إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا .مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم
أما بعد : حَوْلَ آيَة : إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
تأمّلت قول الله تعالى : «وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ] الإسراء الآية 78] »
فتصوّرت الملائكة تتنزّل عند كلّ فجر ، تزدحم بأنوارها عند كلّ مسجد ، تظلّله بأجنحتها ،
وتنشر عليه الأمن والطمأنينة ، والرحمة السكينة ، وتكتب خطوات القادمين إلى المسجد ،
وتسكب عليهم طاقة من النور ، يروحون بها كأكرم وجبة روحيّة ، يفتتحون بها يومهم ، فتجعل أعمالهم كلّها
تخيّلت هؤلاء الغادين إلى المسجد كخيوط من النور تصدر عنه ، فكأنّ المسجد في كلّ بقعة من الأرض بؤرة نور مشعّة ،
فتخيّل أخي القارئ مدينة فيها مئات المساجد ، كيف يكون مظهرها ، وهي تتجاور فيها بؤر النور وتتقارب ،
وتصل بينها الإشعاعات وتتداخل .؟!
إنّها صورة بديعة رائعة ، فما بالك بحقيقتها التي تعرج بالمؤمنين في معارج روحيّة ، تجلّ عن الوصف .!
وإذا كانت هذه صورة من سعادة الإنسان بالإسلام ، أفلا يحقّ لنا أن نقول : ما أسعد الحياة والكون بالإسلام .!
فيا أيّها النائم عن صلاة الفجر مع الجماعة ، أترضى أن تكون من المحرومين .؟!
ألا تستشعر عظيم الغبن والخسارة بما يفوتك من الغنائم .. هلمّ .. هلمّ ..
فليل الغفلة لا منتهى له إلاّ عالم القبور .. « وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)سورة النور » .
بقلم د. عبد المجيد البيانوني (بتصرف يسير)
تعليق