إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

    جزيتم خيرًا، متابعون معكم إن شاء الله

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #17
      رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

      المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
      جزيتم خيرًا، متابعون معكم إن شاء الله
      وجزاكم الله خيرا
      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-04-2014, 10:29 PM. سبب آخر: تحويل الخطاب لصيغة الجمع

      تعليق


      • #18
        رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

        الأدلة العلمية والشرعية على انشقاق القمر







        ذكر الله في كتابه العزيز إنشقاق القمر قال تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) ) وهو اكبر دليل عند المسلمين لأنه الحق من لدن رب العالمين. وقد ورد من الأحاديث الصحيحة ما يؤكد هذه الحادثة :


        من صحيح البخاري: ـ باب انْشِقَاقِ الْقَمَرِ


        3916 ـ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ اَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضي الله عنه اَنَّ اَهْلَ، مَكَّةَ سَاَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اَنْ يُرِيَهُمْ آية، فَاَرَاهُمُ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى رَاَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا‏.‏



        3917 ـ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ اَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الاَعْمَشِ، عَنْ اِبْرَاهِيمَ، عَنْ اَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى فَقَالَ ‏"‏ اشْهَدُوا ‏"‏‏.‏ وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الْجَبَلِ وَقَالَ اَبُو الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ انْشَق َّبِمَكَّةَ‏.‏ وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ أبي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أبي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ‏.‏

        من صحيح مسلم: - باب انْشِقَاقِ الْقَمَرِ 7249


        - حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي، نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِقَّتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اشْهَدُوا ‏"‏.



        7250 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ أَبِي، مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي كِلاَهُمَا، عَنِ الأَعْمَشِ، ح وَحَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى إِذَا انْفَلَقَ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ فَكَانَتْ فِلْقَة ٌوَرَاءَ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ دُونَهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اشْهَدُوا ‏"‏.


        صورة بالأقمار لبقايا صدع على سطح القمر ملء بالحمم البركانية وبقيت آثاره


        المصدر : وكالة ناسا الفضائية

        اكتشافات علمية:


        واليكم هذه النص الإنجليزي من موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا:

        ظهر (أي على سطح القمر) ان هناك شبكة عنكبوتية من الصدوع وانه في فترة لاحقة اغرقت الحمم مناطق منخفضة في الجزء الخارجي للسطح وغطت الشقوق(الصدوع) إذاً فمن الواضح ان ناسا اكتشفت شقوقا واضحة بالقمر وليست أودية فقط كما تدعون وطبعا هذه الشقوق كما يقولون غطت بالحمم البركانية

        واليكم النص بالانجليزية


        A spider web of cracks on the crater floor suggested to R. B. Baldwin (1968) that the floor was bowed up in the middle. Later, dark mare lavas flooded low areas in the outer part of the floor and covered the cracks.
        المصدر: وكالة ناسا الفضائية


        اى ان ما ظهر لهم من الشق ظهر والباقي مغطى بالحمم ومن ينتظر من النصارى وغيرهم ان يجدوا شق كامل يأخذ القمر من قطره باكمله فهو جاهل لان معنى هذا ما يلى: اما ان تحفر ناسا القمر باكمله الى ان تخرج من الناحية الاخرى…… او ان تجد فتحة في القمر من الشرق الى الغرب.


        وما دامت الشقوق قد غطت بالحمم فإن معالم الشق الاصلي قد اختفت وتحتاج لوقت طويل حتى تظهر ولكن المؤمن يعلم ان الله قد ترك تلك الشقوق علامة على انه قد حدث ما هو اعظم ادى الى حدوث تلك الشقوق وهذه الشقوق العظيمة الغير معروف سببها تقرها ناسا في تقاريرها وهذا ما توضحه ناسا في تقاريرها القادمة



        وهنا دليل آخر على ان تلك الأودية الموجودة على سطح القمر إنما نشأت من ظاهرة كسر وقد كانوا يعتقدون ان الوادي تكون من خلال اما قنوات من الحمم البركانية او ان الوادي تكون من مسار مائي (مثل وادي النيل مثلا) ولكن الظاهرة المسيطرة هي ظاهرة كسر وتبين لهم وجود صدوع كبيره
        واليكم النص
        The origin of lunar sinuous rilles remains controversial. Among the alternatives proposed are lava channels and lava tubes, but fracture control is decidedly apparent in some places
        المصدر: وكالة ناسا الفضائية


        ولكن هل هناك دول أخرى رأت انشقاق القمر وسجلته في مخطوطات قديمة؟

        هناك مخطوطة فارسية تتضمن صورة بها رجل يشير إلى وجه قمر منقسم في السماء وأن نفس الحدث مسجل في مخطوطة مدريد صفحات 91-92 و93 يُذكَر أن حضارة مايا قد تطورت ببطء خلال سنة 2000ق.م. وسنة 300 م وأصبحت حضارة معقدة منذ سنة 300م. –900 م. حيث قامت المدن الرئيسية المستقلة سياسيا كمدينة تيكال وباينك وبيدراس ونجراس وكوبان.
        الصورة القادمة تشير إلى أنه حدث زلزال في القمر أشير إليه في آذان أرنب قمر مشقوق الوجه ميزت من خلال إيريك تومسن واستخدموها رمز لآلهة القمر

        وكذلك ذكرت مخطوطات هندية وفارسيه هذه الظاهرة في أوقات متقاربة أي في مطلع القرن السابع الميلادي يقارب وقت حدوث الحادثة وقد ذكر المؤرخين عن وجود معبد في الصين كتب عليه بني عليه بني عام انشقاق القمر في تاريخ مقارب. فسبحان الله القادر على كل شئ واللهم صل على نبينا محمد.


        التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-04-2014, 11:03 PM. سبب آخر: حذف صور ذات أرواح وروابط خارجية

        تعليق


        • #19
          رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم



          ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه











          يقول الحق تبارك وتعالى في الآية الرابعة من سورة الأحزاب: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللآئِى تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِى السَّبِيلَ).



          ولله المثل الأعلى، ففي مطلع هذه الآية المباركة إعجاز قرآني علمي يتحدى به الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلقه إلى يوم القيامة ويضرب مثلاً حِسِّيٌّا للبشر كافة ويقطع باستحالة وجود قلبين في صدر أي رجل! ولدقة المعنى المراد الوصول إليه بأقصر السبل،

          جاء اختيار كلمة (رجل) وليس بشرًا أو بني آدم أو مؤمنًا أو إنسانًا، حتى لا يحتمل تفسيرها مشاركة الأنثى في القسم، والتي قد يكون في جوفها أثناء فترة الحمل جنين أو أكثر ويحمل كل منهم قلب ينبض وهو لا يزال في جوف أمه وبين أحشائها،
          وقد جاء في كتب التفسير العطرة أن هذه الآية الكريمة نزلت في رجل من قريش اسمه جميل بن معمر الفهري كان يدّعي أن له قلبين في جوفه، وكان يدّعى ذا القلبين من دهائه! وقيل إنها نزلت ردٌّا مُفحِمًا لبعض المنافقين الذين ادّعوا أن لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قلبين، فأكذبهم الله ـ عز وجل ـ في ما يدّعون.





          وبهذا المثل الإعجازي يقطع الله ـ سبحانه وتعالى ـ ما جاء بعدها في بقية الآية المباركة باستحالة أن تكون الزوجة التي أقسم عليها زوجها (المُظاهِر) بقوله: (أنت علَيَّ كظهر أمّي، أو كأمّي) ـ أن تكون في منزلة أو مقام أمه التي ولدته! فصارت أجَلّ وأعظم النساء عليه حرمة وتحريمًا وتكريمًا، وزوجته التي هي أحل النساء له! وبذلك يستحيل تشابه النقيضين جملة وتفصيلاً.

