"علامات الكذب " و " علامات الصدق "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيء مهم جدا لاي انسان ان يستطيع وبيسر ان يفرق بين الكلام والافعال الصادقه والزيف والكذب منها لذا فان هذه المسألة اثارت ذهني لفترة حتى استنبطت ثلاث علامات للصدق وثلاث علامات للكذب من القرآن الكريم وتحديداً من سورة يوسف ومن خلال اشخاص محددين هما اخوة سيدنا يوسف نجدانهم كانوا صادقين في موقف وكاذبين في موقف اخر ...
في الموقف الاول عندما ادعى اخوة سيدنا يوسف ان اخاهم يوسف قتله الذئب وذلك بعدما القوه في غيابة الجب ، (وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ )
في هاتين الايتين الكريمتين يتضح لنا ثلاث علامات على كذبهم
الاولى : المبالغة في الانفعال
"وجاءوا أباهم عشاء يبكون" بكاء اخوة سيدنا يوسف هنا غير مقبول ومبالغ فيه جدا وذلك لانهم كانوا يرعون و اكل الذئب اخيهم والمفروض ان كل هذا تم نهارا حيث لا رعي بالليل فمعنى ذلك انهم يبكون من الصباح حتى منتصف الليل على اخيهم وهذا انفعال غير مبرر ومبالغ فيه جدا منهم ، اذا ما اضفنا ايضاً انهم كانوا يكرهون اخيهم و كان هذا واضحا للجميع من معاملتهم السيئة معه.
الثانيه : هي المط والتطويل في الكلام
" قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين "
على عكس ما نجد في سرد القرآن الكريم من التعبيرات الموجزه وجوامع الكلم نجد هنا كلمات كثيرة على لسان اخوة سيدنا يوسف للتعبير عن موقف محدد وهذا دليل اخر على كذبهم حيث ان الكذاب يستخدم كلمات وجمل كثيرة ليحاول اقناع الاخرين بكذبه ومداراة الحقيقة.
الثالثة : الكذاب يشهد على نفسه بالكذب
" وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين"
هنا شهد اخوة سيدنا يوسف على أنفسهم بالكذب وقالوا ولو كنا صادقين بمعنى اننا كاذبين ، وهذا من فضل الله علينا ان يشهد الكاذب على نفسه بالكذب من خلال كلامه والمطلوب منا فقط هو تحليل بسيط لكلام من يحدثنا لنكتشف ان كان صادقا او كاذباً .
وللحديث بقية مع علامات الصدق
على العكس من الموقف الاول لاخوة سيدنا يوسف فانهم في الموقف الثاني كانوا صادقين (ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ( 82 ))
ولانهم صادقين على الرغم من كل معاصيهم ظهر صدقهم جليا واتضحت ثلاث علامات لصدقهم هذه العلامات عكس علامات الكذب الاولى وهي :
الاولى : الانفعال الهاديء
"وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين "
انفعال هاديء جدا ومتزن فلم يبالغوا ويتباكوا ويصرخوا دفاعا عن اخيهم ولكن بمنتهى التوازن اقروا باندهاشهم مما حث امام اعينهم وهذا هو حال كل صادق لا يحتاج للمبالغة في انفعاله حتى يخفي كذبه.
الثانية : الايجاز في الكلام
"ياأبانا إن ابنك سرق"
كلمات موجزة جدا يخبرون بها عن واقعا وحادثة كبيرة وهذا حال كل انسان صادق كلامه موجز لكنه يحمل في طياته حقائق كبيرة .
الثالثة :الصادق يتأكد صدقه من خلال كلامه
" واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون "
استشهاد باناس حضروا الواقعه ثم استخدام اداتين للتوكيد على صدقهم .
تعليق