إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين ضعف الإيمان والتراخي في حفظ القرآن!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] بين ضعف الإيمان والتراخي في حفظ القرآن!!



    السؤال:
    يا شيخ أنا طالب أدرس في قسم الهندسة، استقمت منذ سنتين ونصف تقريباً، أشكو من ضعف الإيمان والتساهل بارتكاب المعصية، وأشكو بأنني غير سعيد في الدنيا، علماً بأن دراستي أشغلتني عن طلب العلم، حيث إن حفظي للقرآن بطيء جداً، حفظت جزئين فقط، وأنا حزين بأن غيري من الشباب قد حفظوا القرآن وأنا مازلت.
    ما نصيحتك لي يا شيخ؟


    الإجابة:

    الأخ الحبيب:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال،
    وبعد:

    إني ألمس من خطابك هذا أن الله قد حباك عقلاً وفهماً وليست هذه مجرد دعوى مني أو مجاملة لا والله، ولكن القبول في كلية الهندسة، وكذلك بحثك عن علاج بهذه السبيل، بالإضافة إلى ملاحظتك واستشعارك للمشكلة كلها مؤشرات تؤيد ما أقول.

    ومشكلتك لها شقان:
    الأول: يتعلق بضعف الإيمان.
    والثاني: بحفظ القرآن.
    وللشقين تعلق ببعضهما.

    أما ضعف الإيمان فيعرض للمسلم بين فينة وأخرى، وله أسباب من أعظمها إما التقصير في الواجبات أو مقارفة بعض السيئات.
    والدواء مقرر في اعتقاد أهل السنة والجماعة فعندهم أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ولا علاج أنجع لضعف الإيمان من:
    _ الاستكثار من الصالحات ومجاهدة النفس عليها
    _ وتجنب السيئات وحبس النفس عنها

    فلو بادرت إلى الصلوات واعتنيت بها فأسبغت وضوءك، وبادرت إلى المسجد، وصليت السنة، ثم قمت مع الإمام وجدت لتلك الصلاة_ ولو بعد حين من المجاهدة_ حلاوة، ورأيت كيف تزيد إيمانك، وتدعوك إلى الخير، وتزجرك عن السوء، وهكذا الصدقة والصوم وسائر القربات، فإنك إن التزمتها وما زلت تتقرب إلى الله بها أحبك.

    كما قال الله تعالى في الحديث القدسي الصحيح:
    "
    و ما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ ، و ما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ ، و بَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ ، و يَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها ، و رِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها ، و إنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن قَبْضِ نَفْسِ المُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ المَوْتَ و أنا أَكْرَهُ مَساءَتَهُ" [صحيح - السلسلة الصحيحة: 1640].

    فإذا جاهدت نفسك على الطاعة وبلغت محبة الله تعالى، فلا تسل عن الخير المترتب لك في الدنيا والآخرة جراء حب الله لك.

    ومن جملة الطاعات والقربات التي توصلك إلى هذا المقصود قراءة كتاب الله وحفظه والعناية به.

    وهذا الجواب كما لا يخفاك – أخي السائل – إرشاد عام وكأني بك تقول كيف الطريق إلى الالتزام به بل لعلك تقول: لو كنت قادراً على هذا ما سألت!

    لكن الغرض من الجواب السابق أن تستشعر أساس الإشكال المذكور وتعلق بعضه ببعض والتنويه بأهمية مجاهدة النفس لعلاجه وبعد ذلك يأتي ذكر أمور معينة بإذن الله عز وجل على مجاهدة النفس، فمن ذلك:

    أولاً: الاستعانة بالله تعالى فإن ما لم يكن بالله لا يكون، كما أن ما لم يكن لله لا ينفع، فإذا قرأت في صلاتك قول ربك سبحانه: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" [الفاتحة:5]
    فاعلم عظمها، وأيَّ مسؤول تسأل.
    ومن جملة استعانتك بالله سؤاله واللَّجَأَ إليه أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

    ثانياً: من الأسباب المعينة كذلك ترتيب برنامج والحرص على الالتزام به فلا يكون ذهابك إلى المسجد عفوياً أو قراءتك للقرآن كيفما تسير لا.
    احرص على أن يكون لك برنامج ثابت من بنوده أن وقت كذا خاص بالقرآن فلا يرتبط فيه بغيره، بل يعتذر عن أي موعد آخر يزاحمه، فإذا قيل لك نريد أن نذهب غداً في الساعة الفلانية إلى كذا، فقل: لا عندي موعد!

