قال العلامة ابن القيّم رحمه الله:( من علامات أمراض القلوب عدولها عن الأغذية النافعة الموافقة لها إلى الأغذية الضارة ، و عدولها عن دوائها النافع إلى دائها الضار ، فهنا أربعة أمور : غذاء نافع و دواء شاف ، و غذاء ضار ، و داء مهلك . فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الضار المؤذي ، و القلب المريض بضد ذلك. و أنفع الأغذية غذاء الإيمان ، و أنفع الأدوية القرآن ، و كل منهما فيه الغذاء و الدواء) .
ولكن القرآن تضمن أدوية القلب ، و علاجه من جميع أمراضه ( من درر ابن القيّم ):
قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ... ) سورة يونس : 57
[ و قال تعالى : ( و نُنزِّلُ من القُرآن ما هو شِفَاءٌ و رحمةٌ للمؤمنين ) سورة الإسراء : 82 وجماع أمراض القلب هي أمراض الشبهات و الشهوات . و القرآن شفاءٌ للنوعين . ففيه من البيِّنات و البراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل ، فتزول أمراض الشبه المفسدة للعلم و التصور و الإدراك ، بحيث يرى الأشياء على ما هي عليه ، (و أما شفاءه لمرض الشهوات فذلك بما فيه من الحكمة و الموعظة الحسنة بالترغيب و الترهيب ،و التزهيد في الدنيا ، و الترغيب في الآخرة ، و الأمثال و القصص التي فيها أنواع العبر و الاستبصار ، فيرغب القلب السليم إذا أبصر ذلك في ما ينفعه في معاشه ومعاده ، و يرغب عما يضره ، فيصير القلب محبًا للرشد ، مبغضاً للغيِّ . فالقرآن مزيل للأمراض الموجهة للإرادات الفاسدة ، فيصلح القلب ، فتصلح إرادته ، و يعود إلى فطرته التي فطر عليها ، فتصلح أفعاله الإختيارية الكسبية ، كما يعود البدن بصحته و صلاحه إلى الحال الطبيعي ، فيصير بحيث لا يقبل إلا الحق ، كما أنّ الطفل لا يقبل إلا اللبن . وعاد الفتى كالطفل ، ليس بقابلٍ سوى المحض شيئا
التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 26-12-2016, 12:48 PM.
سبب آخر: تشكيل الآية، بوركتم
اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم اعتق رقابنا من النار يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
تعليق