          ثم ينتقل النص القرآني الشافي إلى قضية بطلان الأدعياء أو التَّبنِّي ويفصّلها بنفس المثل الإعجازي الذي تصدّر الآية الكريمة، فالله ـ عز وجل ـ لم يجعل الأدعياء الذين تدّعونهم أو يدّعون إليكم أبناءكم! فإن أبناءكم في الحقيقة هم من ولدتموهم وكانوا منكم ومن صلبكم.

          وأما هؤلاء الأدعياء فإنهم من غيركم ومن صلب غير صلبكم! فكيف يستويان؟! إذًا فهو ادعاء باطل وقولٌ خالٍ من الحقيقة لا معنى له؛ (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ) وهذا هو الصدق واليقين الذي بُنيت عليه كل الشرائع التي أنزلها الله ـ عز وجل ـ في محكم آيات كتابه الكريم.

          ونعود للإعجاز القرآني بالتحدي في ضرب المثل الرباني الذي تصدّر الآية المباركة: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ) حيث يستحيل علميٌّا من وجهة نظر علماء وباحثي علم الأجنة وأطباء وجرّاحي القلب، أن يكون هناك من له قلبين في صدره! ولم تسجل كتب الطب ومراجعه العلمية في ذلك التخصص أو غيره ـ على مدى تاريخها ـ وجود إنسان واحد يولد بقلبين، مع العلم بأن معظم الباحثين ومؤلفي تلك المراجع ليسوا بمسلمين!




          فمن المعروف والثابت علميٌّا، أن القلب يبدأ تكوينه في جوف الجنين مع بداية الأسبوع الثالث من تكون الحمل، حيث ينمو الأنبوب القلبي الأيمن ونظيره الأيسر، ليلتقيا في منتصف القطب العلوي (وهو ما سيكون تجويفًا صدريٌّا فيما بعد) من جسم الجنين، ويتلاشى الأنبوب القلبي جهة اليسار بعد أن يزداد سمك جداره السفلي، ويظهر من منتصفه بروز يزداد نموٌّا داخل الأنبوب القلبي ليكوِّن البُطينين الأيمن والأيسر، ويتكوَّن الأذينان القلبيان بطريقة مشابهة من الجزء العلوي من الأنبوب القلبي،

          ويتخلل هذه المراحل الدقيقة ـ وفي نفس الوقت ـ تكوين الشرايين والأوردة القلبية الرئيسية الكبرى. وتتم كل هذه المراحل حول نقطة لتجمع دموي في النصف العلوي من الأنسجة الجنينية في مراحلها المبكرة من التكوين، ويبدأ القلب ـ بمشيئة الله وقدرته ـ في الانقباض والانبساط تلقائيٌّا قبل نهاية الأسبوع السادس من الحمل، وقبل نمو النهايات العصبية ووصولها إليه!.




          وبعد هذا الإيجاز في شرح مراحل تكوين القلب في الجنين، فقد يتساءل البعض: أليست هناك بعض التشوهات المرضية والاختلافات الخِلقية في قلوب بعض المواليد؟
          فنجيب بنعم، ولكن لم ولن نجد من له قلبين في صدره! وذلك لاستحالة تكوينهما في جنين واحد ـ كما أسلفنا ـ وإذا توقفت أي من المراحل السابق ذكرها أثناء تكوين القلب الجنيني، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى موت الجنين إذا كان ذلك التشوه أو الاختلاف لا يتمشى أو يتعارض مع الحياة، فيتم إجهاضه أو وفاته داخل الرحم قبل ولادته،

          وهو كما ذكرنا ليس ازدواجيٌّا في تخليق القلب، ولكنه توقف عند إحدى مراحل تكوينه الجنيني، وقد يكون اختلافًا خلقيٌّا بسيطًا ويولد الطفل بتشوه في قلبه.
          والأمثلة كثيرة منها وجود ثقب بين الأذينين أو بين البطينين أو كلاهما معًا أو وجود بطين واحد كقلب الطيور أو انحناء القلب جهة اليمين، وقد يكون القلب معيوبًا في مجموعة من مواضع اتصال الشرايين أو الأوردة الكبرى بالقلب أو صماماته مثل مرض ثلاثي أو رباعي فَالْمُوت (نسبة لمكتشفه)
          وغيرها من الاختلافات الخلقية البسيطة أو المركبة والمعقدة ومنها ما قد تصاحبه زرقة أو لا تصاحبه زرقة، ونعود فنقول إنه يستحيل أن يولد رجل بقلبين في جوفه إلى يوم القيامة، حتى في حالات التوائم (السيامية) الملتحمة أو الملتصقة، فقد يكون لكل توأم منهما قلب منفصل، وقد يكون لهما قلب واحد، ولكن يستحيل أن تكون لهما ثلاثة قلوب.



          إنه الإعجاز القرآني لله الواحد القهار..

          (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت: 43)


          التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-04-2014, 11:14 PM. سبب آخر: بعض التنسيق

          تعليق


          • #20
            رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم



            البناء الكوني كلمات قرآنية يردّدها علماء الغرب


            لقد بدأ علماء الكون حديثاً بإطلاق مصطلحات غريبة، فالصور التي رسمتها أجهزة السوبر كومبيوتر في القرن الحادي والعشرين أظهرت الكون وكأن المجرات فيه لآلِئ تزين العقد! ولذلك فهم يتحدثون اليوم عن زينة السماء بهذه المجرات، وأن هنالك نسيجاً كونياً تتوضع المجرات على خيوطه!! كذلك اكتشفوا أن الكون بناء محكم لا فراغ فيه فأطلقوا مصطلح "بناء" بدلاً من "فضاء"، لقد اكتشفوا أشياء كثيرة وما زالوا.
            وكل يوم نجدهم يطلقون أبحاثاً جديدة وينفقون بلايين الدولارات في سبيل هذه الاكتشافات، بل ويؤكدون هذه الاكتشافات عبر آلاف الأبحاث العلمية.


            والعجيب جداً أن القرآن الكريم تحدث بدقة فائقة عن كل هذه الأمور! والدلائل التي سنشاهدها ونلمسها من خلال هذا البحث هي حجّة قوية جداً على ذلك. وسوف نضع أقوال أهم الباحثين على مستوى العالم بحرفيتها، وبلغتهم التي ينشرون بها أبحاثهم، ومن على مواقعهم على الإنترنت، والتي يمكن لكل إنسان أن يرى هذه الأقوال مباشرة. ونتأمل بالمقابل كلام الله الحقّ عزّ وجلّ، ونقارن ونتدبّر دون أن نحمِّل هذه الآيات ما لا تحتمله من التأويلات أو التفسيرات.


            سوف نرى التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم اليوم وبين ما تحدث عنه القرآن قبل قرون طويلة. وفي هذا إثبات على صدق قول الحق تبارك وتعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

            مقدمة

            إن أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى، عندما يعيش للمرة الأولى مع فهم جديد لآية من آيات الله، عندما يتذكر قول الحقّ عزَّ وجلَّ: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93]. وفي هذا البحث سوف نعيش مع آية جديدة ومعجزة مبهرة وحقائق يقينية تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين ليردِّدوها بحرفيتها!!


