هل يمكن أن يغير القرآن حياتنا؟
هل يمكن أن تحفظ آياته بطريقة أخرى غير مجرد الترديد والإعادة؟
" سمية رمضان" داعية من مصر التقيت بها في مصر للتعرف على محاولتها تطبيق طريقة آخرى لحفظ القرآن الكريم مع مجموعة من فتيات تحت العشرين..
عندما التقينا بها آثرت أن لا تتحدث عن نفسها..
- قدمت لنا " أمل " 17 سنة إحدى الفتيات التي حفظت القرآن الكريم..
قالت: طريقتنا تعتمد على مدى التغيير الذي يتم في حياتنا بعد تلاوتنا لكل آية، لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحفظون القرآن بالتطبيق، ونحن في طريقتنا نحاول ذلك.. لا ننتقل لحفظ آية دون أن نكون قد طبقنا السابقة في حياتنا.
سألناها: كيف؟
على سبيل المثال ( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة العنكبوت، آية في كتاب الله قمتِ صديقتي بتلاوتها.. تعرفتِ على معناها..
ولكن كيف تصبح صديقتك؟* نعم كيف تصادقين آيات القرآن؟
* اسمحي لي أن أروي لك قصتي مع الآيات..
- فمنذ الفجر صحبتني تلك الآية.. متدثرة أنا في فراشي وبرد الشتاء يغري بالنوم.. ها هو الآذان.. أتمنى الصلاة ولكن النوم سلطان كما يقولون، حاولت الأية أن تذكرني بلقاء الله وكيف سيكون حالي عندما يسألني ربي، ألم أفرض عليك خمس فروض؟ فلماذا جعلتيها بهواك أربعة فقط؟
أخذت أفكر في ذلك ولكنني لم أبرح مكاني حتى جاءتني آية أخرى(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) سورة الشعراء
وكأنها تقول: ألا تريدين أن يراك رب العزة تقومين للصلاة فيشكر لك عمليك، وبمجرد سماعي لكلامها ذهب مني الخمول.. تنبهت على الفور عيناي.. لم أدر إلا وأنا بين يدي ربي أصلي وأستغفر.
- وتستكمل " أمل " حديثها.. تقول:
أشرقت الشمس، دخلت أمي إلى حجرتي.. طلبت مني تغيير مكان هذا وتنظيم ذاك، وتغيير ملابسي تلك فهي لا تناسبني وتسريحة شعري التي لا تروق لأمي.. بصراحة كدت أن أثور وأعلن غضبي ولكن هناك آية حفظتها اقتربت مني ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [ الإسراء]، فتبسمت قائلة: سأفعل يا أماه.. نظرت أمي إلىّ مندهشة ولكنها لم تخفِ سعادتها لاستجابتي
- رن جرس الهاتف.. صديقتي على الطرف الآخر.. كانت تعاتبني على أمور لم أفعلها أصلاً مما آثار غضبي.. تركت لنفسي العنان.. ارتفع صوتي.. ولكنني سمعت صوت صديقتي الآية 134 في سورة آل عمران ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قلت في نفسي وأنا أحب أن أكون من المحسنين فهدأت ثورتي..
أوضحت لصديقتي الموقف بهدوء، وانتهت الأزمة على خير..
-ثم قمت ففتحت التلفاز وأخذت أتنقل بين قنواته كعادتي.. ظهر على الشاشة إحدى أغنيات الفيديو كليب.. تابعت بفضول شعرت بنشوة لدقائق ولكن إحساس غريب بالوحشة، وتباعد كل الآيات عني، وأخذت نفسي تحدثني بخاطرة غريبة..
ماذا لو طرق رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ الباب ودخل؟ وبمجرد تفكيري في إمكانية حدوث ذلك بالفعل تحركت أصابعي على الريموت.. أدرت القناة إلى أخرى ترضي عني نبيى ....
- ، في أثناء ذلك ارتفع صوت الأذان هرولت إلى الوضوء ووقفت للصلاة.. ولأول مرة ألاحظ أنني ألقي على الله السلام في صلاتي، " التحيات لله والصلوات والطيبات"، ما أروع ذلك إنني لم أنتبه إلى هذا الأمر بهذا القدر من قبل ..
- بعد الصلاة وجدت في نفسي رغبة وشوقاً لسماع صوت جدتي وأقاربي.. لم أصدق نفسي.. كيف أفعل ذلك برضى ومن غير إلحاح من أمي وأبي.. أجلس مع أختي الصغيرة لمساعدتها في أداء واجباتها، ولم أكن أصبر على ذلك من قبل ..
- مصادقتي لآيات القرآن غيرت حياتي.. أصبحت جزءاً من كياني.. كيف كنت اكتفي بالتلاوة دون الفهم والحفظ دون التطبيق؟
وأخيراً.. ماذا تقول الأخت " سمية " لصديقات تحت العشرين؟
أنني أدعوكن جميعاً لتلك الحياة الرائعة.. إنني في سجودي أشعر أنني قاب قوسين أو أدنى من الجنة.. ابدأن مع آيات القرآن عهداً جديداً.. اقتربن منها.. اسمحن لها أن تؤثر في حياتكن وتُغيرها.. وكلما ازداد عدد الصديقات من آيات الله ازداد الأمل في لقاء قريب بمشيئة الله، ونحن متصافات مكبرات في المسجد الأقصى
منقول للفائدة..نفعنا الله جميعا به
تعليق