لنتأمل هذه الآية وتفسيرها
قال الله تعالى{لَوْ أَنزَلْنَاهَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ الله}
أي لو خلقنا في الجبل عقلا وتمييزا، كما خلقنا للإنسان ، وأنزلنا عليه هذا القرآن ، بوعده ووعيده ،
لخشع وخضع وتشقق خوفا من الله تعالى ،ومهابة له وهذا تصوير لعظمة قدر القرآن ،
وقوة تأثيره ، وأنه بحيث لو خوطب به جبل - على شدته وصلابته - لرأيته ذليلًا
متصدعًا من خشية الله ، والمراد منه توبيخ الإنسان بأنه لا يخشع عند تلاوة القرآن
هذا حال الجبل وهوجماد فكيف ببشر من لحــــم ودم؟!.
أين تأثرنا بهــذا القرآن العظيم وتدبرنا لآياته ؟
أم ياترى على قلوبنا أقفالها
قال الله تعالى{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
وقال الله تعالى {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ }
في هذه الآيـة بين الله - تعالى - أن الغرض الأساسي من إنزال القرآن هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة على عظم أجرها
ما مدى اهتمامنا بالقراءة في كتب التفسير من بين ما نقرأ؟
لماذا يكون همُّ أحدنا آخر السورة؟
ومتى نقتنع أن فوائد التدبر وأجره أعظم من التلاوة كهذي الشعر؟
لقد كان السلف الصالح عندما يذكَّرون بآية واحدة أو يوعظون بآية نجدهم يبكون ويتأثرون
قال الحسن وإن من كان قبلكم رأوه رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار .
أي انهم كانوا يرون آيات القران كأنها رسائل من عند الله فيتدبرونها بالليل ويعملون بها في النهار
أما نحن نقرأه عشرات المرات ونخرج منه كمـــا دخلنا إليه دون تدبر وفهم فإلى الله نشكو القسوة في قلوبنا
ونسأله أن يمن علينا بفتح هذه الأقفال لنتدبر هذا القرآن
تعليق