سبحان الله العظيم! {قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} أَوَلَا نعلم أنه بمجرد قرائتنا لأحد مواضيع التذكرة والموعظة يتحقق فينا هذا القول؟
فما بالكم لو كانت قراءة عابرة ونشرا للغير؛ ثم نِسيَانُها! ألا يُكْتَب علينا أنَّنا مِمَّن عَلِموا بِها؟
وأقول مرةً أخرى
أَوَلَسْنَا مُعرَّضُون لِنِسيَانِهَا؟ أنحب أن نكون ممن لا يعملون بما يقولون أو يسمعون؟!
هذا جانب وددت توضيحه فقط لتأكيد معنى كلامي السابق –والله أعلم بصحة استدلالي-، لكن دعونا نقف معاً عند تأويل أهل العلم لهذه الآية الكريمة
قال الإمام السعدي -رحمه الله-: هذه مقابلة بين العامل بطاعة اللّه وغيره، وبين العالم والجاهل،
وأنَّ هذا من الأمور التي تقرر في العقول تباينها، وعلم علما يقينا تفاوتها، فليس المعرض عن طاعة ربه، المتبع لهواه، كمن هو قانت
أي: مطيع للّه بأفضل العبادات وهي الصلاة، وأفضل الأوقات وهو أوقات الليل، ...
ويستكمل -رحمه الله- شرحاً: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ربهم ويعلمون دينه الشرعي ودينه الجزائي، وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ شيئا من ذلك؟ لا يستوي هــؤلاء ولا هــؤلاء
سبحان الله! هذه الآية الكريمة دائمًا ما أقف أمامها! مُحاسِبًا لنفسي لا ئمًا لها،
ولعل تأويل الإمام السعدي رحمه الله يدفعني أكثر إلى لوم نفسي في قوله:
هذه مقابلة بين العامل بطاعة اللّه وغيره، وبين العالم والجاهل.... لما أجده تصنيفاً للعباد على هذا النحو: 1-عالم عامل بطاعة الله 2-جاهل عامل بطاعة الله 3-عالم غير عامل بطاعة الله 4-جاهل غير عامل بطاعة الله
فيا تُرى من أي الأصناف نحن؟
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
" كم منعامِّي جاهلتجد عنده من الخشوع لله، ومراقبة الله، وحسن السيرة والسلوك، والعبادة،
أكثر بكثير مما عند طالب العلم !! ". (الشرح الممتع 166/7)
هذا هوالصنف الثانيمن العباد.. هو صنف محمود وأجره على الله، وقول الإمام فيه تنبيه هام وتحذير لطلبة العلم
والصنفالثالثوالرابعلا شأن لنا بهما عياذا بالله،
أما الصنف الأول فهو ما أريد التركيز عليه: عَالِمٌ عَامِلٌ بِطاعَةِ اللهِ، خُشُوعاً ومُرَاقَبةً للهِ عزَّ وجلَّ
جعلنا الله وإياكم من العلماء العاملين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
إذن فأين نحن من قوله تعالى:
{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا ٱلْأَلْبَـٰبِ }
وأُولُوا ٱلْأَلْبَـٰبِ هم الذين يؤثرون الأعلى على الأدنى،
فيؤثرون العلم على الجهل، وطاعة اللّه على مخالفته
فيجب علينا جميعا أن ننشد الوصول إلى درجة الصنف الأول بتقوى الله التي هى الدافع الأساسي لنا، والتي تفتح مغاليق القلوب، مُوصلة بأمر الله تعالى إلى: عالم عامل بطاعة الله، خشوعاً ومراقبةً لله عزَّ وجلَّ
أي : واتقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ،
فهو سبحانه الذي يُعلِّمكُم ما يصلح لكم أمر دنياكم وما يصلح لكم أمر دينكم
متى اتقيتموه واستجبتم له (تفسير الوسيط:للشيخ طنطاوي –رحمه الله-)
وأيضا ...فلننـتـبــــــه لهذا القول -لله در قائله-... لو كَانَ لِلعلِم مِنْ دُونِ التُّقَى شَرفٌ ... لكَانَ أشرفُ خَلقِ اللهِ إبْلِيس
وقانا الله وإياكم شرَّ الشيطان وشِرِكِهِ وشَرَكِهِ، وجعلنا وإياكم من عباده العالمين العاملين المتقين
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
ما شاء الله
موضوع رائع جدا والدي الغالي
بارك الله فيكم ورفع درجاتكم ونفع بكم
اللهم آمين آمين، ولك بمثل ان شاء الله
وفيك بارك الله وحفظك ولدي الحبيب الغالي
وجزاك ربي خير الجزاء
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
ما شاء الله جزاك الله كل خير اخي الحبيب في الله
فعلاً موضوع قيم ورائع
بارك الله فيك ونفع بك
تقييييييييييييييم
اللهم آمين آمين، ولك بمثل ان شاء الله
وفيك بارك الله ورفع قدرك أخي وحبيبي في الله
جزاك ربي خير الجزاء على هذا التقدير الذي لا أستحقه
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
بارك الله فيك وحفظك من كل سوء
وجزاك عنّي خير الجزاء
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
والمراد بالكتاب: القرآن الكريم، وما اشتمل عليه من عقائد وأحكام وآداب وتوجيهات سديدة، و( اصطفينا ): بمعنى اخترنا واستخلصنا، والمراد بقوله( مِنْ عِبَادِنَا ): الأمة الإِسلامية التى جعلها الله خير أمة أخرجت للناس.
فكيف يضيع من بين أيدينا هذه الخيرية؟! قال الإمام السعدي: ولهذا، لما كانت هذه الأمة أكمل الأمم عقولا، وأحسنهم أفكارا، وأرقهم قلوبا، وأزكاهم أنفسا،
اصطفاهم الله تعالى، واصطفى لهم دين الإسلام، وأورثهم الكتاب المهيمن على سائر الكتب، ولهذا قال: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} وهم هذه الأمة
{فَمِنْهُمْظَالِمٌ لِنَفْسِهِ }بالمعاصي، التي هي دون الكفر
{ وَمِنْهُمْمُقْتَصِدٌ }مقتصر على ما يجب عليه، تارك للمحرم
{وَمِنْهُمْسَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}أي: سارع فيها واجتهد، فسبق غيره،
وهو المُؤدي للفرائض، المُكثر من النوافل، التارك للمحرم والمكروه فكلهم اصطفاه اللّه تعالى، لوراثة هذا الكتاب، وإن تفاوتت مراتبهم، وتميَّزت أحوالهم،
فلكل منهم قسط من وراثته، حتى الظالم لنفسه، فإن ما معه من أصل الإيمان، وعلوم الإيمان، وأعمال الإيمان، من وراثة الكتاب،
لأن المراد بوراثة الكتاب، وراثة علمه وعمله، ودراسة ألفاظه، واستخراج معانيه وقوله{بِإِذْنِ اللَّهِ} راجع إلى السابق إلى الخيرات، لئلا يغتر بعمله،
بل ما سبق إلى الخيرات إلا بتوفيق اللّه تعالى ومعونته،
فينبغي له أن يشتغل بشكر اللّه تعالى على ما أنعم به عليه.
سبحان الله! أيَمُنّ الله علينا بهذه النعمة العظيمة –وكفى بها نعمة- أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس
ولا نسعى أن نكون منالسابقين إلى الخيرات؟!
عِلماً وعَملاً
بِلا غُرور، بل بشكر اللّه تعالى على ما أنعم به علينا،
وبِلا مِرَاء، بل بإخلاص العبد المتقي لربه المعترف بفضله
نعم.. نعم..بِـــلا مِــــــــــــرَاء
فلنحذر كل الحذر..