            ولا نعجب إذا علمنا أن العلماء قد بدءوا فعلاً بالعودة إلى نفس التعبير القرآني! وهذا الكلام ليس فيه مبالغة أو مغالطة، بل هو حقيقة واقعة سوف نثبتها وفق مبدأ بسيط (من فَمِكَ أُدينُك). وفي هذا رد على كل من يدعي بأن القرآن ليس معجزاً من الناحية العلمية والكونية.
            فقد كانت تستوقفني آيات من كتاب الله تعالى لا أجد لها تفسيراً منطقياً أو علمياً، وبعد رحلة من البحث بين المواقع العلمية وما يجدّ من اكتشافات في علوم الفلك والفضاء والكون، إذا بي أُفاجأ بأن ما يكتشفه العلماء اليوم قد تحدث عنه القرآن بمنتهى الوضوح والدقة والبيان.

            ولكن هذه المرة حدث العكس، فقد لاحظتُ شيئاً عجيباً في الأبحاث الصادرة عن تركيب الكون ونشوئه وبنائه. فقد بدأ علماء الفلك حديثاً باستخدام كلمة جديدة وهي: (بناء). فعندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة (فضاء) أي space ، وذلك لظنّهم بأن الكون مليء "بالفراغ". ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجاً كونياً cosmic webمحكماً ومترابطاً، بدءوا بإطلاق مصطلح جديد هو (بناء) أي building .


            إنهم بالفعل بدءوا برؤية بناء هندسي مُحكم، فالمجرات وتجمعاتها تشكل لبنات هذا البناء، كما بدءوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصطلحات جديدة مثل الجسور الكونية، والجدران الكونية، وأن هنالك مادة غير مرئية سمّوها بالمادة المظلمة أي dark matter ، وهذه المادة تملأ الكون وتسيطر على توزع المجرات فيه، وتشكل جسوراً تربط هذه المجرات بعضها ببعض(1).

            انتقادات واهية

            صدرت بعض المقالات مؤخراً يتساءل أصحابُها: إذا كانت هذه الحقائق العلمية والكونية موجودة في القرآن منذ 1400 سنة، فلماذا تنتظرون الغرب حتى يكتشفها ثم تقولون إن القرآن قد سبقهم للحديث عنها؟ ولماذا تحمّلون النص القرآني ما لا يحتمل من التأويل والتفسير؟

            والجواب نجده في نفس الآيات التي جاء فيها التطابق بين العلم والقرآن، فهذه الآيات موجهة أساساً للملحدين الذين لا يؤمنون بالقرآن، خاطبهم بها الله تعالى بأنهم هم من سيرى هذه الحقائق الكونية وهم من سيكتشفها. لذلك نجد البيان الإلهي يقول لهم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].

            هذه الآية الصريحة تخاطب أولئك الذين يشككون بالقرآن، وأن الله سيريهم آياته ومعجزاته حتى يدركوا ويستيقنوا أن هذا القرآن هو الحق، وأنه كتاب الله تعالى. ويخاطبهم أيضاً بل ويناديهم بقوله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. إذن لو كان هذا القرآن من عند بشر غير الله تعالى، لرأينا فيه الاختلافات والتناقضات، ولكن إذا رأيناه موافقاً ومطابقاً للعلم الحديث ولا يناقضه أبداً، فهذا دليل على أنه صادر من الله تبارك وتعالى فهو خالق الكون وهو منزِّل القرآن.

            وهذا هو هدف الإعجاز العلمي، أن نرى فيه التناسق في كل شيء، ولا نجد فيه أي خلل أو خطأ أو تناقض، وهذه مواصفات كتاب الله تعالى. بينما كتب البشر مهما أتقنها مؤلفوها سيبقى فيها التناقض والاختلاف والأخطاء. وأكبر دليل على صدق هذه الحقيقة القرآنية أن العلماء بدءوا يغيرون مصطلحاتهم الكونية: مثل (فضاء) إلى (بناء).
            إذن هم اكتشفوا أنهم مخطئون في هذه التسمية فعدلوا عنها إلى ما هو أدق وأصحّ منها بعدما اكتشفوا المادة المظلمة. ولكن القرآن المنزَّل من الذي يعلم أسرار السماوات والأرض، أعطانا التعبير الدقيق مباشرة، وهذا ما سنراه الآن.


            إن هذه الاكتشافات لو تمَّت على أيدي مؤمنين ثم قالوا إنها موجودة في القرآن إذن لشكَّك الملحدون بمصداقيتها، وقالوا بأنها غير صحيحة. ولكن المعجزة أنك تجد من ينكر القرآن يردِّد كلمات هذا القرآن وهو لا يشعر!!
            وفي هذا إعجاز أكبر مما لو تمَّ الاكتشاف على أيدي المؤمنين. ولو تتبعنا آيات القرآن الكونية نجدها غالباً ما تخاطب الملحدين البعيدين عن كتاب الله والمنكرين لكلامه تبارك وتعالى. فالمؤمن يؤمن بكل ما أنزل الله تعالى، وهذه الحقائق العلمية تزيده يقيناً وإيماناً بخالقه سبحانه وتعالى. أما الملحد فيجب عليه أن ينظر ويتأمل ليصل إلى إيمان عن قناعة، وليدرك من وراء هذه الحقائق صدق هذا الدين وصدق رسالة الإسلام.

            تطور الحقائق العلمية

            في القرن السابع الميلادي عندما نزل القرآن الكريم، كان الاعتقاد السائد عند الناس أن الأرض هي مركز الكون وأن النجوم والكواكب تدور حولها. لم يكن لأحد علم ببنية الكون، أو نشوئه أو تطوره. لم يكن أحد يتخيل الأعداد الضخمة للمجرات، بل لم يكن أحد يعرف شيئاً عن المجرات. وبقي الوضع كما هو حتى جاءت النهضة العلمية الحديثة، عندما بدأ العلماء بالنظر إلى السماء عبر التليسكوبات المكبرة، وتطور علم الفضاء أكثر عندما استخدم العلماء وسائل التحليل الطيفي لضوء المجرات البعيدة. ثم بدأ عصر جديد عندما بدأ هؤلاء الباحثون باستخدام تقنيات المعالجة بالحاسوب للحصول على المعلومات الكونية.


            ولكن وفي مطلع الألفية الثالثة، أي قبل خمس سنوات من تاريخ كتابة هذه المقالة، دخل علم الفضاء عصراً جديداً باستخدام السوبر كومبيوتر، عندما قام العلماء برسم مخطط للكون ثلاثي الأبعاد، وقد كانت النتيجة اليقينية التي توصل إليها العلماء هي حقيقة أن كل شيء في هذا الكون يمثل بناءً محكماً.


            "لبنات بناء"
            وهذا مثال على كلمات رددها علماء غربيون حديثاً وهي موجودة في القرآن قبل مئات السنين. ففي أحد الأبحاث التي أطلقها المرصد الأوروبي الجنوبي يصرح مجموعة من العلماء بأنهم يفضلون استخدام كلمة (لبنات بناء من المجرات) بدلاً من كلمة (المجرات)، ويؤكدون أن الكون مزيَّن بهذه الأبنية تماماً كالخرز المصفوفة على العقد أو الخيط!!
            شكل (1) عندما نتأمل السماء من فوقنا نجدها تزدحم بالنجوم والمجرات والغبار والغاز والدخان الكوني. إن الدخان الكوني سوف يتحول إلى نجم لامع، إن العلماء اليوم يدرسون كيفية تشكل هذه النجوم والمجرات بدقة مذهلة، أي هم يدرسون كيف تم بناء الكون، أي هم ينظرون إلى السماء ويدرسون كيفية بنائها، والسؤال: أليست هذه الدراسة هي تطبيق لقول الله تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا)؟

            ففي هذا البحث يقول بول ميلر وزملاؤه:
            "The first galaxies or rather, the first galaxy building blocks, will form inside the threads of the web. When they start emitting light, they will be seen to mark out the otherwise invisible threads, much like beads on a string".
            وهذا معناه: "إن المجرات الأولى، أو بالأحرى لبنات البناء الأولى من المجرات، سوف تتشكل في خيوط النسيج. وعندما تبدأ ببث الضوء، سوف تُرى وهي تحدّد مختلف الخيوط غير المرئية، وتشبه إلى حد كبير الخرز على العقد" (2).

