إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تَتَلَقَّى رِسَـــــــــــــــــــــ ـــــــالاتِ القرآن ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تَتَلَقَّى رِسَـــــــــــــــــــــ ـــــــالاتِ القرآن ؟





    كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟


    كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟
    وتَكُونُ مِنْ أهـــــــــــــــــــــــلِ اللهِ وخَاصَّتِهِ.. !






    أنت! أيها الفتى الذي تشق الحياة في هذا الزمن العصيب! أنت! يا من تقبض على دينِكَ جمراً لاَهِباً في زمن الفتن والمحن! أنت! يا من تسأل عن مسلك الوصول إلى الله في حيرة النماذج والأشكال!




    كيف تُحْيِي قلبَك؟ وتجــــــــــــدد دينَك؟ ثم تنصر أُمَّتَكَ؟
    وتحقق عَبْدِيَّتَكَ لله كامـــــــــــــــــــلة!


    هل سألت نفسك يوما: ماذا يريــــــــــــد الله منك؟
    هل سألت نفسك يوما: هل تَلَقَّيْتَ عن الله رسالته إليك؟


    ألاَ وإنَّ القرآن هو رسالة الله إلى العالمين، وإلى كل نفس في نفسها!
    فهل فعلا تم لك التَّلَقِّي لرسالاتِــــــــــــــــه؟ أم أنك قرأت القرآن كما يقرأ الناس وكفى؟
    وهل كل من قرأ القرآن أو تَلاَهُ قـــــــــــــــــــد تَلَقَّاهُ؟
    قال جَلَّ جلالُه: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُــــــــــــــــــــــــــــــــرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ٍ) (النمل:6)
    تلك هي القضــــــــــــــــــــــية!





    إن النور نوران: نور مستعارليس لك، تأخذه بفمك، فترسله إلى غيرك، لا يؤثر ولا ينفع؛ لأنه لم ينطلق من ذاتك! بل يخبو قبل الوصول إلى غيرك! وفاقد الشيء لا يعطيه!





    ونور توقده بقلبك! وبِحَرِّ إيمانك، وبنار مكابدتك للقرآن! فهو كالسراج المشتعل بوجدانك! أنت أول من يحترق به! وأنت أول من يكابده ويعانيه! حتى إذا اشتعل حَقّاً أنار كل روحك وملأ كل كيانك! فإذا بك ترسل منه الشعاعات إلى الناس بلسانك، وبنظراتك، وبيدك، وبرجلك، وبكل جوارحك! نورا لا تطفئه الأضواء المخادعة أبداً!


    هكذا أنت بصورة تلقائية حيثما حللت وارتحلت! لا تملك إلا أن تفيض بالنور؛ لأن السراج المشتعل بأعماقك لا طاقة له على حجب أنواره الوهاجــــــــــــة! فهذا نور لا ينطفئ أبدا، ولا يخبو سرمـــــــــــــــــــــــــــدا!





    فكيف تتلقى هــــــــــــــــــــــــــــــذا النور؟
    إنه لا نور لمن لمن يكابد جمر القرآن!
    إن الداعية الحق هو أول من يخضع للعمليات الجراحية التي يجريها القرآن على القلوب؛ لأن وهج الوحي لا يصل إلى الناس إلا بعد أن تشتعل قلوبُ الدعاة بحرارته، وتلتهب هي ذاتها بحقائقه، وتتوهج بخطابـــــــــــــــــــــــه!
    فلا نور ولا اشتعال إلا باحتراق! ولك أن تتدبر معاناة محمد بن عبد الله،عليه الصلاة والسلام، ومكابدته للقرآن العظيم كيف كانت! وليس عَبَثاً أن يُرْسِلَصلى الله عليه وسلم - هذا الشعورَ العميقَ نفَساً لاهباً بين يدي أصحابه الكرام،قائلا لهم: (شَيَّبَتْنِي هُـــــــــــــــــــــــودٌ وَأَخَوَاتُهَا)