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" مَنْ طَلَبَ العِلْمَلِيُجَارِيَ بِهِ العُلَمَاءَ أَوْلِيُمَارِيَبِهِ السُّفَهَاءَ أَوْيَصْرِفَبِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ"
سنن الترمذي - كِتَاب الْعِلْمِ -حسنه الإمام:السيوطي، والإمام: الألباني أعاذنا الله وإياكم من النار ومن كل قول أو عمل يقربنا من النار
الكرام الأفاضل.. أعزَّكم الله جميعًا بالإسلام العرض السابق عن العلم والتعلم مجرد باب صغير من أبواب طلب العلم والتعلم، لكن في الطريق لطلب العلم ما هو أعمّ وأشمل وأجدى وأنفع لطالب العلم
لا يأتي إلا بالسعي الجاد لطالب العلم والجهد الحقيقي في التحصيل من العلماء عملاً بقول النبي الله صلى الله عليه وسلم فيما قال:
"طلَبُ العِلمِ فَريضةٌ علَى كلِّ مُسلِمٍ" رواه أنس بن مالك –رضى الله عنه- وصححه الإمام الألباني
فلنستعن بالله سبحانه ونبدأ في طلب العلم بجدية تامة ونية خالصة لله عزَّ وجلَّ كُلٌ بقدر استطاعته ومالديه من جهد
ولنجعل نشر المواضيع جزءاً من الكل، وفرعاً من الشجرة الأم
التي هى طلب العلم والتعلم أولاً، ثم نفع الناس بثمارها المهم أن نبدأ، وكفى ما ضاع منّا والأهم أن نستمر بعون الله فهو خير معين
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
أستغفر الله العظيممن كل ذنب أذنبته أستغفر الله العظيممن كل فرض تركته أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته أستغفر الله العظيممن كل إنسان ظلمته أستغفر الله العظيممن كل ظالم صاحبته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وفي اعمالكم
نفعكم الله ونفع بكم
متابعون ان شاء الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله يا أخي الحبيب ورفع قدركم
وجزاك ربي خير الجزاء
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
رد: نداء هام وعاجل لمن يسعى لنشر الخير إبتغاء مرضات الله
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
**********************************************
والآن أنقل إليكم يا أهل الخيرات: مقالات مكملة للموضوع وفيها فائدة إن شاء الله نفعنا الله وإياكم بما فيها:
______________
كيف تكتب مشاركة ، أو موضوعاً جيداً
__________________________________________________
كتبت قبل فترة قصيرة موضوعاً بعنوان " لكي أستفيد منك أريد منك ( نصائح هامة ) " ورأيت لو أن الموضوع كُتب تحت عنوان : كيف تكتب مشاركة ، أو موضوعاً جيداً لكان أفضل وأحسن مع الزيادة على ذلك ؛ لأن كل ما كتب في فقرات الموضوع له علاقة تامة بالكتابة الجيدة والموضوعية الصحيحة في كتابة المواضع والبحوث ، فاقول وبالله التوفيق :
(1) عندما تكتب عليك بالإخلاص في القول والعمل :
اكتب شيئاً مفيداً تفرح به في الدنيا والآخرة ، تفرح بنفعه لك وللمسلمين في الدنيا ، وتفرح بأجرة وثوابه في الآخرة . ويبقى لك صدقة جارية لدخوله في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ .
قال الحافظ المنذري ـ رحمه الله ـ في الترغيب والترهيب تعليقاً على هذا الحديث (156) : "وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من قرأه ، أو نسخه ، أو عمل به من بعده ما بقي خطه ، والعمل به لهذا الحديث وأمثاله ، وناسخ غير النافع مما يوجب الإثم عليه وزره ووزر من قرأه ، أو نسخه ، أو عمل به من بعده ما بقي خطه ، والعمل به لما تقدم من الأحاديث : « مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً أَوْ سَيِّئَةً » والله أعلم " . أهـ
(2) لا تكتب شيئاً تندم عليه ، فكر قبل أن تمسك القلم ، أو تضغط على زر : اعتمد المشاركة ؛ بأنك مسؤول عن كلامك هذا أمام الله ،
والدليل على هذا بيِّن وواضح . وحتى لا تقول غداً : ياليتني أستطيع حذف مشاركاتي التي .... .
قال الشاعر : ندمت وأيقنت الغداة بأنني *** أبيت التي يبقى مع الدهر عارها
وقال آخر : ندمت على شتمي العشيرة بعدما *** مضى واستتبت للرواة مذاهبه فأصبحت لا استطيع رد الذي مضى *** كما لا يرد الدر في الضرع حالبه
(3) فَكّرْ في موضوع جديد ، أو طرح جديد لموضوع مفيدة بطريقة شيقة وسهلة ومقبولة :
لا تكتب ما هو مكرر ، ولا ما هو مفيد ؛ لأن ذلك فيه مضيعة للوقتك ووقت غيرك ، فما كرر من المواضيع كُرِّع .
(4) عندما تنقل قولاً لأي أحد كان ، أرجو توثيق النقل لهذا القول من مصدره وعزوه بالرقم لصفحته وجلده إن كان .
وفي هذا : ـ توثيق نسبة القول لصاحبه . ـ الطمأنينة بصحة القول ونسبته إلى صاحبه . ـ الخروج من دائرة : القول على الناس بلا علم . ـ فهم قول القائل ورفع اللبس عنه . ـ سهولة الرجوع إلى هذا القول في وقت الحاجة إليه .
لأننا نلحظ الخلط العجيب في كلام كثير من الناس وفي حال الكتابة خاصة ، فعندما يتحدث المتحدث أو الكاتب عن قضية ما ، أو موضوع ما ، أو مسألة فقهية أو عقدية ، أوغير ذلك ، تراه يقول : وقد قال بهذا : فلان وفلان وفلان ، ويعدد لك من العلماء والمشايخ والفضلاء الكثير ، لتعزيز القول فيه ، أوقبوله لكثرة قائليه ، وعند البحث والرجوع إلى مصادر أقولهم ومظانها لا تجد لأكثرهم قولاً في ذلك ، بل ربما تجد لهم ما يخالف ما نقل عنهم ، أو ما فهم عنهم .
وأسباب هذا الخلط كثير ومن أهمه أعتماد النقل عن الآخيرين دون بحث أو تمحيص . وصدق من قال : وما آفة الأخبار إلا رواتها .
(5) عند تحريرك المسائل ينبغي تصويرك المسألة المراد بحثها تصويراً دقيقاً قبل بيان حكمها ليتضح المقصود من دراستها أو الكتابة فيها .
فإنك تقرأ أحياناً بعض المشاركات ولا تدري ماذا يقصد قائلها أو كاتبها ، بل ربما هو نفسه لم يفهم المسألة أو الموضوع الذي يكتب فيه أو يتحدث عنه ،
أو يناقش فيه ، فيقع الخلط وجمع أقوال أهل العلم ووضعها في غير موضعها . وأعان الله من يقرأ ذلك ، ومن يرد عليه لأنه سوف ينسف الموضوع من أساسه ويبنيه على غير قواعده التي بني عليها .
فكم سوت الصحف وضاع المداد في كثير من الكلام الذي لا فائدة منه ، أو بني على غير أساسه وفهمه وتصوره .
تقول له : زيداً ، فيسمعه بكراً ، فيكتبه عمراً ، فيقرأه خالداً ، فما الحيلة في ذلك ؟ ليس إلا الصفح والإعراض فالوقت غال وثمين ، وألم الرأس ما أكثره في هذا الزمان . وحبة ( البندول ) تتلف الكبد .
(6) لا تكتب أو تتحدث من حفظك إلا ماكنت له متقناً .
