![](http://forum.tawwat.com/images-topics/images/bas/0011.gif)
![](https://forums.way2allah.com/images/icons/img/Y9g16940.gif)
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، تبصرة لأولي الألباب ، وأودعه من فنون العلوم والحكم العجب العجاب ، وجعله أجل الكتب قدرا ، وأغزرها علما ، وأعذبها نظما ، وأبلغها في الخطاب ، قرآنا غير ذي عوج لا شبهة ، فيه ولا ارتياب .
![](http://i11.photobucket.com/albums/a168/evelynregly/linhas/Lovii/th_E33_fen_22.gif)
![](http://i11.photobucket.com/albums/a168/evelynregly/linhas/Lovii/th_E33_fen_22.gif)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، رب الأرباب ، الذي عنت لقيوميته الوجوه وخضعت له الرقاب .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث من أكرم الشعوب وأشرف الشعاب ، إلى خير أمة بأفضل كتاب ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب ، صلاةً وسلامًا دائمين إلى يوم المآب .
وبعد :ـ
![](http://up.1aim.net/uploads/images/www.1aim.net-f8838a5f3a.jpeg)
![](http://up.1aim.net/uploads/images/www.1aim.net-f8838a5f3a.jpeg)
![](http://up.1aim.net/uploads/images/www.1aim.net-f8838a5f3a.jpeg)
فإن العلوم وإن كثر عددها ، وانتشر في الخافقين مددها ، فغايتها بحر قعره لا يدرك ، ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك ، ولكن العلوم تشرف بشرف المعلوم ؛ لذا فخير العلوم على الإطلاق ، وبه يحدث في الأمة الوفاق ، بعد التشتت والشقاق ، هو القرآن الكريم : كلام رب العالمين ، المنزل على سيد المرسلين ، نزل به الروح الأمين ، المتعبد بتلاوته إلى يوم الدين ، المتحدى بأقصر سورة منه العالمين ، عدا الملائكة المقربين ؛ فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
![](http://up.1aim.net/uploads/images/www.1aim.net-361d3bec5a.gif)
![](http://up.1aim.net/uploads/images/www.1aim.net-361d3bec5a.gif)
فعلم ذووا الألباب فضله ، فساروا على نوره وهديه ، وأقبلوا عليه زرافات ووحدانا ، طامعين في ثناء ربنا ومولانا ، حيث وعد التالين له بالأجر العظيم ، فقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } … (فاطر:29 ، 30)
فعلم أصحاب العقل والرشاد أنه شافع لهم يوم التناد ، وأنه خير جليس لا يمله العلماء ولا العباد ، وفي ذلك قال صاحب الشاطبية :
وإن كتاب الله أوثق شافــــع **** وأغنى غناء واهبا متفضـلا
وخير جليـس لا يمل حديـثــه **** وترداده يزداد فيه تجمــلا
وحيث الفتى يرتـاع في ظلمـاته **** من القبر يلقاه سنا متهــللا
فحملوا القرآن كما ينبغي أن يحمل ، وعاشوه قلبا وقالبا ، فها هي عائشة رضي الله عنها تسأل عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، فأوجزت في الجواب والبيان ، فقالت : كان خلقه القرآن .
![](http://dc03.arabsh.com/i/00360/qfwuu8et5rbg.gif)
وخذ طرفا ممن صدقوا في حمله ، وأرادوا أن يكونوا من أهله ، فصدق منهم الجنان ، وخشعت الجلود والأركان ، فتأمل إلى انشغالهم به عن غيره : فقد أخرج ابن أبي داود عن مكحول قال : كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرءون القرآن في سبع ، وبعضهم في شهر ، وبعضهم في شهرين ، وبعضهم في أكثر من ذلك.
![](http://sl.glitter-graphics.net/pub/1633/1633301q76dvi807m.gif)
![](http://sl.glitter-graphics.net/pub/1633/1633301q76dvi807m.gif)
ولقد كان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه ، فروى ابن أبي داود ما ذكرته آنفا وزاد فقال: (..... وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة ، وعن بعضهم في كل ثمان ليال ختمة ، وعن الأكثرين في كل سبع ليال ، وعن بعضهم في كل ست ، وعن بعضهم في كل خمس ، وعن بعضهم في كل أربع، وعن كثيرين في كل ثلاث ، وعن بعضهم في كل ليلتين ، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ، ومنم من كان يختم ثلاثا ........ فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون ....... ).