    وكذلك اجعل لك موعداً مع النوافل ولاسيما المرتبطة بالصلوات قبلها أو بعدها، أو قبلها وبعدها سواء كانت راتبة كالعشر أو الثنتي عشر ركعة المعروفة، أو كانت سنة غير راتبة كالأربع قبل العصر، والتنفل قبل الجمعة.
    فإن فات من الراتبة شيء فوطن نفسك على قضائها.

    ثالثاً: اتخذ صحبة صالحة جادة _وأؤكد على جادة فما كل الصالحين جاد_ تعينك على الطاعات، وتيسر لك أمرها وتحببك فيها.
    وهذا هم اعتنى به العقلاء أعني الصديق الصدوق المعين على الخيرات، قال بعضهم:
    هُمومُ رِجالٍ في أُمورٍ كَثيرَةٍ *** وَهَمّي مِنَ الدُنيا صَديقٌ مُساعِدُ

    رابعاً: شاور _كما صنعت هنا_ دائماً أهل الفضل والعقل، وانظر في نصحهم وتأمل كلامهم، فربما نفعك الله بكلمة تخرج مِنْ فِيِّ حادب عليك، محب لمصلحتك ينفعك الله بها.
    وكلما كان المُشاوَر عاقلاً فطناً ديناً بصيراً بحالك كانت إجابته لك أقرب لواقعك وما يناسبك، بخلاف البعيد فقد تغيب عنه من أمور حياتك ما لو علمها لكان نصحه أكثر ملاءمة لك.

    خامساً: تجنب أضداد ما ذكر هنا فإن من اعتمد على نفسه واستقل بعقله لن تكون عاقبة أمره حميدة كمن التجأ إلى الله وطرق بابه وشاور عباده، ومن عمت الفوضى حياته ضاعت جهوده وتشتت، ومن صحب نافخ الكير فسوف يجد منه ريحاً خبيثة إن لم يحرق ثيابه، ومن ترك مشاورة العقلاء والاستفادة من تجاربهم وعقولهم حرم خيراً كثيراً.

    والنصائح الخمس الماضية لو التزمت بها كفيلة _إن شاء الله_ بحل مشكلتك بشقيها.
    فجرب واصنع لك برنامجاً لمدة شهر فقط، وسوف ترى النتيجة _بإذن الله_.

    واعلم بأن الله وعد _ووعد الله لا يتخلف _ فقال: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" [العنكبوت: 69].
    فجاهد نفسك في التماس ما يصلحها، ووالله ليهدينك الله، وعد الله ومن أصدق من الله حديثاً.

    وفقني الله وإياك لمرضاته وفتح لي ولك أبواب الخير وجعلنا من المشتغلين بها ودمت في رعاية الله وحفظه مؤيدًا مسددًا

    التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 05-01-2020, 03:24 PM. سبب آخر: إضافة فواصل القسم
    {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}

    •○• اعـــــرف ربــــك •○•





  • #2
    رد: بين ضعف الإيمان والتراخي في حفظ القرآن!!

    رائع جدا
    جزاكم الله خيرا

    تعليق


    • #3
      رد: بين ضعف الإيمان والتراخي في حفظ القرآن!!

      جزاكم الله خيرا ونفع بكم ...موضوع اكثر من رائع
      بارك الله فيكم
      اللهم متعنا بالقران ما حيينا

      تعليق


      • #4
        رد: بين ضعف الإيمان والتراخي في حفظ القرآن!!

        اللهم آمين وإياكم
        تقبل الله منا ومنكم
        اللهم اجعل القرآن العظيم حجةً لنا لا علينا

        {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}

        •○• اعـــــرف ربــــك •○•




        تعليق


        • #5
          رد: بين ضعف الإيمان والتراخي في حفظ القرآن!!

          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا أختنا الفاضلة
          موضوع قيم


          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #6
            رد: بين ضعف الإيمان والتراخي في حفظ القرآن!!

            جزاكم الله خيرا
            التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 16-08-2014, 10:22 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: بين ضعف الإيمان والتراخي في حفظ القرآن!!

              اللهم آميــن وإيـاكم
              تقبل الله منا ومنكم
              سبحان الله وبحمده،،، سبحان الله العظيم

              {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}

              •○• اعـــــرف ربــــك •○•




              تعليق


              • #8
                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيراً
                وبارك فيكم

                تعليق

                يعمل...
                X