أرجو أن نترك ما نقرأه في بعض المشاركات أوالمناقشات ( أنا أكتب بعيداً عن مكتبتي ، أو عن كتبي ) ثم ترى العجب العجاب ؛ وكأن قائل هذا القول يمهد في الاعتذار للخلط والعجن وعدم الأخذ أو اللوم عليه في ذلك وما هو بعذر ، فلا عذر في التفريط ولا يدخل هذا فيمن حبسهم العذر .
تَعُدُّ مَعاذِراً لا عُذْرَ فـيها *** ومن يَخْذُلْ أَخاه فقد أَلاما
هذه المشاركات أو المناقشات لمسائل العلم والحكم الشرعي وتقرير السنة من البدعة يقرأها القاصي والداني فلا تحرر هكذا ، هذا دين ، وهذه الأقوال التي لا تحرير فيها ربما أخذ بها البادئ والجاهل لحكمها ، وقال بها على أنها فصل .
يرعاك الله ، إذا كانت هذه حالك فلا تقول ما ليس لك به تثبت ، أو تحرير ، أو ما ليس لك به علم أصلاً ، فالأمر ليس على الظن أو اتباع الظن ، فإن الظن ـ كما هو معلوم من كتاب الله ـ لا يغني من الحق شيئاً . وهو أكذب الحديث ـ كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الثابت عنه ـ والهوى هوى ، يهوي بصاحبه في الهواء ، ولأنك بهذا ربما تنسف قولاً معتمداً قد بني على الحق بظنك وتوهمك وهواك فتقع في رد الحق وإحقاق الباطل . نسأل الله السلامة .
فلا نريد أن نظن بالله أو بدينه غير الحق ظن الجاهلية .
ولم يكن الظن والظنون في يوم من الأيام علماً أو ديناً :
إنْ يَكُنِ الظَّنُّ صَادِقـي ببنـي النَّـ *** ـجَّارِ لـم يَطْعَمُوا الذي عُلِفُوا فإن ظنّ ذلك ذو غفلة فقد ظنَّ ظنَّ السَّوء . وما كل ظن ظنه المـرء كـان *** يقوم عليه للحـقـيقة بـرهـان
(7) التركيز على موضوع المشاركة ، أو المناقشة ، وتجنب الاستطراد الذي لا فائدة منه :
وهذا من أسباب صرفه عن أصله وأضاعة تسلسل أفكاره ، والوصول السريع إلى حكمه ونتيجته .
(8) تجنب ذكر الأقوال الشاذة التي لا فائدة منها غير الاستغراب وعلامات التعجب ، والعناية بالواقعية ؛
فإن لذكر الأقوال الشاذ مكانه وموضعه ، ولا تقال لكل أحد ولا لأحد . فذكر الشاذ في غير موضعه شاذ .
(9) تخريج المسائل على أقوال أهل العلم ، وأئمة الفقه ، مع العناية البالغة بذكر الدليل ، وإذا لم يوقف للمسألة مذهب في ذلك سلك بها مسلك التخريج .
أصول الأئمة من العلماء وفهمها ضروري في تخريج المسائل التي لا يوقف لها على دليل ، فهؤلاء الأئمة رسموا لأنفسهم ولغيرهم طريقة الأخذ بمسائل العلم والحكم عليها ، وكذا في الفهم عن الله وعن رسوله . مما يحسم باب الابتداع في الدين والقول بالحسن في غير الحسن .
(10) إذا كانت المسألة من مواضع الاتفاق فيذكر حكمها بدليله مع توثيق الاتفاق من مظانه المعتبرة .
وفي هذا : ـ ترك تطويل الكلام والاقتصار على أقله . ـ بيان حقيقة القول بالاتفاق ، أو الاجماع ، أو قول الجمهور من العلماء .
(11) العناية بصحة الدليل و الاعتماد على المرجعية الأصلية في التحرير والتوثيق والتخريج والجمع .
ـ فما الفائدة بقول أو حكم دليله ضعيف أو موضوع . ـ وما فائدة تحرير لا توثيق فيه . ـ أو جمع لا مرجعية له . ـ أو حديث لا يعرف له مرجع ولا أصل للحكم عليه والاستشهاد به . فما بني على غير قواعد وأساس ينهار ، وما أسرع ـ أيضاً ـ نسف الأقوال بدون حجة أواستدلال .
(12) العدل والإنصاف في القول والرد والتحدث والكتابة، فهذا هو مصدر الثقة بك وبما تقول .
(13) وأخيراً:
فإن نلت ما أملت منك فربمـا *** شربت بماء يعجز الطيرُ وردَه
________________
كتبه / الشيخ أبو عبد الرحمن ضيدان اليامي.. خطيب جامع عمر بن الخطاب بالرياض.. 25/03/1431 هـ
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
رد: نداء هام وعاجل لمن يسعى لنشر الخير إبتغاء مرضات الله
فن تحضير المواضيع
_________________________________
هذا الموضوع وإن كان يتعلق أكثر بفن تحضير والقاء المحاضرات؛ إلا أن به فوائد لنا بأمر الله تعالى
انطلق معي أخي الداعية إلى الله والمبدع في أساليبك .. ومع هذه الأسطر حتى نجول ونصول ونتعلم فنوناً عملية في تحضير المواضيع :
ما قبل التحضير :
الجمهور :
يجب على المتحدث المتميز أن يتعرف على جمهوره ، ما مدى أهمية هذا الموضوع لديهم؟
وما الذي يريدون معرفته ؟ وما هي المشاكل التي تواجههم فيه ؟ لأن القاعدة تقول : ((شكل حديثك حسب جمهورك)). وكذلك يجب على الملقي أن يعرف كم عدد الحضور التقريبي فإن كان جمهور صغير (أقل من 25 ) شخصاً فيعلم الملقي حينئذ أن الانتباه أكثر فالأمثلة أكثر والأسئلة والمناقشات ستكون مباشرة مع الجمهور و سيقوم الملقي المتميز بالاتصال بالجميع عن طريق العين.
أما إذا كان الجمهور كبيراً أكثر من (( 25 شخصاً)) فسيحدث السَرَحان والهمس مع الجار والتشتت في الانتباه فعند ذلك يقوم الملقي بالربط والتلخيص وتكرار النقاط المهمة ليحافظ على تركيز الجمهور وانتباهه وكذلك مما يجب أن يعرفه الملقي قبل إلقائه : الوقت المتاح له والمكان الذي سيلقي فيه ..
فإنهما سيساعدانه على القيام بمهمته .
الهدف : للأسف أننا في أوقات كثيرة نتحدث بدون أي هدف فلماذا لا يكون لدينا أهداف صغيرة تخدم هدفاً مرحلياً تصب أخيراً في هدفنا الأخير ..
من خلال ما سبق نستطيع أن نحدد الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال إلقائنا ..فكيف يصوغ الملقي هدفه؟
إليك هذه الطريقة العلمية المجربة التي يذكرها الدكتور طارق السويدان في كتابه (فن الإلقاء الرائع) فيقول : (اكتب جملة من 25 كلمة أو أقل تشرح موضوع حديثك مرتبطاً بهدفك . وإذا كنت أنت غير واضح في هدفك فكيف يستطيع المستمع أن يتبين هذا الهدف؟ )
فعلمية الهدف تعد عملية سهلة وتجعل كل شيء بعدها ينساب سهلاً ويسيراً فأبدأ بها أولاً وستجد كل شيء بعدها سيغدو سلساً، فلعل هدفك الرئيسي هو أن تعرّف الجمهور على شيء جديد . وتجعله يفكر فيه .. ويشعر به ويتذكره دائماً .. فكيف ستصل لهدفك ؟
فكر في ذلك جيداً !!.
يقول دايل كارينجي : إن التحضير يعني التفكير والاستنتاج والتذكر واختيار ما يعجبك وصقله وجمعه في وحدة فنية من صنعك الخاص .
