السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران |
بسم الله الرحمن الرحيم * لا أعرف مطلوبًا عمليًا ردده القرآن بعد التوحيد مثل موضوع (ذكر الله)، سواءً كلام القرآن عن (جنس الذكر) أو (آحاد الذكر ) . * "قراءة واحدة صادقة لكتاب الله..تصنع في العقل السليم ما لا تصنعه كل المُطوَّلات الفكرية بلُغتِها البَاذِخَة وخُيلائها الاصطلاحي." * "القُرآن ليس مُجرَّد "معلومات" يُتعامل معها ببرود فكري .. بل هو "رسالة" تحمل قضيَّة ودوّيًّا ".. * يقول ابن تيمية-رحمه الله- في الدرء: "والقرآن مورد يرده الخلق كلهم، وكل ينال منه على مقدار ما قسم الله له." * لو نجحنا في تعبئة الشباب المسلم للإقبال على القرآن، وتدبر القرآن، ومدارسة معاني القرآن، لتهاوت أمام الشباب المسلم-الباحث عن الحق-كل التحريفات الفكرية المعاصرة ريثما يختم أول "ختمة تدبر".. * ليس المطلوب فقط تنفيذ أحكام القرآن ، بل لابد أن يقوم في القلب معنى آخر يظهر به "ذل العبودية" لله سبحانه وتعالى، وهو طأطأة القلب ورقّته فور تلقيه القرآن، يقول الله تعالى:{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ}الحج:54 * "أنَّ من أعرض عن تدبُّر القرآن فإنَّ الله قدر عليه أصلاً ذلك الانصراف لأنَّ الله تعالى سبق في علمه أن هذا الإنسان لا خير فيه، ولو كان في هذا المعرض خير لوفَّقه الله للتدّبر والانتفاع بالقرآن، وقد شرح القرآن هذا المعنى في قوله تعالى:{ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ }الأنفال:23 * "أن التغيرات التي تطرأ على الفرد والمجتمع بشكل عام يريد بها الله أن نعود إليه كما قال تعالى:{وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الأعراف:168، وقال عز من قائل:{ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ }المؤمنون:76 هذا هو الدرس الأساسي في ظاهرة المصائب الجالبة للهموم الفردية والمجتمعية، كالفقر والمرض والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية، يريدُ الله جلّ وعلا أن تكون جسرًا إليه سبحانه، يريدُ الله بها أن توقظ قلوبنا فتستكين لله. وتتضرع له سبحانه، وتتعلق به جل وعلا، قارن هذا بنمط تعاملنا مع هذه الظواهر يستبِن لك بعدنا عن الحقيقة الكبرى الناظمة للقرآن" * قال بعض السلف: "من سرّه أن يكون أقوى الناس فيتوكل على الله" * التوكل من أدّق مقامات التعلق بالله، بل إن التوكل هو لحظة التعلق بالله فعلاً.. * قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}آل عمران:103، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" كتاب الله عزوجل، هو حبل الله"(صحيح مسلم( * يقول ابن تيمية-رحمه الله-: "فإن القلب بيت الإيمان بالله تعالى ومعرفته ومحبته." * إذا التفتت النفس لذاتها بعد العمل الصالح نقص مسيرها إلى الله ~ * يقول الله تعالى:{ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ }فصلت:51 "ما أكثر ما يلحّ المرء على ربه إذا عرضت له حاجة، فإذا تحققت حاجته وحصّل غرضه طارت به الفرحة فأنسته التبتل بين يدي الله شكرًا وحمدًا وثناءً.. أليس هذا هو المرور كأن لم يدع إلى ضرٍّ مسَّه؟! أليس هذا هو نسيان ما كان يدعوا إليه من قبل؟! أليس هذا هو الإعراض والنأي بعد ذلك "الدُّعاء العريض"؟! يا ربّ عفوك وسترك." * يقول الله تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }يونس:107 "حين يتعمق المؤمن في أسرار هذه الآيات فيمتلئ قلبه باليقين بأن من مسّه بالفقر أو المرض هو الله، وأن من سيرفع هذا الضر، فيغنيه ويعافيه، هو الله أيضًا، فصار مبتدأ الأمر ومنتهاه من الله وإلى الله، فماذا بقي في القلب لغير الله ..!" "* في المواضع العظيمة، لا يُختار من الدُّعاء إلاَّ أعظمه، وأعظمُ الدُّعاء ما خاف الإنسان من ضده.. فإذا كان الله اختار لنا"تكرار الهداية" في قلب أعظم سورة مُتكلّم بها سُبحانه وتعالى، دلَّ هذا على أن ضدّ الهداية وهو الضَّلال أمرٌ أقرب إلى أحدنا من عِمامته التي تُحيط برأسه" * هل يُوجد رجل فيه شيء من الورع وخوف الله يُهمل صلاة الجماعة وهو في حال الأمن والرّفاهية وعصر وسائل الرِّاحة؛ وهو يرى ربه تعالى يطلب من المُقاتلين صلاة الجماعة، ويشرح لهم تفاصيل صفتها بدّقة، وهم تحت احتمالات القصف