    فأنْ تَتَلَقَّى حقائقَ القرآن يعني أن جِذْوَتَهُ المشتعلة، تتنـزل عليكَ بكلماتِ الله فَتَسْكُنُ قَلْبَكَ! ثم تحرق منك أدْرَانَ الأهواءِ والخطايا والآثام! ودون ذلك ما دونه من الْمُجَاهَدَاتِ والآلام! حتى إذا صَفَتْ مرآتُك على شعاع الإخلاص، أرسلت النورَ على أصْفَى وأصْدَقِ ما يكون الإرسال! كَوْكَباً دُرِّياًّ يجري بِفَلَكِ التأسيخَلْفَ سِرَاجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا* وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا! وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ*وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا)(الأحزاب: 45-48).





    إن تَلَقِّي رسالاتِ القرآن هو المنهاج الأساس لتلقي نور الله - جلَّ جلالُه - معاناةً حقيقيةً، لا استعارةً ولا تمثيلاً!
    بل هي مدرسة قرآنيــــــــــــــــــــــــــــــة حية!
    برنامجها الدراسي كتابُ الله! وشيخها المعلم سيدنا رسول الله!ومَعَاهِــــــــــــــــــــــــــــــــدُهَا بيوتُ الله!
    ولها خطوات عملية، نجملها في الكلمات التالية، ولنافيها تفصيل نحيلك عليه بعدُ إن شاء الله:


    - أولا: لابد من استجابة الروح لإحياء القلب! فالقلب الميت أو المريض لا يمكن أن يتلقى شيئا!
    قال جَلَّ جلالُه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَادَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ* وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُالْعِقَابِ*وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِوَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (الأنفال: 24-26).


    - ثانيا: القرآن الكريم هو المادة الوحيدة لإحياء الروح؛ لأنه هو روح الروح! ولا حياةَ للقلوب – أفرادا وجماعات – إلا به! وقد سمى الله القرآن بنص كتابه: "روحـــــــــــــــــــاً"!
    فالروح اسم من أسماء القرآن الكريم.
    فاقرأ الآيـــــــــــــــــــــــــــةَ التاليــة وتَدَبَّرْ!


    قال جَلَّ جلالُه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاًمِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ) (الشورى: 52-53).




    - ثالثا: أن التلقي لرسالات القرآن لا يكون إلا بالمنهاج التربوي الذي رسمه القرآنُ نفسُه! حيث يتم التعامل معه بالصورة التي تَنَـزَّلَ بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تلاوةً وتزكيةً وتعلماً وتعليماً، والتي عليها تربى أصحابه بين يديه زمنَ الرسالة؛ فكانوا بذلك جيلَ القرآن الأول، مقاماًوزمــــــــــــــــــاناً! وبذلك حَوَّلُوا مجرى التاريخ؛ فصنع الله بهم أمة الإسلام العظمى!




    ذلك مشروع دعوي شامل، نتعامل فيه مع كتاب الله، رسالةً رسالةً، وكلمةً كلمةً ! وإنه بمجرد التلقي للكلمات الأولى من رسالات الله، ينبعث الروح فيالوجــــــــــــــــــــــــدان!
    وتتجدد في القلب الحياة!
    فتَدَبَّرْ ما يلـــــــــــــــــي! وانظر إلى نفسك من خلاله؛واســـــــــــــــألها: هل تجــــــــــــــــــــــد مثلَه؟


    قال جَلَّ جلالُه: (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنـزِيلًا* قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا* وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعــــــــــــــــًا) (الإسراء: 105-109)




    تلك صورةٌ من صورِ أهلِ التَّلَقِّي لكلمـــــــــــــات الله!
    وأولئك هم أهل القرآن، الذين هم أَهْلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ حَقّاً! كما في الحديث الصحيح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ تَعَالَى أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ: أَهْلَ القُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُـــــــــــــــــــــــــــــهُ!)





    هنا بمدرسة التَّلَقِّي لِكَلِمَاتِ الله،نتعلم - أنا وأنت - مراتبَ الإخلاص! ونَصْحَبُ التَّوَّابِينَ والمتطهرين،ونَسْلُكُ بمدارِجِ الصِّدِّيقِينَ! سيراً إلى الله رب العالمين!
    بقي الآن بيان المنهاج العملي التفصيلي للدخول في مدرسة التَّلَقِّي لرسالاتِ القــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرآن!