* العنوان الجذاب:
تعلّم هذه الأسرار الخفية في اختيار عنوانك :- 1. اختر عنواناً تحدد من خلاله الفكرة الرئيسية للموضوع دون إبراز الفرعيات. 2. الأسلوب الاستفاهمي يجلب التشويق دائماً مثل : (كيف تحضر موضوعاً ؟). 3. حاول أن لا يزيد عدد كلمات العنوان عن ( ثلاث كلمات ). 4. استخدم الأعداد في عنوانك فهي تجعله أكثر جمالاً مثل : (( خماسية النجاح))
واخبرك بسرّ آخر في اختيار الأعداد وهو إن الأعداد الفردية هي أكثر جاذبية واستثارة للسامعين . 5. اجعل العنوان هو آخر ما تكبته فاختياره أسهل آنذاك . 6. ابتعد عن العنوان الذي يكون مكروراً ومشهوراً واجعل فيه إبداعاً وحداثة .
* أمور مهمة في اختيار الموضوع:
1. قبل أن تبدأ في اختيار الموضوع أو كتابته .. صل ركعتين وادعُ الله أن يوفقك وأن يختار لك ما فيه الخير فبيده التوفيق أولاً وآخرا . 2. أن يكون موضوعك مناسباً للتحدث فيه وكذلك مناسباً للحضور . 3. الإبداع والخروج عن المألوف مطلب مهم في كل موضوع يطرح. 4. عندما يكون موضوعك مصحوباً بروح التفاؤل يكون قبوله أحرى ويثير النفوس للعمل فروح التشاؤم تفرضها علينا ظروف هذا الزمن. 5. قبل أن تبدأ في عملية التحضير قم ببعض التمارين الرياضية ثم أجلس في مكان مناسب وتخلص من جميع ما يلهيك ثم ابدأ بالله مستعينا.
ومن المهم ..
أن تضع وقت البداية في التحضير وذلك بالقراءة في الموضوع وجمع الشواهد ووضع العناصر وتصنيفها وترتيبها وكذلك وقت النهاية من التحضير بحيث يصبح الموضوع جاهزاً في ذلك الوقت فإن لم تنته فيه لاستطرادات الموضوع وحاجته إلى البحث الأطول والأكثر فإنك إن شاء الله وان اضطررت لزيادة الوقت لإضافات فسيكون انتهائك قريب مما حددته مسبقاً لأن هذا من تجربة كثير من الناس أنهم لاينجزون إذا تركوا الوقت لأنفسهم مفتوحاً .
مرحلة إعداد الموضوع :
تحضير الموضوع : تذكر هذه القاعدة :
( حدد الموضوع – حلل الجمهور – حدد الهدف – أبدع أفكاراً .. )
1- اجمع المراجع واعرف ماهي الكتب التي تساعدك في تحضير موضوعك. 2- أقرأ وتمعن .. ثم انتق .. وحتى تجيد الانتقاء لا تترك الدرر التي تلقاها في طيات الكتب أو في الدوريات مثل الجرائد اليومية والمجلات ...
بل أجمعها وأقتبس منها وأجعل لها عنواناً. 3- رتب العناوين والمعلومات التي تريد طرحها. 4- سجل ملاحظتك الشخصية ووجهة نظرك ولا تعتمد فقد على أراء الآخرين وأفكارهم بل تذكر أن لك عقل مثلهم ويمكن أن تضيف وتعدل. 5- الاستشهاد يعطي الموضوع قوة والاستشهاد يكون بـ
( القرآن الكريم – السنة –القصص - الشعر – أقوال وحكم – إحصائيات – وغيرها) .
6- ابحث بجد عن آخر المعلومات وأحدث الإحصاءات ولا تعتمد على ما حضرته قبل عدة سنين. 7- من المسودة الأولى: اكتب كل الموضوع ولا تدقق ثم اطبعه على الكمبيوتر ليسهل تصحيح الأخطاء إن وجدت. 8- التعديل : اضف .. ألغ .. عدل .. ثم أعد الترتيب. 9- التدقيق : دقق اللغة وصحح الأخطاء اللغوية . 10- المراجعة النهائية : الق نظرة نهائية وتأكد أن كل شيء في مكانه الصحيح. 11- الاختصار النهائي: تأكد من طول الموضوع وأنه مناسب للوقت واختصر إن لزم الأمر
والآن تكون قد وصلت إلى مرحلة كتابة الموضوع .. وإليك بعض النصائح :
أ. حاول دائماً إذا كتبت أو حضرت موضوعاً أن تكتب جملاً كاملة ولا تكتفي بالترميز. ب. أكتب فكرة واحدة لكل نقطة فرعية ثم لخصها بحيث لا تزيد عن سطر واحد. ج. تذكر وأنت تكتب كل جملة أنها :
( ترتبط بالهدف .. أنها شيقة وممتعة .. وأنها ذات علاقة بالمستمعين .. وأنها جملة قصيرة )
د. تلطف وليكن كلامك مؤدباً ومراعياً لجميع الحضور. هـ. أن تكون كلماتك سهلة ومعروفة. أعلم أن كل صفحة مكتوبة بالكامل تأخذ في المتوسط 3-4 دقائق عند الإلقاء. و. وفي كتابتك النهائية للموضوع على أوراقك الخاصة راعي التالي: - اكتب بخط كبير. - اترك فراغاً مناسباً بين السطور - راجع الإملاء والقواعد النحوية. - لا تنسَ ترقيم الصفحات. - لا تدبس الأوراق ليسهل تحريكها أثناء الألقاء. - ضع أوراقك في ملف حتى تبقى نظيفة ومرتبة. - الأفضل أن لا تكتب المقدمة والخاتمة إلا بعد الانتهاء التام من الإعداد وحاول في مقدمتك أن تجذب الانتباه وتذكر هدفك ثم تعط فكرة عامة عن موضوعك ، وأما في الخاتمة فلخص ما ذكرته خلال كلامك وذكرهم بالأشياء العملية التي خلصت إليها حتى تبقى راسخة في أذهانهم. - ضع نقطة رئيسية لكل 15 دقيقة. - أربط حديثك بالموضوع الرئيسي. - اكتب هدفك ولا تفترض أنك تعرفه. - لا تحاول تغطية كل الموضوع ..الغ الممل أو البديهي واختصر المقدمات. - تذكر … أن الخطبة جيدة التنظيم هي نتاج عقل منظم. - لا تكتب أي كلمة إلا وستضطر إلى قراءتها.
- حدد هدفك قبل جمع المعلومات. - حضر .. وحضر .. وحضر .. القاعدة : ( عشرة ساعات تحضير لكل ساعة حديث )
- وبعد انتهاءك من التحضير تأكد من التالي:-
* اطبع الموضوع راجع طباعته وتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية والإملائية ووجود الفقرات والفواصل في أماكنها المناسبة.
* راجع مرة أو مرتين وثلاث ولا تمل وتأكد من تغطية الموضوع.
* قدر الوقت بحيث لا يتجاوز المدة الكلية للحديث.
* وأخيراً ..
تأكد من المضمون – التنظيم – الأسلوب- اللغة – القواعد النحوية.
أشكال التحضير :
وهنا يترتب على شكل التحضير طريقة الإلقاء ولذا دائماً نقول ونكرر تحضير وإعداد الموضوع أمر مرتبط تماماً بالإلقاء وطبيعته.
1- القراءة فقط : بحيث يكون الموضوع معد ليقرأ كاملاً وهنا يكفي أن اذكر كلاماً نفيساً للدكتور ( محمود عمارة )حيث يقول : ( إن خطيب الورقة في وادٍ والمستمعون في وادٍ ، إنه يسير مع أفكاره المنقوشة لا مع أفكار مستمعيه). إضافة إلى مافيها من ملل للقارئ والمستمعين ولكن لا بأس بها في بداية الأمر وخاصة إذا كان المتحدث جديداً على الإلقاء حتى يتدرب و يتمرس ثم ينتقل إلى مستوى أعلى.