            وبعد أن أبحرتُ في الكثير من المقالات والأبحاث العلمية والصادرة حديثاً حول الكون وتركيبه، تأكدتُ أن هذا العالم ليس هو الوحيد الذي يعتقد بذلك، بل جميع العلماء يؤكدون حقيقة البناء الكوني، ولا تكاد تخلو مقالة أو بحث من استخدام مصطلح بنية الكون structure of universe .


            وهذا يدل على أن العلماء متفقون اليوم على هذه الحقيقة العلمية، أي حقيقة البناء. وذهبتُ مباشرة إلى كتاب الحقائق – القرآن، وفتَّشتُ عن كلمة البناء وما هي دلالات هذه الكلمة، وكانت المفاجأة أن هذه الكلمة وردت كصفة للسماء في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64]. وفي آية أخرى نجد قوله أيضاً: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 22].


            وسبحان الله تعالى! كلمة يستخدمها القرآن في القرن السابع، ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليستخدموا نفس الكلمة بعدما تأكدوا وتثبَّتوا بأن هذه الكلمة تعبِّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الكون وأنه بناء محكم، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟!
            شكل (2) تظهر الصور الملتقطة حديثاً للكون وجود مادة مظلمة لا تُرى اتضح أنها تشكل أكثر من 95% من البناء الكوني. وأن كل ما نراه من مجرات وغبار وغاز ودخان كوني لا يشكل إلا أقل من 5 % من الكون. وهذه المجرات تظهر بألوان زاهية ومتنوعة ويشبهها العلماء اليوم بأنها كاللآلئ التي تزين العقد! وأن المادة والطاقة يملآن الكون فلا وجود للفراغ. إذن الحقيقة الكونية اليقينية التي يراها العلماء اليوم يمكن تلخيصها: "الكون هو بناء، وهو مزيَّن، ولا يوجد فيه فراغ أو شقوق". والعجيب أن القرآن قد سبق هؤلاء العلماء ولخص لنا هذه الحقائق في آية واحدة في قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وزَيَّنَّاهَا وما لها مِنْ فُرُوجٍ)؟

            لآلئ تزيِّن العقد!

            وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني نجدهم يتحدثون أيضاً عن تشبيه جديد وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد، أو مثل اللآلئ المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً.
            ففي إحدى المقالات العلمية نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة:
            Scientists say that matter in the Universe forms a cosmic web, in which galaxies are formed along filaments of ordinary matter and dark matter like pearls on a string.
            وهذا معناه: "يقول العلماء: إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً، تتشكل فيه المجرات على طول الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة مثل اللآلئ على العقد" (3).


            إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون، ثم يقررون وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء. ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تُرى، أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه.
            وقد كانت المفاجأة الثانية عندما وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!! والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن، يخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتأمل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة، تماماً مثلما يرون!!! يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) [ق: 6 ]. والفروج في اللغة هي الشقوق كما في معجم لسان العرب.


            وتأمل أخي القارئ كيف يتحدث هؤلاء العلماء في أحدث اكتشاف لهم عن كيفية البناء لهذه المجرات، وكيف تتشكل وكيف تُزين السماء كما تزين اللآلئ العقد، وتأمل أيضاً ماذا يقول البيان الإلهي مخاطباً هؤلاء العلماء وغيرهم من غير المؤمنين: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) [ق: 6 ]. حتى الفراغ بين المجرات والذي ظنّه العلماء أنه خالٍ تماماً، اتضح حديثاً أنه ممتلئ تماماً بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن السماء خالية من أية فروج أو شقوق أو فراغ.


            كلمات قرآنية في مصطلحات الغرب!
            وسبحان الذي أنزل هذا القرآن! الحقُّ تعالى يطلب منهم أن ينظروا إلى السماء من فوقهم، ويطلب منهم أن يبحثوا عن كيفية البناء وكيف زيَّنها، وهم يتحدثون عن هذا البناء وأنهم يرونه واضحاً، ويتحدثون عن شكل المجرات الذي يبدو لهم كالخرز الذي يزين العقد. ونجدهم في أبحاثهم يستخدمون نفس كلمات القرآن!


            ففي المقالات الصادرة حديثاً نجد هؤلاء العلماء يطرحون سؤالاً يبدءونه بنفس الكلمة القرآنية (كيف) how، وعلى سبيل المثال مقالة بعنوان: "How Did Structure Form in the Universe?" ، أي "كيف تشكل البناء الكوني". لقد استخدم هذا العالم نفس الكلمة القرآنية وهي كلمة (كيف) ولو قرأنا هذه المقالة نجد أنها تتحدث عن بنية الكون وهو ما تحدثت عنه الآية (كَيْفَ بَنَيْنَاهَا)!
            حتى إننا نجد في القرن الحادي والعشرين الجوائز العالمية تُمنح تباعاً في سبيل الإجابة عن هذا سؤال طرحه القرآن في القرن السابع أي قبل أربعة عشر قرناً، أليس هذا إعجازاً مبهراً لكتاب الله تعالى؟!


            ولكن الذي أذهلني عندما تأملتُ مشتقات هذه الكلمة أي (بناء)، أن المصطلحات التي يستخدمها العلماء وما يؤكدونه في أبحاثهم وما يرونه يقيناً اليوم، قد سبقهم القرآن إلى استخدامه، وبشكل أكثر دقة ووضوحاً وجمالاً.
            ولو بحثنا في كتاب الله جل وعلا في الآيات التي تناولت بناء الكون، لوجدنا أن البيان الإلهي يؤكد دائماً هذه الحقيقة أي حقيقة البناء القوي والمتماسك والشديد. يقول تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) [النازعات: 27].

            والعلماء يؤكدون أن القوى الموجودة في الكون تفوق أي خيال. ويمكن مراجعة الروابط في نهاية البحث لأخذ فكرة عن ضخامة القوى التي تتحكم بالكون، مثلاً الطاقة المظلمة! بل إن الله عز وجل قد أقسم بهذا البناء فقال: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) [الشمس: 5]. والله تعالى لا يُقسم إلا بعظيم.

            وهذا هو أحد العلماء يؤكد أن الكون بأكمله عبارة عن بناء عظيم فيقول:
            "One of the most obvious facts about the Universe is that it shows a wealth of structure on all scales from planets, stars and galaxies up to clusters of galaxies and super-clusters extending over several hundred million light years".
            ومعنى هذا: " إن من أكثر الحقائق وضوحاً حول الكون أنه يُظهر غِنىً في البناء على كافة المقاييس من الكواكب والنجوم والمجرات وحتى تجمعات المجرات والتجمعات المجرية الكبيرة الممتدة لمئات الملايين من السنوات الضوئية" (4).
            شكل (3) جدار من النجوم والدخان الكوني يبلغ طوله 1500 سنة ضوئية، هذا الجدار يوجد منه الملايين في الكون، إن الذي يتأمل اكتشافات العلماء في الكون وحديثهم عن وجود جدران كونية وجسور كونية تربط بينها يستنتج بأن الكون هو بناء هندسي عظيم. وسبحان الذي حدثنا عن هذا البناء قبل أن يكتشفه علماء الغرب بقرون طويلة فقال: (والسماءَ بناءً) [البقرة: 22]. وكلمة (بناء) الواردة في هذه الآية هي ذاتها التي يستخدمها العلماء اليوم "building".

