يا أهل القرآن
لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!
إلى أخي و أختي في الله..!!
إلى من ختم القرآن... وإلى من ختمت القرآن..!
إلى من حفظ نصف القرآن.. وإلى من حفظت نصف القرآن..!
إلى من حفظ ربع القرآن.. وإلى من حفظت ربع القرآن..!
إلى من حفظ آية من القرآن.. وإلى من حفظت آية من القرآن..!
أقول لكم ... لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!
حتى تقيموا القرآن في قلوبكم..
حتى تقيموا القرآن في حياتكم..
حتى تقيموا القرآن في مجتمعاتكم..
حتى تقيموا القرآن في شتى أموركم..
حتى تكونوا مثل خير البرية.. " قرآناً يمشي على الأرض"..
كما حكت لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
أحبتي في الله
إن أقرب الناس لكتاب الله.. وحفظ كتاب الله.. وتدبر كتاب الله.. والعلم بكتاب الله.. والعمل بكتاب الله.. والدعوة لكتاب الله.. هم حفَّاظ كتاب الله.. فهم أقرب الناس للخير كله,, فعن ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه". رواه البخاري.
فمتى ما صلُحَ حفَّاظ كتاب الله.. صلُحَ الناس وطابت شؤونهم وحياتهم..!!
كما قال ميمون بن مهران – رحمه الله تعالى- (لو صلُحَ أهل القرآن؛ لصلُحَ الناس).
فأدعو نفسي وإياكم -إخواني وأخواتي في الله- بالاعتصام بهذا الكتاب العظيم.. الكريم.. العزيز..– الذي " لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"-.
واعلموا –أحبتي في الله - أنَّ من أعظم الوسائل للعلم والعمل والاعتصام بكتاب الله – بعد إخلاص النية وصفاء المقصد- حفظ كتاب الله الكريم, فهو بابٌ للخير, ومفتاحٌ للعلم والخشية..!!
فالواجب علينا أيها الاخوة أن نصون هذا القرآن.. وأن نعظم هذا القرآ ن.. وليعلم أهل القرآن أنهم ليسوا على شيء حتى يقيموا القرآن.. كما قال تعالى: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ.." الآية.. وكما وجه الله تبارك وتعالى الخطاب لأهل الكتاب حيث قال: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ.." فالأولى بأهل الإسلام وأهل القرآن أن يكونوا أطوع لله تعالى من أهل الكتاب ومن غيرهم من أهل الضلالات..
وأن يكونوا بحق من أهل الخصوصية والأهلية والتي اختصهم الله جل وعلا بها.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته".. ولن يكونوا كذلك حتى يقيموا القرآن..!
وأختم بقول الإمام الشاطبيُّ رحمه الله تعالى
وإنَّ كتابَ الله ِأوثقُ شافع ٍ **** وأغنى غَنَاء ٍ واهبًا متفضلا
وخيرُ جـليسٍ لا يُمَلُ حديثه*** وتردادُه يـزدادُ فيه تجملا
وصلى الله على نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد.
تعليق