2- نقاط رئيسية: بحيث لا يكتب الملقي جميع ما يريد أن يقوله بالتفصيل ولكن يضع أهمها فيكتفي بالعناوين العامة ويدون ما قد يحتاج إلى نصه أو قد يصعب حفظه من آيات وأحاديث وأبيات شعرية ومقولات وإحصاءات وأرقام فهذه الطريقة تجعله يتفاعل أكثر مع موضوعه ومع أعين الجماهير. ويطرح ما يحتاجه من أمامه لا أن يطرح ما هو مكتوب في ورقته ( ولعل هذه الطريقة هي أفضل الثلاث ) .
3- استيعاب كامل الموضوع :
إلماماً تاماً بفرعياته وشواهده وتدرجه وهذا يجعل الطرح أقوى وذلك مع التأكيد على الاستيعاب الكامل بحيث لا يخل بأي شيء منه وهذا يكون نتاج قراءة وإطلاع مكثف على الموضوع وإلقائه أكثر من مرة مما يجعله محفوظاً للملقي.
وها نحن قد أنهينا الموضوع وانتظر تعليقاتكم حتى أستفيد وأعدّل .. مع العلم أن المراجع
لهذا الموضوع هي تسعة كتب متفرقة ..
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
رد: نداء هام وعاجل لمن يسعى لنشر الخير إبتغاء مرضات الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرًا شيخنا الفاضل ورفع قدركم موضوع قييم ... ونصااائح غالية
جعلها الله فى موازين حسناتكم
[CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
[CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
رد: نداء هام وعاجل لمن يسعى لنشر الخير إبتغاء مرضات الله
المشاركة الأصلية بواسطة أبومصعب محمود ابراهيممشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرًا شيخنا الفاضل ورفع قدركم موضوع قييم ... ونصااائح غالية
جعلها الله فى موازين حسناتكم
بارك الله فيكم حبيبي في الله ونفع بكم وأعلى شأنكم
وجزاكم خير الجزاء
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نصيحة قيمة نفع الله بها الجميع
وجزاكم الله خيرًا
وجعلها الله فى ميزان حسناتكم
اللهم آمين آمين، ولكم بمثل إن شاء الله
بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
رد: نداء هام وعاجل لمن يسعى لنشر الخير إبتغاء مرضات الله
ذوقيات الكتابة في المنتديات
كتبه / هادئ الطباع
يسعد المرء في حياته العامة وتتهلل أساريره حينما يجد بينه وبين إخوته وأحبته الشعور المتبادل مِن الود والتقدير والاحترام، فيحظى مرة بالابتسامة الصادقة، وأخرى بالكلمة الطيبة، وثالثة بالتعاون على البر والتقوى، حتى تتقوى أواصر المحبة بينه وبينهم ويصبح لا يقوى على الابتعاد عنهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً..
وواقعنا اليوم إخواني الكرام في الساحة العربية لا يختلف كثيراً عما تم ذكره، فنجد هنا بحمد الله الكلمة الطيبة، وكذلك الابتسامة الصادقة والتعاون على البر والتقوى، بل يشعر المرء في بعض أوقاته التي يقضيها في الساحة العربية أنه يعيش جنة دنياه، وذلك بما أكرمه الله به من صحبة طيّبة مباركة، يجيدون انتقاء الكلام وترتيبه كما ينتقى أطايب الثمر..
لهذا أحببت أن أتوقف قليلاً مع هذا الواقع الجميل - أتم الله علينا وعليكم صفاءه - لأذكّر نفسي أولاً ثم أذكر إخواني الكرام ببعض الذوقيات التي يجدر بنا الحرص عليها والاجتهاد في ترسيم حدودها بين بعضنا البعض أثناء تواجدنا في الساحة العربية، حتى يزداد الحضور الإيجابي بيننا ونتدارك ما قد نقع فيه - أحيانا - مِن أخطاء..
[ 1 ] ابتغ بما تكتبه وجه الله وطلب مرضاته..
احرص أخي الكاتب الكريم على مراقبة الله في أقوالك وأفعالك كلها، وأخص بالذكر هنا ما تكتبه في مواضيعك وردودك، فلا تكتب ما تعلم أنه سيكون حجة عليك يوم القيامة، ولا تتمادى في الزلل والخطأ إن وجدت من يتمادى فيه، بل ضنّ بنفسك عن مجاراة المخطئ في خطأه والمقصر في تقصيره، واحفظ لسانك وقلمك عن الخوض فيما يبعدك عن مرضاة خالقك سبحانه وتعالى..
[ 2 ] ابتعد عن الأمور الشخصية..
وأعني بها الأمور الشخصية الخاصة بك، وكذلك الأمور الشخصية الخاصة بغيرك من الكُتَّاب..
فلا يليق بك أن تتحدث عن أمورك الشخصية التي لا فائدة تعود عليك من ذكرها ولا على الآخرين، كالحديث عن أهل بيتك مثلاً أو وظيفتك، إذ لا فائدة - في الغالب - من ذكر ذلك وإطلاع الآخرين عليه..
ولا يليق بك كذلك أن تتحدث عن أمور الناس الخاصة بهم، مالية كانت أو اجتماعية أو وظيفية، فلكل فرد من أفراد المجتمع شخصيته المستقلة وما له صلة بها، وكما أنك تكره أن يتعرض أحدهم لبعض شؤونك الخاصة بك فتذكر أن الآخرين يكرهون ذلك أيضاً، وعامل الناس بما تحب معاملتهم إياك به..
[ 3 ] تعامل مع المكتوب دائماً بغض النظر عن الكاتب..
فإذا ما وجدت موضوعاً طيباً نافعاً وكانت لك ملاحظات سابقة على كاتبه فلا تقف كثيراً عند ذلك بل اجعل تركيزك منصباً دائماً على ما يُكتب بغض النظر عن كاتبه..
والأمر كذلك ينطبق على أهل الجهة الأخرى، فإذا ما وجدت موضوعاً عليه بعض المآخذ وكان كاتبه معروفاً بالحضور الإيجابي الهادف فلا تجعل ذلك يثنيك عن كتابة الملاحظات له وإطلاعه عليها، فلا أحد معصوم بعد الحبيب صلى الله عليه وسلم، وحتماً ستجد منه الترحيب بذلك وشكرك على موقفك الذي تجردت فيه عن النظر لما للكاتب من حضور وقبول ونحو ذلك..
[ 4 ] إياك وخفض الجناح مع الجنس الآخر..
والأمر هنا موجه لكلا الجنسين، رجالاً ونساءً..
فلا يليق بالرجل الحر الأصيل أن يخفض جناحه للنساء من حوله ولا أن يمازحهن ويكثر من حضوره الباسم بينهن، المعتمد على خفة الدم وإضحاك الآخرين، فرجولته وسمو نفسه وشهامته تجعله يبتعد عن ذلك ويكرم نفسه عن محاورة النساء بغير فائدة ولا حاجة تدعو لذلك..
ولا يليق كذلك بالمرأة العفيفة الطاهرة أن تزاحم الرجال في موضوعاتهم وتكثر الحضور بينهم بغير فائدة ولا حاجة، فمن لوازم الأنوثة التي عرفت عن النساء منذ قديم الأزل "خصلة الحياء" التي هي زينة المرأة الأولى، والتي تجعلها تضن بمروءتها عن أن تخدشها بالتواجد الدائم بين الرجال في موضوعاتهم لغير حاجة تدعو لذلك..
ولا يقصد بهذا أن يُحظر الحوار بين حواء وآدم، بل الغاية هي تقنين التعامل بينهما وحصره في إطار الفائدة العامة دون إفراط متشدد أو تفريط متحرر..