            وهنا نتوقف لحظة ونتأمل

            هؤلاء العلماء ينكرون كلام الله وهو القرآن، ويقولون إنه من صنع محمد صلى الله عليه وسلم. وربما لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون، فهم في تخبّط واختلاط. والعجيب أن الله تعالى يصف حالهم هذه في قوله عزّ وجلّ: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) [ق: 5]. أي أن هؤلاء المكذبين بالقرآن وهو الحقّ، هم في حيرة واختلاط من أمرهم.


            على الرغم من ذلك يدعوهم الله تعالى في الآية التالية مباشرة للنظر والتأمل في كيفية بناء وتزيين الكون، ويؤكد لهم أنه هو الذي بنى هذه المجرات وهو الذي جعلها كالزينة للسماء (كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا) ، بل ويسخر لهم أسباب هذا النظر وأسباب هذه الاكتشافات، وذلك ليستدلوا بهذا البناء على الباني سبحانه وتعالى. وليخرجوا من حيرتهم وتخبُّطهم ويتفكروا في هذا البناء الكوني المتناسق والمحكم، ليستيقنوا بوجود الخالق العظيم تبارك وتعالى. والسؤال: أليست هذه دعوة من الله تعالى بلغة العلم للإيمان بهذا الخالق العظيم؟


            إن الدين الذي يتعامل مع غير المسلمين بهذا المنهج العلمي للإقناع، هل هو دين تخلف وإرهاب، أم دين علم وتسامح وإقناع؟!! ألا نرى في خطاب الله تعالى لغير المسلمين خطاباً علمياً قمَّةَ التسامح حتى مع أعداء الإسلام؟ أليس الإعجاز العلمي أسلوباً حضارياً للدعوة إلى الله تعالى؟
            إذا كان الإعجاز العلمي والذي هو الأسلوب الذي تعامل به القرآن مع أعدائه ودعاهم للنظر والتدبر، إذا كان هذا الإعجاز ـ كما يقول البعض ـ وسيلة غير ناجحة للدعوة إلى الله تعالى، إذن ما هي الوسيلة التي نخاطب بها الملحدين في عصر العلم والمادة الذي نعيشه اليوم؟

            في رحاب التفسير

            قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى، وقوله: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ) يقول تعالى ذكره : أفلم ينظر هؤلاء المكذبون بالبعث بعد الموت المنكرون قدرتننا على إحيائهم بعد بلائهم، ( إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ) فسوَّيناها سقفاً محفوظاً، وزيَّناها بالنجوم؟ (وما لها من فروج) يعني : وما لها من صدوع وفتوق . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

            وقال الإمام القرطبي رحمه الله: التفسير قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ ) نظر اعتبار وتفكر وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة (كَيْفَ بَنَيْنَاهَا) فرفعناها بلا عمد (وزيناها) بالنجوم (وما لها من فروج) جمع فرج وهو الشق. وقال الكسائي ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق.


            وفي تفسير الطبري رحمه الله تعالى،نجده يقول: القول في تأويل قوله: (والسماء بناءً). قال أبو جعفر: وإنما سميت السماء سماءً لعلوِّها على الأرض وعلى سكانها من خلقه، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماة. ولذلك قيل لسقف البيت: سماوة، لأنه فوقه مرتفع عليه. فكذلك السماء سميت للأرض سماء، لعلوِّها وإشرافها عليها. وعن قتادة في قول الله: (والسماء بناء)، قال: جعل السماء سقفاً لك.


            ونتساءل الآن: أليس ما فهمه المفسرون رحمهم الله تعالى من هذه الآيات، هو ما يكتشفه العلماء اليوم؟ أليست المادة تملأ الكون؟ أليست النجوم والمجرات كالزينة في السماء؟ أليست هذه السماء خالية من أي فروج أو شقوق أو فراغات؟ وهذا يؤكد وضوح وبيان النص القرآني وأن كل من يقرأ كتاب الله تعالى، يدرك هذه الحقائق كلٌّ حسب اختصاصه وحسب معلومات عصره.


            أوجه الإعجاز والسبق العلمي للآيات
            تساؤلات نكررها دائماً: لو كان القرآن من تأليف محمد عليه صلوات الله وسلامه، إذن كيف استطاع وهو النبي الأمي أن يطرح سؤالاً على الملحدين ويدعوهم للنظر في كيفية بناء الكون؟ كيف حدَّد أن النجوم تزين السماء؟ ومن أين أتى بمصطلح علمي دقيق مثل "بناء"؟ كيف علم بأن الكون لا يوجد فيه أية فراغات أو شقوق أو فروج أو تفاوت؟ من الذي علَّمه هذه العلوم الكونية في عصر الخرافات الذي عاش فيه؟


            إن وجود تعابير علمية دقيقة ومطابقة لما يراه العلماء اليوم دليل على إعجاز القرآن الكوني، ودليل على السبق العلمي لكتاب الله تعالى في علم الفلك الحديث. وفي كتاب الله تعالى نجد أن كلمة (بناء) ارتبطت دائماً بكلمة (السماء). وكذلك ارتبطت بزينة الكون وتوسعه، يقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47].
            والعجيب أننا لا نكاد نجد بحثاً حديثاً يتناول البناء الكوني، إلا ونجدهم يتحدثون فيه عن توسع الكون!! وهذا ما فعله القرآن تماماً في هذه الآية العظيمة عندما تحدث عن بنية الكون (بَنَيْنَاهَا) وعن توسع الكون (لَمُوسِعُونَ).


            أي أن القرآن هو أول كتاب ربط بين بناء الكون وتوسعه. وسؤالنا من جديد: ماذا يعني أن نجد العلماء يستخدمون التعبير القرآني بحرفيَّته؟ إنه يعني شيئاً واحداً وهو أن الله تعالى يريد أن يؤكد لكل من يشكّ بهذا القرآن، أنهم مهما بحثوا ومهما تطوروا لا بدّ في النهاية أن يعودوا للقرآن!
            هنالك إشارة مهمة في هذه الآيات وهي أنها حددت من سيكتشف حقيقة البناء الكوني، لذلك وجَّهت الخطاب لهم. ففي جميع الآيات التي تناولت البناء الكوني نجد الخطاب للمشككين بالقرآن، ليتخذوا من اكتشافاتهم هذه طريقاً للوصول إلى الله واليقين والإيمان برسالته الخاتمة.


            واستمع معي إلى هذا البيان الإلهي : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 21-24].
            التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 26-04-2014, 07:16 PM. سبب آخر: تعديل الخط

            تعليق


            • #21
              رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

              مصير الشمس في ضوء القرآن










              صورة تخيلية للشمس عندما تصبح عملاقا أحمر

              لتبيد كل ما على وجه الأرض.