    ذلك هو ما تجيب عنه - بحول الله وقوتــــــــــــه - وَرَقَاتُ الفِطْرِيَّــــــــــــــةِ، التي تشرح منهاج التلقي لرسالات الله خطوةً خطـــــــــــــــــــــــــــــوةً!
    قال جلَّ جلالُه: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ
    وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) (الأحزاب: 39).



    فَتَجَرَّدْ لله يا صاح، وادْخُلْ مدرســـــــــــــــــةَ القرآن!
    ذلك، وإنما الموفَّق من وفقـــــــــــــــــــــــــه الله!


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 07-05-2016, 08:48 PM.


    اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

    وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

    وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب










  • #2
    رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟

    جزاك الله خير الجزاء و أسعدك في الدارين
    من صفات هؤلاء الغرباء:التمسك بالسنة,إذا رغب عنها الناس.و ترك ما أحدثوه,و إن كان هو المعروف عندهم.و تجريد التوحيد,و إن أنكر ذلك أكثر الناس.و ترك الإنتساب إلى أحد غير الله و رسوله(مدارج السالكين,ابن القيم)

    تعليق


    • #3
      رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟

      وانتم من اهل الجزاء

      آمين يارب وإياكم



      اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

      وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

      وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب









      تعليق


      • #4
        رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا أختنا الفاضلة
        موضوع رائع


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟

          المشاركة الأصلية بواسطة حاملة اللواء مشاهدة المشاركة




          كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟


          كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟
          وتَكُونُ مِنْ أهـــــــــــــــــــــــلِ اللهِ وخَاصَّتِهِ.. !






          أنت! أيها الفتى الذي تشق الحياة في هذا الزمن العصيب! أنت! يا من تقبض على دينِكَ جمراً لاَهِباً في زمن الفتن والمحن! أنت! يا من تسأل عن مسلك الوصول إلى الله في حيرة النماذج والأشكال!




          كيف تُحْيِي قلبَك؟ وتجــــــــــــدد دينَك؟ ثم تنصر أُمَّتَكَ؟
          وتحقق عَبْدِيَّتَكَ لله كامـــــــــــــــــــلة!


          هل سألت نفسك يوما: ماذا يريــــــــــــد الله منك؟
          هل سألت نفسك يوما: هل تَلَقَّيْتَ عن الله رسالته إليك؟


          ألاَ وإنَّ القرآن هو رسالة الله إلى العالمين، وإلى كل نفس في نفسها!
          فهل فعلا تم لك التَّلَقِّي لرسالاتِــــــــــــــــه؟ أم أنك قرأت القرآن كما يقرأ الناس وكفى؟
          وهل كل من قرأ القرآن أو تَلاَهُ قـــــــــــــــــــد تَلَقَّاهُ؟
          قال جَلَّ جلالُه: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُــــــــــــــــــــــــــــــــرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ٍ) (النمل:6)
          تلك هي القضــــــــــــــــــــــية!





          إن النور نوران: نور مستعارليس لك، تأخذه بفمك، فترسله إلى غيرك، لا يؤثر ولا ينفع؛ لأنه لم ينطلق من ذاتك! بل يخبو قبل الوصول إلى غيرك! وفاقد الشيء لا يعطيه!





          ونور توقده بقلبك! وبِحَرِّ إيمانك، وبنار مكابدتك للقرآن! فهو كالسراج المشتعل بوجدانك! أنت أول من يحترق به! وأنت أول من يكابده ويعانيه! حتى إذا اشتعل حَقّاً أنار كل روحك وملأ كل كيانك! فإذا بك ترسل منه الشعاعات إلى الناس بلسانك، وبنظراتك، وبيدك، وبرجلك، وبكل جوارحك! نورا لا تطفئه الأضواء المخادعة أبداً!