[ 5 ] لا تكوّن لنفسك العداوات..
ولا يخفاك أخي الكريم أن اهتمامات الناس مختلفة، وأفكارهم متعددة، وربما تجد في البيت الواحد إخوة لكل واحد منهم تفكيره المستقل واهتماماته المختلفة عن إخوته، ولذا فمن باب أولى أن تجد في عالم الانترنت شيئاً من ذلك الاختلاف، فاحرص على أن تقلل من أثره وأن يبقى محصوراً في الرأي والفكرة لا أن يشمل الاختلاف في كل صغيرة وكبيرة بينك وبين من يخالفك..
فإذا لم يستطع أي منكما إقناع صاحبه برأيه فلا يمنع ذلك أن تجد الأخلاق الإسلامية الشريفة موضعاً لها بينك وبينه، ولا يضركما أن تستمر الأخوة بينكما وإن اختلفتما في الأفكار..
[ 6 ] إياك وتلميع الذات..
فلا تكثر من تمجيد نفسك أمام الآخرين والظهور أمامهم بمظهر الإنسان الكامل الخالي من العيوب والأخطاء، فهذه صفة ذميمة أعيذك بالله أن تتصف بها، وقلّ أن تجد إنساناً يتصف بها إلا وابتعد عنه الآخرون لنرجسيته وحبه الأنا والذات، فالناس لا يهمهم من أنت وما رصيدك ونوع سيارتك ووظيفتك، إنما يهمهم ماذا تكتب وبمَ تفكر وما هو الأثر الذي تتركه كتاباتك في نفوسهم..
فاهجر الأنا وفرّ منها بكل ما تقدر، واحرص على خلو كتاباتك منها حتى يسهل عليك التواصل مع الآخرين دون أن يزعجهم ما يصدر منك من نرجسية وما ماثلها ..
[ 7 ] اجعل الآخرين ينتظروا حضورك ويأنسوا به..
وذلك بحرصك على التواجد الأخوي الحاني أياً كانت صوره وأشكاله، تسأل عن هذا وتطمئن على الآخر، تبارك لأخيك المولودة الجديدة وتعزي أخاك الآخر في وفاة قريب له، وتحرص على أن تطمئن على أحبتك وإخوتك، ولا تأل جهداً في خدمتهم إذا ما طلبوا ذلك، حتى يحبك الآخرون وينتظروا حضورك دائماً، ليقينهم بأن البسمة لها رواج في وجودك، والكلمة الطيبة لها وقع في حضورك، ولإدراكهم بأن حضورك يتبعه حضور الذوق والأدب والمروءة والخلق الكريم..
وإذا ما كتب لك أحدهم بنقدٍ أو وجه لك ملاحظة على رد أو موضوع كتبته فلا تكابر وتحاول تبرير موقفك وتطويع المقاصد لإثبات صحة ما كتبته، بل تقبل ذلك النقد بصدر رحب، واحرص على الاستفادة منه في كتاباتك القادمة، واحفظ لمن نقدك هذا الجميل واشكره عليه، واطلب منه تعاهدك بالنصح بين الفينة والأخرى، فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ..
وإذا ما دوّنتَ على أحدهم ملاحظة أو نقدته فيما كتب فاحرص قدر استطاعتك على أن توصل له ذلك سراً، فلا مقارنة بين النصيحة في السر وبينها في العلانية، وإن لم تجد له عنواناً بريدياً خاصاً به فاطلب منه في موضوعه تزويدك به دون أن تحرجه بنقده ونصحه أمام الملأ..
[ 9 ] لا تنتظر الشكر والثناء من أحد..
وإذا كتبتَ كتابتك، رداً كانت أو موضوعاً، فلا تنتظر الشكر والثناء من أحد، ولا تبحث عن كثرة الردود، بل اخلص نيتك لله واطلب منه سبحانه الأجر والمثوبة على ذلك، وتكون بذلك قد حزت الخير العميم والأجر الوفير، كما يجدر بك سؤاله عز وجل أن يكتب القبول لما كتبته ويجعل له وقعاً في نفوس الآخرين، ولا يتحقق لك ذلك دون أن تخلص كتابتك له سبحانه ..
وإذا نجحت في تحقيق ذلك وصرفت اهتمامك عن طلب مدح أو ثناء فلن تجد في نفسك اهتماماً بشكر الآخرين ومديحهم وإن وُجد، فغاية ما يجب أن تحرص عليه هو نيل مرضاة الله..
[ 10 ] تذكر دائماً عند الكتابة قوله تعالى [ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَ*قِيبٌ عَتِيدٌ ] ..
فكل ما تكتبه ستجده أمامك في كتاب لا يُغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ومن تذكر ذلك استعد له جيداً وحرص على أن يبقي سجله أبيضاً ناصعاً مشرقاً تزينه الكلمات الطيبة وتنيره الدعوات الصادقة وتخلو أسطره من السب والشتم والتعرض للآخرين وإيذائهم، وذلك أعظم مقصود حريّ بكل واحد منا أن يسعى لتحقيقه دائماً، فالله سبحانه مطلع على السرائر فضلاً عما نكتبه ونتحدث به، وإذا أدركت ذلك وآمنت به حقاً ازددت حرصاً على ألا تكتب إلا ما يشرفك ويرفع قدرك في الدارين..
[ 11 ] تنبّه أثناء الكتابة إلى أن كافة فئات المجتمع تقرأ ما تكتبه..
لابد أن تدرك أخي الكاتب وأنتِ أختي الكاتبة أن الانترنت عالم مفتوح للجميع، لا وجود فيه للأسرار والخصوصيات، ولا مكان فيه لتحديد فئة القراء إلا قليلاً، وإذا أدركنا هذا الأمر واستقر يقيناً في نفوسنا كان ذلك داعياً لنا إلى مراعاة مشاعر القراء فيما نكتبه، والذين هم في الغالب من كافة فئات المجتمع، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، أصحاء ومُعاقين، بل وجدنا من يتصفح الانترنت وهو أصمّ، ومن يتصفحه وهو أعمى..
فلا يليق بنا أن نكتب ما نجرح به مشاعر غيرنا، كالحديث بصورة قاتمة مظلمة عن الطلاق مثلاً ووصف المطلق أو المطلقة بأشنع الأوصاف وأقساها، أو عمّن يتصف بصفة خلْقية معينة كالسمنة أو الشخير أو غيرها، فكما لك الحق في اختيار كتاباتك فإن للآخرين الحق في قراءة مالا يتسبب لهم في الإزعاج والإيذاء..
كما أن الأمر هنا يشمل احترام عقول القراء حين الحديث عن بعض الأمور الخاصة، كالحديث عن الزواج أو التعدد أو ليلة الزواج الأولى وما يترتب على هذه المواضيع من تفاصيل يتصفد منها وجه المرأة حياءً مما تقرأ، وإذا كان المطلب مُلحاً في الكتابة عن مثل هذه الأمور فلنتخذ من القرآن والسنة منهجاً لنا في ذلك، بالتلميح دون التصريح ( أو لامستم )، والإيجاز دون الإطناب ( لتسكنوا إليها )..
[ 12 ] أبدع "كتابياً" في المجال الذي تحسنه..
ابحث عن المجال الذي تجيد الحديث فيه، ثقافياً أو دينياً أو اجتماعياً أو رياضياً، ثم ابدأ بالكتابة فيه مستعيناً بما لديك من معلومات ومعارف عنه، وحريصاً على أن تقدم للقراء ما ينفعهم ويجعل لموضوعك في نفوسهم أثراً نافذاً..
[ 13 ] لا تجعل لظروف حياتك العامة تأثير على كتاباتك..
وذلك بأن تجتهد في استقلال كتاباتك وعدم تأثرها بما تمر به في حياتك العامة من ظروف، سواء كانت مفرحة أو محزنة..