              د. محمد دودح

              طبيب وباحث في الاعجاز القرآني

              عرض القرآن الكريم لأهوال نهاية العالم في صور بيانية تعكس الحقيقة بتلطف؛ والتي بالكاد أوشكت أن تدركها الفيزياء الفلكية اليوم, وفي قوله تعالى: ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾ الرحمن: 37, المعنى المتبادر أن يُفْسِح جو الأرض والمعهود بالزرقة حين يبدأ في التفسخ والتلاشي عن كتلة حمراء ضخمة ملتهبة تتأجج وتغطي معظم السماء بدلا عن الشمس؛ أشبه في اللون والتضخم بوردة حمراء تتفتح, وفي الالتهاب والسيولة واللمعان والتموج بزيت الدهان وهو يتأجج على النار, ونطالع في التصورات العلمية المتوقعة لمصير الشمس؛ أنها ليست من الضخامة بحيث تنتهي إلى ما يسمى فيزيائيًّا ثقب أسود Black Hole, أو إلى ما يُسمى نجم نيوتروني Neutron Star؛ وإنما تنتفخ وتتحول إلى عملاق أحمر Red Giant من شدة الحرارة, يبلغ قطره من 15 إلى 45 مرة مثل قطر الشمس حاليًّا، ويعادل لمعانه حوالي مائة مرة أو أكثر مثل لمعان الشمس، ويبتلع في طريقه ما يجاوره, والحد الذي يُحدد مصير النجم بعد انفجاره قيمته 1.4 قدر كتلة الشمس (حد تشاندراسيخار), يتحول النجم دونه لقزم أبيض؛ وهذا هو حال الشمس, وفي المقابل يعرض القرآن الكريم لمشاهد تُكْمِل الصورة؛ كإبادة الكواكب وجمع الشمس والقمر وانشقاق الجو لينفتح المشهد على عملاق أحمر ينتفخ من شدة الانفجار ويدفع بألسنة النار في كل صوب مثل وردة حمراء تتفتح أوراقها؛ وكزيت الدهان يتأجج ناثرًا قطرات حارقة, وتقترب الشمس فتطال الأرض وتصهِر كل ما عليها.


              صورة تخيلية للشمس في الأعلى عندما تتفجر



              وتصبح عملاقا أحمر ووردة حمراء في الأسفل.









              وتنفجر الأرض وتطرح ما فيها من أثقال وتتخلى عن كل ما عليها؛ وتُمحى كل مظاهر الحياة, ولا وجود حينئذ لبشر يُشاهد فخلى الوصف من المُشَاهد؛ وفي الختام تنكمش الشمس وتُطوى كلفافة وتُكَوَّر لتصبح قزمًا أبيض White Dwarf ثم تموت, ويمنح السياق فسحة كبيرة لتتصور المخيلة ما لم تُصَرِّح به الكلمات من مشاهد القدرة المفزعة؛ التي أحالت كل العالم خراب!.






              وقبل اكتشاف علم الفيزياء الفلكية حديثًا لحياة النجوم ومصيرها خاصة الشمس؛ بذل المفسرون الأعلام الفضلاء (رحمهم الله تعالى جميعًا) غاية جهدهم في تصور تفاصيل حدث رهيب لم يألفه بشر, فانتزعوا وُجُوهًا تكاد تُنَاظر تصور الفيزياء, ويؤخذ من كلامهم الأشبه بالاتفاق ما يعني تحول مشهد السماء المحيطة بالأرض إلى الحمرة والتموج كالزيت من شدة الحرارة,

              قال المراغي: "(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) أي.. احمر لونها وأذيبت حتى صارت كأنها الزيت", وقال الخطيب: "هذه السماء التي تبدو في لونها الأزرق؛ تأخذ.. لونا ورديا.. أحمر..، و(كالدهان).. هو الشحم حين يُصْهَر", وقال ابن عاشور: "(فَكانَتْ وَرْدَةً) تَشْبِيهٌ بَلِيغٌ؛ أَيْ كَانَتْ كَوَرْدَةٍ, وَالْوَرْدَةُ وَاحِدَةُ الْوَرْدِ، وَهُوَ زَهْرٌ أَحْمَرُ.. مَشْهُورٌ, وَوَجْهُ الشَّبَهِ.. شِدَّةُ الْحُمْرَةِ", "حِينَ يَنْفَتِحُ بِرْعُومُهَا", "أَيْ يَتَغَيَّرُ لَوْنُ السَّمَاءِ.. فَيَصِيرُ لَوْنُهَا أَحْمَرَ.. "
              و(الدِّهَانُ).. الزَّيْتِ..؛ تَشْبِيهٌ.. فِي التَّمَوُّجِ وَالْاِضْطِرَابِ", وقال محيي الدين درويش: "التشبيه تمثيلي.. مُرَكَّب.. من.. صورة السماء منشقة, وصورة الوردة, ثم صورة الدهان.. عملت فيه النار فاشتعل"
              وقال القاسمي: "(أي) كلون الورد الأحمر, (و) كالدهن.. في.. ذوبانه", وقال أسعد حومد: "تَتَصَدَّعُ.. وَيَحْمَرُّ لوْنُها وَتَذُوبُ حَتَّى لَتَصِيرُ وَكَأنَّها الزَّيتُ المُحْتَرِقُ", وقال الزحيلي: "تبددت وصارت كوردة حمراء وذابت"، وقال الشنقيطي: "قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهَا يَصِلُ إِلَيْهَا حُرُّ النَّارِ فَتَحْمَرُّ مِنْ شِدَّةِ الْحَرَارَةِ.., (و) تَذُوبُ وَتَصِيرُ مَائِعَةً،

              (وهذا) قَدْ أَوْضَحَهُ اللَّهُ.. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى..: (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْل(ِ, وَالْمُهْلُ شَيْءٌ ذَائِبٌ..؛ يُشْبِهُ الْمَاءَ شَدِيدُ الْحَرَارَةِ..، (كما) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ)", "أَمَّا تَشَقُّقُ السَّمَاءِ.. فَقَدْ بَيَّنَهُ جَلَّ وَعَلَا فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ.. كَقَوْلِهِ تَعَالَى..: (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ), وَقَوْلِهِ: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ), وَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ), فَقَوْلُهُ فُرِجَتْ أَيْ شُقَّتْ، فَكَانَ فِيهَا فُرُوجٌ أَيْ شُقُوقٌ كَقَوْلِه.. تَعَالَى: (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا)"؛ وفيها قرائن على أن السماء المقصودة كانت في الدنيا سقفا محفوظا يحجز بقوة أخطارًا علوية, فتشققت وانشقت وفُرِجَت وصارت أبوابًا ومنافذ لتلك الأخطار, وأصبحت واهية عن دفعها؛ فيستقيم حمل انشقاق السماء على تبدد الجو المحيط بالأرض,

              قال أحمد حطيبة: "{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ}؛ أي تكشط.. وتزول", وقال سيد قطب: "(وردة كالدهان) وردة حمراء سائلة كالدهان.. (و) الآيات التي وردت في صفة الكون (حينئذٍ).. تشير كلها إلى وقوع دمار كامل.., منها: (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا).., (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ).., (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ).., (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ).., (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ)", "فهذه الآيات كلها تنبئ بأن نهاية عالمنا هذا ستكون.. مُرَوِّعَة".

              وهكذا ضُرِبَت بالقرآن الأمثال في سالف الزمان من البيئة العربية مهبط الوحي, ولا يغيب التَلَطُّف في البيان لحقائق علمية كشفت معناها الأيام؛ تصديقًا لقوله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ. وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ ص: 87و88, وقوله تعالى: ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ الأنعام: 67, وقوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا﴾ النمل: 93, وتَحَقَّق وعد مؤكد؛ قد أوضح مجاله العلمي قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ فصلت: 53.



              التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 18-05-2014, 01:05 AM. سبب آخر: تعديل الخط

              تعليق


              • #22
                رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم



                ٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا – سورة يس آية 38 – الإعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم


                قال تعالى في سورة يس، الآية 38 { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } ، هذه الآية تصف الشمس بانها تجري وليست ثابتة وأن الشمس بعد جريانها سوف تتوقف وتستقر في مكان ما! ثم تبعها تعالى بـ { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } * { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }

                تمت الاشارة الى كافة المراجع المستخدمة في هذه المقالة بروابط تؤدي الى اصل المعلومة مثل موقع تفسير القرآن الكريم، ومواقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وموقع ويكيبيديا، ومواقع اخبارية ومواقع علمية أخرى ذات علاقة، بالإضافة الى موقع باحث اللغوي وذلك لكي يتأكد القارئ من صدق المعلومة.

