إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليست قصة من القرآن ...هي قصة مع القرآن ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليست قصة من القرآن ...هي قصة مع القرآن ...




    ظل حلمي حبيس الأمنيات مدة من الزمن ، مجرد فكرة مؤجلة التنفيذ إلى مالم أكن أدري ... عن حفظ القرأن أتحدث ...ذاك كان حلمي الذي ظل يراودني مراراً إلى أن فاض بيَ الشوق و عظم الحنين ليحويَ صدري خير الكلام و وتنقش حروفه على صفحات عقلي وتلامس آياته شغاف قلبي وترسو معانيه على موانئ روحيَ العطشى .صدقا تاقت نفسي للرقيّ ، فعزمت على المضيّ قدما لأحوّل الحلم حقيقة و الامنيات واقعا ...

    في أحد المعاهد على النت ، التحقت بدورة مكثفة للحفظ، لم لا و قدرتي على الحفظ كبيرة ورغبتي في الحفظ أكبر! ... وكانت أول حصة للتسميع ، حفظت جزءا كاملا، وكنت في غاية السعادة واللهفة لاسمّعه للمحفظة. كنت أحفظه عن ظهر قلب تلوت الآية تلو الآية والمحفظة تستوقفني لتصحح المرة تلو المرة إلى أن قالت بمنتهى اللطف والأسف
    " لا يمكنني أن أستمر في التسميع لأن أخطائي كثيرة وهي لا تستطيع أن تتغاضى عنها ...
    وكانت تقصد قواعد التجويد ، استغربت كلامها جدا...كنت أعلم أن المامي بالتجويد ليس بالجيد ،لكني أعرف
    القلقة والغنة والمد اللازم ، خير وبركة!! ثم ان حفظ القرآن شيء والتجويد شيء آخر، ذاك كان اعتقادي، كنت أظن أن للتجويد قواعد لا يهتم بمعرفتها إلا من يريد أن يتغنى بالقران . كم كنت جاهلة !!!


    وبنفس اللطف اقترحت أن أبدأ تسميع قصار السور وبهذا تتمكن من تعليمي بعض القواعد.
    كم كانت صدمتي كبيرة ،وكم كانت كلماتها قاسية ،وإن غلّفتها بغلاف الرّقة وجمّلتها بعبارات الاعتذار. لقد أطفأت لهيب الحماس فيَّ،حتى أني أحسست بخيبة أمل لا زلت أذكر مرارتها الى الان.
    نصحتني أن أستعين بدروس لشيخ يعطي حصصا للتجويد في نفس المعهد ، قبلت عرضها على مضض ،لأني أبدا لم أكن لأقتنع حينها، بأن ضعفي في التجويد سبب لحرماني من التسميع.


    سجلت دروس الشيخ وبدأت استمع...، لم أفهم منه نقيرا، وكأنه يتكلم عن علم من علوم الفضاء أو ما شابه ، ربّما أني كنت استسهل علم التجويد أكثر مما هو عليه،ربّما .. المهم أني لم اساير معه بل لم أجد لي مكانا في درسه، ثمّ تسأله إحدى الطالبات سؤالا كأنه الطلاسم ، ما كل هذا؟ اهذا هو التجويد ؟ اليست القلقلة و الغنة والمد اللازم كل القواعد او لنقل ا هم القواعد؟! كم كنت
    غبيّة ! بل كم كنت مخطئة! ...

    توقفت عن الحفظ ولم أعد أدخل للمعهد، وفي داخلي عتاب ولوم للمحفظة، لم أفهم معنى كونها " لا تستطيع" أليس القرآن حروفا تتلى ، أليست حروفه عربية ، بفتح وضم وكسر وجزم ؟! أعلم أن تغيير الحركات يحرف المعنى وهو خطأ لم أكن لأقع فيه...

    أوقفت المشروع ولم أتوقف عن التفكير فيه.ثم التحقت بحلقات التجويد في دار القرآن ، وكانت أول حصة لا تختلف كثيرا عن أختها بالمعهد لكن على الأقل لست وحدي بنفس المستوى!

    ثم بدأت شيئا فشيئا أفهم وأعرف ...عرفت القليل عن التجويد، لكن ذاك القليل كان كافيا لتستثقل أذناي الخطأ في التلاوة ، وتأبى نفسي أن أتغاضى عن أخطاء من تقرأن من الاخوات ... حتى وان كنت غير متابعة لها إلا أنه لا إراديا بمجرد أن تلتقط أذناي لحنا تبعث اشارات حمراء الى الدماغ فانتفض راغبة في التصحيح .حينها وحينها فقط أدركت معنى قولها " لا استطيع " أجل أصبحت مثلها " لا أستطيع " فوقفت على فظاعة أخطائي و شناعة جرمي ،..