فقد تكتب في وقت فرح شديد فتبالغ فيما تكتب وتغض الطرف عن الخطأ أو لا تنتبه له، وقد تكتب في وقت حزن أو غضب فينعكس ذلك بصورة سلبية على كتاباتك، ويدرك الأمر فيما بعد من كانت له أدنى متابعة لكتاباتك السابقة..
فلا تكتب حينما تشعر بأن ظروف حياتك لها تأثير بارز على ما ستكتبه، بل اختر الوقت المناسب لذلك واهجر الكتابة في الأوقات التي تعلم أنك لن تقدّم فيها ما تقدّمه عند صفاء الذهن وخلوه من المشاغل والهموم..
[ 14 ] إياك أن تكتب في وقت الغضب..
ولا أبلغ في هذا من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم "لا تغضب" كررها ثلاثاً..
فالغضب - إن لم يكن على محارم الله أن تنتهك - فهو سلبي عليك وعلى كل من اتصف به، وإذا قٌدّر لك أن تكتب في وقت الغضب فستشعر بعد أن تهدأ بأنك قد كتبت كلاماً ربما تندم عليه طويلاً..
فابتعد عن الكتابة بالكلية إذا كنت غاضباً، وإياك أن تكتب أو تراسل وأنت مغضب، فسينعكس ذلك على كتاباتك ولابد..
[ 15 ] احرص على تطوير كتاباتك بقدر استطاعتك..
وذلك ببحثك الدؤوب عن أفضل الطرق الكتابية وأكثرها نفعاً للقراء وجذباً لهم..
فلا يعيبك أن تكون لك كتابات قديمة لم تحسن الأداء فيها كما يجب، بل احرص على تطوير كتاباتك، بالقراءة لكبار الكتاب والتبحر في فنون الأدب والبلاغة والثراء المعلوماتي الذي أصبح بحراً لا ساحل له في عالم الانترنت، وستجد كتاباتك بعد المحاولة تارة والمحاكاة تارة أخرى على مستوىً عالٍ من الجودة مقارنة بما كتبته قديماً..
[ 16 ] أشرك الآخرين في اختيار كتاباتك..
وإذا أردت الكتابة في موضوع جديد، فاحرص على استشارة من تثق برأيه وذلك من أجل اختيار كتاباتك وماهيتها وعمّ تتحدث وتتمحور، واعلم أن هذه من أنفع الطرق وأكثرها فائدة في تصحيح نظرتك لما تكتبه، فقد يرسل لك أحدهم بفكرة أو يعرض أحدهم عليك أمراً فيكون سبباً في تغيير دفة ما تكتبه نحو الأفضل بصورة كبيرة لم تكن تتوقعها..
فليكن للآخرين نصيب من الرأي في اختيار كتاباتك، وأحق من تطلب استشارته في هذه الأمور زوجتك وأبناءك ووالديك واخوتك وسائر أهل بيتك، وليكن لأصدقائك في الانترنت نصيب مماثل، خصوصاً من تعلم بصدق الود بينك وبينه وأنه لن يضن عليك برأي سديد تنتفع من ورائه..
[ 17 ] اعرض كتاباتك على من تثق برأيه..
وإذا انتهيت من كتابتك، رداً كانت أو موضوعاً، ورأيت بأنك محتاج إلى من يُقيّم ما كتبته فيصحح خطأك ويكمل نقصك ويلفت انتباهك إلى ما قد تغفل عنه في كتابتك، فاذهب بما كتبته إلى من تثق بآرائهم وأسألهم أن يقيموها لك وألا يجاملوا في الحكم أو يداهنوا فيه، واستفد مما قد يُدوَن على كتابتك من ملاحظات واحرص غاية الحرص على تطبيق ما يَرد إليك منهم، نقداً كان أو مدحاً أو تصحيحاً، فالناقد بصير، ونظرة القارئ أعم وأشمل من نظرة الكاتب في الغالب..
[ 18 ] غض الطرف عن إساءة المسيء ، واحفظ للمحسن إحسانه..
وإذا أخطئ أحدهم بحقك وتجاوز الحد معك، سواء بالتعدي عليك والتهجم بما لا يليق أو التشكيك في نواياك أو همّش رأيك وضرب به عرض الحائط فغض الطرف عنه ولا تجاريه في سفهه، واتخذ من آية الفرقان [ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ] منهجاً تسلكه في التعامل مع من يخطئ بحقك..
متاركة السفيه بلا جوابٍ .. .. أشد على السفيه من الجوابِ
وفي المقابل، إذا أحسن أحدهم إليك، بنقد أو مناصحة أو شفاعة أو مساعدة أياً كانت هذه المساعدة، فاحفظ له هذا الجميل وادّخره له أبد الدهر، واحرص غاية الحرص وألزمه على رد الجميل له إذا ما وجدت الفرصة مواتية لتحقيق ذلك، فالمجتمع المسلم إنما بُني على التكاتف والتعاون، كالبنيان يشد بعضه بعضاً..
[ 19 ] قلل من أثر اختلافك مع الآخرين..
احرص على التقليل من أثر اختلافك مع الآخرين، واجتهد في أن ينحصر هذا الاختلاف في الآراء والأفكار وحدها، دون أن يشمل كل جزئية في التعامل بينك وبين من اختلفت معه..
فالاختلاف في مجمله أمر إيجابي كما يعده بعض علماء النفس، وفيه دلالة على الاستغراق في التفكير واستخراج الآراء والمذاهب، فانظر للجانب المشرق منه وأنه قد فتح لك آفاقاً أخرى كنت تجهلها وربما كانت هي الصواب دون أن تشعر، ولا تلقي كثير اهتمامٍ إلى ما قد يبرز من سلبيات لم تكن من الخلاف ذاته بقدر كونها نتيجة تمسك كل طرف برأيه وانتصاره له وإن كان باطلاً..
فلتبقى الأخوة الإسلامية وإن تعددت الآراء، وهانحن نقرأ عن أئمة المذاهب الأربعة الاختلافات المتعددة في الأقوال، ورغم ذلك قد لا تجد من يمدح الواحد منهم أكثر من أصحابه الثلاثة الآخرين، رحمهم الله جميعاً..
[ 20 ] تذكر أنه من غير اللائق أن تتحدث بكل ما تسمع وتعرف..
فما كل ما يعرف يُقال، وقد يكون من التروي والتعقل أن تمسك لسانك عن الخوض في بعض الأمور التي لديك علم بها كما كان يفعل ذلك أبو هريرة رضي الله عنه مخافة أن يُفتن الناس في دينهم وتدبّ بينهم الوساوس والاختلافات..
فاحفظ لسانك عمّا يغلب على ظنك أنه سيكون مثار شبهة أو فتنة ، ولا يضرك أن تحجم عن الكتابة في موضوع من المواضيع إذا علمت أن القراء سيكون لهم شأن آخر فيه، من تطاولٍ على العلماء مثلاً أو التشكيك في نزاهتهم أو التعرض لبعض المسلّمات التي لم تـُـقصد لولا كتابتك عنها..
وكفاك في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" ..
والأمر كذلك يشمل تورعك عن الكتابة التي تهيّج المشاعر سخطاً وغضباً وربما كان لها أثر سلبي هائل في نفوس قرائها من الجنسين دون أن تشعر، فمواضيع الزواج والتعدد والتفاضل في القبائل والدول وألجناس والأعراق وإثارة النعرات الجاهلية أياً كانت؛ كلها موضوعات قد تكون لها جوانب مظلمة تلقي بظلالها على واقع الكثير من القراء ذكوراً وإناثاً دون أن يشعر الكاتب..
[ 21 ] عامل الآخرين بأخلاقك ولا تعاملهم بأخلاقهم..