                وورد سياق شبيه في سورة الأنبياء - 33 {وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ومعنى “الفَلَك” في اللغة وكتب التفسير هو الدوران كما هو مبين: حدثنـي علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { وكُلّ فِـي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } دوراناً، يقول: دوراناً يسبحون يقول: يجرون. والفلك في لسان العرب هو دَورَانُ السماء، وهو اسم للدوَران خاصةً


                هذا يعني أن الشمس تجري بمسار دائري وكذلك هو القمر. فنحن نعلم أن القمر يدور حول الأرض بمسار دائري وهذا ما يؤدي الى ظاهرة الأشهر القمرية، وأن مسار (فلك) الشمس يختلف عن مسار القمر كما تبين الآية الكريمة “لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ … وكُلّ فِـي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” ولكن أين وكيف تجري وتدور الشمس؟

                اصبح معروف علمياً بأن الشمس والنجوم التي نراها في الليل هي من ضمن 200-400 مليار نجمة تشكل مع بعضها ما يسمى بالمجرة أو ما نسميه “مجرّة درب التبّانة” والتي تبدو لنا كما في الصورة التالية في الليالي المظلمة




                ولكن المجرّات بشكل عام ومثلها مجرتنا تشبه الصحن الذي نأكل منه وتقع شمسنا على أحد اطرافه كما يبين الشكل وتدور شمسنا حول محور المجرة مرة كل 250 مليون سنة في مسار كما في “البالوعة” حيث تجري شمسنا وتدور حالياً بسرعة تقدّر بـ 800,000 الى 960,000 كيلومتر في الساعة وتقترب شمسنا من مركز المجرة ويتسارع دورانها مع اقترابها من مركز المجرّة.

                في شهر يناير من عام 2009، تم نشر صورة مركّبة لمركز مجرة درب التبانة تم تجميعها مما يقارب الـ 2000 صورة مدمجة تم التقاطها بالأشعة تحت الحمراء من المسبار Hubble والمسبار Spitzer حيث أن رؤية مركز المجرة غير ممكنة بالضوء المرئي بسبب كثافة الدخان. ويَظهر مَركز المجرّة في الجزء الأيمن من اسفل الصورة على شكل غيمة بيضاء.






                توصل علماء الفلك الى أن مراكز المجرّات ومجرتنا بشكل خاص يحتوي على ثقب اسود أو أكثر هائل الكتلة 4.1 – 6 ملايين كتلة الشمس ولكن حجمه يقارب الصفر، ومع اننا لن نستطيع رؤية الثقب الأسود، الاّ اننا نستطيع أن نرى ما يحدثه عند نقطة الـ “لا عودة” حيث تدور النجوم حول الثقب وبسرعة هائلة بحيث تتفكك النجوم وتصبح كالسحاب قبل ان تستقر في المركز



                وبالنهاية، وبعد ملايين أو مليارات السنين، فان شمسنا ستستقر في نفس المكان الذي ستستقر فيه باقي نجوم المجرة.



                وهذا هو الاعجاز العلمي في القرآن الكريم في تفسير سورة يس، الآية 38 { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ }، الفيديو التالي يظهِر دوران شمسنا ضمن مجرة درب التبّانة بناء على المعلومات التي حصل عليها العلماء من المسبار الأوروبي هيباركوس.


                التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 18-05-2014, 01:09 AM. سبب آخر: تعديل الخط وحذف مقطع

                تعليق


                • #23
                  رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                  جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم صالح الأعمال
                  تم حذف المقطع لأنه يحتوي على موسيقى


                  "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                  وتولني فيمن توليت"

                  "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                  تعليق


                  • #24
                    رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                    المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
                    جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم صالح الأعمال تم حذف المقطع لأنه يحتوي على موسيقى
                    لا اله الا اله سامحنى الله لم استمع للمقطع قبل وضعه جزاكم الله خيرا
                    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 18-05-2014, 10:54 PM.

                    تعليق


                    • #25
                      رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم


                      تعليق


                      • #26
                        رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                        جزاك الله خيرا
                        سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اللهم اغفر للمومنين والمومنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات اللهم ارزقنا الجنه بدون حساب وارزقنا الصدق وحسن الخواتيم ولذه النظر الى وجهك الكريم والخشوع فى الصلاه والزوجات الصالحات والابناء يارب العالمين

                        تعليق


                        • #27
                          رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                          المشاركة الأصلية بواسطة ahmedh مشاهدة المشاركة
                          جزاك الله خيرا
                          وجزاك خيرا

                          تعليق


                          • #28
                            رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم


                            معجزة نبوية

                            إذا مرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة.. معجزة نبوية ترد على الملحدين




                            اعترض المشككون مراراً وتكراراً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها) [رواه مسلم]، وقالوا إن هذا الحديث لا يتطابق مع العلم الحديث ومراحل تطور الجنين.
                            ولكن العلم يتطور بالفعل ويكشف لنا حقائق جديدة، ولو تأملنا آخر الأبحاث في علم الأجنة، ودرسنا المرحلة التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم، أي عندما يكون عمر الجنين 42 يوماً، ماذا نجد؟ ولماذا خصَّ النبي الأعظم هذا العمر بالذات أي العدد اثنان وأربعون، ماذا يعني بالنسبة لتطور الجنين في بطن أمه؟
                            سوف نعرض سلسلة من الصور مع شرحها لنبين كيف يتطور الجنين وبخاصة خلال الأسبوع الخامس والسادس والسابع، ثم نعود لنرى التطابق الكامل بين النص النبوي الشريف وبين أقوال العلماء حديثاً.

                            المراحل التي يمر بها الجنين منذ أن يكون نطفة وحتى نهاية الأسبوع السادس (42 يوماً)، ونلاحظ أن الجنين لا يأخذ الشكل الإنساني له إلا بعد مرور 42 ليلة عليه، وهذا ما أكده الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف! لاحظوا معي كيف يكون الجنين نطفة لا تشبه شكل الإنسان، ثم يتحول إلى علقة لا توحي بأي صورة بشرية، ثم يتحول إلى مضغة وهذه أيضاً لا تشبه شكل الإنسان، وعندما يصبح عمره 42 يوماً تظهر الصورة البشرية واضحة عليه وتستمر حتى نهاية الحمل، فسبحان الله!

                            صورة حقيقية لجنين عمره خمسة أسابيع ولا نرى أية ملامح بشرية عليه، ويقول العلماء إن معظم أنواع الحيوانات تأخذ هذا الشكل في مثل هذا العمر، وبالتالي فإن الجنين لم يتم تصويره بعد بالشكل الإنساني. ولا نرى السمع والبصر والجلد والعظام!




                            جنين عمره 41 يوماً ولا نرى أي ملامح بشرية عليه


                            الآن أصبح عمر الجنين 44 يوماً .. انظروا كيف ظهرت الملامح البشرية الإنسانية عليه، وكيف بدأت فتحة العين والأذن بالتشكل.






                            صورة حقيقية لجنين عمره 47 يوماً، ونلاحظ أنه أخذ الشكل الإنساني ومن الواضح أن السمع والبصر قد تشكل، فنرى الأذنين والعينين والجلد، كل ذلك قد بدأ بالتشكل منذ نهاية الأسبوع السادس، وقد بدت هذه المعالم واضحة تماماً في الأسبوع السابع. إن قلب الجنين يبدأ بالنبض بوضوح منذ الأسبوع السادس، للاستماع إلى صوت قلب الجنين اضغط هنا.