![](http://www.ashefaa.com/files/twage3/096.gif)
وليس المقام لتفنيد حكم ختم القرآن فوق أو دون الثلاث ، بل خذ العبرة من ذلك ، إذ أن القرآن كان شغلهم الشاغل ، ولك أن تتأمل إلى من يعيش مع القرآن بهذه الصورة المشرقة ، كيف أصبح حاله ؟ وكيف يكون مآله ؟
![](http://www.ashefaa.com/files/twage3/096.gif)
ولا تظنن أن همهم عند تلاوته نهاية السورة ، بل التدبر هدفهم ، والفهم مقصدهم ، حيث علمهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فلا بأس إن كرروا منه الآية لإصلاح قلوبهم ، وطهارة أفئدتهم ، روى النسائي وغيره عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية يرددها حتى أصبح : { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } المائدة:118
بل وعند تلاوته كان البكاء صفتهم ، والخشوع سمتهم ، عملا بقول ربهم :
{ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } … (الاسراء:109)
واقتداء بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت في الصحيحين حديث قراءة ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه [ فإذا عيناه تذرفان ].
بل والتزموا معه الأدب ، ولم لا وهو كلام الرب ، فذكر البيهقي :
[ كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه ]
وفوق كل ذلك فقد أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، فكان أحدهم مع آي الله وقافا ، فيأتمر بما أمر ، وينتهي عما نهى ، فصدق فيهم أنهم أهل القرآن وخاصته .
فخلف من بعدهم خلف ، لم يعرفوا من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، وزعم منهم من زعم أنهم للقرآن حملة ، وأنهم أهل الله وخاصته ، مع أنهم حرموا حلاله ، وأحلوا حرامه ، وتركوا محكمه ، وتلاعبوا بمتشابهه ، وقصدوا به وجه الخلق دون الخالق – إلا من رحم الله - وفي مثل هؤلاء الأدعياء قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : ( يا حملة القرآن اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم ، وتخالف سريرتهم علانيتهم ، يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه . أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى ) .
![](http://fantasyflash.ru/anime/love/image/love273.gif)
![](http://fantasyflash.ru/anime/love/image/love273.gif)
فكلنا يزعم اليوم أننا حاملون للقرآن ، مع أن كثيرا منا لم يتعرف على آدابه سواء كان عالما أو متعلما – إلا من رحم الله – فيا حامل القرآن زعما : ألم تسمع قول النووي – رحمه الله - : ومن آداب حامل القرآن أن يكون على أكمل الأحوال ، وأكرم الشمائل ، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن ، وأن يكون مصونا عن دنيء الاكتساب شريف النفس ، مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا ، متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين ، وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار ،
فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات ، لا تكونوا عيالا على الناس ) أهـ
![](http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/145.gif)
فالقرآن له جلال ؛ لذا ينبغي له الإجلال ، ولقد رأيت معي هدي من سبق ، ممن أخلص وصدق ، ففازوا بقصب السبق ، وهاهو واحد من أهل القرآن يوضح لنا سمات حامله ، وما ينبغي أن يكون عليه قارؤه ، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليلـه إذا النـاس نائمـون وبنهاره إذا الناس مفطـرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحـون وببكائه إذا الناس يضحكـون ، وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون.
![](http://saaid.net/twage3/050.gif)
![](http://www.lakii.com/vb/smile/20_220.gif)
![](http://www.lakii.com/vb/smile/10-3.gif)
![](http://www.lakii.com/vb/smile/10-3.gif)
![](http://www.lakii.com/vb/smile/10-3.gif)
![](http://www.lakii.com/vb/smile/10-3.gif)
![](http://www.lakii.com/vb/smile/10-3.gif)
![](http://www.lakii.com/vb/smile/10-3.gif)
![](http://www.lakii.com/vb/smile/10-3.gif)
فيا حامل القرآن : هذه بعض أسئلة هامة وليس كلها ، فأجب بصدق وبادر بالسعي عسى أن تصل إلى أشرف مقصود وتنال رضا الرب المعبود.
جعلني الله وإياك من أهل القرآن وخاصته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
م.ن
تعليق