بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سيدنا وإمامنا ومعلمنا محمد
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد..
فكلنا يسعى للفوز
في كل شيئ، وبكل شيئ
هذه طبيعة البشر
ولكن أي نوع من الفوز؟!
فللفوز أنواع.. في الدنيا والآخرة
وفوزنا المنشود ومانأمله لا شك أنه الفوز في الآخرة
برضا الرحمن الرحيم
والنظر إلى وجهه الكريم
والخلود في جنات النعيم
هكذا يفكر أصحاب العقول وأولوا الألباب
وكلمة الفوز وردت في القرآن الكريم في مواضع عديدة وأكثر من سورة
ولكي نتعرف على هذه المواضع في القرآن الكريم
ونخرج بفائدة لنا جميعا بإذن الله تعالى
أدعوكم لقراءة هذا الموضوع الذي كتبه
د. جمال يوسف الهميلي
خماسية الفوز العظيم
لا أظن أنَّ هناك أجمل من أن تفوز، بل لا أُبالغ حين أَقول: إنَّ الخلق قاطبةً يسْعَون نحو الفوز بِما يريدون، وكلُّنا شاهد صُوَر الفائزين في ميدانٍ ما، وكم كان يتمنَّى أن يحقِّق ما حقَّق أولئك أو أكثر، وتزداد الفرحة والبهجة أكثر كلَّما كان الفوز أكبر، وفي ميادين أكثر، وربَّما تصل قمَّة السُّرور عند تحقيق الفوز العظيم الَّذي لَم يُحقِّقه إلاَّ القليل؛ فكَم نسمع عن موسوعة (جينيس) العالميَّة، والتي تسجِّل الإنجازات الفريدة على مستوى العالَم في مجالٍ ما!
فكيف لو أخبَرْتُك أنَّ الفوز العظيم ليس في موسوعة (جينيس)، ولكن في موسوعةٍ أشمل وأوسع، بل وتمتدُّ إلى زمنٍ لا ينتهي، إنَّه الفوزُ العظيم الذي ذكَرَه ربُّنا الحليم في كتابه الكريم، لقد ذكر الفوز في القرآن الكريم في أكثرَ مِن سبعةَ عشر (17) موضِعًا في كتابه العزيز، وبأربع كلمات:
الفوز: قال تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185].
الفوز الكبير: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾ [البروج: 11].
الفوز المبين: وقد ذُكِرت هذه الكلمة مرَّتَيْن[1].
الفوز العظيم: وقد ذُكِرت في ثلاثةَ عشر (13) موضعًا[2].
وإذا كان أهلُ الفوز في الدُّنيا يَحْصلون على شهرةٍ ومَبالغ، فإليك ثَمرات الفوز العظيم عند ربِّنا الرحيم:
1 - الزحزحة عن النَّار: ولاحِظْ كلمة: ﴿ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 185]؛ أيْ: أُبعد ونُحِّيَ، ففيها معنًى جميلٌ وحقيقي، وهو أنَّ النار لها جاذبيَّة؛ فهي محفوفة بالشَّهوات المُحبَّبة للإنسان كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حُجِبت النَّار بالشَّهوات، وحُجِبت الجنَّة بالمَكارِه))[3].
2 - دخول جنَّات تَجْري من تحتها الأنهار.
3 - الخلود في الجنَّات.
4 - رضوان الله؛ ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].
5 - مساكن طيِّبة في جنَّات عدن.
6 - البُشْرى في الحياة الدنيا.
7 - البشرى في الآخرة.
8 - ﴿ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾ [الدخان: 53].
9 - الجلوس مُتقابلِين.
10 - التَّزويج منَ الحُور العِين.
11 - ﴿ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ [الحديد: 12].
12 - غفران الذُّنوب.
فهل سمعتَ بأفضل من هذه الجوائز؟ فهي جمعَتْ خيرَيِ الدُّنيا والآخرة.
والآن دَعْنِي أُبشِّرْك بأنَّك من الممكنٌ أن تحصل على "الفوز العظيم" وتُحقِّقه؛ فهو ليس خاصًّا بالأنبياء والرُّسل، ولا بالسَّابقين من المُهاجرين والأنصار، ولا بفئةٍ ولا بجِنس ولا بِلَون؛ فمِن رحمة ربِّ العالَمين ولُطفِه: أنَّه ذكَر لنا الطَّريق المُوصل للفوز العظيم، فما علينا إلاَّ التعرُّف على الطريق، والسَّيْر فيه؛ للوصول إلى النتيجةِ المرغوبة.
وطريق "الفَوْز العظيم"، مِنْ خلال الآيات الكريمة، يتلخَّص في خمس خصال:
1 - الإيمان: وقد ذُكِر بأنَّه من صفات الفائزين في ستَّة (6) مواضِعَ من القرآن الكريم.
2 - الجهاد: بالمال وبالنَّفس، وقد ذُكر في ثلاثة (3) مواضع.
