قال العلامة بكر أبو زيد حفظه الله تعالى في كتابة بدع القراء صفحة 26
(( اشتدت كلمة علماء الأندلس في النكير على: التمايل, والاهتزاز, والتحرك, عند قراءة القرآن, وأنها بدعة يهود, تسربت إلى المشارقة المصريين, ولم يكن شيء من ذلك مأثوراً عن صالح سلف هذه الأمة .
وقد ألف ناصر السنة ابن أبي زيد القيرواني م سنة 386هـ تعالى ((كتاب من تأخذه عند قراءة القرآن حركة))
ولا ندري من خبر هذا الكتاب شيئاً .
قال أبو حيان النحوي محمد بن يوسف الأندلسي م سنة 745هـ تعالى في تفسيره ((البحر المحيط))
عند قول الله تعالى:
﴿ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ ... ﴾
[الأعراف:171]
(قال الزمخشري في ((الكشاف)) 2 / 102:
((لما نشر موسى عليه السلام, الألواح وفيها كتاب الله تعالى, لم يبق شجر, ولا جبل, ولا حجر إلا اهتز فلذلك لا ترى يهودياً يقرأ التوراة إلا اهتز وأنغض لها رأسه))
انتهى . من الكشاف .
وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين, فيما رأيت بديار مصر, تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم, وأما في بلادنا, بالأندلس والغرب, فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن, أدبه مؤدب المكتب وقال له: لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة))
انتهى .
وقال الراعي الأندلسي م سنة 853هـ تعالى في ((انتصار الفقير السالك)) ص / 250:
(وكذلك وافق أهل مصر اليهود, في الاهتزاز عند الدرس والاشتغال, وهو من أفعال يهود). انتهى . وهذا أعم فليُجْتنب .
انتهى .
وقد ذكر بن كثير في سورة البقرة آية 62 قول أبو عمرو بن العلاء
(( لأنهم يتوهدون أي يتحركون عند قراءة التوراة ))
أنتهى .
والله أعلم
منقول اهل الحديث
تعليق