونه بالعدل.
فيا من توليتم هذه المسؤولية فاقسطوا تحظوا محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين المقسطون على أهليهم وأولادهم وما ولوا)، أخرجه ابن حبان، فلا تحرموا أنفسكم من هذه المنزلة العظيمة.
أما الظلم: وهو ضع الشيء في غير محله، والترويج له وللظلم أنواع كثير جميعها يبغضها الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ومنها: الإشراك بالله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، سورة لقمان: الآية (13)، وذلك لأنه ظلم النفس بأن يجعل الإنسان بينه وبين خالقه ندّاً في العبادة، ومن أنواع الظلم أيضاً الكذب على الله تعالى، وظلم الإنسان لنفسه وللآخرين وعدم القسط بين والخيانة وغيرها من أنواع الظلم يبغضها الله تعالى ولابتعاد عنه أي عن الظلم مقصد قرآني وحذر الله تعالى الذين يسعون بالأرض فساداً ويمنعون الناس من الذهاب إلى بيوت الله تعالى ويخربونها فهم من الظالمين قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )، سورة البقرة: الآية (114) وكتم الشهادة ظلم (،وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون)سورة البقرة: الآية (140) وقد أخبرنا الله تعالى بان الظالمين لا يفلحون قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) سورة الأنعام: الآية (21) واختم هذه المقالة بما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم): (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة...)، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
مجلة الرائد : العدد :101 : 23/05/2014
مقاصد قرآنية .. القسط وعدم الظلم
بتاريخ : 23/05/2014 -- العدد مئة و واحد -- واحات الإيمان
الكاتب : د. ضياء الدين الحسيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القسط هو العدل وعدم الظلم، ومنه قوله تعالى: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، سورة المائدة: الآية (42)، فالقسط مقصد قرآني وعكسه الظلم وهو الجور وعدم تحقيق العدل، فالقسط به يتوقف صلاح المجتمع واستقرار نظامه ورفاهيته، ولا يكون ذلك إلاّ بالعدل بين أركانه فهو أساس عظيم قويم أكد عليه القرآن الكريم وبين ربنا تبارك وتعالى محبته للمقسطين فقال: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )، سورة الحجرات: الآية (9)، وقال تعالى أيضاً: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، سورة الممتحنة: الآية (8)، فمدار القسط على الذين يؤدونه بالعدل.
فيا من توليتم هذه المسؤولية فاقسطوا تحظوا محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين المقسطون على أهليهم وأولادهم وما ولوا)، أخرجه ابن حبان، فلا تحرموا أنفسكم من هذه المنزلة العظيمة.
أما الظلم: وهو ضع الشيء في غير محله، والترويج له وللظلم أنواع كثير جميعها يبغضها الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ومنها: الإشراك بالله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، سورة لقمان: الآية (13)، وذلك لأنه ظلم النفس بأن يجعل الإنسان بينه وبين خالقه ندّاً في العبادة، ومن أنواع الظلم أيضاً الكذب على الله تعالى، وظلم الإنسان لنفسه وللآخرين وعدم القسط بين والخيانة وغيرها من أنواع الظلم يبغضها الله تعالى ولابتعاد عنه أي عن الظلم مقصد قرآني وحذر الله تعالى الذين يسعون بالأرض فساداً ويمنعون الناس من الذهاب إلى بيوت الله تعالى ويخربونها فهم من الظالمين قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )، سورة البقرة: الآية (114) وكتم الشهادة ظلم (،وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون)سورة البقرة: الآية (140) وقد أخبرنا الله تعالى بان الظالمين لا يفلحون قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) سورة الأنعام: الآية (21) واختم هذه المقالة بما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم): (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة...)، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
مجلة الرائد : العدد :101 : 23/05/2014
تعليق