          هكذا أنت بصورة تلقائية حيثما حللت وارتحلت! لا تملك إلا أن تفيض بالنور؛ لأن السراج المشتعل بأعماقك لا طاقة له على حجب أنواره الوهاجــــــــــــة! فهذا نور لا ينطفئ أبدا، ولا يخبو سرمـــــــــــــــــــــــــــدا!





          فكيف تتلقى هــــــــــــــــــــــــــــــذا النور؟
          إنه لا نور لمن لمن يكابد جمر القرآن!
          إن الداعية الحق هو أول من يخضع للعمليات الجراحية التي يجريها القرآن على القلوب؛ لأن وهج الوحي لا يصل إلى الناس إلا بعد أن تشتعل قلوبُ الدعاة بحرارته، وتلتهب هي ذاتها بحقائقه، وتتوهج بخطابـــــــــــــــــــــــه!
          فلا نور ولا اشتعال إلا باحتراق! ولك أن تتدبر معاناة محمد بن عبد الله،عليه الصلاة والسلام، ومكابدته للقرآن العظيم كيف كانت! وليس عَبَثاً أن يُرْسِلَصلى الله عليه وسلم - هذا الشعورَ العميقَ نفَساً لاهباً بين يدي أصحابه الكرام،قائلا لهم: (شَيَّبَتْنِي هُـــــــــــــــــــــــودٌ وَأَخَوَاتُهَا)




          فأنْ تَتَلَقَّى حقائقَ القرآن يعني أن جِذْوَتَهُ المشتعلة، تتنـزل عليكَ بكلماتِ الله فَتَسْكُنُ قَلْبَكَ! ثم تحرق منك أدْرَانَ الأهواءِ والخطايا والآثام! ودون ذلك ما دونه من الْمُجَاهَدَاتِ والآلام! حتى إذا صَفَتْ مرآتُك على شعاع الإخلاص، أرسلت النورَ على أصْفَى وأصْدَقِ ما يكون الإرسال! كَوْكَباً دُرِّياًّ يجري بِفَلَكِ التأسيخَلْفَ سِرَاجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً* وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً! وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْأَذَاهُمْ*وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً)(الأحزاب: 45-48).





          إن تَلَقِّي رسالاتِ القرآن هو المنهاج الأساس لتلقي نور الله - جلَّ جلالُه - معاناةً حقيقيةً، لا استعارةً ولا تمثيلاً!
          بل هي مدرسة قرآنيــــــــــــــــــــــــــــــة حية!
          برنامجها الدراسي كتابُ الله! وشيخها المعلم سيدنا رسول الله!ومَعَاهِــــــــــــــــــــــــــــــــدُهَا بيوتُ الله!
          ولها خطوات عملية، نجملها في الكلمات التالية، ولنافيها تفصيل نحيلك عليه بعدُ إن شاء الله:


          - أولا: لابد من استجابة الروح لإحياء القلب! فالقلب الميت أو المريض لا يمكن أن يتلقى شيئا!
          قال جَلَّ جلالُه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَادَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ* وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُالْعِقَابِ*وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِوَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (الأنفال: 24-26).


          - ثانيا: القرآن الكريم هو المادة الوحيدة لإحياء الروح؛ لأنه هو روح الروح! ولا حياةَ للقلوب – أفرادا وجماعات – إلا به! وقد سمى الله القرآن بنص كتابه: "روحـــــــــــــــــــاً"!
          فالروح اسم من أسماء القرآن الكريم.
          فاقرأ الآيـــــــــــــــــــــــــــةَ التاليــة وتَدَبَّرْ!


          قال جَلَّ جلالُه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاًمِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ) (الشورى: 52-53).




          - ثالثا: أن التلقي لرسالات القرآن لا يكون إلا بالمنهاج التربوي الذي رسمه القرآنُ نفسُه! حيث يتم التعامل معه بالصورة التي تَنَـزَّلَ بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تلاوةً وتزكيةً وتعلماً وتعليماً، والتي عليها تربى أصحابه بين يديه زمنَ الرسالة؛ فكانوا بذلك جيلَ القرآن الأول، مقاماًوزمــــــــــــــــــاناً! وبذلك حَوَّلُوا مجرى التاريخ؛ فصنع الله بهم أمة الإسلام العظمى!