تمسّك دائماً بمبادئك الراقية وأخلاقك العالية عند تحاورك مع الآخرين ، ولا تجعل للآخرين مأخذاً عليك في أدبك وخلقك، وإن تجرأ أحدهم وتطاول عليكَ فلا ترد إساءته بالمثل بل ترفع عن مجاراته في سفهه وضنّ بأدبك وخلقك عن أن تدنسه بالإساءة إلى من أساء إليك، وتمثل قول القائل:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً .. بالطوبِ يُرمى فيرمي أطيب الثمر ِ
[ 22 ] تعاهد الآخرين بنصحك..
فإذا رأيت من إحدهم زلة أو خطأ فتعاهده بنصحك، متمثلاً قول الحق تبارك وتعالى [بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ] ، وابدأ نصحك إياه بذكر ما فيه من خصال الخير والمعروف ومثمّناً دوره الفعال الذي يقوم به والثغر الهام الذي يقف عليه، وبيّن له أن النصح لا يعني التقليل من قدره بقدر الحرص على تلافي الأخطاء أمام الآخرين من قبله، وحتى يثمر هذا التلافي في ازدياد قبول الآخرين له وترحيبهم بما يقول..
[ 23 ] قلل من عتابك واجعله مقنناً..
وإذا رأيت من أحدهم تصرفاً يستلزم معاتبتك إياه فعاتبه ناصحاً ولا تعاتبه منتقماً أو شامتاً، واسلك درب العتاب في السر وإياك ومعاتبته أمام الملأ، ولا تثقل من عتابك له بل عاتبه بالقدر الذي يؤثر فيه دون أن يجرحه، وإذا رأيت أن المقام يستلزم معاتبة في العلن فليكن ذلك محفوفاً بالتقدير والاحترام دون أن يتحول إلى تصفية حسابات وتهميش آراء، وتخيّر لكل شخص الطريقة التي تناسبه، واعلم أن لكل واحد ممن حولك طريقته المستقلة وذوقه المتفرد في قبول العتاب أو النصح، فضع هذا نصب عينيك كي لا تحرج مستقبلاً إن رُد عتابك..
[ 24 ] تواصل مع إخوتك واطمئن على أحوالهم..
وذلك بالسؤال عنهم وعن أبنائهم والاطمئنان على صحتهم، وليكن ذلك بقدر ما بينك وبين أخيك من الود والوئام، فمنهم من يعد غيابك عنه أسبوعاً واحداً أمراً منكراً، لقوة ارتباطك به، ومنهم من تطول المدة عنده إلى أسبوعين، ومنهم إلى شهر، ومنهم إلى أكثر من ذلك بحسب علاقتك معه، ولكن لا تقطع الوصال بالكلية واجعله مستمراً وإن قلّ، واحرص إذا قرأت خبراً عن أخيك على أن تراسله وتهنئه إن كانت تهنئة أو تعزيه إن كانت تعزية، فسيبقى موقفك محفوراً في ذاكرته لفترة طويلة ولن ينساه لك..
[ 25 ] اكتب رأيك الصريح ولا تتبع الآخرين في آرائهم..
وإذا أردت المشاركة في قضية معينة ووجدتَ أن بعض من تقتدي بهم في كتاباتك قد خالفوك في رأيك فلا تنحني وتوافقهم في أقوالهم إن لم تقتنع بها تمام الإقتناع، فلا ممانعة من أن تستمر الأخوة بينك وبينهم وإن اختلفت آراؤكم..
[ 26 ] راع ِ نفسيات الآخرين وابتعد عمّا يكدرهم..
وإذا قرأت لأحد إخوتك أو أخواتك رداً أو موضوعاً ولمستَ فيه نبرة معينة فمن اللائق ألا تغيّر دفة الموضوع وتؤثر سلباً على كاتبه، فموضوع كموضوع العزاء لا يليق إطلاقاً أن تضع فيه ابتسامة أو تتحدث بحديث لا صلة له في العزاء، وذات الحال ينطبق في مواضيع التهنئة فلا يليق أن تتضمن أخباراً غير سارة أو تتضمن خلافات تشغل الرأي العام عن المغزى الأساسي لكتابة الموضوع، فلكل موضوع وضعه المستقل المتأثر - في الغالب - بنفسية الكاتب..
[ 27 ] كن وسَطاً في تواجدك وكتاباتك..
وسطية التواجد تعني الحضور في المواطن التي يُستحسن الحضور فيها، كسائر المواضيع النافعة، وكمواضيع الأعضاء الخاصة بهم من تهنئة أو تعزية ونحو ذلك، وفي الجانب الآخر التقليل أو القطع من التواجد في المواضيع الغير لائقة بأصحاب المروءات العالية، كالمواضيع التي تتحدث عن بعض الاهتمامات الدنيئة أو التي يكتبها من لا يريد من ورائها إلا إثارة الآخرين وجعلهم يتطاولوا عليه..
ووسطية الكتابة تعني الحرص من قبل الكاتب على تحري المواضيع الواقعية التي تمس المجتمع بصورة مباشرة، بعيداً عن المواضيع التي لا يُناسب طرحها إما لدنوها أو لعلوها عن شريحة القراء الكرام، وسبق أن أشرنا إلى أنه لا ينبغي كتابة كل ما يعرفه المرء، إنما يكتب ما يرى الحاجة تدعو إليه، وسطاً بين تحرر غير مقبول وتشدد غير مبرر..
[ 28 ] ابذل خدمتك للآخرين بما تستطيع..
وإذا رأيت بأن أحد الأعضاء أو الزوار بحاجة إلى خدمة ما، سواء كانت في الشبكة العنكبوتية أو في الحياة العامة وبمقدورك تلبيتها له فلا تبخل عليه بذلك، بل اخدمه بقدر ما تستطيع وكن سبباً في تحقيق مبتغاه ورسم البسمة على محياه، وتأكد أنك كما تخدم الآخرين فستجد من يخدمك ويمد إليك يد العون والمساندة إذا احتجت إلى ذلك، وتذكر أن المجتمع إنما بُني على خدمة الناس بعضهم لبعض [ كالبنيان يشد بعضه بعضاً ] ..
[ 29 ] إياك والمنّ على من قدّمت له معروفاً..
وإذا قدمت لأحد معروفاً أو أسديت إليه خدمة فلا تنتظر منه الشكر، وإياك إياك أن يوسوس لك الشيطان فتتحدث بتفضلك وتكرمك على من أحسنت إليه، فهذه صفة ذميمة تهدم كل ما بنيته ولا تحفظ لك حمداً ولا شكوراً، بل اعمل المعروف مخلصاً فيه لوجه الله ومحتسباً خدمة أخيك المسلم، واترك المنّ والأذى كليّاً، واحرص على ألا يظهر من كتاباتك أو ما تتضمنه من إشارات ما يوحي لمن أحسنت إليه بأنك تمنّ عليه بما قمت به..
[ 30 ] تذكر أن دعاء المسلم لأخيه في ظهر الغيب مستجاب فادعُ لإخوتك..
ولا تنسى إخوتك وأخواتك من صالح دعواتك كلما تذكرتهم، في صلاتك وسجودك، وعند إفطارك إذا صمت، وفي سفرك، وبين الأذان والإقامة، وفي سائر الأوقات التي تدعو فيها، فلهم حق الأخوة عليك، ولا شك أنك قد استفدت من أحدهم وتعلمت من الآخر وصححت بعض أفكارك من الثالث، فاشملهم جميعاً بدعائك الصادق أن يحفظهم الله ويبارك لهم في أوقاتهم وأعمارهم وأعمالهم وأموالهم وذرياتهم وأزواجهم ويغفر لهم ولوالديهم..
وكاتب هذه الأسطر أيضاً يطلب منك الدعاء له ولوالديه فلا تنسى أخاك هادئ الطباع ووالديه من صالح دعائك..
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
تعليق