والإغارة؟! * هل تستيقظ نفوس افترشت سجاداتها في غُرفها ومكاتبها تصلي "آحادًا" لتتأمَّل كيف يطلب الله صلاة "الجماعة" بين السُّيوف والسِّهام والدُّروع والخنادق..؟! * أتُرى الله يأمر المُقاتل الخائف المُخاطر بصلاة الجماعة، ويشرح له صفتها في كتابه، ويعذر المضطجعين تحت الفضائيات، والمتربّعين فوق مكاتب الشركات؟! هل تأتي شريعة الله الموافقة للعقول بمثل ذلك؟! •~••من وجوه الانتفاع بالقرآن••~• ظ،/ تدبّر ما عرضه القرآن من(حقائق العلم بالله). يقول ابن تيمية:"فإن الخطاب العلمي في القرآن أشرف من الخطاب العملي قدرًا وصفة". ظ¢/ تدبّر أخبار الأنبياء التي ساقها القرآن وكررها في مواضع مُتعددة. يقول ابن تيمية:" وقد ذكر الله قصة قوم لوط في مواضع من القرآن في سورة هود والحجر والعنكبوت، وفي كل موضع يذكر نوعًا مما جرى". ظ£/ ومن أعظم وجوه الانتفاع بالقرآن أن يضع القارئ أعمال الإيمان التي عرضها القرآن كمعيار للتقدم والرقي ويقارنها بالخطابات الفكرية المعاصرة عن النهضة والحضارة والتقدم والرقي والإصلاح والاستنارة إلخ.. ظ¤/ أن يستحضر المُتدبّر أن جمهور قرارات القرآن وأحكامه على الأعيان والأشياء إنما هي (أمثال)، ومعنى كونها أمثال أي ( يعتبر بها ما كان من جنسها) بمعنى أن القرآن يقدم في الأصل نماذج لا خصوصيات أعيان كما في قوله تعالى{ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}الحشر:21، وقوله تعالى:{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}الزمر:27. * "لو قدَّم اليوم بعض الدعاة نصيحة للثّوّار على الحكومات العربية الفاسدة بأن يكثروا من (ذكر الله) لعدّ كثير من المستغربين ذلك دروشة وسذاجة ! برغم أن موسى عليه السَّلام يجعل ذكر الله مظلّته لمهمته الكبرى، والله جلَّ جلاله يؤكد عليهما بأن لا يفترا عن الذّكر{ اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي }طه:42 |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران
تقليص
X
-
قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
رد: قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا على هذا الطرح النافع
"اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
وتولني فيمن توليت"
"وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36
-
رد: قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً ونفع بك
موضوع طيب
ــــــــــــــــــــــ
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا
رحمك الله يا أمي
ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه اللهوظني بكـَ لايخيبُ
تعليق
-
رد: قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء ورفع قدرك
وكتب أعمالك في ميزان حسناتك
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.
الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
تعليق
-
رد: قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم
وجعله فى موازين أعمالكم
[CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
[CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
تعليق
-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع طيب ,جزاكم الله خيرًا و جعله في موازين حسناتكم
لي تعليق على معنى ذكر الله وهو ألا نحصر معناه في الذكر باللسان إذ ان ذكر الله تعالى يرد في القرآن الكريم لعدة معان ترجع في
مجملها
إلى عبادته -سبحانه وتعالى- والعمل بطاعته ودعائه وحمده والثناء عليه بالقلب واللسان في السر والعلانية وعلى كل حال.
لذا بالنسبة إلى قوله تعالى :
اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي } طه:42
يجوز أن يراد بالذكر تبليغ الرسالة فإن الذكر يقع على سائر العبادات ، وتبليغ الرسالة من أجلها وأعظمهاالتعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 13-10-2017, 09:31 PM.اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم اعتق رقابنا من النار
يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله مشاهدة المشاركةرد: قُصَاصَات من كتاب : [ الطريق إلى القرآن] لـ إبراهيم السكران
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً ونفع بك أخي الكريم
تعليق
تعليق