          ذلك مشروع دعوي شامل، نتعامل فيه مع كتاب الله، رسالةً رسالةً، وكلمةً كلمةً ! وإنه بمجرد التلقي للكلمات الأولى من رسالات الله، ينبعث الروح فيالوجــــــــــــــــــــــــدان!
          وتتجدد في القلب الحياة!
          فتَدَبَّرْ ما يلـــــــــــــــــي! وانظر إلى نفسك من خلاله؛واســـــــــــــــألها: هل تجــــــــــــــــــــــد مثلَه؟


          قال جَلَّ جلالُه: (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَقُرْآناًفَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنـزِيلاً* قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً* وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعــــــــــــــــاً) (الإسراء: 105-109)




          تلك صورةٌ من صورِ أهلِ التَّلَقِّي لكلمـــــــــــــات الله!
          وأولئك هم أهل القرآن، الذين هم أَهْلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ حَقّاً! كما في الحديث الصحيح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ تَعَالَى أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ: أَهْلَ القُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُـــــــــــــــــــــــــــــهُ!)





          هنا بمدرسة التَّلَقِّي لِكَلِمَاتِ الله،نتعلم - أنا وأنت - مراتبَ الإخلاص! ونَصْحَبُ التَّوَّابِينَ والمتطهرين،ونَسْلُكُ بمدارِجِ الصِّدِّيقِينَ! سيراً إلى الله رب العالمين!
          بقي الآن بيان المنهاج العملي التفصيلي للدخول في مدرسة التَّلَقِّي لرسالاتِ القــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرآن!




          ذلك هو ما تجيب عنه - بحول الله وقوتــــــــــــه - وَرَقَاتُ الفِطْرِيَّــــــــــــــةِ، التي تشرح منهاج التلقي لرسالات الله خطوةً خطـــــــــــــــــــــــــــــوةً!
          قال جلَّ جلالُه: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ
          وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) (الأحزاب: 39).



          فَتَجَرَّدْ لله يا صاح، وادْخُلْ مدرســـــــــــــــــةَ القرآن!
          ذلك، وإنما الموفَّق من وفقـــــــــــــــــــــــــه الله!



          الحمد لله ولا إلاه إلا الله والله أكبر
          جزاكم الله خيرا على النصائح الثمينة والغااليية

          ااعاننا الله على ااالعمل والعمل ثم العمل بما انزل على الرسول صلى الله عليه وسلم
          أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
          أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
          أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
          أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
          أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
          أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

          تعليق


          • #6
            رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟

            وانتم من اهل الجزاء

            بارك الله فيكم وفي مروركم



            اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

            وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

            وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب









            تعليق


            • #7
              رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


              موضوع رائع وكلنا يحتاج للإستفادة منه

              بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم خير الجزاء ورفع قدركم


              إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
              والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
              يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

              الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

              تعليق


              • #8
                رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟

                وفيكم بارك

                جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب



                اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

                وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

                وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب









                تعليق


                • #9
                  رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟




                  تعليق


                  • #10
                    رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَــــــــــــــــــــــــــــالاتِ القرآن ؟

                    وخيرا جزاك

                    بارك الله فيك وفي مرورك العطر



                    اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

                    وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

                    وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب









                    تعليق


                    • #11
                      رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَـــــــــــــــــــــ ـــــــالاتِ القرآن ؟

                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو أحمد خالد المصرى مشاهدة المشاركة
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


                      موضوع رائع وكلنا يحتاج للإستفادة منه

                      بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم خير الجزاء ورفع قدركم



                      تعليق


                      • #12
                        رد: كيف تَتَلَقَّى رِسَـــــــــــــــــــــ ـــــــالاتِ القرآن ؟

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        موضوع قيم
                        جزاكم الله خيرًا وأحسن الله إليكم
                        أسألكم الدعاء بظهر الغيب

                        تعليق


                        • #13
                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

                          تعليق

                          يعمل...
                          X