                            صورة مقارنة بين جنين عمره خمسة أسابيع وبعد أن أصبح عمره ثمانية أسابيع، انظر كم تغيرت الملامح والحجم والشكل، وكيف اتضحت الصورة الإنسانية لهذا الجنين. ويقول العلماء إن الجنين منذ نهاية الأسبوع السادس أي عندما يصبح عمره 42 يوماً، يبدأ بتمييز الأصوات والتفاعل معها!
                            ويؤكد العلماء أن عمر الـ 42 يوماً وما بعده هو حد فاصل بين المرحلة التي يكون فيها الجنين غير مميز، والمرحلة التي يأخذ الجنين فيها شكله البشري، ولذلك نجد على أحد المواقع المهتمة بتطور الجنين قولهم بالحرف الواحد:
                            During the sixth week after fertilization the unborn child can respond to local tactile stimulation by reflex movements. At the end of the sixth week, the unborn child is clearly recognizable as a human being by gross morphological observation.
                            خلال الأسبوع السادس بعد التخصيب، يبدأ الجنين بالاستجابة للمؤثرات الخارجية من خلال الحركات الانعكاسية، عند نهاية الأسبوع السادس فإننا نميز الطفل بوضوح مثل كائن بشري وذلك كما يبدو من خلال المراقبة.
                            ونقرأ على موقع آخر قولهم:
                            The brainwaves have been noted at 43 days. Dr. Stiff has noted that electroencephalographic waves have been obtained in forty-three to forty-five day old fetuses, and so conscious experience is possible after this date.
                            أي أن موجات الدماغ تُلاحظ عندما يكون عمر الجنين 43 يوماً. وقد لاحظ الدكتور ستيف أن الموجات الصادرة من الدماغ يمكن قياسها في عمر 43-45 يوماً، وكذلك التعابير الواعية من الممكن ملاحظتها بعد هذا العمر.

                            جنين عمره ستة أسابيع، عند هذا العمر يبدأ الجنين بأخذ شكله البشري ويبدأ دماغه ببث الموجات التي يمكن قياسها بأجهزة خاصة، وهذا يعتبر مؤشراً على بدء النشاط في خلايا الدماغ وقد يكون هذا مؤشراً على نفخ الروح في هذه المرحلة، والله أعلم. لاحظوا معي كيف بدأ تشكل العينين، ويؤكد العلماء أن الأسبوع السادس هو العمر الذي تبدأ فيه فتحة العين بالظهور، وهذا تصديق لقول الحبيب: (فصورها وخلق سمعها وبصرها).
                            أما العين فتبدو واضحة في اليوم 42، ونجد قولهم حسب كيث مور علم الأجنة الشهير:
                            The eye is obvious, About day 42 after fertilization (Moore, p 99).
                            العيون تبدو واضحة حوالي 42 يوماً بعد التخصيب.
                            وبعد مضي 42 يوماً بالتمام والكمال تبدأ العين والأذن بالتطور بسرعة مذهلة ويقولون:
                            The eyes are developing rapidly, The ears are developing rapidly, 7th week after conception (Rugh, p 52). http://www.sfuhl.org/k_appendix_1_sixth_week.htm
                            أي أن الأذنين والعينين تتطوران سريعاً خلال الأسبوع السابع (أي بعد مضي 42 ليلة على النطفة)، وهذا يعني أن نهاية الأسبوع السادس، فإن الجنين يأخذ صورته البشرية، وهذا ما أخبر عنه الحديث بدقة متناهية عندما قال: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها)!!

                            تأملوا معي صورة الجنين على اليمين وقد بلغ عمره 41 يوماً، وحتى هذه اللحظة لا نكاد نميز الصورة البشرية له، ولكن بعد اليوم الثاني والأربعين تبدأ مباشرة الصورة الإنسانية بالوضوح، ولذلك فإن الصورة اليسرى نرى فيها ملامح جنين إنسان ويظهر عليها الأذنين والعينين بوضوح وكذلك القدمين واليدين والأصابع، فسبحان الله!




                            تأملوا معي كيف تحدث قفزة في شكل الجنين بين الليلة 41 والليلة 44 حيث يأخذ الجنين صورته البشرية بوضوح.. سبحان الله!


                            بعد الأعداد المرعبة لحالات الإجهاض في الدول غير الإسلامية، هناك حملات ضد الإجهاض اليوم، ويعكف العلماء والباحثون على تحديد العمر الذي لا يجوز بعده إجهاض الجنين، فوجدوا أن الجنين في نهاية الأسبوع السادس وبداية السابع (أي عندما يكون عمره 42 يوماً) يبدأ دماغه بإصدار موجات مما يدل على بداية الحياة عند هذا الجنين، فاقترحوا أنه لا يجوز قتل الجنين بعد هذا العمر.
                            وهنا أتذكر معكم كيف أن بعض فقهائنا استدلوا من حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، أنه لا يجوز إجهاض الجنين بعد مضي 42 ليلة عليه، ويمكن فعل ذلك قبل هذا العمر إذا كان هناك ضرورة طبية تدعو لذلك. وهذه إشارة نبوية رائعة إلى أن الروح تنفخ في الجنين في هذا العمر، وقد تم قياس الموجات التي يطلقها الدماغ عند هذا العمر (أي 42 يوماً) وكذلك تم تسجيل ضربات القلب، وكأن هناك علاقة بين الروح وبين عمل الدماغ والقلب، والله أعلم.

                            جنين بالحجم الحقيقي عمره 42 يوماً، عند هذا العمر يبدأ الجنين بأخذ صورته البشرية، لاحظوا معي هذا الحجم الصغير، ولكنه يعتبر إنساناً مكتملاً من حيث الصورة، وبالتالي يقول بعض الباحثين بعد هذا العمر لا يجوز إجهاض الجنين لأنه يعتبر إنساناً كاملاً!


                            جنين يدرب نفسه على مص أصابعه استعداداً ليخرج إلى الدنيا ويبدأ مباشرة بمص ثدي أمه، فسبحان الذي علم هذا الطفل ما لم يعلم وقال: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78].




                            والسؤال ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن هناك تغيرات جذرية تحدث بعد مرور 42 يوماً بالتمام والكمال وفي اليوم 43 يبدأ الدماغ بإطلاق الموجات ويبدأ الطفل بالتفاعل مع محيطه ويبدأ بالإحساس والشعور، إنه يعني أن الروح قد بدأت تمارس نشاطها في جسد الجنين، ويعني أيضاً أن النبي الأعظم قد سبق علماء الغرب إلى الحديث عن هذه القضية الدقيقة جداً، والتي لا يمكن لبشر أن يتنبأ بها قبل أربعة عشر قرناً!!
                            وهذا يعني أنه لا يمكن لأحد أن يقدم أي معلومة عن هذه المرحلة إلا إذا كان طبيباً مختصاً وتوافرت له الأجهزة اللازمة، فهل كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام طبيباً ولديه مثل هذه الأجهزة؟ وهنا لابد أن نتوقف من جديد لنؤكد لأولئك المشككين ونسألهم: كيف علم النبي الأعظم أن النطفة بعد 42 يوماً بالضبط ستتحول إلى مخلوق بشري له سمع وبصر وجلد وعظم؟؟!
                            ــــــــــــ
                            بقلم عبد الدائم الكحيل
                            www.kaheel7.com/ar

                            تعليق


                            • #29
                              رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                              ما شاء الله اللهم بارك

                              جزاااااااااكم الله خيرا

                              يا الله
                              علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                              تعليق


                              • #30
                                رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                                المشاركة الأصلية بواسطة كريمه بركات مشاهدة المشاركة
                                ما شاء الله اللهم بارك

                                جزاااااااااكم الله خيرا

                                وجزاكم الله خيرا

                                تعليق

                                يعمل...
                                X