3 - التَّقوى: وقد ذُكِرتْ في موضعين.
4 - طاعة الله ورسولِه.
5 - العمل الصالح: ومنه الصِّدق على وَجْه الخصوص.
فكلُّ ما عليك هو التَّدريب على تلك الخُماسيَّة، واعتبارها منهجَ حياةٍ من الآن، وكن على يقينٍ بأنَّك ستحقِّق "الفوز العظيم" إنْ صدَقْت مع الرَّحيم؛ فقد جاء رجلٌ من الأعراب إلى النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فآمن به واتَّبَعه، ثم قال: أُهاجِر معك؟ فأوصى به النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعضَ أصحابه، فلما كانت غزوةٌ غَنِم النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سَبْيًا، فقسَم، وقسم له، فأعطى ما قسَم له، وكان يرعى ظَهْرهم، فلمَّا جاء، دفَعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قسَمهُ لك النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخذَه، فجاء به إلى النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ما هذا؟ قال: ((قسَمتُه لك))، قال: ما على هذا اتَّبعتُك، ولكنِّي اتَّبعتُك على أن أُرمَى إلى هاهنا - وأشَار إلى حَلْقهِ - بِسَهمٍ فأموت، فأدخل الجنَّة، فقال: ((إنْ تَصْدق الله يَصْدُقْك))، فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا في قتال العَدو، فأُتِي به النبِي يُحمَل قد أصابه سهمٌ حيث أشَار، فقال النبِيُّ: ((أهُوَ هو؟)) قالوا: نعم! قال: ((صدق اللهَ فصَدَقه))[4].
فلْنُشمِّر ولْنُبشِّر ولْنَنشُر.
"اللَّهم إنا نَسْألك مُوجِبات رحمتك، وعَزائِمَ مغفرتك، والسَّلامةَ من كلِّ إثم، والغنيمةَ من كل بِر، والفوزَ بالجنَّة، والنَّجاة من النار"[5].
---------------------------------------------------------------
الهوامش
=====
[1] سورة الأنعام آية 16، وسورة الجاثية آية 30.
[2] النساء 13، المائدة 119، التوبة 72 و 89 و 100 و 111، يونس 64، الصافات 60، غافر 9، الدخان 57، الحديد 12، الصف 12، التغابن 9.
[3] رواه البخاري 6487.
[4] "صحيح النسائي" للألباني 1952.
[5] قال عنه السيوطيُّ: صحيح في "الجامع الصغير" 7539.
---------------------------------------------------------------
راجعوا معي القول:
((فكلُّ ما عليك هو التَّدريب على تلك الخُماسيَّة، واعتبارها منهجَ حياةٍ من الآن،
وكن على يقينٍ بأنَّك ستحقِّق "الفوز العظيم" إنْ صدَقْت مع الرَّحيم))
هيا معا يا أهل الخيرات
نجعل كل هدفنا في الأيام القليلة المتبقية على شهر رمضان
هو الفوز العظيم
حتى إذا ماجاء رمضان كنا في معية الله ليل نهار
لا يشغلنا سوى الصدق والإخلاص في العبادة
مجددين العهد مع الله أن يكون هذا حالنا في رمضان وبعده وفي سائر أيام العام
كي يتحقق لنا -برحمة الله وفضله-
الفوز العظيم
فكيف لو أخبَرْتُك أنَّ الفوز العظيم ليس في موسوعة (جينيس)، ولكن في موسوعةٍ أشمل وأوسع، بل وتمتدُّ إلى زمنٍ لا ينتهي، إنَّه الفوزُ العظيم الذي ذكَرَه ربُّنا الحليم في كتابه الكريم، لقد ذكر الفوز في القرآن الكريم في أكثرَ مِن سبعةَ عشر (17) موضِعًا في كتابه العزيز، وبأربع كلمات:
الفوز: قال تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185].
الفوز الكبير: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾ [البروج: 11].
الفوز المبين: وقد ذُكِرت هذه الكلمة مرَّتَيْن[1].
الفوز العظيم: وقد ذُكِرت في ثلاثةَ عشر (13) موضعًا[2].
وإذا كان أهلُ الفوز في الدُّنيا يَحْصلون على شهرةٍ ومَبالغ، فإليك ثَمرات الفوز العظيم عند ربِّنا الرحيم:
1 - الزحزحة عن النَّار: ولاحِظْ كلمة: ﴿ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 185]؛ أيْ: أُبعد ونُحِّيَ، ففيها معنًى جميلٌ وحقيقي، وهو أنَّ النار لها جاذبيَّة؛ فهي محفوفة بالشَّهوات المُحبَّبة للإنسان كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حُجِبت النَّار بالشَّهوات، وحُجِبت الجنَّة بالمَكارِه))[3].
2 - دخول جنَّات تَجْري من تحتها الأنهار.
3 - الخلود في الجنَّات.
