الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
سيدنا وسيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد..
فهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذه
آيــات في القـــرآن عـــن:
التكبر والإعجاب بالنفس والاختيال والفخر
نهانا الله تبارك وتعالى عنها
فلنحذر جميعا أن يصيبنا شيء منها -عياذا بالله-، ولندعوا كل من نستطيع تبليغه أن يبتعد عنها أيضا
حيث يقول ربنا تبارك وتعالى:
{ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } (18) لقمان
{ ... فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } (32) النجم
{ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }( 13) الأعراف
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } (146) الأعراف
{ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ } (39) القصص
{ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا } (7) نوح
{ وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ } (27) غافر
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } (60) غافر
{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } (83) القصص
{ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } (18) لقمان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ"
قال رجلٌ : إنَّ الرَّجلَ يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنةً .
قال: " إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ ، الكِبرُ بَطرُ الحقِّ وغمطُ النَّاسِ "
رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
وقال صلى الله عليه وسلم:
" يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: العِزُّ إِزارِي، والكِبْرياءُ رِدائِي؛ فمَن نازَعنِي شيئًا مِنهُما عذَّبتُه"
صححه الإمام الألباني رحمه الله (صحيح الترغيب)
عافانا الله وإياكم من الكِبْرِ وحب النفس والتكبر علي خلق الله بما أتانا من نِعَمِه عَزَّ وجَلَّ....
نحن عبادٌ لله تعالى
أَذِلَّاء
خلقنا بقدرته سبحانه لعبادته، وخلق ويسَّرَ لنا كلّ شيء حولنا، وليس لنا حول ولا قوة
فالأمر كله بيده سبحانه جلَّ وعلا
أرزاقنا وأموالنا ونسبنا وعلمنا وصحتنا وكُلُّ ما خلق لنا من نِعَمٍ وأنْعُمٍ؛ كُلُّ ذلك ليس بأيدينا...
فالأمر كله بيده سبحانه جلَّ وعلا
فلنقف أمام أنفسنا نراجعها، ولنتدبر قوله سبحانه وتعالى:
{ ...إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (83) يوسف
نفسك أمَّارةٌ بالسوء أيها العبد الذليل إلي ربك؛ لكنه غفور رحيم...
فلم التكبر والتباهي؛ وأنت لاتملك لنفسك من الأمر شيء، والأمر كله لله؟!!
المُلُكُ ليسَ مُلْكَكَ؛ إذا ما أراد الله منعه أو نزعه عنك، فهو لله وحده، يؤتيه من يشاء وينزعه عمَّن يشاء
وأمامنا الفرصة، فلِمَ نضيعها قبل أن يأتي يوم نندم فيه!!
فهيا بنا معا نتدارك الأمر
نسعى إلى التخلق بما أمرنا به الله، والابتعاد عما نهانا عنه سبحانه جلَّ عُلاه
هيا بنا نتخلق بأخلاق القرآن ونهتدي بخُلقِ النبي صلى الله عليه وسلم
ولنضع أمام أعيننا أننا فقراء لله تعالى أذلاء لانملك من أمرنا سوى التقرب إليه سبحانه،
بتقواه وعبادته على الوجه الذي يرضيه عنا،
والتقرب إليه سبحانه بفعل الخَيرَات وترك المَنهِيَّات
وقانا الله وإياكم شرور أنفسنا وشَرِّ الشيطانِ وشِركِهِ وشَرَكِهِ
----------------------------------------
سُبْحَانَ رَبِّي ذِي الْمَلَكُوتِ، والْجَبَروتِ، والْكِبْرِيَاء
سُبْحَـانَـكَ يَا مَنْ خَلَقْتَنَا بِقُـدْرَتِكَ، فَجَعَلْتَنَـا ضُعَفَـاء
يَـاربِّ فَارْحَـمْ ضَعْفَنَـا وَاجْبُرْ كَسْرَنَا، نَحْنُ الْفُقَرَاء
مَـا لَنَا غَيْـرَكَ رَبَّنَـا، بِكَ نَسْتَعِيـنُ وَنَسْتَجِيـرُ أَذِلَّاء
دَعَـوْنَاكَ رَبِّي غُفْـرَانَاً وَرَحْمَـةً؛ يَـا أَرْحَمَ الرُّحَمَاء
يَـامَنْ أَمَـرْتَ بِـدُعَائِـكَ، وَوَعَدتَّنَـا بِـإِجَابَـةِ الـدُّعَـاء
سـَأَلْنَـاكَ رَبِّي لِلدُّعَـاءِ إِجَابَـةً يَا مَنْ لَهُ كُلُّ الرَّجَاء
تعليق