ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)
الآن قد جعل منهم المولى تبارك وتعالى آية لحزبين من الناس، هذا معناه أن الله تبارك وتعالى قد يجري علينا تجربة معينة لا نعلم الحكمة منها إلا فيما بعد، كما حدث لأصحاب الكهف، فإذا رضينا واطمئنينا إلى أمر الله كان هذا دليل ثقتنا القوية بالعلي العظيم.
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
الله تبارك وتعالى يخاطب خاتم رسله وأنبياءه صلى الله عليه وسلم، ويخاطبنا ويقص علينا نبأ أهل الكهف بالحق حتى لا نتبع غيره من الأنباء، وحتى يقينا الله الوقوع في متاهات التأويل والأفكار والفلسفات وغيرها من مسائل البشر.
وهذا معناه بمنتهى الوضوح أن كل ما يحدث في حياتنا له مثيل وعبرة وقصة في كتاب الله وفي سنن رسله عليهم الصلاة والسلام، فعلينا أن نتتبع ذلك حتى يوضح لنا ربنا الحكمة من وراء كل حدث يمر علينا في حياتنا.
وعن الإيمان يحدثنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
والّذِي نفسي بيدِهِ ، لا يُؤمِنُ أحدُكمْ حتى أكونَ أحَبَّ إليه من والِدِهِ ووَلَدِهِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع - خلاصة حكم المحدث: صحيح
لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يَكونَ هواهُ تبعًا لمَّا جئتُ بِهِ
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: النووي- المصدر: الأربعون النووية - الصفحة أو الرقم: 41خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
إلى هذه الدرجة تكون حلاوة الطاعة يا رسول الله ؟؟ حلاوة ولذة تجعلنا نهوى طاعة الله وعبادته ثم الصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد ولد آدم الذي به يرحمنا الله صلى الله عليه وسلم، طبعا لأن طاعة وعبادة نابعة من القلب، أساسها الحب،
حبا نبدأه بعقولنا، فنستكشف أسراره وعظمته، ثم يسكن هذا الحب قلوبنا، فتهواه النفس وتخشى ضياعه..
هذا رزقنا اليوم والحمد لله رب العالمين .. تابعونا فالعمر لحظة والمعرفة هي أساس التقدم..
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك.
تعليق