4 - رضوان الله؛ ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].
5 - مساكن طيِّبة في جنَّات عدن.
6 - البُشْرى في الحياة الدنيا.
7 - البشرى في الآخرة.
8 - ﴿ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾ [الدخان: 53].
9 - الجلوس مُتقابلِين.
10 - التَّزويج منَ الحُور العِين.
11 - ﴿ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ [الحديد: 12].
12 - غفران الذُّنوب.
فهل سمعتَ بأفضل من هذه الجوائز؟ فهي جمعَتْ خيرَيِ الدُّنيا والآخرة.
والآن دَعْنِي أُبشِّرْك بأنَّك من الممكنٌ أن تحصل على "الفوز العظيم" وتُحقِّقه؛ فهو ليس خاصًّا بالأنبياء والرُّسل، ولا بالسَّابقين من المُهاجرين والأنصار، ولا بفئةٍ ولا بجِنس ولا بِلَون؛ فمِن رحمة ربِّ العالَمين ولُطفِه: أنَّه ذكَر لنا الطَّريق المُوصل للفوز العظيم، فما علينا إلاَّ التعرُّف على الطريق، والسَّيْر فيه؛ للوصول إلى النتيجةِ المرغوبة.
وطريق "الفَوْز العظيم"، مِنْ خلال الآيات الكريمة، يتلخَّص في خمس خصال:
1 - الإيمان: وقد ذُكِر بأنَّه من صفات الفائزين في ستَّة (6) مواضِعَ من القرآن الكريم.
2 - الجهاد: بالمال وبالنَّفس، وقد ذُكر في ثلاثة (3) مواضع.
3 - التَّقوى: وقد ذُكِرتْ في موضعين.
4 - طاعة الله ورسولِه.
5 - العمل الصالح: ومنه الصِّدق على وَجْه الخصوص.
فكلُّ ما عليك هو التَّدريب على تلك الخُماسيَّة، واعتبارها منهجَ حياةٍ من الآن، وكن على يقينٍ بأنَّك ستحقِّق "الفوز العظيم" إنْ صدَقْت مع الرَّحيم؛ فقد جاء رجلٌ من الأعراب إلى النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فآمن به واتَّبَعه، ثم قال: أُهاجِر معك؟ فأوصى به النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعضَ أصحابه، فلما كانت غزوةٌ غَنِم النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سَبْيًا، فقسَم، وقسم له، فأعطى ما قسَم له، وكان يرعى ظَهْرهم، فلمَّا جاء، دفَعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قسَمهُ لك النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخذَه، فجاء به إلى النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ما هذا؟ قال: ((قسَمتُه لك))، قال: ما على هذا اتَّبعتُك، ولكنِّي اتَّبعتُك على أن أُرمَى إلى هاهنا - وأشَار إلى حَلْقهِ - بِسَهمٍ فأموت، فأدخل الجنَّة، فقال: ((إنْ تَصْدق الله يَصْدُقْك))، فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا في قتال العَدو، فأُتِي به النبِي يُحمَل قد أصابه سهمٌ حيث أشَار، فقال النبِيُّ: ((أهُوَ هو؟)) قالوا: نعم! قال: ((صدق اللهَ فصَدَقه))[4].
فلْنُشمِّر ولْنُبشِّر ولْنَنشُر.
"اللَّهم إنا نَسْألك مُوجِبات رحمتك، وعَزائِمَ مغفرتك، والسَّلامةَ من كلِّ إثم، والغنيمةَ من كل بِر، والفوزَ بالجنَّة، والنَّجاة من النار"[5].
---------------------------------------------------------------
الهوامش
=====
[1] سورة الأنعام آية 16، وسورة الجاثية آية 30.
[2] النساء 13، المائدة 119، التوبة 72 و 89 و 100 و 111، يونس 64، الصافات 60، غافر 9، الدخان 57، الحديد 12، الصف 12، التغابن 9.
[3] رواه البخاري 6487.
[4] "صحيح النسائي" للألباني 1952.
[5] قال عنه السيوطيُّ: صحيح في "الجامع الصغير" 7539.
---------------------------------------------------------------
راجعوا معي القول:
((فكلُّ ما عليك هو التَّدريب على تلك الخُماسيَّة، واعتبارها منهجَ حياةٍ من الآن،
وكن على يقينٍ بأنَّك ستحقِّق "الفوز العظيم" إنْ صدَقْت مع الرَّحيم))
هيا معا يا أهل الخيرات
نجعل كل هدفنا في الأيام القليلة المتبقية على شهر رمضان
هو الفوز العظيم
حتى إذا ماجاء رمضان كنا في معية الله ليل نهار
لا يشغلنا سوى الصدق والإخلاص في العبادة
مجددين العهد مع الله أن يكون هذا حالنا في رمضان وبعده وفي سائر أيام العام
كي يتحقق لنا -برحمة الله وفضله-
الفوز العظيم
تعليق