قلــــــبــي يحــــــن إليكــــــَ
قلبي يحن إليكَ .. يشتاق للجلوس معك ليؤنس غربته .. فمعك أشعر بالراحة .. بين طياتك تزول همومي .. كيف لا ؟؟
وقد عشت معكَ فترة ليست بالقصيرة .. تحدثت إليكَ مرات عديدة .. معكَ شعرت بطعم الحياة ..
بلذة العيش .. حتى أنني عندما أتركك لساعات فقط وإن كانت ليست بالطويلة ..
آتي إليكَ وقلبي كله شوق وحنين لرؤياك .. وإن غبت .. غبت فقط بجسدي ولكن قلبي معلق بكَ
لا يفارقك أبداً ..
آهــ .. ثم .. آهــ ..
أحبـــــــــــكَ .. نعم .. أحبـــــــــــكَ بل إن قلبي متيم بكَ .. أصبحت لا أرى في دنياي سواكَ .. فأنت لست سوى كتــــــــــاب ربي .. بل إنكَ نور قلبي .. ضيــــاء دربي ..
كيف لا أحبـــــــــك .. وأنتَ أعظم مافي الوجود بعد ربي .. تحدث إليّ وقل لي :
كيف لي أن أنســـــــاك ؟! وبأخلاقك تخلقت .. ومن علومك نهلت .. ومن أبـــــاركَ شربت .. ومن أنهـــــــاركَ ارتويت .. كيف لي أن ترككَ بعد أن تفضلت علي بهذه الأفضال كلها ..
وإن كنت قصرت في حقك وإن لم أعمل بأ وامركَ ولم أنتهي عن نواهيكَ .. مع ذلك كله فأنــــــــا لازلت أحبــــــــــــك .. وسأظل أقولها مراراً وتكراراً .. حتى أنني سأصرخ قائلة :
إني أحبـــــــــــــــــك .. سأسمع البشرية كلها وسأدعها تعرف مقدارك عندي ..
إلهـــــــــــي :
أسألك ومن سواه لا يسأل .. أسألك يارب أن أعيش معه بقية حيــــــاتي .. وترزقني العمل بما فيه بما يحتويه ..
يارب ,, ياكريم ,, أكرمني بختم كتابك واجعله حجة لي لا حجة علي ..
حين تجد حال قلبك كذلك في تلك الساعة ، فاعلم أنك فريد في هذا العالم الذي يعج بالغافلين عن الله ، بل والمتجرئين عليه ، غير المبالين به ..! فإن كنت كذلك فاعرف عظيم فضل الله عليك ، واسجد سجدة شكر بين يديه ، وأكثر من حمده وشكره وذكره ، تستمطر بذلك المزيد منه ، مما أكرمك به
أنين الصمت
كنز الخلوة ..
- - - - -
حين تجد نفسك _ مختاراً أو غير مختار _ في خلوةٍ لا يكون فيها معك أحدٌ ،
إلا الله سبحانه وملائكته الكرام ، ولا تتطلع عليك ساعتها عين مخلوق ..
فانظر لحظتها كيف يكون حال قلبك ..؟
إن كان مستحضراً حضور الله وقربه ومراقبته ، ثم هذا لا يكفي ،
إن أثمر له هذا المشهد الحياء من الله والإجلال له وتعظيمه ،
وربما أخذته رعشة لاستحضار هذه المعاني وأمثالها ..
فانضبطت الجوارح ، واستقام الكيان على الوجه الذي يحب الله ويرضى .
حين تجد حال قلبك كذلك في تلك الساعة ،
فاعلم أنك فريد في هذا العالم الذي يعج بالغافلين عن الله ،
بل والمتجرئين عليه ، غير المبالين به ..!
فإن كنت كذلك فاعرف عظيم فضل الله عليك ،
واسجد سجدة شكر بين يديه ، وأكثر من حمده وشكره وذكره ،
تستمطر بذلك المزيد منه ، مما أكرمك به ..
( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) ..
ويبقى عليك بعد ذلك أن تحافظ على هذا الكنز الذي أكرمك الله به ،
فإن الشيطان لا يزال يتربص بك الدوائر ، ويوشك إن غفلت
أن لا تجد قلبك حيث كان !!
وشيء آخر عجيب ..
حين يكون ذلك حال قلبك في الخلوة ، حيث لا تراك فيها عين مخلوق ،
فاعلم أن لذلك ثمراته ولابد في الجلوة بين الناس ..
هل فكرت يوماً في إيمانك؟ هل تحسسته؟
هل وقفت يوماً على ما يصدر منك من كلمات، وهل أحصيتها ورأيت فيمَ تتكلم؟
هل فكرت يوماً -إن كنت من العقلاء- ووقفت يوماً على العلاقة الدالة على ذلك؟
فاستمع ... استمع إلى قول ربك لما وصف لنا العلاقة التي يميز بها أولوا الألباب، يميز بها أصحاب العقول الرشيدة الواعية.
قال الله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)(آل عمران: 190-191).
أعلمت أن أولي الألباب أصحاب العقول السليمة هم الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض فيهتدون إلى معرفة ربهم -سبحانه- فيذكرونه ويشكرونه؟
هم الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض للحصول على المزيد من الإيمان والإيقان فيدفعهم ذلك إلى أن يلهجوا بذكر ربهم وشكره.
هم الذي يتفكرون في هذه الآيات الباهرات الدالة دلالة واضحة على الصانع وعظيم قدرته، وباهر حكمته، يلازمون ذكر ربهم وشكره.
فهم لا يغفلون ولا يفترون عن ذكر الله، بل هم كما استمعت -أيها الحبيب- يلازمون ذكر الله في الأحوال المعهودة التي لا يخلو عنها الإنسان غالباً، فهو يذكرون ربهم في كل حال من قيام أو قعود أو اضطجاع، وحسبك ما قالوا:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
تعليق