    كيف أني كنت اهتمّ بنطق حروف الفرنسية أو الانجليزية أيّما اهتمام ، فغير مسموح أن أفخم حرفا مرققا أو أرقق مفخما أو أمدّ دون سبب أو أحذف المدّ أو أو ... كيف أهملت كلام ربي وهو الأولى بكل الاهتمام ؟!

    لماذا قلّلت من شأنه وجعلته إضافة كمالية وهو الاحق بالبذل والجهد من كل العلوم .؟
    لماذا لم أفكر في أنه مادام هناك علم يسمى تجويدا فهذا يعني أن هناك ما يجب أن أتعلمه حتى أتلو خير الكلام بالطريقة التي أنزلت على خير الأنام وقد تلقاه سماعاً وليس كتابة وتعلّم كيفية نطقه من لدن جبريل عليه السلام ؟

    لماذا لم أعلم أن بالتجويد يضفي على الآيات حلاوة أحلى من كل حلاوة ويجعل للكلمات فيه طلاوة غير كل طلاوة ؟
    كيف لم أدرك أنه ماكان ليخترق الصدور ويشق القلوب الصلدة المتحجرة و تقشعر منه الجلود لو كانت قراءته كباقي النصوص العادية؟
    كيف تجاهلت كونه غير عادي في كل شيء ، معجز في كل شيء ؟

    كيف لم أنتبه لمعنى قوله سبحانه
    "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً"( المزمل: من الآية4) ،؟
    كيف لم يغرني حديث عائشة رضي الله عنها أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ" متفق عليه.
    كل هذا الخير وكل هذا الفضل وكل هذا الاجر في قراءة القران قراءة صحيحة فيها صون للسان عن الخطأ والحفاظ على أداء الكلمات القرآنية أداء متقنا ...
    فلم تهميش علم التجويد؟
    ولماذا اللامبالاة مع مثل هكذا علم له من القيمة والاهمية ما لا يوزن بميزان ولا يقيّم بالاثمان.


    إنه التقصير وليس سوى التقصير ، تقصيري في أمور الدين وهو الأنفع والأبقى وتنافسى على أمور الدنيا وهي الأفنى...


    قال الشيخ خليل الحصري رحمه الله:

    "فقد اجتمعت الأمة من عهد نزول القرآن الى وقتنا هذا على وجوب قراءة القرآن قراءة مجودة،سليمة من التحريف والتصحيف،بريئة من الزيادة والنقص،تراعى فيها ما يجب مراعاته في القراءة من القواعد والأحكام،لا خلاف بين المسلمين في كل عصر".


    يقول ابن الجزري رحمه الله:

    وَالأَخْـذُ بِالتَّـجْـوِيـدِ حَـتْـــمٌ لازِمُ **** مَــــنْ لَــمْ يُـجَـوِّدِ الْـقُـرَآنَ آثِــمُ
    لأَنَّــــهُ بِــــهِ الإِلَـــهُ أَنْـــزَلاَ **** وَهَـكَـذَا مِـنْـهُ إِلَـيْـنَا وَصَــلاَ


    وَهُـوَ أَيْـضًـا حِـلَْـيـةُ الـتّـِـــلاَوَة **** وَزِيْــنَـــةُ الأَدَاءِ وَالْــقِـــــرَاءَةِ
    وَهُـوَ إِعْـطَاءُ الْحُـرُوفِ حَقَّـهَـا **** مِــنْ صِـفَـةٍ لَـهَـا وَمُستَحَـقَّهَــا
    وَرَدُّ كُـــلِّ وَاحِـــدٍ لأَصْـلِــــــــهِ **** وَاللَّـفْـظُ فِــي نَـظِـيْـرِهِ كَمِـثْــلـهِ
    مُكَمِّـلاً مِـنْ غَـيْـرِ مَــا تَكَـلُّـــفِ **** بِاللُّطْـفِ فِي النُّطْـقِ بِلا تَعَـسُّـفِ
    وَلَـيْـسَ بَـيْـنَـهُ وَبَـيْـنَ تَــــرْكِـهِ **** إِلاَّ رِيَـاضَــةُ امْـــــرِئٍ بِـفَـكِّـــهِ









    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 25-11-2013, 07:26 PM. سبب آخر: تعديل الخط

  • #2
    رد: ليست قصة من القران ...هي قصة مع القران ...

    صلوا على نبيء الرحمة، صلوا على محمد صلى الله عليه وسلم
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 25-11-2013, 07:23 PM. سبب آخر: تعديل كلمة "صل" إلى "صلى"

    تعليق


    • #3
      رد: ليست قصة من القران ...هي قصة مع القران ...

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
      نسأل الله أن يُعلمنا وإياكم ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
      " اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"


      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: ليست قصة من القرآن ...هي قصة مع القرآن ...

        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: ليست قصة من القرآن ...هي قصة مع القرآن ...

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم كل الخير

          إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
          والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
          يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

          الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

          تعليق

          يعمل...
          X